الحلقة الثالثة عشرة من فوائد الذكر
الفائدة الخامسة والخمسون
الفائدة الخامسة والخمسون :
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
أن جميع الاعمال إنما شرعت إقامةً لذكر الله تعالى ،والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى .
· قال سبحانه وتعالى : { وأقم الصلاة لذكري } قيل المصدر مضاف إلى الفاعل أي لأذكرك بها،
وقيل مضاف إلى المذكور أي لتذكروني بها .
واللام على هذا لام التعليل . وقيل هي اللام الوقتية أي أقم الصلاة عند ذكري كقوله { أقم الصلاة لدلوك الشمس } وقوله تعالى { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة } وهذا المعنى يراد بالآية لكن تفسيرها به يجعل معناها فيه نظر لأن هذه اللام الوقتية يليها أسماء الزمان والظروف.
· والذكر مصدر إلا أن يقدر زمانٌ محذوف أي عند وقت ذكري . وهذا محتمل . والأظهر أنها لام التعليل أي أقم الصلاة لأجل ذكري . ويلزم من هذا أن تكون إقامتها عند ذكره ، وإذا ذكرالعبد ربه فذكر الله تعالى سابق على ذكره ، فإنه لما ذَكَرَهُ ألهمه ذِكْرَهُ فالمعاني الثلاثة حق .
· وقال سبحانه وتعالى { اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر } فقيل المعنى أنكم في الصلاة تذكرون الله وهو من ذكره ، ولَذكره الله تعالى إياكم أكبر من ذكركم إياه ، وهذا يروي عن ابن عباس وسلمان وأبي الدرداء وابن مسعود رضي الله عنهم .
· وذكر ابن أبي الدنيا عن فضيل بن مرزوق عن عطية في قوله تعالى { ولذكر الله أكبر } قال : هو قوله تعالى{ فاذكروني أذكركم } فذكر الله تعالى لكم أكبر من ذكركم إياه .
· وقال ابن زيد وقتادة : معناه ولذكر الله أكبر من كل شئ .
· وقيل لسلمان أي الاعمال أفضل ؟ فقال : أما تقرأ القران { ولذكر الله أكبر } .
· ويشهد لهذا حديث أبي الدرداء المتقدم ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق..) الحديث
· وكان شيخ الاسلام أبو العباس قدس الله روحه يقول : الصحيح أن معنى الآية أن الصلاة فيها مقصودان عظيمان ، وأحدهما أعظم من الاخر ، فإنها تنهي عن الفحشاء والمنكر ، وهي مشتملة على ذكر الله تعالى ، ولَمَا فيها من ذكر الله أعظمُ من نهيها عن الفحشاء والمنكر
· وذكر ابن أبي الدنيا عن ابن عباس أنه سئل : أي العمل أفضل ؟ قال ذكر الله أكبر .
· وفي السنن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.