نقاط مهمة للتربية الجنسية من القرآن والسنة :
التربية الجنسية :
النشاط الجنسي بالنسبة للإنسان، ولسائر الأجناس الحيوانية مسألة بقاء أو فناء، فإذا توقف، أو أعيق: فإنه يهدد النوع بالفناء؛ لذا ارتبطت الممارسة الجنسية بالقوة والعنف كدرعين واقيين للنشاط الجنسي من التوقف "، فإذا قصَّر الإنسان في إشباعها: انقاد إليها منبعثاً لها لقوة ما تحمله من العنف في ذاتها لبقاء النسل، واستمرار النوع، كحال الطعام لم يجعل المولى قوام الإنسان منه إلى اختياره، وإنما جعله غريزة تلح بقوة إلى الإشباع لحفظ الذات، والغريزة - كما هو معلوم - سلوك فطري غير متكلف، يصدر عن الشخص تلقائياً بلا تعلُّم، بغرض الاستمرار وعدم الانقطاع، ومن هنا يظهر أن الهدف الأسمى من الغريزة الجنسية وكل ما يلحق بها: هو الولد، كوحدة رمزية ضرورية لدعم غريزة " البقاء "، التي أرادها المولى عز وجل لعمارة الأرض بالتوارث فيها جيلاً بعد جيل. وبناء على هذا التصور قام نظام التزاوج بين ذكر وأنثى على أساس التواصل الجنسي كضرورة إنسانية ملحة لاقتناص الولد، ضمن حدود الأسرة العضوية باعتبارها لبنة في بناء الكيان الاجتماعي الكبير يشوب مصطلح التربية الجنسية غموض كبير، لا سيما عندما يريد البعض إدخالها إلى المناهج التعليمية، وقد حصل مثل هذا ولا يزال في الأوساط الغربية، حيث نتج عنه صراع أخلاقي حول طبيعة منهج التربية الجنسية، وموضوعاته، ومن يدرسه، وكيف يُعرض، والسن المناسبة لعرض موضوعاتها. -4-
وهذه نقاط مهمة نقاط مهمة للتربية الجنسية من القرآن والسنة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1- أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين –صله الله عليه وسلم –جمال عبد الرحمان- ص92
-2- تربية الطفل في الإسلام – سيما راتب عدنان أبو الرموز- ص108
-3- التربية الجسمية – موقع الدكتور بحارث- bahareth.org www.
-4- التربية الجنسية - د.عدنان باحارث- http://www.bahareth.org/index.php-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1-أولا : عض البصر :
يجب حث الأولاد منذ الصغر عن غض البصر وعد النظر فيما حرم الله منذ الصغر عن أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سليمان بن يسار أخبرني عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال أردف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته وكان الفضل رجلا وضيئا فوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس يفتيهم وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها فالتفت النبي-صلى الله عليه وسلم -والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها فقالت يا رسول الله إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة فهل يقضي عنه أن أحج عنه قال: نعم وعن عبد الله بن محمد أخبرنا أبو عامر حدثنا زهير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري -رضى الله تعالى عنه أن -النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إياكم والجلوس بالطرقات فقالوا يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها فقال فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حق الطريق يا رسول الله قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
2- ثانيا : ضرورة الاستئذان :
وعلي بن عبد الله حدثنا سفيان قال الزهري حفظته كما أنك ها هنا عن سهل بن سعد قال اطلع رجل من جحر في حجر النبي- صلى الله عليه وسلم- ومع- النبي صلى الله عليه وسلم- مدري يحك به رأسه فقال لو أعلم أنك تنتظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر . -1-
الطفل وهو صغير لم يبلغ الحلم يستأذن في دخول غرف النوم على والديه أو غيرهم ثلاث مرات وتكون العورات فيها عرضة للانكشاف وهي قبل صلاة الفجر،ووقت الظهيرة ، وبعد صلاة العشاء،فإذا اقترب من البلوغ والاحتلام والتمييز فإنه يقل لعبه ودخوله وخروجه ، ويستأذن للدخول على والديه في سائر الأوقات لقوله عز وجل( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ )النور 58-59 -2-
أخرج أحمد وأبو داود عن عبد الله بن يسر صاحب النبي –صلى الله عليه وسلم- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا أتى بابا يريده لم يتبله ، جاء يمينا أو شمالا فإن أذن له وإلا انصرف ) -3-
3- ثالثا : وجوب الحجاب على الفتاة المسلمة :
يجب ترغيب البنت في الستر منذ الصغر لتلتزمه عند الكبر لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ )الأحزاب59-62 -4-
ويجب تعليم البنت قوله –صلى الله عليه وسلم –( صنفان من أمتي من أهل النار ، قوم معهم سياط كإذناب البقر ، يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة سنة ) فيجب ان تعلم الفتاة أن المرأة السعيدة هي التي تشعر بأن جمالها بريء لم يقترف إثما ولم يؤذ أحدا ، ولم يسبب حسرة ، ولم يثر شهوة ، ولم تلتهم لحمها الأنظار -5-
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1- صحيح البخاري المجلد الثاني – مؤسسة الشيح محمد بن صالح العثمين الخيرية
-2- أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين –صله الله عليه وسلم –جمال عبد الرحمان ص110
-3- فن تربية الأولاد في الإسلام –محمد سعيد مرسي- الجزء الأول – ص204
-4- كيف نربي أولادنا وماهو واجب الآباء والأبناء – محمد بن جميل زينو- ص26
-5- التبرج – نعمت صدقي – ص 45- 47ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4- رابعا : التفريق بين المضاجع :
ويكون في سن العاشرة وذالك لأن غريزة الطفل تكون في طريقها إلى الى النمو والظهور ، فلابد من الاحتياط بسد ذريعة الفساد ، فلا ينام الصبيان تحت لحاف واحد، وإنما كل وحد بلحافه ، وهذا هو مقتضى التفريق وطاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- كما قال ( مرو أبنائكم بالصلاة لسبع سنين ، واضربوهم عليها لعشر سنين ، وفرقوا بينهم بالمضاجع ..) .
5- خامسا : تحذريهم من النوم على البطن :
عن يعيش بن طفحه الغفاري عن أبيه –رضي الله عنه- قال : بينما أنا مضطجع في المسجد على بطني إذا رجل يحركني برجله ، فقال ( إن هذه ضجعة يبغضها الله ) قال
فنظرت ، فإذا هو رسول الله –صلى الله عليه وسلم-و في رواية ( هذه ضجعة أهل النار ) ولا شك أن النوم على البطن في احتكاك مذموم ، يوقظ الشهوة ويحرك الغريزة . -1-
6-سادسا : حماية الولد من خطر الشذوذ والانحراف الجنسي :
حكى الله تعالى في كتابه المنزل قصة قوم لوط، الذين شاعت فيهم فاحشة اللواط، فقال تعالى مخبراً عن نبيه لوط -عليه السلام-: ( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ) النمل:54-55، ولما كانت هذه الفعلة من أعظم المعاصي والكبائر التي توجب غضب الله تعالى ، كان عقاب أصحابها من أفظع العقوبات وأشنعها، فقد حكى سبحانه وتعالى كيف عاقبهم بعد أن عتوا واستكبروا فقال: ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ) هود:82-83، فتنوع عقابهم بين الرمي من علو، والرجم بالحجارة، وذلك لفظاعة جرمهم، وسوء فعلتهم.
وقد حذر الرسول –صلى الله عليه وسلم -من هذه الفاحشة، وكأنه أُلهم وقوعها في الأمة، وابتلاء البعض بها حيث قال إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط)، وقال أيضاً مبيناً أن هذه الفاحشة إذا اجتمعت ببعض الجرائم الأخرى أوجبت الدمار للأمة والهلاك : ( إذا استحلت أمتي ستاً فعليهم الدمار: إذا ظهر فيهم التلاعن، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير، واتخذوا القيان، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء). أي استغنى كل جنس بنوعه، فالذكر يقضي وطره مع الذكر، وكذلك الأنثى. وقال في حد اللوطي وعقابه: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به). وقد كان بعض السلف -رضوان الله عليهم- يرى في عقاب اللوطي أن يُرمى من بناء مرتفع، ثم يُرجم بالحجارة حتى الموت، دون النظر إلى كونه محصناً أو غير محصن. وقد نُقل عن أربعة من الخلفاء إحراق من تلبس بهذه الجريمة وهم: أبوبكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعبدا لله بن الزبير، وهشام بن عبد الملك . -2-
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1- أطفال المسلمين كيف رباهم النبي الأمين –صلى الله عليه وسلم –جمال عبد الرحمان- ص 93- ص60
-2-تربية الطفل في الإسلام – سيما راتب عدنان أبو الرموز- ص
102
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تم بحمد الله