دور الوالدين في التربية وأهمية الأسرة في الإسلام :
ــــــــــــــــــ
أولا : دور الوالدين في التربية.
اختيار الزوج والزوجة الصالحين:
إن الأسرة هي الأساس في بناء المجتمع الصالح, لذالك رغب الإسلام في اختيار الأزواج على أساس الدين فالزوجة الصالحة والزوج الصالح يعين بعضهم بعضا على أمر الآخرة.
سئل النبي –صلى الله عليه وسلم – أي المال نتخذ فقال –صلى الله عليه وسلم – ( قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة , تعين أحدكم على أمر الآخرة )
إن السنة النبوية تحث المسلم على التزوج من المرأة الصالحة ذات الدين ليسعد بها في دنياه, وتعينه على السعادة الأخروية. عن أبي أمامه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، عنها ونصحته في نفسها ومالها ) ، ويقول تعالى ( وأنكحو الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) النور 32 . -
حسن اختيار الأم تلك الحاملة الحاضنة المربية ، والرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما وضع وبين مُرغبات الرجال في اختيار النساء ذكر الجمال ، الحسب، والمال، والدين، ثم قال: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .. . -2-
ونقصد بالدين الفهم الحقيقي للإسلام والتطبيق العلمي السلوكي لكل فضائله السامية ، وآدابه الرفيعة ، ونقصد كذلك الالتزام الكامل بمنهاج الشريعة ومبادئها الخالدة على مدى الزمان والأيام .
ومما لاشك فيه أن المرأة المطيعة لزوجها، المحبة له، هي المرشحة أولاً وقبل غيرها للنجاح في تربية الجيل تربية صالحة فيها نفع للدين والأمة والوطن، وهي المؤهلة لأداء الطاعة للزوج لأن ربها أمرها بذلك. وكذلك الزوج الصالح التقي ، الوقّاف عند حدود الله هو المؤهل دون غيره ، لرعاية الزوجة المؤتمن عليها ، وهو القادر على إعطائها حقها غير منقوص مما يجعل مستقبل الأسرة زاهراً مضمونا فقال -صلى الله عليه وسلم - (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض) -3-
ويقول سبحانه وتعالى( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) القصص 26- 27
لقد طلب الرجل الصالح من موسى عليه السلام ان يزوجه بنته , وذالك لوجود خصلتين فيه هما القوة والأمانة , وفي هذا دليل على عرض الولي بنته على الرجل وهي سنة قائمة .
إن أساس التفاضل هو الدين ، فالفاسق يس كفؤا ولو كان غنيا وكذالك المشرك ليس كفؤا للمسلمة وإن كان معتدلا , لقوله تعالى (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة 221 -1-
ــــــــــــــــــــ
-1-دعوة القرآن إلى إصلاح الأسرة والمجتمع - رياض محمود قاسم ، فايز حسان أبو عمرة – دراسة إسلامية ص 250-252
-2- الإجمال في تربية الأجيال في230 وقفة تربية الأبناء – عبد الرحمن بن محمد آل عوضه- ص08
-3- تربية الطفل في الإسلام - سيما راتب عدنان أبو الرموز –ماجستير دراسات إسلامية – ص 18
ـــــــــــــــــــ
قال الله تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) الطور 21 .
فإذا لم يبلغ الولد بعمله منزلة أبيه ألحقه الله بأبيه دون أن يبخس الأب حقه
وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم – ( إنما الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تجد ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة ) والزوجة أكثر الناس مجالسة سواء للزوج أو للأولاد فمن الأحسن لو تكون كحامل المسك لا نافخ الكير.-1-
ثانيا :أهمية الأسرة في الإسلام:
إن للأسرة أهمية بالغة في التربية في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية على حد سواء، إذ أنها هي أول منشأ ينشأ فيه الطفل ويتأثر بأفراده وذلك في أهم وأخطر مرحلة في تربية الطفل وهي السنوات الأولى من حياته (سنوات ما قبل المدرسة) إذ في هذه السنوات يكون ما يغرس في نفس الطفل عميقا جداً فلا تسهل إزالته أو تغييره بعد ذلك. ومن هنا كان للأسرة تلك الأهمية الكبيرة في بناء المجتمع فهي اللبنة الأساسية لبنائه وهي المحضن الأول لتخريج وإعداد أفراده.
وقبل هذا فقد فطن لأهمية التربية من خلال الأسرة علماء المسلمين، فهذا الشيخ أبو حامد الغزالي يتحدث عن دور الوالدين في التربية فيقول: " اعلم أن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهره ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له، فينبغي أن يصونه ويؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء، ولا يعوده التنعم ولا يحبب إليه أسباب الرفاهية، فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ".-2-
ولهذا تجدُ في الغالب أن الأولادَ الذين لا يصلون، تربوا في بيوتٍ لا تقامُ فيها الصلاة، وكذلك الأولادَ الذين يدخنون، ، وهكذا تجدُ أن النشءَ ثمارَ تلك البيوت ، وكما قال تعالى وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُون ) الأعراف 58 ، -3-
ــــــــــــــــــــ
-1-فقه تربية الأبناء وطائفة من نصائح الأطباء –مصطفى العدوي – ص 29 -ص 33
-2-الوجيز في التربية – يوسف محمد الحسن –
-3- مقالات تربوية التربية الأسرية –عدنان بحارث –
http://bahareth.org/
ـــــــــــــــــــ
لا تنسوني بردودكم والدعاء والصالح
ــــــــــــــــــ
أولا : دور الوالدين في التربية.
اختيار الزوج والزوجة الصالحين:
إن الأسرة هي الأساس في بناء المجتمع الصالح, لذالك رغب الإسلام في اختيار الأزواج على أساس الدين فالزوجة الصالحة والزوج الصالح يعين بعضهم بعضا على أمر الآخرة.
سئل النبي –صلى الله عليه وسلم – أي المال نتخذ فقال –صلى الله عليه وسلم – ( قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمنة , تعين أحدكم على أمر الآخرة )
إن السنة النبوية تحث المسلم على التزوج من المرأة الصالحة ذات الدين ليسعد بها في دنياه, وتعينه على السعادة الأخروية. عن أبي أمامه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة ، إن أمرها أطاعته ، وإن نظر إليها سرته ، وإن أقسم عليها أبرته ، عنها ونصحته في نفسها ومالها ) ، ويقول تعالى ( وأنكحو الأيامى منكم والصالحين من عبادكم إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) النور 32 . -
حسن اختيار الأم تلك الحاملة الحاضنة المربية ، والرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما وضع وبين مُرغبات الرجال في اختيار النساء ذكر الجمال ، الحسب، والمال، والدين، ثم قال: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .. . -2-
ونقصد بالدين الفهم الحقيقي للإسلام والتطبيق العلمي السلوكي لكل فضائله السامية ، وآدابه الرفيعة ، ونقصد كذلك الالتزام الكامل بمنهاج الشريعة ومبادئها الخالدة على مدى الزمان والأيام .
ومما لاشك فيه أن المرأة المطيعة لزوجها، المحبة له، هي المرشحة أولاً وقبل غيرها للنجاح في تربية الجيل تربية صالحة فيها نفع للدين والأمة والوطن، وهي المؤهلة لأداء الطاعة للزوج لأن ربها أمرها بذلك. وكذلك الزوج الصالح التقي ، الوقّاف عند حدود الله هو المؤهل دون غيره ، لرعاية الزوجة المؤتمن عليها ، وهو القادر على إعطائها حقها غير منقوص مما يجعل مستقبل الأسرة زاهراً مضمونا فقال -صلى الله عليه وسلم - (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض) -3-
ويقول سبحانه وتعالى( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) القصص 26- 27
لقد طلب الرجل الصالح من موسى عليه السلام ان يزوجه بنته , وذالك لوجود خصلتين فيه هما القوة والأمانة , وفي هذا دليل على عرض الولي بنته على الرجل وهي سنة قائمة .
إن أساس التفاضل هو الدين ، فالفاسق يس كفؤا ولو كان غنيا وكذالك المشرك ليس كفؤا للمسلمة وإن كان معتدلا , لقوله تعالى (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة 221 -1-
ــــــــــــــــــــ
-1-دعوة القرآن إلى إصلاح الأسرة والمجتمع - رياض محمود قاسم ، فايز حسان أبو عمرة – دراسة إسلامية ص 250-252
-2- الإجمال في تربية الأجيال في230 وقفة تربية الأبناء – عبد الرحمن بن محمد آل عوضه- ص08
-3- تربية الطفل في الإسلام - سيما راتب عدنان أبو الرموز –ماجستير دراسات إسلامية – ص 18
ـــــــــــــــــــ
قال الله تبارك وتعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) الطور 21 .
فإذا لم يبلغ الولد بعمله منزلة أبيه ألحقه الله بأبيه دون أن يبخس الأب حقه
وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم – ( إنما الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير ، فحامل المسك إما أن تبتاع منه وإما أن تجد ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة ) والزوجة أكثر الناس مجالسة سواء للزوج أو للأولاد فمن الأحسن لو تكون كحامل المسك لا نافخ الكير.-1-
ثانيا :أهمية الأسرة في الإسلام:
إن للأسرة أهمية بالغة في التربية في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية على حد سواء، إذ أنها هي أول منشأ ينشأ فيه الطفل ويتأثر بأفراده وذلك في أهم وأخطر مرحلة في تربية الطفل وهي السنوات الأولى من حياته (سنوات ما قبل المدرسة) إذ في هذه السنوات يكون ما يغرس في نفس الطفل عميقا جداً فلا تسهل إزالته أو تغييره بعد ذلك. ومن هنا كان للأسرة تلك الأهمية الكبيرة في بناء المجتمع فهي اللبنة الأساسية لبنائه وهي المحضن الأول لتخريج وإعداد أفراده.
وقبل هذا فقد فطن لأهمية التربية من خلال الأسرة علماء المسلمين، فهذا الشيخ أبو حامد الغزالي يتحدث عن دور الوالدين في التربية فيقول: " اعلم أن الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهره ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له، فينبغي أن يصونه ويؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء، ولا يعوده التنعم ولا يحبب إليه أسباب الرفاهية، فيضيع عمره في طلبها إذا كبر ".-2-
ولهذا تجدُ في الغالب أن الأولادَ الذين لا يصلون، تربوا في بيوتٍ لا تقامُ فيها الصلاة، وكذلك الأولادَ الذين يدخنون، ، وهكذا تجدُ أن النشءَ ثمارَ تلك البيوت ، وكما قال تعالى وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُون ) الأعراف 58 ، -3-
ــــــــــــــــــــ
-1-فقه تربية الأبناء وطائفة من نصائح الأطباء –مصطفى العدوي – ص 29 -ص 33
-2-الوجيز في التربية – يوسف محمد الحسن –
-3- مقالات تربوية التربية الأسرية –عدنان بحارث –
http://bahareth.org/
ـــــــــــــــــــ
لا تنسوني بردودكم والدعاء والصالح