وسام المنتدى
من طرف تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الحمد لله المبديء المعيد ، الغني الحميد ، ذي العفو الواسع والعقاب الشديد ،ومن أضله فهو الطريد البعيد ، ومن أرشده الى سبيل النجاة فهو الرشيد ، يعلم ما ظهر وما بطن ، وما خفي وما علن ، وما عاب وما كمل ، وهو أقرب الى العبد من حبل الوريد ، قسم الخلق قسمين ، وجعلهم منزلتين ، فريق في الجنة وفريق في السعير ،ان ربك فعال لما يريد ، من عمل صالحا فلنفسه ،ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد .
أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والتحميد ، وأشكره والشكر عنده من أسباب الزلفى لديه والمزيد .
وأشهد أنم لا اله الا الله وحده لا شريك له ، ذو العرش المجيد ، والبطش الشديد ، شهادة كافله لي عنده بأعلى درجات أهل التوحيد .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، البشير النذير والسراج المنير ، أ شرف من أظلت السماء و أقلت البيد ، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ، وعلى اله وأصحابه أولي المعونة على الطاعة والتأييد صلاة دائمة في كل حين تنمو وتزيد ، لا تنفذ ما دامت الدنيا والاخرة ولا تبيد .
أما بعد :
يقول تعالى في كتابه العزيز الحكيم في سورة المائدة : { وتعاونوا على البر والتقروى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وأتقوا الله ان الله شديد العقاب.}
لقد أمر الله عز وجل الخلق بالتعاون على البر والتقوى واعانة بعضهم بعضا وحث بعضهم البعض ما أمر الله به عز وجل ، والانتهاء عن التفرق والتخاذل والاختلاف وارتكاب ما نهى الله عنه وأن يعتدي بعضهم على بعض وأن يتعاونوا على اظهار وايشاع الأثام في المجتمع .
وحتى تتضح لنا الصورة أكثر من المستحب أن نعرف معنى كل كلمة من هذه الكلمات .
أما البر : فهو العمل بما أمر الله عز وجل به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم وأجتمعت عليه كلمة أهل الرأي والمشورة من المؤمنين كما قال تعالى: { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
وللحديث الموقوف على ابن مسعود رضي الله عنه : { ان الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا فبعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد فاختار له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه فما رأه المسلمون حسنا فهو عند الله حسنا وما رأه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيحا).
أما التقوى: فهي اتقاء ما أمر الله تعالى باتقائه واجتناب ما أمر الله تعالى باجتنابه فمن اجتنب الشرك فهو تقي ومن اجتنب المعاصي فهو تقي ومن اجتنب الشبهات فهو تقي .
أما الاثم: فهو الذنب وأن يعمل الانسان ما لا يحل له وكل ما تردد في الصدر ولم ينشرح له القلب وفي الحذيث:{البر حسن الخلق والاثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس).
أما العدوان: الظلم الذي تجاوز فيه القدر الذي حد الشرع فكل من تجاوز ما حد الله تعالى ورسوله في الشرع سواء في نفسه أم في غيره فهو عاد وصاحب عدوان .
والخلاصة:أن البر ما أمرت به و التقوى ما نهيت عنه والتعاون مطلوب في المأمورات والمنهيات وهو السبيل لنجاة جماعة المؤمنين كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن النعمان بن بشير قال:{مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أن خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذي من فوقنا فان يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وان أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا).
فالتعاون على البرو التقوى أمر عظيم في استقرار الحياة الاجتماعية بين الناس وغرس الطمئنينة وراحة البال والأمن والأمان بين أفراد المجتمع . والتعاون على البر والتقوى له وجوه عديدة وكثيرة من بين هذه الوجوه :
نصرة المظلوم والأخذ على الظالم: فمن التعاون على البر و التقوى أن يتعاون المسلمون على دفع الظلم عن المظلوم بنصرته وكف يد الظالم عن ظلمه وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على نصرة المظلوم ولو كان الظلم الواقع عليه يسير وهذا حتى نتسنى بسنته ونهتدي بهديه وتوعد كل قادر على نصرة مظلوم ولم يفعل ذالك روى أبو داوود عن جابر و أبي طلحة رضي الله عنهما أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال:{ما من مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه الا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته).وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى:{وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وأجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل).
والانسان اما أن يكون ظالم أو مظلوم والمسلم مطالب بنصرة أخيه في كلتا الحالتين أما ان كان ظالم لنفسه بأن كان عاص مبتعد عن طريق الله متعد على حقوق غيره فيكون بنصحه ونهيه وتعريفه بالطريق المستقيم وان كان مظلوما من غيره وجب نصره جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{أنصر أخاك ظالما أو مظلوما قال يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه)وفي رواية لمسلم :{ ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما ان كان ظالما فلينهه فانه له نصر وان كان مظلوما فلينصره).
من مظاهر التعاون على البر والتقوى كذالك:الشعور بألام المؤمنينوجراحاتهم:ذالك أن المؤمين اخوة والأخوة تفرض على المسلم أن يواسي أخاه المؤمن في الضراء ويشاركه الفرح في السراء وقد قرر الله تعالى أخوة المؤمنين في كتابه العزيز الحكيم فقال:{انما المؤمنون اخوة) ومثل رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنون بالجسد الواحد فقال:{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وقال: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وشبك بين أصابعه.ولأجل هذا كان اتحادهم قوة وتفرقهم ضعف واجتماعهم تعوان على البر والتقوىوتشتتهم تعاون على الاثم والعدوان فالواجب على كل مسلم أن يتألم بألم اخوانه ويفرح لفرحهم وأن ينصر اخوته ويتعاون معهم على رد ظلم أعدائهم وأيما مسلم ساهم في خذلان المسلمين وتفريقهم وعمل على عدم توحيد كلمتهم فقد خان أمانة الله وهو في سخط الله حتى يتوب ويرجع روى أبو داوود وابن حبان عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال:{ مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بدنبه) قال الحافظ المنذري معناه أنه قد وقع في الاثم وهلك كالبعير اذا تردى في البئر فصارينزع بدنبه و لا يقدر على الخلاص.فالمسلم الذي يهتم بأمر المسلمين ويفرح لانتصاراتهم ويسره اجتماعهم ويسؤه تفرقهم وتمكن الاعداء منهم هو ممن يتعاون على البر والتقوى والعكس صحيح ...نسأل الله تعالى ان نكون منهم.
اللهم بارك لنا في القرأن وما فيه من الأيات والذكر الحكيم واجعلنا ممن يتبعون القول فيتبعون أحسنه.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبيه الكريم أما بعد:
من مظاهر التعاون على البر والتقوى بين أفراد المسلمين وهي كثيرة نذكر كذالك:
تفريج الكروب وتقديم المساعدات : فمن صدر الاسلام الى قيام الساعة وأغنياء المسلمين يعطفون على فقرائهم وموسيروهم على معسيريهم وأقويائهم على ضعفائهم وعلمائهم على جهالهم وأصحائهم على مرضاهم طاعة لله واتباعا لرسول الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه فالدنيا والأخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والأخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ومن هنا يجب أن تعلم أيها المسلم الغني وياصاحب المنصب ويامن وكل الله تعالى اليك أمر الناس أنه من واجبك أن تقدم المساعدات وتفرج الكروب على الناس لأن الله تعالى فضلك عليهم بالمال والجاه والسلطان حتى تؤدي هذا الواجب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ ان لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس اليهم في حوائجهم أولئك الأمنون من عذاب الله ).
وقال:{ان لله عند أقوام نعما أقرها عندهم ما كتنوا في حوائج المسلمين مالم يملوهم فاذا ملوهم نقلها الى غيرهم) . ولأجل هذا كان ثواب المشي في حوائج الناس عند الله عظيم فلو أن الانسان اعتكف يوما في المسجد يبتغي وجه الله للعبادة والذكر وقراءة القرأن وطلب العلم جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين المشرق والمغرب أما اذا مشى في حاجة أخيه بماله أو جاهه ليفرج عنه كربته وينفس عنه همه كان له خير من اعتكاف عشر سنين فاذا كان اعتكاف يوم يباعدك ثلاثة خنادق كل خندق ما بين المشرق والمغرب فما هو الحال اذا اعتكفت عشر سنين جاء في الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما الخافقين). ولهذا كان أحب الأعمال الى الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربته أو تطرد عنه جزعا أو تقضي عنه دينا).
الحمد لله المبديء المعيد ، الغني الحميد ، ذي العفو الواسع والعقاب الشديد ،ومن أضله فهو الطريد البعيد ، ومن أرشده الى سبيل النجاة فهو الرشيد ، يعلم ما ظهر وما بطن ، وما خفي وما علن ، وما عاب وما كمل ، وهو أقرب الى العبد من حبل الوريد ، قسم الخلق قسمين ، وجعلهم منزلتين ، فريق في الجنة وفريق في السعير ،ان ربك فعال لما يريد ، من عمل صالحا فلنفسه ،ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد .
أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والتحميد ، وأشكره والشكر عنده من أسباب الزلفى لديه والمزيد .
وأشهد أنم لا اله الا الله وحده لا شريك له ، ذو العرش المجيد ، والبطش الشديد ، شهادة كافله لي عنده بأعلى درجات أهل التوحيد .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، البشير النذير والسراج المنير ، أ شرف من أظلت السماء و أقلت البيد ، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ، وعلى اله وأصحابه أولي المعونة على الطاعة والتأييد صلاة دائمة في كل حين تنمو وتزيد ، لا تنفذ ما دامت الدنيا والاخرة ولا تبيد .
أما بعد :
يقول تعالى في كتابه العزيز الحكيم في سورة المائدة : { وتعاونوا على البر والتقروى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وأتقوا الله ان الله شديد العقاب.}
لقد أمر الله عز وجل الخلق بالتعاون على البر والتقوى واعانة بعضهم بعضا وحث بعضهم البعض ما أمر الله به عز وجل ، والانتهاء عن التفرق والتخاذل والاختلاف وارتكاب ما نهى الله عنه وأن يعتدي بعضهم على بعض وأن يتعاونوا على اظهار وايشاع الأثام في المجتمع .
وحتى تتضح لنا الصورة أكثر من المستحب أن نعرف معنى كل كلمة من هذه الكلمات .
أما البر : فهو العمل بما أمر الله عز وجل به وأمر به رسوله صلى الله عليه وسلم وأجتمعت عليه كلمة أهل الرأي والمشورة من المؤمنين كما قال تعالى: { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.
وللحديث الموقوف على ابن مسعود رضي الله عنه : { ان الله نظر في قلوب العباد فاختار محمدا فبعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد فاختار له أصحابا فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه فما رأه المسلمون حسنا فهو عند الله حسنا وما رأه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيحا).
أما التقوى: فهي اتقاء ما أمر الله تعالى باتقائه واجتناب ما أمر الله تعالى باجتنابه فمن اجتنب الشرك فهو تقي ومن اجتنب المعاصي فهو تقي ومن اجتنب الشبهات فهو تقي .
أما الاثم: فهو الذنب وأن يعمل الانسان ما لا يحل له وكل ما تردد في الصدر ولم ينشرح له القلب وفي الحذيث:{البر حسن الخلق والاثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس).
أما العدوان: الظلم الذي تجاوز فيه القدر الذي حد الشرع فكل من تجاوز ما حد الله تعالى ورسوله في الشرع سواء في نفسه أم في غيره فهو عاد وصاحب عدوان .
والخلاصة:أن البر ما أمرت به و التقوى ما نهيت عنه والتعاون مطلوب في المأمورات والمنهيات وهو السبيل لنجاة جماعة المؤمنين كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن النعمان بن بشير قال:{مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أن خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذي من فوقنا فان يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وان أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا).
فالتعاون على البرو التقوى أمر عظيم في استقرار الحياة الاجتماعية بين الناس وغرس الطمئنينة وراحة البال والأمن والأمان بين أفراد المجتمع . والتعاون على البر والتقوى له وجوه عديدة وكثيرة من بين هذه الوجوه :
نصرة المظلوم والأخذ على الظالم: فمن التعاون على البر و التقوى أن يتعاون المسلمون على دفع الظلم عن المظلوم بنصرته وكف يد الظالم عن ظلمه وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على نصرة المظلوم ولو كان الظلم الواقع عليه يسير وهذا حتى نتسنى بسنته ونهتدي بهديه وتوعد كل قادر على نصرة مظلوم ولم يفعل ذالك روى أبو داوود عن جابر و أبي طلحة رضي الله عنهما أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال:{ما من مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه الا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته).وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى:{وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وأجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم يفعل).
والانسان اما أن يكون ظالم أو مظلوم والمسلم مطالب بنصرة أخيه في كلتا الحالتين أما ان كان ظالم لنفسه بأن كان عاص مبتعد عن طريق الله متعد على حقوق غيره فيكون بنصحه ونهيه وتعريفه بالطريق المستقيم وان كان مظلوما من غيره وجب نصره جاء في الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{أنصر أخاك ظالما أو مظلوما قال يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال تأخذ فوق يديه)وفي رواية لمسلم :{ ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما ان كان ظالما فلينهه فانه له نصر وان كان مظلوما فلينصره).
من مظاهر التعاون على البر والتقوى كذالك:الشعور بألام المؤمنينوجراحاتهم:ذالك أن المؤمين اخوة والأخوة تفرض على المسلم أن يواسي أخاه المؤمن في الضراء ويشاركه الفرح في السراء وقد قرر الله تعالى أخوة المؤمنين في كتابه العزيز الحكيم فقال:{انما المؤمنون اخوة) ومثل رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنون بالجسد الواحد فقال:{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وقال: {المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وشبك بين أصابعه.ولأجل هذا كان اتحادهم قوة وتفرقهم ضعف واجتماعهم تعوان على البر والتقوىوتشتتهم تعاون على الاثم والعدوان فالواجب على كل مسلم أن يتألم بألم اخوانه ويفرح لفرحهم وأن ينصر اخوته ويتعاون معهم على رد ظلم أعدائهم وأيما مسلم ساهم في خذلان المسلمين وتفريقهم وعمل على عدم توحيد كلمتهم فقد خان أمانة الله وهو في سخط الله حتى يتوب ويرجع روى أبو داوود وابن حبان عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال:{ مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بدنبه) قال الحافظ المنذري معناه أنه قد وقع في الاثم وهلك كالبعير اذا تردى في البئر فصارينزع بدنبه و لا يقدر على الخلاص.فالمسلم الذي يهتم بأمر المسلمين ويفرح لانتصاراتهم ويسره اجتماعهم ويسؤه تفرقهم وتمكن الاعداء منهم هو ممن يتعاون على البر والتقوى والعكس صحيح ...نسأل الله تعالى ان نكون منهم.
اللهم بارك لنا في القرأن وما فيه من الأيات والذكر الحكيم واجعلنا ممن يتبعون القول فيتبعون أحسنه.
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبيه الكريم أما بعد:
من مظاهر التعاون على البر والتقوى بين أفراد المسلمين وهي كثيرة نذكر كذالك:
تفريج الكروب وتقديم المساعدات : فمن صدر الاسلام الى قيام الساعة وأغنياء المسلمين يعطفون على فقرائهم وموسيروهم على معسيريهم وأقويائهم على ضعفائهم وعلمائهم على جهالهم وأصحائهم على مرضاهم طاعة لله واتباعا لرسول الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه فالدنيا والأخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والأخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ومن هنا يجب أن تعلم أيها المسلم الغني وياصاحب المنصب ويامن وكل الله تعالى اليك أمر الناس أنه من واجبك أن تقدم المساعدات وتفرج الكروب على الناس لأن الله تعالى فضلك عليهم بالمال والجاه والسلطان حتى تؤدي هذا الواجب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ ان لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس اليهم في حوائجهم أولئك الأمنون من عذاب الله ).
وقال:{ان لله عند أقوام نعما أقرها عندهم ما كتنوا في حوائج المسلمين مالم يملوهم فاذا ملوهم نقلها الى غيرهم) . ولأجل هذا كان ثواب المشي في حوائج الناس عند الله عظيم فلو أن الانسان اعتكف يوما في المسجد يبتغي وجه الله للعبادة والذكر وقراءة القرأن وطلب العلم جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما بين المشرق والمغرب أما اذا مشى في حاجة أخيه بماله أو جاهه ليفرج عنه كربته وينفس عنه همه كان له خير من اعتكاف عشر سنين فاذا كان اعتكاف يوم يباعدك ثلاثة خنادق كل خندق ما بين المشرق والمغرب فما هو الحال اذا اعتكفت عشر سنين جاء في الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من مشى في حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين ومن اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق كل خندق أبعد مما الخافقين). ولهذا كان أحب الأعمال الى الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { سرور تدخله على مسلم أو تكشف عن كربته أو تطرد عنه جزعا أو تقضي عنه دينا).
أسأل الله تعالى أن أكون واياكم منهم وأن يجعلنا ممن يتعاونون على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الاثم والعدوان
