كما ذكرنا في حلقة سابقة أن المال إنما سمي مالاً لأنه يميل بصاحبه، وأنه يسمى ( خيراً )، وقد جبل الإنسان على حبه، قال تعالى: )وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ( [ العاديات:8] )لحب الخير(أي المال؛ أخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ) إنه(: الإنسان، )لحب الخير( قال: المال
ومنه قوله تعالى )كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ ( [البقرة: 180].
والمال لا يذم لذاته، بل يمدح إذا كان سبباً للتوصل لمصالح الدنيا والدين، وقد سماه الله خيراً، وهو قوام الآدمي، قال تعالى في أول سورة النساء )وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً (.
للمال فوائد وغوائل
أما فوائده: فدنيوية ودينية
أما الدنيوية: فالخلق يعرفونها، ولذلك تهالكوا في طلبها
وأما الدينية فتنحصر في ثلاثة أنواع:-
الأول: أن ينفقه على نفسه: إما في عبادة كالحج والجهاد وإما في الاستعانة على العبادة، كالمطعم والملبس والمسكن ليتفرغ القلب للدين والعبادة،وما لا يتوصل إلى العبادة إلا به فهو عبادة شريطة عدم الزيادة على الحاجة.
الثاني: ما يصرفه إلى الناس: وهو الصدقة وما يندرج تحتها.
الثالث: النفع العام: كبناء المساجد والفناطر والمستشفيات وحفر الآبار والأوقاف.
قال سعيد بن المسيب: لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حله، يكف به وجهه عن الناس ، ويصل به رحمه، ويعطي منه حقه
وقال أبو إسحاق السبيعي:كانوا يرون السعة عوناً على الدين.
وقال سفيان: المال في زماننا هذا سلاح المؤمن
أما غوائله: فثلاث:
الأولى: أنه يجر إلى المعاصي غالباً.
الثانية: يحرك إلى التنعم في المباحات حتى تصير له عادة وإلفاً فلا يصبر عنها.
الثالثة: وهي التي لا ينفك عنها أحد، وهو أن يلهيه ماله عن ذكر الله.
وهو فتنة كما قال تعالى )إنما أموالكم وأولادكم فتنة( [الأنفال: 28].