الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله
و صحبه أجمعين إلى يوم الدين أما بعد:
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به
الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إسباغ الوضوء على المكاره و كثرة
الخطا إلى المساجد ة انتظار الصلاة بعد الصلاة فدلكم الرباط فدلكم الرباط فدلكم
الرباط"
ففي هده الوصية يشير صلى الله عليه و سلم إلى ما يمحو
الخطايا و هي كناية عن غفرانها و رفع الدرجات أي إعلاء المنازل في الجنة ودلك يكون
بإسباغ الوضوء على المكاره أي إتمام الوضوء عند شدة البرد و ألم الجسد و نحو دلك و
كثرة الخطا إلى المساجد و هده الأماكن المقدسة التي تشهد تربتها كل يوم خمس مرات هده
الجباه الساجدة الضارعة لبارئها و انتظار الصلاة بعد الصلاة و هده صفة المؤمن الدي
يكون قلبه معلقا دائما ببيت الله و يحن إليه وصيته بقوله :"فدلكم الرباط"و
كررها ثلاث مرات تأكيدا على الأخد بوصيته بأبي و أمي رسول الله و أصل الرباط :هو
الحبس على الشيء كأنه حبس نفسه على طاعة الله
فيا أخي القارئ هيا إلى الرباط إلى السيئات و إلى رفع الدرجات بإسباغ الوضوء
على المكاره و بكثرة الخطا إلى المساجد و بانتظار الصلاة بعد الصلاة يضمن الله تعالى لك الروح و الرحمة و
الجواز على الصراط إلى الجنة و دلك هو الفوز العظيم و اعلم هده الأيام مطايا فأين
العدة قبل المنايا أين الأنفة من دار الأدايا أين العزائم أرضيتم بالدنايا ؟ إن بلية الهوى لا تشبه البلايا و إ ن خطيئة
الإصرار لا كالخطايا ما مستورين ستظهر الخطايا سرية الموت لا تشبه السرايا.