الأصل
السني هو أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "
فيقرر سيد هنا عن عمد وعلم خلاف معتقد أهل السنة وأصلهم انحيازاً منه
كعادته إلى أهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة وغيرهم فيقول :
أولاً :-أ- إن التعبير القرآني دقيق في بنائه اللفظي ليدل دلالة دقيقة على مدلوله المعنوي .
ب- " وفي العبارة هنا قصر بلفظ "إنما " .
ج- " وليس هناك مبرر لتأويله وفيه هذا الجزم الدقيق ليقال : إن المقصود هو الإيمان الكامل "
أقول : يعني ليس هناك مؤمن كامل الإيمان ومؤمن ناقص الإيمان بل إما مؤمن أو كافر كما سيأتي .
ليس
هناك مؤمن كامل الإيمان حتى يكون إيمانه كالجبال لكمال إيمانه وأعماله
الصالحة ومؤمن ناقص الإيمان بذنوبه ومعاصيه حتى إن إيمانهم لينقص إلى
مثاقيل الذر .كما تواترت بذلك الأحاديث النبوية في الشفاعة في أهل الذنوب
بل هناك نصوص قرآنية تدحض باطل هذا الرجل وأشياعه من الخوارج والمعتزلة
وغيرهم .
منها قول الله تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد . ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك
هو الفضل الكبير ) [ سورة فاطر :32 ] .
ألا ترى كيف قسم المصطفين إلى ثلاثة أقسام ومنهم الظالم لنفسه الناقص الإيمان.
ثانياً :- قال مؤكداً كلامه السابق :
"فلو شاء الله – سبحانه أن يقول هذا – لقاله .
إنما
هو تعبير محدد دقيق الدلالة : إن هؤلاء الذين هذه صفاتهم وأعمالهم
ومشاعرهم هم المؤمنون ، فغيرهم ممن ليس له هذه الصفات بجملتها ليسوا
بالمؤمنين .
والتوكيد في آخر الآيات ( أولئك هم المؤمنون حقا ) يقرر
هذه الحقيقة فغير المؤمنين حقا لا يكونون مؤمنين أصلا . والتعبيرات
القرآنية يفسر بعضها بعضا والله يقول : فماذا بعد الحق إلا الضلال ، فما
لم يكن حقا فهو الضلال وليس المقابل لوصف المؤمنون حقا هو المؤمنون إيمانا
غير كامل ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه
التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير "ا.هـ
أي أن القول الحق هو ما
يقرره الخوارج من أن الإيمان لا يقبل النقص بحال وأن قول أهل السنة
والجماعة المستفاد من نصوص القرآن والسنة والمبني على رد المتشابهات إلى
المحكمات تأويل باطل مميع .
وهذا منهج متبع لدى سيد قطب في العقائد
التي يختلف فيها أهل السنة والجماعة وأهل الضلال من الجهمية والمعتزلة
والخوارج أن ينحاز إلى أهل الضلال فيقرر باطلهم ، بأقوى ما يستطيعه من
التهاويل ثم يحط من شأن أهل السنة ويطعنهم بأسلوب ينطوي على المكر والدهاء
والتمويه، فهو هنا يذم التأويل كما ترى ويراه تمييعاً وهو من أشد الغلاة
في تأويل صفات الله ومن أشد الناس إغراقا في البدع الكبرى وولوعاً بها
.كتعطيل صفة استواء الله على عرشه وعلوه، وإنكاره لرؤية الله، وقوله بخلق
القرآن، وأزلية الروح، إلى آخر ضلالاته القائمة على التأويل أي التحريف
الجريء .
ثالثاً :- قال عقب كلامه السابق :
" لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا .
جاء
في تفسير ابن كثير قال علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى :" إنما
المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " قال : المنافقون لا يدخل
قلوبهم شئ من ذكر الله عند أداء فرائضه ، ولا يؤمنون بشئ من آيات الله ،
ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا ( عن أعين الناس ) ولا يؤدون زكاة
أموالهم .
فأخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين ، ثم وصف الله المؤمنين
فقال ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) فأدوا فرائضه (
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) يقول :زادتهم تصديقاً ( وعلى ربهم
يتوكلون ) يقول : لا يرجون غيره .
وسنرى من طبيعة هذه الصفات أنه لا
يمكن أن يقوم بدونها الإيمان أصلا وأن الأمر فيها ليس أمر كمال الإيمان أو
نقصه ، إنما هو أمر وجود الإيمان أو عدمه " .
1- انظر قوله : " لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا ".
أقول:
كيف ينسب مذهب الخوارج إلى السلف لأن ابن كثير نقل عن واحد من السلف
المحاربين لمذهب الخوارج ألا وهو ابن عباس حبر القرآن ومبطل مذهب الخوارج
التكفيري .
أولاً :- في مناظرته المشهورة للخوارج والتي عاد بسببها إلى مذهب أهل السنة آنذاك -وهم الصحابة- ألوف من الخوارج " .
ثانيا
:- تفسيره المشهور المتداول بين أهل السنة والجماعة من عهده – رضي الله
عنه – إلى يومنا هذا لقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون ) الذي نقله عنه الإمام ابن جرير بإسناده حدثنا هناد ثنا وكيع
وحدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي ، عن سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاووس
عن ابن عباس ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) قال : هي
به كفر وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله ،ثم رواه من طريق الحسن بن
يحيى (ويعني به ابن الجعد الجرجاني وهو صدوق) عن عبد الرزاق عن معمر عن
ابن طاووس عن ابن عباس قال : هي به كفر قال ابن طاووس : وليس كمن كفر
بالله وملائكته وكتبه ورسله " تفسير ابن جرير (6/256) وقال ابن جرير قبله
(ص 255 ) وقال آخرون :عنى بذلك كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم "
ونقل قول ابن عباس وطاووس وابنه .
وقال ابن كثير : " وقال علي بن طلحة
عن ابن عباس قوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) من
جحد ما أنزل الله فقد كفر ، ومن أقرّ به ولم يحكم فهو ظالم فاسق " رواه
ابن جرير تفسير ابن كثير (3/111) وقد نقل كل من ابن جرير وابن كثير
أقوالاً أُخرَ عن المفسرين ليس هذا مجال سردها لأن قصدي بيان أن ابن عباس
لا يرى رأي سيد قطب: أنه ليس هناك إيمان كامل وإيمان ناقص ولا كفر دون كفر
وأنه لا ابن عباس ولا السلف معه على هذا الأصل الباطل .
ثم إنه لا
يلزم مما نقله عنه ابن كثير من طريق علي بن طلحة في المنافقين والمؤمنين ،
أنه يرى أن الناس قسمان فقط مؤمن ومنافق فقط . بل هو وأهل السنة وعلى
رأسهم الصحابة الكرام يرون أن الناس ينقسمون إلى كفار ومنافقين ومؤمنين
كاملي الإيمان ومؤمنين ناقصي الإيمان وهم العصاة ومن هنا كانوا يقيمون
الحدود على العصاة مرتكبي الكبائر ولا يكفرونهم ولا يخرجون أحداً منهم من
دائرة الإسلام بذنب أو ذنوب مستندين على نصوص الكتاب والسنة المحكمة ،
فكيف يستجيز سيد قطب نسبة هذا المذهب الحروري إلى السلف.
وكيف يتغافل
سيد قطب عن ما نقله ابن كثير في تفسير هذه الآية بقوله :" قال عمرو بن مرة
في قوله أولئك هم المؤمنون حقاً ) " إنما أنزل القرآن بلسان العرب
كقولك فلان سيد حقا وفي القوم سادة ، وفلان تاجر حقا وفي القوم تجار ،
وفلان شاعر حقا وفي القوم شعراء ".
أي أن القصر في الآية إضافي وليس
بحقيقي أي أن قول الله تعالى ( أولئك هم المؤمنون حقا ) لا ينفي الإيمان
عمن قصر عن هذه المرتبة كما لا ينفي عن العرب بقولهم فلان سيد حقا إلى
آخره السيادة والتجارة والشعر عن سواهم وهذا بخلاف فهم سيد قطب والخوارج
من هذه الآية .
لقد كرر سيد قطب نفي أصل الإيمان عمن لم تتوفر فيهم هذه
الصفات واستنكر قول أهل السنة أن هناك مؤمنا كامل الإيمان ومؤمنا ناقص
الإيمان وقال : ((ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه
التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبي]].
فهل في مذهب أهل السنة الحق القائم على الكتاب والسنة ومنهج السلف تمييع ؟السني هو أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "
فيقرر سيد هنا عن عمد وعلم خلاف معتقد أهل السنة وأصلهم انحيازاً منه
كعادته إلى أهل الأهواء من الخوارج والمعتزلة وغيرهم فيقول :
أولاً :-أ- إن التعبير القرآني دقيق في بنائه اللفظي ليدل دلالة دقيقة على مدلوله المعنوي .
ب- " وفي العبارة هنا قصر بلفظ "إنما " .
ج- " وليس هناك مبرر لتأويله وفيه هذا الجزم الدقيق ليقال : إن المقصود هو الإيمان الكامل "
أقول : يعني ليس هناك مؤمن كامل الإيمان ومؤمن ناقص الإيمان بل إما مؤمن أو كافر كما سيأتي .
ليس
هناك مؤمن كامل الإيمان حتى يكون إيمانه كالجبال لكمال إيمانه وأعماله
الصالحة ومؤمن ناقص الإيمان بذنوبه ومعاصيه حتى إن إيمانهم لينقص إلى
مثاقيل الذر .كما تواترت بذلك الأحاديث النبوية في الشفاعة في أهل الذنوب
بل هناك نصوص قرآنية تدحض باطل هذا الرجل وأشياعه من الخوارج والمعتزلة
وغيرهم .
منها قول الله تعالى : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من
عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد . ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك
هو الفضل الكبير ) [ سورة فاطر :32 ] .
ألا ترى كيف قسم المصطفين إلى ثلاثة أقسام ومنهم الظالم لنفسه الناقص الإيمان.
ثانياً :- قال مؤكداً كلامه السابق :
"فلو شاء الله – سبحانه أن يقول هذا – لقاله .
إنما
هو تعبير محدد دقيق الدلالة : إن هؤلاء الذين هذه صفاتهم وأعمالهم
ومشاعرهم هم المؤمنون ، فغيرهم ممن ليس له هذه الصفات بجملتها ليسوا
بالمؤمنين .
والتوكيد في آخر الآيات ( أولئك هم المؤمنون حقا ) يقرر
هذه الحقيقة فغير المؤمنين حقا لا يكونون مؤمنين أصلا . والتعبيرات
القرآنية يفسر بعضها بعضا والله يقول : فماذا بعد الحق إلا الضلال ، فما
لم يكن حقا فهو الضلال وليس المقابل لوصف المؤمنون حقا هو المؤمنون إيمانا
غير كامل ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه
التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبير "ا.هـ
أي أن القول الحق هو ما
يقرره الخوارج من أن الإيمان لا يقبل النقص بحال وأن قول أهل السنة
والجماعة المستفاد من نصوص القرآن والسنة والمبني على رد المتشابهات إلى
المحكمات تأويل باطل مميع .
وهذا منهج متبع لدى سيد قطب في العقائد
التي يختلف فيها أهل السنة والجماعة وأهل الضلال من الجهمية والمعتزلة
والخوارج أن ينحاز إلى أهل الضلال فيقرر باطلهم ، بأقوى ما يستطيعه من
التهاويل ثم يحط من شأن أهل السنة ويطعنهم بأسلوب ينطوي على المكر والدهاء
والتمويه، فهو هنا يذم التأويل كما ترى ويراه تمييعاً وهو من أشد الغلاة
في تأويل صفات الله ومن أشد الناس إغراقا في البدع الكبرى وولوعاً بها
.كتعطيل صفة استواء الله على عرشه وعلوه، وإنكاره لرؤية الله، وقوله بخلق
القرآن، وأزلية الروح، إلى آخر ضلالاته القائمة على التأويل أي التحريف
الجريء .
ثالثاً :- قال عقب كلامه السابق :
" لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا .
جاء
في تفسير ابن كثير قال علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى :" إنما
المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " قال : المنافقون لا يدخل
قلوبهم شئ من ذكر الله عند أداء فرائضه ، ولا يؤمنون بشئ من آيات الله ،
ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا ( عن أعين الناس ) ولا يؤدون زكاة
أموالهم .
فأخبر الله أنهم ليسوا بمؤمنين ، ثم وصف الله المؤمنين
فقال ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) فأدوا فرائضه (
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) يقول :زادتهم تصديقاً ( وعلى ربهم
يتوكلون ) يقول : لا يرجون غيره .
وسنرى من طبيعة هذه الصفات أنه لا
يمكن أن يقوم بدونها الإيمان أصلا وأن الأمر فيها ليس أمر كمال الإيمان أو
نقصه ، إنما هو أمر وجود الإيمان أو عدمه " .
1- انظر قوله : " لذلك كان السلف يعرفون من هذه الآيات أن من لم يجد في نفسه وعمله هذه الصفات لم يجد الإيمان ولم يكن مؤمنا أصلا ".
أقول:
كيف ينسب مذهب الخوارج إلى السلف لأن ابن كثير نقل عن واحد من السلف
المحاربين لمذهب الخوارج ألا وهو ابن عباس حبر القرآن ومبطل مذهب الخوارج
التكفيري .
أولاً :- في مناظرته المشهورة للخوارج والتي عاد بسببها إلى مذهب أهل السنة آنذاك -وهم الصحابة- ألوف من الخوارج " .
ثانيا
:- تفسيره المشهور المتداول بين أهل السنة والجماعة من عهده – رضي الله
عنه – إلى يومنا هذا لقوله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون ) الذي نقله عنه الإمام ابن جرير بإسناده حدثنا هناد ثنا وكيع
وحدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي ، عن سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاووس
عن ابن عباس ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) قال : هي
به كفر وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله ،ثم رواه من طريق الحسن بن
يحيى (ويعني به ابن الجعد الجرجاني وهو صدوق) عن عبد الرزاق عن معمر عن
ابن طاووس عن ابن عباس قال : هي به كفر قال ابن طاووس : وليس كمن كفر
بالله وملائكته وكتبه ورسله " تفسير ابن جرير (6/256) وقال ابن جرير قبله
(ص 255 ) وقال آخرون :عنى بذلك كفر دون كفر وفسق دون فسق وظلم دون ظلم "
ونقل قول ابن عباس وطاووس وابنه .
وقال ابن كثير : " وقال علي بن طلحة
عن ابن عباس قوله : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) من
جحد ما أنزل الله فقد كفر ، ومن أقرّ به ولم يحكم فهو ظالم فاسق " رواه
ابن جرير تفسير ابن كثير (3/111) وقد نقل كل من ابن جرير وابن كثير
أقوالاً أُخرَ عن المفسرين ليس هذا مجال سردها لأن قصدي بيان أن ابن عباس
لا يرى رأي سيد قطب: أنه ليس هناك إيمان كامل وإيمان ناقص ولا كفر دون كفر
وأنه لا ابن عباس ولا السلف معه على هذا الأصل الباطل .
ثم إنه لا
يلزم مما نقله عنه ابن كثير من طريق علي بن طلحة في المنافقين والمؤمنين ،
أنه يرى أن الناس قسمان فقط مؤمن ومنافق فقط . بل هو وأهل السنة وعلى
رأسهم الصحابة الكرام يرون أن الناس ينقسمون إلى كفار ومنافقين ومؤمنين
كاملي الإيمان ومؤمنين ناقصي الإيمان وهم العصاة ومن هنا كانوا يقيمون
الحدود على العصاة مرتكبي الكبائر ولا يكفرونهم ولا يخرجون أحداً منهم من
دائرة الإسلام بذنب أو ذنوب مستندين على نصوص الكتاب والسنة المحكمة ،
فكيف يستجيز سيد قطب نسبة هذا المذهب الحروري إلى السلف.
وكيف يتغافل
سيد قطب عن ما نقله ابن كثير في تفسير هذه الآية بقوله :" قال عمرو بن مرة
في قوله أولئك هم المؤمنون حقاً ) " إنما أنزل القرآن بلسان العرب
كقولك فلان سيد حقا وفي القوم سادة ، وفلان تاجر حقا وفي القوم تجار ،
وفلان شاعر حقا وفي القوم شعراء ".
أي أن القصر في الآية إضافي وليس
بحقيقي أي أن قول الله تعالى ( أولئك هم المؤمنون حقا ) لا ينفي الإيمان
عمن قصر عن هذه المرتبة كما لا ينفي عن العرب بقولهم فلان سيد حقا إلى
آخره السيادة والتجارة والشعر عن سواهم وهذا بخلاف فهم سيد قطب والخوارج
من هذه الآية .
لقد كرر سيد قطب نفي أصل الإيمان عمن لم تتوفر فيهم هذه
الصفات واستنكر قول أهل السنة أن هناك مؤمنا كامل الإيمان ومؤمنا ناقص
الإيمان وقال : ((ولا يجوز أن يصبح التعبير القرآني الدقيق عرضة لمثل هذه
التأويلات المميعة لكل تصور ولكل تعبي]].