أبو الأعلى المودودي (1321-1399هـ / 1903-1979م) ولد بمدينة أورنك أباد في ولاية حيدر أباد بالهند من أسرة فاضلة اشتهرت بالدين والفضل والعلم . لم يعلمه أبوه في المدارس الإنجليزية واكتفى بتعليمه في البيت.
عقب وفاة الوالد عام 1917 أدرك الابن أنه أصبح لا يملك إلا بناء الذات فاتجه إلى الصحافة فانضم إلى جريدة مدينة "بجنوز" 1918، ومنها إلى جريدة (تاج) الأسبوعية، وفيها كتب افتتاحيات عديدة تتحمس للمحافظة على الخلافة الإسلامية، وفي هذه الأثناء كتب كتاب "النشاطات التبشيرية في تركيا".
ونتيجة احتكاكه بحركة الخلافة انتقل إلى دلهي عاصمة الهند، وقابل مفتي الديار الهندية الشيخ "كفاية الله" والشيخ "أحمد سعيد"، وكانا من كبار جمعية العلماء بالهند، ووقع الاختيار عليه لرئاسة تحرير الصحيفة التي ستصدرها الجمعية تحت اسم "المسلم" (بين 1921و1923)، وفي عام 1924 أصدرت جريدة الجمعية، ورأس المودودي تحريرها حتى 1948.
وخلال إقامته في دلهي تعمق المودودي في العلوم الإسلامية والآداب العربية، كما تعلم الإنجليزية في أربعة أشهر، وحصل قراءات فاحصة للآداب الإنجليزية والفلسفة والعلوم الاجتماعية؛ الأمر الذي مكنه من إجراء المقارنة بين ما تنطوي عليه الثقافة الإسلامية وما تتضمنه الثقافية الغربية.
أصدر مجلة " ترجمان القرآن " الشهرية المستقلة عام 1932 م وكان لها دور أساسي في الحركة الإسلامية في القارة الهندية .تقابل مع الشاعر محمد إقبال الذى أقنعه بالمجئ إلى لاهور ليتعاونا معـًا في بعث الإسلام و ساند مسلمى الهند حتى قيام دولتهم باكستان .
تأسيس الجماعة الإسلامية :
أسس الجماعة الإسلامية في لاهور، كان ظاهر هذه الجماعة هو الإصلاح الشامل لحياة المسلمين اليوم على أساس الإسلام الصحيح النقى مما ألصقه به الحاقدون من شوائب ،وأما ما خفي فهو أعظم، وهو أن المودودي أراد من خلال هذه الجماعة نشر أفكاره المقامة على الكتاب والسنة ، وانتخب أميرًا لها في (3 من شعبان 1360 هـ الموافق 26 من أغسطس 1941م). ودعا مسلمى الهند في مجلته ترجمان القرآن إلى الانضمام إليها قائلا "لابد من وجود جماعة صادقة في دعوتها إلى الله ، جماعة تقطع كل صلاتها بكل شئ سوى الله وطريقه ، جماعة تتحمل السجن والتعذيب والمصادرة ، وتلفيق الاتهامات، وحياكة الأكاذيب ، وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والتشريد ، وربما القتل والإعدام ، جماعة تبذل الأرواح رخيصة ، وتتنازل عن الأموال بالرضا والخيار
وبعد ذلك بعامين في (1362 هـ = 1943م) نقلت الجماعة الإسلامية مركزها الرئيسي من لاهور إلى دار السلام - إحدى قرى بتها نكوت – و سخر قواه وجماعته لمناصرة قضية فلسطين
ومع إعلان قيام دولة باكستان في (11 من شوال 1366 هـ = 28 من أغسطس 1947م)، انتقل المودودي مع زملائه إلى لاهور؛ حيث أسس مقر الجماعة الإسلامية بها، وفي (صفر 1367 هـ = يناير 1948م) بعد قيام باكستان بنحو خمسة أشهر، ألقى المودودي أول خطاب له في كلية الحقوق، وطالب بتشكيل النظام الباكستاني طبقًا للقانون الإسلامي .وظل المودودي يلح على الحكومة بهذا المطلب، فألقى خطابًا آخر في اجتماع عام بكراتشي في (ربيع الآخر 1367 هـ = مارس 1948م) تحت عنوان "المطالبة الإسلامية بالنظام الإسلامي".و قبض عليه عدة مرات لأسباب مختلقة.
الحكم بإعدامه وبعض منجزاته:
حكم عليه بالإعدام في عام 1953 فوقف ثابتًا وقال كلمته المشهورة " إن كانت تلك إرادة الله فإنى أتقبلها بكل فرحة ، وإن لم يكتب لى الموت في الوقت الحاضر فلا يهمنى ما يحاولون فعله فإنهم لن يستطيعوا إلحاق أقل ضرر بى "وبعد أربعة أيام فقط من اعتقاله حكم عليه بالإعدام، وهو ما أدى إلى حدوث ثورة من الغضب الشديد في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وتوالت البرقيات من كل مكان تشجب هذا الحكم، حتى اضطرت الحكومة إلى تخفيف حكم الإعدام والحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ولكن ردود الفعل الرافضة لهذا الحكم أدت إلى إصدار حكم بالعفو عن المودودي في (1374 هـ = 1955م).
وعندما ساءت حالته الصحية سلم قيادة الجماعة للأستاذ محمد طفيل وتفرغ للعمل الفكري.
أسهم في إنشاء جمعية الجامعات الإسلامية كمنظمة دائمة.
في عام 1399هـ منح جائزة الملك فيصل تقديراً لجهوده وتضحياته في خدمة الإسلام.
توفي أبو الأعلى المودودي سنة 1399هـ - 1979م في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بعد إجراء عملية قرحة و كان في زيارة لابنه.
مؤلفاته :
بلغ عدد مؤلفات المودودي (70) مصنفًا ما بين كتاب ورسالة، ومن أبرز تلك المؤلفات:
الجهاد في الإسلام: وكان سبب تأليفه لهذا الكتاب أن المهاتما غاندي نقل عنه قوله بأن الإسلام انتشر بحد السيف. وخطب الإمام "محمد علي الجوهري" خطبة في الجامع الكبير بدهلي، وصدح بقولته: "ليت رجلا من المسلمين يقوم للرد"؛ فأراد المودودي أن يكون هذا الرجل، وغربل أمهات الكتب في هذا الموضوع، وأخذ يطالع تاريخ الحروب عند جميع الشعوب قديمًا وحديثًا وكتب حلقات متواصلة في جريدة الجمعية، ثم صدرت في كتاب عام 1928، وكان الدكتور "محمد إقبال" ينصح دائمًا الشباب المسلمين باقتناء هذا الكتاب.
مبادئ الإسلام
الحجاب
بر الأمان
تجديد الدين وإحيائه وواقع المسلمين وسبيل النهوض بهم
تفسير سورة النور
الجهاد في سبيل الله
تذكرة دعاة الإسلام
الانقلاب الإسلامى
المسألة القاديانية وكشف فيه بإيجاز عن عقائد هذه الفرقة ومخططاته
المصطلحات الأربعة الأساسية في القرآن، والإسلام والجاهلية، ودين الحق، والأسس الأخلاقية الإسلامية
تفهيم القرآن : فسر القرآن بآرائه العقلية دون الرجوع إلى أمهات كتب التفسير ، فأخطأ فيه أخطاءا جسيمة ، وشنع في أماكن عدة .
عقب وفاة الوالد عام 1917 أدرك الابن أنه أصبح لا يملك إلا بناء الذات فاتجه إلى الصحافة فانضم إلى جريدة مدينة "بجنوز" 1918، ومنها إلى جريدة (تاج) الأسبوعية، وفيها كتب افتتاحيات عديدة تتحمس للمحافظة على الخلافة الإسلامية، وفي هذه الأثناء كتب كتاب "النشاطات التبشيرية في تركيا".
ونتيجة احتكاكه بحركة الخلافة انتقل إلى دلهي عاصمة الهند، وقابل مفتي الديار الهندية الشيخ "كفاية الله" والشيخ "أحمد سعيد"، وكانا من كبار جمعية العلماء بالهند، ووقع الاختيار عليه لرئاسة تحرير الصحيفة التي ستصدرها الجمعية تحت اسم "المسلم" (بين 1921و1923)، وفي عام 1924 أصدرت جريدة الجمعية، ورأس المودودي تحريرها حتى 1948.
وخلال إقامته في دلهي تعمق المودودي في العلوم الإسلامية والآداب العربية، كما تعلم الإنجليزية في أربعة أشهر، وحصل قراءات فاحصة للآداب الإنجليزية والفلسفة والعلوم الاجتماعية؛ الأمر الذي مكنه من إجراء المقارنة بين ما تنطوي عليه الثقافة الإسلامية وما تتضمنه الثقافية الغربية.
أصدر مجلة " ترجمان القرآن " الشهرية المستقلة عام 1932 م وكان لها دور أساسي في الحركة الإسلامية في القارة الهندية .تقابل مع الشاعر محمد إقبال الذى أقنعه بالمجئ إلى لاهور ليتعاونا معـًا في بعث الإسلام و ساند مسلمى الهند حتى قيام دولتهم باكستان .
تأسيس الجماعة الإسلامية :
أسس الجماعة الإسلامية في لاهور، كان ظاهر هذه الجماعة هو الإصلاح الشامل لحياة المسلمين اليوم على أساس الإسلام الصحيح النقى مما ألصقه به الحاقدون من شوائب ،وأما ما خفي فهو أعظم، وهو أن المودودي أراد من خلال هذه الجماعة نشر أفكاره المقامة على الكتاب والسنة ، وانتخب أميرًا لها في (3 من شعبان 1360 هـ الموافق 26 من أغسطس 1941م). ودعا مسلمى الهند في مجلته ترجمان القرآن إلى الانضمام إليها قائلا "لابد من وجود جماعة صادقة في دعوتها إلى الله ، جماعة تقطع كل صلاتها بكل شئ سوى الله وطريقه ، جماعة تتحمل السجن والتعذيب والمصادرة ، وتلفيق الاتهامات، وحياكة الأكاذيب ، وتقوى على الجوع والبطش والحرمان والتشريد ، وربما القتل والإعدام ، جماعة تبذل الأرواح رخيصة ، وتتنازل عن الأموال بالرضا والخيار
وبعد ذلك بعامين في (1362 هـ = 1943م) نقلت الجماعة الإسلامية مركزها الرئيسي من لاهور إلى دار السلام - إحدى قرى بتها نكوت – و سخر قواه وجماعته لمناصرة قضية فلسطين
ومع إعلان قيام دولة باكستان في (11 من شوال 1366 هـ = 28 من أغسطس 1947م)، انتقل المودودي مع زملائه إلى لاهور؛ حيث أسس مقر الجماعة الإسلامية بها، وفي (صفر 1367 هـ = يناير 1948م) بعد قيام باكستان بنحو خمسة أشهر، ألقى المودودي أول خطاب له في كلية الحقوق، وطالب بتشكيل النظام الباكستاني طبقًا للقانون الإسلامي .وظل المودودي يلح على الحكومة بهذا المطلب، فألقى خطابًا آخر في اجتماع عام بكراتشي في (ربيع الآخر 1367 هـ = مارس 1948م) تحت عنوان "المطالبة الإسلامية بالنظام الإسلامي".و قبض عليه عدة مرات لأسباب مختلقة.
الحكم بإعدامه وبعض منجزاته:
حكم عليه بالإعدام في عام 1953 فوقف ثابتًا وقال كلمته المشهورة " إن كانت تلك إرادة الله فإنى أتقبلها بكل فرحة ، وإن لم يكتب لى الموت في الوقت الحاضر فلا يهمنى ما يحاولون فعله فإنهم لن يستطيعوا إلحاق أقل ضرر بى "وبعد أربعة أيام فقط من اعتقاله حكم عليه بالإعدام، وهو ما أدى إلى حدوث ثورة من الغضب الشديد في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وتوالت البرقيات من كل مكان تشجب هذا الحكم، حتى اضطرت الحكومة إلى تخفيف حكم الإعدام والحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ولكن ردود الفعل الرافضة لهذا الحكم أدت إلى إصدار حكم بالعفو عن المودودي في (1374 هـ = 1955م).
وعندما ساءت حالته الصحية سلم قيادة الجماعة للأستاذ محمد طفيل وتفرغ للعمل الفكري.
أسهم في إنشاء جمعية الجامعات الإسلامية كمنظمة دائمة.
في عام 1399هـ منح جائزة الملك فيصل تقديراً لجهوده وتضحياته في خدمة الإسلام.
توفي أبو الأعلى المودودي سنة 1399هـ - 1979م في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بعد إجراء عملية قرحة و كان في زيارة لابنه.
مؤلفاته :
بلغ عدد مؤلفات المودودي (70) مصنفًا ما بين كتاب ورسالة، ومن أبرز تلك المؤلفات:
الجهاد في الإسلام: وكان سبب تأليفه لهذا الكتاب أن المهاتما غاندي نقل عنه قوله بأن الإسلام انتشر بحد السيف. وخطب الإمام "محمد علي الجوهري" خطبة في الجامع الكبير بدهلي، وصدح بقولته: "ليت رجلا من المسلمين يقوم للرد"؛ فأراد المودودي أن يكون هذا الرجل، وغربل أمهات الكتب في هذا الموضوع، وأخذ يطالع تاريخ الحروب عند جميع الشعوب قديمًا وحديثًا وكتب حلقات متواصلة في جريدة الجمعية، ثم صدرت في كتاب عام 1928، وكان الدكتور "محمد إقبال" ينصح دائمًا الشباب المسلمين باقتناء هذا الكتاب.
مبادئ الإسلام
الحجاب
بر الأمان
تجديد الدين وإحيائه وواقع المسلمين وسبيل النهوض بهم
تفسير سورة النور
الجهاد في سبيل الله
تذكرة دعاة الإسلام
الانقلاب الإسلامى
المسألة القاديانية وكشف فيه بإيجاز عن عقائد هذه الفرقة ومخططاته
المصطلحات الأربعة الأساسية في القرآن، والإسلام والجاهلية، ودين الحق، والأسس الأخلاقية الإسلامية
تفهيم القرآن : فسر القرآن بآرائه العقلية دون الرجوع إلى أمهات كتب التفسير ، فأخطأ فيه أخطاءا جسيمة ، وشنع في أماكن عدة .