السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا المقال يجسد معاناة كل والد من الغزو الفكرى على أطفاله
فاتح الأمصار.. وقاهر الكفار.. والحازم في الكبار
الأقرع الذي لا يُغلب .. والبليغ إذا تكلم وخطب
بالرغم من بعض الظلم الذي لم يكن عاماً في عصره.. إلا أنني أتمنى أن كل زعمائنا كانوا كظفره!
كان ذلك يا إخوان .. الخليفة عبد الملك بن مروان
عم عمر بن عبد العزيز.. الذي تضخمت به كتب التاريخ المطنب منها والوجيز
بلغت دولة الإسلام في عهده توسعاً ليس له قرين.. فقد امتدت إلى الصين.. وبلغت مغرب المسلمين.. كل ذلك في عام أو عامين..
لم يهزم جيشه في أي غزوة.. وانتشرت الدعوة..
والكثير الكثير.. من تاريخهم الحافل المنير
لذلك ولأشياء أخر.. ولأن اسمي (مروان) ولا فخر
أسميت أول هبة من الله لي (عبد الملك بن مروان).. لعله يأخذ منه حزمه وقيادته للأوطان.. وفطنته وذكاء أهل ذلك الزمان
وكبر عبد الملك -أصلحه الله- وبدأنا نخوض معه الأيام والحياة معترك..
أحاول جهدي غرس الأخلاق الحميده بقلبه.. وتنمية دينه وأدبه..
فالعيال.. هم رأس المال.. وهم تجارتنا في الدنيا إن العمر طال.. وربحنا في الآخرة يوم المآل..
إلا أنني بدأت أصطدم بالمجتمع المستعمر.. مستعمر العقل والفكر
فأول ما دك معاقلي وشامخ الحصون.. قناة سبيس تون
وأعتى ما هز مني القوام.. انحطاط الإعلام
ففي كل زيارة للخليفة المنتظر للأعمام والأخوال.. يرابط أما التلفاز لساعات طوال
أحكمه في بيتي.. فإن خرج هدم تربيتي
وبدلاً من أن أرى ملامح الخليفة عبد الملك بن مروان.. إذ بي أفاجأ أن في بيتي "سبايدرمان" .. ووالذي نفسي بيده أني لم أدخله وإنما بدأ يتراقص بذهن ولدي بلا استئذان
لا ألوم ذلك الطفل.. ولكنه الإعلام الأحمق الذي يخرق العقل
وأصبح ولدي بدلاً من أن ينتشي طرباً أنه عبد الملك بن مروان.. صار يستعرض أمامنا (أنا سبايدرمان)
ذهل ولدي من حركات ذلك العنكبوت.. ومهارته بتسلق البيوت.. وقوته وبطولته لدرجة أنه يتعرض للموت ولا يموت
أفلام الكرتون أخطر من الأفلام الرومانسية بل والجنسية.. لأنها تنخر بأخلاق الأطفال جهراً بدون سرية.. ولا تجد أحداً يعارض تلك القضية.. مع أن هذه هي سنين الطفل الذهبية.. الذي يغرس فيه الطابع والهوية!
يظن بعض الناس أن رفضنا لمهازل أفلام الكرتون تشدد.. ولا ينتبه لما تحمله من فساد في الفكر والمعتقد..
استمرأنا بسببها الموسيقى و المعازف.. وأصبح الاختلاط أمراً بها متعارف..
ولاحظوا أنه لا تخلو شخصية رهيبة.. من وجود للبطل حبيبه.. أما اللبس وإن كان رسماً فحدث ولا حرج عن تلك المصيبة!!
وبعد عراك دام.. استطعت أن أسيطر في منزل أهلي وأقربائي على ضبط الإعلام.. خلال وجود أولادي الكرام .. بعد أخذ مواثيق عظام.. من الأخوال والأعمام..
وللأسف..
كعادة البطل الخارق.. بملاحقة من يريد وخروجه من المآزق.. فقد لاحقني "سبايدر مان" مرقع النمارق.. في الشوارع والمرافق.. والحدائق
فبدأت المدرسة.. وبدأت ملامح المعركة المندسة..
فالخليفة -ولدي أطال الله في عمر الأمير-.. سيلتحق بالصف الأول الابتدائي ليخط مشواره الكبير..
وبدلاً من أن أرتاح عند تبضعي للحاجيات.. ومرافقة ولدي للمكتبات.. وغرس ثقافة الانتقاء والاختيار وتعدد الثقافات.. بدأت خوض غمار معركة جديدة ألا وهي الرسومات.. على الشنط والأدوات
فما أن تناسى ولدي حركات "سابيدرمان" الغريبة.. إذ به يرى صوره على كل حقيبة!!
فهربت به إلى زاوية الأقلام والمحابر.. فإذا بصورة ذلك الأبله على الدفاتر
وأصبحت لوازم التعليم.. دعاية لكل جاهل وغشيم..
الهم النقود والريالات.. ولو ضاع الشباب والفتيات..
وقيل دائماً الصفعة الثانية موجعة.. وهذا ما حدث لي في نفس المكتبة من فاجعة
فقد اصطحبت ابنتي الطفلة.. فتعلقت بحقيبة مرسومة عليها "فلّة"
فأصبحت بين نارين!! بل بين مجمع براكين!
بين الخليفة المنتظر.. وإصراره على التعلق بالجدار مثل "سبايدر"
وبين صياح ابنتي المدللة.. وبكاؤها بصوت عالٍ (أريد فلّة)
وبين نظرة الناس لي كمتشدد معتوه.. وحقيقة الخطر الذي لم يدركوه!
ومن فضل الله القادر.. خرجت من ذلك المأزق بأقل الخسائر.. وأنا ألعن كل تاجر.. وإعلامي جاهل فاجر.. وخطيب لم يشعل المنابر.. تحذيراً من فقد قدواتنا المسلمين والأكابر.. ليصبح قدوتنا لاعب خائر.. أو فلم كرتون سافر!
ولو استحوذت على أولادي في المنزل.. وعند الأهل.. لن أكون معهم في الفصل..
فدائماً يسألونني (لماذا فلان.. معه حقيبة سبايدرمان)؟
(ولماذا نهلة؟ معها ملصقات فلّة؟)
المشكلة أن بعض المربين.. وبعض الدعاة الطيبين.. لم يفهموا أن التربية ليس لها علاقة بالتشدد بالدين!
فأنا أحرم ولدي من بعض ما يلقيه الغرب من قمامته.. وأوفر له ما يسليه وينمي من موهبته
والحمد لله قتلت "سبايدرمان".. ونسيه الخليفة المنتظر "عبد الملك بن مروان"
ولكني في عراك جديد الألوان.. فقد بدأ ولدي بالإعجاب بـ"BATMAN"
مروان الزحيفي
20/11/1429هـ
هذا المقال يجسد معاناة كل والد من الغزو الفكرى على أطفاله
فاتح الأمصار.. وقاهر الكفار.. والحازم في الكبار
الأقرع الذي لا يُغلب .. والبليغ إذا تكلم وخطب
بالرغم من بعض الظلم الذي لم يكن عاماً في عصره.. إلا أنني أتمنى أن كل زعمائنا كانوا كظفره!
كان ذلك يا إخوان .. الخليفة عبد الملك بن مروان
عم عمر بن عبد العزيز.. الذي تضخمت به كتب التاريخ المطنب منها والوجيز
بلغت دولة الإسلام في عهده توسعاً ليس له قرين.. فقد امتدت إلى الصين.. وبلغت مغرب المسلمين.. كل ذلك في عام أو عامين..
لم يهزم جيشه في أي غزوة.. وانتشرت الدعوة..
والكثير الكثير.. من تاريخهم الحافل المنير
لذلك ولأشياء أخر.. ولأن اسمي (مروان) ولا فخر
أسميت أول هبة من الله لي (عبد الملك بن مروان).. لعله يأخذ منه حزمه وقيادته للأوطان.. وفطنته وذكاء أهل ذلك الزمان
وكبر عبد الملك -أصلحه الله- وبدأنا نخوض معه الأيام والحياة معترك..
أحاول جهدي غرس الأخلاق الحميده بقلبه.. وتنمية دينه وأدبه..
فالعيال.. هم رأس المال.. وهم تجارتنا في الدنيا إن العمر طال.. وربحنا في الآخرة يوم المآل..
إلا أنني بدأت أصطدم بالمجتمع المستعمر.. مستعمر العقل والفكر
فأول ما دك معاقلي وشامخ الحصون.. قناة سبيس تون
وأعتى ما هز مني القوام.. انحطاط الإعلام
ففي كل زيارة للخليفة المنتظر للأعمام والأخوال.. يرابط أما التلفاز لساعات طوال
أحكمه في بيتي.. فإن خرج هدم تربيتي
وبدلاً من أن أرى ملامح الخليفة عبد الملك بن مروان.. إذ بي أفاجأ أن في بيتي "سبايدرمان" .. ووالذي نفسي بيده أني لم أدخله وإنما بدأ يتراقص بذهن ولدي بلا استئذان
لا ألوم ذلك الطفل.. ولكنه الإعلام الأحمق الذي يخرق العقل
وأصبح ولدي بدلاً من أن ينتشي طرباً أنه عبد الملك بن مروان.. صار يستعرض أمامنا (أنا سبايدرمان)
ذهل ولدي من حركات ذلك العنكبوت.. ومهارته بتسلق البيوت.. وقوته وبطولته لدرجة أنه يتعرض للموت ولا يموت
أفلام الكرتون أخطر من الأفلام الرومانسية بل والجنسية.. لأنها تنخر بأخلاق الأطفال جهراً بدون سرية.. ولا تجد أحداً يعارض تلك القضية.. مع أن هذه هي سنين الطفل الذهبية.. الذي يغرس فيه الطابع والهوية!
يظن بعض الناس أن رفضنا لمهازل أفلام الكرتون تشدد.. ولا ينتبه لما تحمله من فساد في الفكر والمعتقد..
استمرأنا بسببها الموسيقى و المعازف.. وأصبح الاختلاط أمراً بها متعارف..
ولاحظوا أنه لا تخلو شخصية رهيبة.. من وجود للبطل حبيبه.. أما اللبس وإن كان رسماً فحدث ولا حرج عن تلك المصيبة!!
وبعد عراك دام.. استطعت أن أسيطر في منزل أهلي وأقربائي على ضبط الإعلام.. خلال وجود أولادي الكرام .. بعد أخذ مواثيق عظام.. من الأخوال والأعمام..
وللأسف..
كعادة البطل الخارق.. بملاحقة من يريد وخروجه من المآزق.. فقد لاحقني "سبايدر مان" مرقع النمارق.. في الشوارع والمرافق.. والحدائق
فبدأت المدرسة.. وبدأت ملامح المعركة المندسة..
فالخليفة -ولدي أطال الله في عمر الأمير-.. سيلتحق بالصف الأول الابتدائي ليخط مشواره الكبير..
وبدلاً من أن أرتاح عند تبضعي للحاجيات.. ومرافقة ولدي للمكتبات.. وغرس ثقافة الانتقاء والاختيار وتعدد الثقافات.. بدأت خوض غمار معركة جديدة ألا وهي الرسومات.. على الشنط والأدوات
فما أن تناسى ولدي حركات "سابيدرمان" الغريبة.. إذ به يرى صوره على كل حقيبة!!
فهربت به إلى زاوية الأقلام والمحابر.. فإذا بصورة ذلك الأبله على الدفاتر
وأصبحت لوازم التعليم.. دعاية لكل جاهل وغشيم..
الهم النقود والريالات.. ولو ضاع الشباب والفتيات..
وقيل دائماً الصفعة الثانية موجعة.. وهذا ما حدث لي في نفس المكتبة من فاجعة
فقد اصطحبت ابنتي الطفلة.. فتعلقت بحقيبة مرسومة عليها "فلّة"
فأصبحت بين نارين!! بل بين مجمع براكين!
بين الخليفة المنتظر.. وإصراره على التعلق بالجدار مثل "سبايدر"
وبين صياح ابنتي المدللة.. وبكاؤها بصوت عالٍ (أريد فلّة)
وبين نظرة الناس لي كمتشدد معتوه.. وحقيقة الخطر الذي لم يدركوه!
ومن فضل الله القادر.. خرجت من ذلك المأزق بأقل الخسائر.. وأنا ألعن كل تاجر.. وإعلامي جاهل فاجر.. وخطيب لم يشعل المنابر.. تحذيراً من فقد قدواتنا المسلمين والأكابر.. ليصبح قدوتنا لاعب خائر.. أو فلم كرتون سافر!
ولو استحوذت على أولادي في المنزل.. وعند الأهل.. لن أكون معهم في الفصل..
فدائماً يسألونني (لماذا فلان.. معه حقيبة سبايدرمان)؟
(ولماذا نهلة؟ معها ملصقات فلّة؟)
المشكلة أن بعض المربين.. وبعض الدعاة الطيبين.. لم يفهموا أن التربية ليس لها علاقة بالتشدد بالدين!
فأنا أحرم ولدي من بعض ما يلقيه الغرب من قمامته.. وأوفر له ما يسليه وينمي من موهبته
والحمد لله قتلت "سبايدرمان".. ونسيه الخليفة المنتظر "عبد الملك بن مروان"
ولكني في عراك جديد الألوان.. فقد بدأ ولدي بالإعجاب بـ"BATMAN"
مروان الزحيفي
20/11/1429هـ