رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا

رقية القلب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


3 مشترك

    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون

    رقية القلب
    رقية القلب
    مدير


    انثى عدد الرسائل : 4864
    العمر : 43
    المزاج : الحمد لله
    احترام قوانين المنتدى : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 9259
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 411
    البيانات الشخصية : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 15781610
    تاريخ التسجيل : 18/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty10 / 10010 / 100لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty

    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 37119456
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 14210700
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 32642053
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Wsam1
    وسام التميز : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون W4
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 92725078
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Tkrim
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Img8-111

    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون

    مُساهمة من طرف رقية القلب الجمعة يوليو 30, 2010 3:27 pm



    الحلقة السابعة من فوائد الذكر

    الفائدة السادسة والثلاثون


    * الفائدة السادسة والثلاثون :

    {{كلام رائع للإمام الجليل ابن قيم الجوزية رحمه الله فلتصبروا على قرائته حتى نهايته فإنه من أروع ما كتب رحمه الله }}

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله : إن الذكر نور للذاكر في الدنيا ، ونور له في قبره ، ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط ؛ فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى .

    قال الله تعالى : { أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } فالأول هو المؤمن استنار بالايمان بالله ومحبته ومعرفته وذكره ، والآخر هو الغافل عن الله تعالى المعرض عن ذكره ومحبته .

    والشأن كل الشأن والفلاح كل الفلاح في النور ، والشقاء كل الشقاء في فواته ؛ ولهذا كان النبي يبالغ في سؤال ربه تبارك وتعالى حين يسأله أن يجعله في لحمه وعظامه وعصبه وشعره وبشره وسمعه وبصره ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله وخلفه وأمامه حتى يقول "واجعلني نورا" فسأل ربه تبارك وتعالى أن يجعل النور في ذراته الظاهرة والباطنة وأن يجعله محيطا به من جميع جهاته وأن يجعل ذاته وجملته نورا .

    فدين الله عز وجل نور ، وكتابه نور ، ورسوله نور ، وداره التي أعدها لأوليائه نور يتلألأ ، وهو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض ، ومن أسمائه النور، وأشرقت الظلمات لنور وجهه وفي دعاء النبي يوم الطائف : ( أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا و الآخرة أن يحل على غضبك أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك ) .

    وقال ابن مسعود رضي الله عنه : [ ليس عند ربكم ليل ولا نهار نور السماوات من نور وجهه ] ذكره عثمان الدارمي

    وقد قال تعالى { وأشرقت الأرض بنور ربها } فإذا جاء تبارك وتعالى يوم القيامة للفصل بين عباده وأشرقت بنوره الأرض وليس إشراقها يومئذ بشمس ولا قمر فإن الشمس تكور والقمر يخسف ويذهب نورهما .

    وحجابه تبارك وتعالى النور ؛ قال أبو موسى قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ( إن الله لا ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل ، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ، ثم قرأ { أن بورك من في النار ومن حولها } ) . فاستناره ذلك الحجاب بنور وجهه ولولاه لأحرقت سبحات وجهه ونوره ما انتهى اليه بصره ، ولهذا لما تجلى تبارك وتعالى للجبل وكشف من الحجاب شيئا يسيرا ساخ الجبل في الارض وتدكدك ولم يقم لربه تبارك وتعالى .

    وهذا معنى قول ابن عباس في قوله سبحانه وتعالى { لا تدركه الأبصار } قال : ذلك الله عز وجل إذا تجلى بنوره لم يقم له شئ . وهذا من بديع فهمه رضي الله تعالى عنه ودقيق فطنته ، كيف وقد دعا له رسول الله أن يعلمه الله التأويل .

    فالرب تبارك وتعالى يُرَى يوم القيامة بالأبصار عيانا ولكن يستحيل إدراك الأبصار له وإن رأته فالإدراك أمر وراء الرؤية .وهذه الشمس- ولله المثل الأعلى- نراها ولا ندركها كما هي عليه ولا قريبا من ذلك .

    ولذلك قال ابن عباس لمن سأله وأورد عليه { لا تدركه الابصار} فقال : ألست ترى السماء ؟ ، قال : بلى ، قال : أفتدركها ؟ قال: لا ، قال : فالله تعالى أعظم وأجل .

    وقد ضرب سبحانه وتعالى للنور في قلب عبده مثلا لا يعقله إلا العالمون فقال سبحانه وتعالى { الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار، نور على نور ، يهدي الله لنوره من يشاء ، ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم } قال أبي بن كعب مثل : نوره في قلب المسلم .

    وهذا هو النور الذي أودعه في قلبه من معرفته ومحبته والإيمان به وذكره وهو نوره الذي أنزله إليهم فأحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس ، وأصله في قلوبهم ثم تقوى مادته فتتزايد حتى يظهر على وجوههم وجوارحهم وأبدانهم بل وثيابهم ودورهم يبصره من هو من جنسهم وسائر الخلق له منكر.

    فاذا كان يوم القيامة برز ذلك النور وصار بأيمانهم يسعى بين أيديهم في ظلمة الجسر حتى يقطعوه ، وهم فيه على حسب قوته وضعفه في قلوبهم في الدنيا ؛ فمنهم من نوره كالشمس وآخر كالقمر وآخر كالنجوم وآخر كالسراج وآخر يعطى نورا على إبهام قدمه يضئ مرة ويطفأ اخرى .

    إذا كانت هذه حال نوره في الدنيا فأعطي على الجسر بمقدار ذلك بل هو نفس نوره ظهر له عيانا ، ولما لم يكن للمنافق نور ثابت في الدنيا بل كان نوره ظاهراً لا باطناً أعطي نوراً ظاهرا مآله إلى الظلمة والذهاب.



    وضرب الله عز وجل لهذا النور ومحله وحامله ومادته مثلاً بالمشكاة وهي الكوة في الحائط فهي مثل الصدر ، وفي تلك المشكاة زجاجة من أصفى الزجاج حتى شبهت بالكوكب الدري في بياضه وصفائه وهي مثل القلب وشُبِّهَ بالزجاجة لأنها جمعت أوصافا هي في قلب المؤمن وهي الصفاء والرقة فيرى الحق والهدى بصفائه وتحصل منه الرأفة والرحمة والشفقة برقته ويجاهد أعداء الله تعالى ويغلظ عليهم ويشتد في الحق ويصلب فيه بصلابته ولا تُبْطِلُ صفةٌ منه صفةً أخرى ولا تعارضها بل تساعدها وتعاضدها { أشداء على الكفار رحماء بينهم } . وقال تعالى { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك }

    وقال تعالى { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم }.

    وفي أثرٍ : ( القلوبُ آنيةُ الله تعالى في أرضه فأحبها اليه أرقها وأصلبها وأصفاها ) .

    وبازاء هذا القلب قلبان مذمومان في طرفي نقيص :

    · أحدهما قلب حجري قاسٍ لا رحمة فيه ولا إحسان ولا بر ولا له صفاء يرى به الحق بل هو جبار جاهل لا علم له بالحق ولا رحمة للخلق .

    · وبازائه قلب ضعيف مائي ، لاقوة فيه ولا استمساك ، بل يقبل كل صورة ، وليس له قوة حفظ تلك الصور، ولا قوة التأثير في غيره وكلُّ ما خالطه أثَّرَ فيه من قوي وضعيف ، وطيب وخبيث .



    وفي الزجاجة مصباح وهو النور الذي في الفتيلة وهي حاملته ، ولذلك النور مادة وهو زيت قد عصر من زيتونة في أعدل الأماكن تصيبها الشمس أول النهار وآخره ، فزيتها من أصفى الزيت وأبعده من الكدر، حتى إنه ليكاد من صفائه يضئ بلا نار ، فهذه مادة نور المصباح . وكذلك مادة نور المصباح الذي في قلب المؤمن هو من شجرة الوحي التي هي أعظم الأشياء بركة وأبعدها من الانحراف بل هي أوسط الامور وأعدلها وأفضلها لم تنحرف انحراف النصرانية ولا انحراف اليهودية بل هي وسط بين الطرفين المذمومين في كل شئ فهذه مادة مصباح الايمان في قلب المؤمن ولما كان ذلك الزيت قد اشتد صفاؤه حتى كاد أن يضئ بنفسه ثم خالط النار فاشتدت بها اضاءته وقويت مادة ضوء النار به كان ذلك نورا على نور وهكذا المؤمن قلبه مضئ يكاد يعرف الحق يفطرته وعقله ولكن لا مادة له من نفسه فجاءت مادة الوحي فباشرت قلبه وخالطت بشاشته فازداد نورا بالوحي على نوره الذي فطره الله تعالى عليه فاجتمع له نور الوحي الى نور الفطرة نور على نور فيكاد ينطق بالحق وان لم يسمع فيه أثر ثم يسمع الأثر مطابقا لما شهدت به فطرته فيكون نورا على نور فهذا شأن المؤمن يدرك الحق بفطرته مجملا ثم يسمع الأثر جاء به مفصلا فينشأ ايمانه عن شهادة الوحي والفطرة فليتأمل اللبيب هذه الاية العظيمة ومطابقتها لهذه المعاني الشريفة فذكر سبحانه وتعالى نوره في السموات والارض ونوره في قلوب عباده المؤمنين النور المعقول المشهود بالبصائر والقلوب والنور المحسوس المشهود بالأبصار الذي استنارت به أقطار العالم العلوي والسفلي فهما نوران عظيمان أحدهما أعظم من الاخر وكما أنه اذا فقد أحدهما من مكان أو موضع لم يعش فيه ادمي ولا غيره لأن الحيوان انما يتكون حيث النور ومواضع الظلمة التي لا يشرق عليها نور لا يعيش فيها حيوان ولا يتكون البتة فكذلك أمة فقد فيها نور الوحي والايمان ميتة وقلب فقد منه هذا النور ميت ولا بد لاحياة له البتة كما لا حياة للحيوان في مكان لا نور فيه



    والله سبحانه وتعالى يقرن بين الحياة والنور كما في قوله عز وجل { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } وكذلك قوله عز وجل { وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا }

    وقد قيل ان الضمير في جعلناه عائد الى الأمر وقيل الى الكتاب وقيل الى الايمان والصواب أنه عائد الى الروح أي جعلنا ذلك الروح الذي أوحيناه اليك نورا فسماه روحا لما يحصل به من الحياة وجعله نورا لما يحصل به من الاشراق والاضاءة وهما متلازمان فحيث وجدت هذه الحياة بهذا الروح وجدت الاضاءة والاستنارة وحيث وجدت الاستنارة والإضاءة وجدت الحياة فمن لم يقبل هذا الروح فهو ميت مظلم كما ان المائي والناري لما يحصل بالماء من الحياة وبالنار من الاشراق والنور كما ضرب ذلك في اول سورة البقرة في قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون } وقال { ذهب الله بنورهم } ولم يقل بنارهم لان النار فيها الاحراق

    وكذلك حال المنافقين ذهب نور ايمانهم بالنفاق وبقي في قلوبهم حرارة الكفر والشكوك والشبهات تغلي في قلوبهم ، قلوبهم قد صليت بحرها واذاها وسمومها ووهجها في الدنيا فاصلاها الله تعالى اياها يوم القيامة نارا موقدة تطلع على الافئدة فهذا مثل من لم يصحبه نور الايمان في الدنيا بل خرج منه وفارقه بعد أن استضاء به وهو حال المنافق عرف ثم أنكر وأقر ثم جحد فهو في ظلمات اصم ابكم اعمى كما قال تعالى في حق اخوانهم من الكفار { والذين كذبوا باياتنا صم وبكم في الظلمات }

    وقال تعالى { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون }

    وشبه تعالى حال المنافقين في خروجهم من النور بعد أن أضاء لهم بحال مستوقد النار وذهاب نورها عنه بعد ان اضاءت ما حوله لان المنافقين بمخالطتهم المسلمين وصلاتهم معهم وصيامهم معهم وسماعهم القران ومشاهدتهم اعلام الاسلام ومناره قد شاهدوا الضوء وراوا النور عيانا ولهذا قال تعالى في حقهم { فهم لا يرجعون } أي اليه لانهم فارقوا الاسلام بعد ان تلبسوا به واستناروا فهم لا يرجعون اليه

    وقال تعالى في حق الكفار { فهم لا يعقلون} لانهم لم يعقلوا الاسلام ولا دخلوا فيه ولا استناروا به ولا يزالون في ظلمات الكفر صم بكم عمي فسبحان من جعل كلامه لأدواء الصدور شافيا والى الايمان وحقائقه مناديا والى الحياة الابدية والنعيم المقيم داعيا والى طريق الرشاد هاديا .

    لقد أسمع منادي الايمان لو صادف اذانا واعية وشفت مواعظ القران لو وافقت قلوبا خالية ولكن عصفت على القلوب أهوية الشبهات والشهوات فأُطْفِئت مصابيحها ، وتمكنت منها ايدي الغفلة والجهالة فأغلقت ابواب رشدها واضاعت مفاتيحها ، وران عليها كسبها فلم ينفع فيها الكلام ، وسكرت بشهوات الغي وشهادة الباطل فلم تصغ بعده الى الملام ، ووعظت بمواعظ انكى فيها الاسنة والسهام ولكن ماتت في بحر الجهل والغفلة واسر الهوى والشهوة وما لجرح بميت ايلام .

    والمثل الثاني قوله تعالى { او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين} .

    فالصيب هو المطر الذي يصوب من السماء أي ينزل منها بسرعة وهو مثل القران الذي به حياة القلوب كالمطر الذي به حياة الارض والنبات

    والحيوان فادرك المؤمنين ذلك منه وعلموا ما يحصل به من الحياة التي لا تخطر لها فلم يمنعهم منها ما فيه من الرعد والبرق وهو الوعيد والتهديد والعقوبات والمثلات التي حذر الله بها من خالف امره واخبر انه منزلها بمن كذب رسول الله او ما فيه من الاوامر الشديدة كجهاد الاعداء والصبر على الامر او الاوامر الشاقة على النفوس التي هي بخلاف ارادتها فهي كالظلمات والرعد والبرق ولكن من علم مواقع الغيث وما يحصل به من الحياة لم يستوحش لما معه من الظلمة والرعد والبرق بل يستانس لذلك ويفرح به لما يرجو من الحياة والخصب .

    واما المنافق فانه عمي قلبه لم يجاوز بصره الظلمة ولم ير الا برقا يكاد يخطف البصر و رعدا عظيما وظلمة فاستوحش من ذلك وخاف منه فوضع اصابعه في اذنيه لئلا يسمع صوت الرعد ، وهاله ذلك البرق وشدة لمعانه وعظم نوره فهو خائف ان يختطف معه بصره لان بصره اضعف من ان يثبت معه . فهو في ظلمة يسمع اصوات الرعد القاصف ويرى ذلك البرق الخاطف ، فان اضاء له ما بين يديه مشى في ضوئه وان فقد الضوء قام متحيرا لا يدري اين يذهب . ولجهله لا يعلم ان ذلك من لوازم الصيب الذي به حياة الارض والنبات وحياته هو نفسه ، بل لا يدرك الا رعدا وبرقا وظلمة ولا شعور له بما وراء ذلك ؛ فالوحشة لازمة له والرعب والفزع لا يفارقه ، واما من انس بالصيب وعلم انه لا بد فيه من رعد وبرق وظلمة بسبب الغيم استانس بذلك ولم يستوحش منه ولم يقطعه ذلك عن اخذه بنصيبه من الصيب فهذا مثل مطابق للصيب الذي نزل به جبريل من عند رب العالمين تبارك وتعالى على قلب رسول الله ليحيي به القلوب والوجود اجمع حيث اقتضت حكمته ان يقارنه من الغيم والرعد والبرق ما يقارن الصيب من الماء ، حكمةً بالغة واسباباً منتظمة نظمها العزيز الحكيم فكان حظ المنافق من ذلك الصيب سحابه ورعوده وبروقه فقط لم يعلم ما وراءه فاستوحش بما انس به المؤمنون وارتاب بما اطمان به العالمون وشك فيما يتقيه المبصرون العارفون فبصره في المثل الناري كبصر الخفاش نحو الظهيرة وسمعه في المثل المائي كسمع من يموت من صوت الرعد وقد ذكر عن بعض الحيوانات انها تموت من سمع الرعد .

    واذا صادف هذه العقول والاسماع والابصار شبهات شيطانية وخيالات فاسدة وظنون كاذبة جالت فيها وصالت وقامت بها وقعدت واتسع فيها مجالها وكثر بها قيلها وقالها فملأت الاسماع من هذيانها والارض من دواوينها وما اكثر المستجيبين لهؤلاء والقابلين منهم والقائمين بدعوتهم والمحامين عن حوزتهم والمقاتلين تحت الويتهم والمكثرين لسوادهم .

    ولعموم البلية بهم وضرر القلوب بكلامهم هتك الله استارهم في كتابه غاية الهتك وكشف اسرارهم غاية الكشف وبين علاماتهم واعمالهم واقوالهم ولم يزل عز وجل يقول : ومنهم ، ومنهم ، ومنهم ...حتى انكشف امرهم وبانت حقائقهم وظهرت اسرارهم .

    وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في اول سورة البقرة اوصاف المؤمنين والكفار والمنافقين فذكر في اوصاف المؤمنين ثلاث ايات ، وفي اوصاف الكفار ايتين ، وفي اوصاف هؤلاء بضع عشرة اية لعموم الابتلاء بهم وشدة المصيبة بمخالطتهم فانهم من الجلدة مظهرون الموافقة والمناصرة ، بخلاف الكافر الذي قد تأبد بالعداوة واظهر السريرة ودعالك بما أظهره الى مزايلته مفارقته .

    ونظير هذين المثلين المذكورين في سورة الرعد في قوله تعالى { أنزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا }.

    فهذا هو المثل المائي حيث شبه الوحي الذي انزله بحياة القلوب بالماء الذي انزله من السماء وشبه القلوب الحاملة له بالاودية الحاملة للسيل فقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا وقلب صغير كواد صغير يسع علما قليلا فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت الاودية بقدرها، ولما كانت الاودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل فيحتمله السيل فيطفو على وجه الماء زبدا عاليا يمر عليه متراكبا ولكن تحته الماء الفرات الذي به حياة الارض فيقدف الوادي ذلك الغثاء الى جنبتيه حتى لا يبقى إلا الماء الذي تحت الغثاء يسقي الله تعالى به الارض فيحيى به البلاد والعباد والشجر والدواب .

    والغثاء يذهب جفاء يجفى ويطرح على شفير الوادي ، فكذلك العلم والايمان الذي انزله في القلوب فاحتملته فاثار منها بسبب مخالطته لها ما فيها من غثاء الشهوات وزبد الشبهات الباطلة يطفو في اعلاها واستقر العلم والايمان والهدى في جذر القلب فلا يزال ذلك الغثاء والزبد يذهب جفاء و يزول شيئا فشيئا حتى يزول كله ويبقى العلم النافع والايمان الخالص في جذر القلب يرده الناس فيشربونه و يسقون ويمرعون .

    وفي الصحيح من الحديث ابي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل ما بعثني الله تعالى به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلا والعشب الكثير وكان منها طائفة أجادب أمسكت الماء فسقى الناس وزرعوا وأصاب منها طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه دين الله تعالى ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع يذلك راسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به ) فجعل النبي الناس بالنسبة الى الهدى والعلم ثلاث طبقات :

    الطبقة الاولى : ورثة الرسل وخلفاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة الى الله عز وجل ورسوله فهؤلاء اتباع الرسل صلوات الله عليهم وسلامه حقا وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الارض التي زكت فقبلت الماء فانبتت الكلا والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكا الناس بها وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين والقوة على الدعوة ولذلك كانوا ورثة الانبياء الذين قال الله تعالى فيهم { واذكر عبادنا ابراهيم واسحق ويعقوب اولي الايدي والابصار } أي البصائر في دين الله عز وجل ؛ فبالبصائر يدرك الحق ويعرف وبالقوة يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة اليه فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم في الدين والبصر بالتاويل ففجرت من النصوص انهار العلوم واستنبطت منها كنوزها ورزقت فيها فهما خاصا كما قال امير المؤمنين علي ابن ابي طالب وقد سئل هل خصكم رسول الله بشئ دون الناس فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة الا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الكثير الذي انبتته الاض وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية فانها حفظت النصوص وكان همها حفظها وضبطها فوردها الناس وتلقوها منهم فاستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها وبذروها في ارض قابلة للزرع والنبات ووردها كل بحسبه قد علم كل اناس مشربهم ، وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم اداها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه

    وهذا عبد الله بن عباس حبر الامة وترجمان القران مقدار ما سمع من النبي لم يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورايت وسمع الكثير من الصحابة وبورك في فهمه والاستنباط منه حتى ملأ الدنيا علما وفقها .

    قال ابو محمد بن حزم وجمعت فتاويه في سبعه اسفار كبار وهي بحسب ما بلغ جامعها والا فعلم ابن عباس كالبحر وفقهه واستنباطه وفهمه في القران بالموضع الذي فاق به الناس وقد سمع كما سمعوا وحفظ القران كما حفظوه ولكن ارضه كانت من اطيب الاراضي واقبلها للزرع فبذر فيها النصوص فانبتت من كل زوج كريم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم واين تقع فتاوي ابن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوي ابي هريرة وتفسيره وابو هريرة احفظ منه بل هو حافظ الامة على الاطلاق يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درسا فكانت همته مصروفة الى الحفظ وتبليغ ما حفظه كما سمعه وهمة ابن عباس مصروفه الى التفقه والاستنباط وتفجير النصوص وشق الانهار منها واستخراج كنوزها ، وهكذا الناس بعده قسمان :

    قسم الحفاظ معتنون بالضبط والحفظ والاداء كما سمعوا ولا يستنبطون ولا يستخرجون كنوز ما حفظوه وقسم معتنون بالاستنباط واستخراج الاحكام من النصوص والتفقه فيها

    فالاول كابي زرعة وابي حاتم وابن دارة وقبلهم كبندار محمد بن بشار وعمرو الناقد وعبد الرزاق وقبلهم كمحمد بن جعفر غندر وسعيد بن ابي عروبة وغيرهم من اهل الحفظ والاتقان والضبط لما سمعوه من غير استنباط وتصرف واستخراج الاحكام من الفاظ النصوص.

    والقسم الثاني كمالك والشافعي والاوزاعي واسحق والامام احمد بن حنبل والبخاري وابي داود ومحمد بن نصر المروزي وامثالهم ممن جمع الاستنباط والفقه الى الرواية فهاتان الطائفتان هما اسعد الخلق بما بعث الله تعالى به رسوله وهم الذين قبلوه ورفعوا به راسا

    واما الطائفة الثالثة وهم اشقى الخلق الذين لم يقبلوا هدي الله ولم يرفعوا به راسا فلا حفظ ولا فهم ولا رواية ولا دراية ولا رعاية

    فالطبقة الاولى اهل رواية ودراية

    والطبقة الثانية اهل رواية ورعاية ولهم نصيب من الدراية بل حفظهم من الرواية اوفر

    والطبقة الثالثة الاشقياء لا رواية ولا دراية ولا رعاية ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا فهم الذين يضيقون الديار ويغلون الاسعار ان همة احدهم الا بطنه وفرجه فان ترقت همته كان همه مع ذلك لباسه وزينته فإن ترقت همته فوق ذلك كان همه في الرياسة والانتصار للنفس الغضبية فان ارتفعت همته عن نصرة النفس الغضبية كان همه في نصرة النفس الكلبية فلم يعطها الى نصرة النفس السبعية فلم يعطها احد من هؤلاء

    فان النفوس كلبية وسبعية وملكية فالكلبية تقنع بالعظم والكسرة والجيفة والقذرة والسبعية لا تقنع بذلك بل تقهر النفوس تريد الاستيلاء عليها بالحق والباطل واما الملكية فقد ارتفعت عن ذلك وشمرت الى الرفيق الاعلى فهمتها العلم والايمان ومحبة الله تعالى والانابة اليه وايثار محبته ومرضاته وانما تاخذ من الدنيا ما تاخذ لتستعين به على الوصول الى فاطرها وربها ووليها لالتنقطع به عنه

    ثم ضرب سبحانه وتعالى مثلا ثانيا وهو المثل الناري فقال { ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية او متاع زبد مثله } وهذا كالحديد والنحاس والفضة والذهب وغيرها فانها تدخل الكير لتمحص وتخلص من الخبث فيخرج خبثها فيرمى به ويطرح ويبقى خالصها فهو الذي ينفع الناس ولما ضرب الله سبحانه وتعالى هذين المثلين ذكر حكم من استجاب له ورفع بهداه راسا وحكم من لم يستجب له ولم يرفع بهداه راسا فقال { للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب وماواهم جهنم وبئس المهاد } والمقصود ان الله تعالى جعل الحياة حيث النور والموت حيث الظلمة فحياة الوجودين الروحي والجسمي بالنور وهو مادة الحياة كما انه مادة الاضاءة فلا حياة بدونه كما لا اضاءة بدونه وكما به حياة القلب فبه انفساحه وانشراحه وسعته كما في الترمذي عن النبي ( اذا دخل النور القلب انفسح وانشرح قالوا وما علامة ذلك قال : الانابة الى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله )

    ونور العبد هو الذي يصعد عمله وكلمه الى الله تعالى فان الله تعالى لا يصعد اليه من الكلم الا الطيب وهو نور ومصدر عن النور ولا من العمل الا الصالح ولا من الارواح الا الطيبة وهي ارواح المؤمنين التي استنارت بالنور الذي انزله على رسوله والملائكة الذين خلقوا من نور كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها وعن النبي قال ( خلقت الملائكة من نور وخلقت الشياطين من نار وخلق ادم مما وصف لكم )

    فلما كانت مادة الملائكة من نور كانوا هم الذين يعرجون الى ربهم تبارك وتعالى وكذلك ارواح المؤمنين هي التي تعرج الى ربها وقت قبض الملائكة لها فيفتح لها باب السماء الدنيا ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة الى ان ينتهي بها الى السماء السابعة فتوقف بين يدي الله عز وجل ثم يامر ان يكتب كتابه في اهل عليين فلما كانت هذه الروح روحا زاكية طيبة نيرة مشرقة صعدت الى الله عز وجل مع الملائكة واما الروح المظلمة الخبيثة الكدرة فانها لا تفتح لها ابواب السماء ولا تصعد الى الله تعالى بل ترد من السماء الدنيا الى عالمها ومحتدها لانها ارضية سفلية والاولي علوية سمائية فرجعت كل روح الى عنصرها وما هي منه .

    وهذا مبين في حديث البراء بن عازب الطويل الذي رواه الامام احمد وابو عوانه الاسفرائيني في صحيحه والحاكم وغيرهم وهو حديث صحيح والمقصود ان الله عز وجل لا يصعد اليه من الاعمال والاقوال والارواح الا ما كان منها نورا اقربهم اليه واكرمهم عليه .

    وفي المسند من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي ( ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة والقى عليهم من نوره فمن اصاب من ذلك النور اهتدى ومن اخطاه ضل ) فلذلك اقوال جف القلم على علم الله تعالى وهذا الحديث العظيم اصل من اصول الايمان وينفتح به باب عظيم من ابواب سر القدر وحكمته والله تعالى الموفق .

    وهذا النور الذي القاه عليهم سبحانه وتعالى هو الذي احياهم وهداهم فاصابت الفطرة منه حظها ولكن لما لم يستقل بتمامه وكماله أكمله لهم واتمه بالروح الذي القاه على رسله عليهم الصلاة والسلام والنور الذي اوحاه اليهم فادركته الفطرة بذلك النور السابق الذي حصل لها يوم القاء النور فانضاف نور الوحي والنبوة الى نور الفطرة نور على نور فاشرقت منه القلوب واستنارت به الوجوه وحييت به الارواح واذعنت به الجوارح للطاعات طوعا واختيارا فازدادت به القلوب الصفات العليا الذي يضمحل فيه كل نور سواه فشاهدته ببصائر الايمان مشاهدة نسبتها الى القلب نسبة المرئيات الى العين ذلك لاستيلاء اليقين عليها وانكشاف حقائق الايمان لها حتى كانها تنظر الى عرش الرحمن تبارك وتعالى بارزا والى استوائه عليه كما اخبر به سبحانه وتعالى في كتابه وكما اخبر به عنه رسوله يدبر امر الممالك ويامر وينهى ويخلق ويرزق ويميت ويحيي ويقضي وينفذ ويعز ويذل ويقلب الليل والنهار ويداول الايام بين الناس ويقلب الدول فيذهب بدولة وياتي باخرى .

    والرسل من الملائكة عليهم الصلاة والسلام بين صاعد اليه بالامر ونازل من عنده به ، واوامره ومراسيمه متعاقبة على تعاقب الايات نافذه بحسب ارادته فما شاء كما شاء في الوقت الذي يشاء على الوجه الذي يشاء من غير زيادة ولا نقصان ولا تقدم ولا تاخر وامره وسلطانه نافد في السموات واقطارها وفي الا رض وما عليها وما تحتها وفي البحار والجو وفي سائر اجزاء العالم وذراته يقلبها ويصرفها ويحدث فيها ما شاء وقد احاط بكل شئ علما واحصى كل شئ عددا ووسع كل شئ رحمة وحكمة ووسع سمعه الاصوات فلا تختلف عليه ولا تشتبه عليه بل يسمع ضجيجها باختلاف لغاتها على كثرة حاجاتها لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه كثرة المسائل ولا يتبرم بالحاح ذوي الحاجات واحاط بصره بجميع المرئيات فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء فالغيب عنده شهادة والسر عنده علانية يعلم السر واخفى من السر فالسر ما انطوى عليه ضمير العبد وخطر بقلبه ولم تتحرك به شفتاه واخفى منه ما لم يخطر بعد فيعلم انه سيخطر بقلبه كذا وكذا في وقت كذا وكذا له الخلق والامر وله الملك والحمد وله الدنيا والاخرة وله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن له الملك كله وله الحمد كله وبيده الخير كله واليه يرجع الامر كله شملت قدرته كل شئ ووسعت رحمته كل شئ وسعت نعمته الى كل حي ، يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شان : يغفر ذنبا ويفرج هما ويكشف كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويعلم جاهلا ويهدي ضالا ويرشد حيران ويغيث لهفان ويفك عانيا ويشبع جائعا ويكسو عاريا ويشفي مريضا ويعافى مبتلى ويقبل تائبا ويجزي محسنا وينصر مظلوما ويقصم جبارا ويقيل عثرة ويستر عورة ويؤمن من روعة ويرفع اقواما ويضع اخرين لا ينام ولاينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلفه ويمينه ملأى لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ارايتم ما انفق منذ خلق الخلق فانه لم يغض ما في يمينه ، قلوب العباد ونواصيهم بيده وأزِمَّةُ الامور معقودة بقضائه وقدره ، الارض جميعا يوم القيامة والسموات مطوبات بيمينه يقبض سمواته كلها بيده الكريمة والارض باليد الاخرى ثم يهزهن ثم يقول انا الملك اناالملك انا الذي بدات الدنيا ولم تكن شيئا وانا الذي أعيدها كما بدأتها ، لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولاحاجة يُسألُها ان يعطيها ، لو ان اهل سمواته واهل ارضه واول خلقه واخرهم وانسهم وجنهم كانوا على اتقى قلب رجل منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا ، ولو ان اول خلقه واخرهم وانسهم وجنهم كانوا على افجر قلب رجل منهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا ، ولو ان اهل سمواته واهل ارضه وانسهم و جنهم وحيهم وميتهم ورطبهم ويابسهم قاموا في صعيد واحد فسألوه فاعطى كلا منهم ما سأله ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة ولو ان اشجار الارض كلها من حين وجدت الى ان تنقضي الدنيا اقلام والبحر وراءه سبعة ابحرتمده من بعده مداد فكتب بتلك الاقلام وذلك المداد لفنيت الاقلام ونفذ المداد ولم تنفذ كلمات الخالق تبارك وتعالى وكيف تفنى كلماته عز وجل جلاله وهي لا بداية لها ولا نهاية والمخلوق له بداية ونهاية فهو احق بالفناء والنفاد وكيف يُفني المخلوق غير المخلوق؟ هو الاول الذي ليس قبله شئ والاخر الذي ليس بعده شئ والظاهر الذي ليس دونه شئ والباطن الذي ليس دونه شئ تبارك وتعالى احق من ذكر واحق من عبد واحق من حمد واولى من شكر وانصر من ابتغي وارأف من ملك واجود من سئل و اعفى من قدر واكرم من قصد واعدل من انتقم حلمه بعد علمه وعفوه بعد قدرته ومغفرته عن عزته ومنعه عن حكمته و موالاته عن احسانه ورحمته ، ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا سعي لديه ضائع ، ان عذبوا فبعدله او نعموا فبفضله ، وهو الكريم الواسع وهو الملك لاشريك له والفرد فلا ندله والغني فلا ظهير له والصمد فلا ولد له ولا صاحبة والعلي فلا شبيه له ولا سمي له كل شئ

    هالك الا وجهه وكل ملك زائل الا ملكه وكل ظل قالص الا ظله وكل فضل منقطع الا فضله لن يطاع الا باذنه ورحمته ولن يعصي الابعلمه وحكمته يطاع فيشكر ويعصى فيتجاوز ويغفر ، كل نقمة منه عدل ، وكل نعمة منه فضل ، اقرب شهيد ، وادنى حفيظ ، حال دون النفوس واخذ بالنواصي وسجل الاثار وكتب الاجال فالقلوب له مفضية والسر عنده علانية والغيب عنده شهاده عطاؤه كلام وعذابه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فاذا اشرقت على القلب انوار هذه الصفات اضمحل عندها كل نور ووراء هذا ما لا يخطر بالبال ولا تناله عبارة والمقصود ان الذكر ينور القلب والوجه والاعضاء وهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي القيامة وعلى حسب نور الايمان في قلب العبد تخرج اعماله واقواله ولها نور وبرهان حتى ان المؤمن من يكون نور اعماله اذا صعدت الى الله تبارك وتعالى كنور الشمس وهكذا نور روحه اذا قدم بها على الله عز وجل وهكذا يكون نور وجهه في القيامة والله تعالى المستعان وعليه الاتكال
    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7912
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty0 / 1000 / 100لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty

    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Img8-111

    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty رد: لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون

    مُساهمة من طرف سفيان عادل الأحد أغسطس 08, 2010 7:43 pm

    ماشاء الله
    مةواضيع مميزة رقية القلب
    جزاكي الله خير الجزاء
    زهرة الربيع
    زهرة الربيع
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    انثى عدد الرسائل : 167
    العمر : 44
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : الحمد لله
    احترام قوانين المنتدى : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 5248
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 5
    البيانات الشخصية : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون 15781610
    تاريخ التسجيل : 05/08/2010
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty0 / 1000 / 100لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty

    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty
    وسام التميز : لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty
    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty
    صورة المنتدى

    لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون Empty رد: لحلقة السابعة من فوائد الذكر الفائدة السادسة والثلاثون

    مُساهمة من طرف زهرة الربيع الأحد أغسطس 08, 2010 8:09 pm

    بارك الله فيكي حبيبتي على المواضيه اكتر من رائع
    والمفيدة

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 8:27 am