يمشي بتبختر وكأنه قد ملك الدنيا وما فيها وإذا حاولت أن تحدثه نظر إليك نظرة غريبة عجيبة وكأنك أخطأت في حقه وأنقصت من مكانته ..
ألا تعلم يا سيدي الفاضل أنك مهما تطهرت ومها استخدمت من مستحضرات التنظيف العالمية والعطور الفرنسية ومهما لبست من أفخر الملابس فإن النجاسات تطاردك أينما ذهبت!
هل تعلم أنك تحمل في بطنك حماماً يرافقك أينما حللت وأينما نزلت هذا بالإضافة إلى قذارتك في أخلاقك.. إذا فلماذا تظن نفسك فوق الجميع?
هل خلقك الله من عنصر معين غير خلقتنا؟ وهل لأنك تملك ثروة لا يستطيع أحد منافستك فيها? أم لأن حسبك و نسبك ذو شأن في مجتمعك؟ أم أنك تملك من العلم ما ليس عند أحد؟ أم تظن نفسك خير وأفضل من الجميع؟
( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى) , فالناس سواسية في كل شيء فقد خلقهم الله من طين وعجينة واحدة. وبالنسبة للمال والنسب فهذه مظاهر وقد تزول في أي وقت ولن تنفعك وقتها في شيء ولا عند مماتك أيضا , لن ينفعك إلا عملك الصالح وتواضعك , وحسن أخلاقك , ومعاملتك للغير بمثل ما تحب أن يعاملك به الناس... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما نقصت صدقة من مال, وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً, وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله). رواه مسلم
, فتواضع لمن هم أقل منك في المستوى كي تظفر منهم بدعوة , فدعوة الضعيف تكون مستجابة بإذن الله .. ودع عنك ما لا ينفعك في دنياك ولا في أخرتك ..
وأخيراً: تواضع لترتفع, ولا تتكبر لئلا تُخفض
__________________