بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله
صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد إخوتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة أصوغها لكم بقلمي فليست منقولة ولا مقتبسة
وإنما أصوغها من واقع حياتي الشخصية،،،
أصوغها لكل فتاة غارقة في الغفلة
أصوغها لكل عروس تنتظر زفافها
وتعد وتحسب الصغيرة قبل الكبيرة
كيف يكون إعدادي له ....إلخ
وأصوغها لكل فتاة تتشبث بالإيمان والرجاء فيما عند الله
فتبشر بها ويثلج صدرها وتتمنى أن تكون مثلها
ففتاتي فتاه القرآن تتامل أوامره فتقول " سمعنا وأطعنا " وتتأمل نواهيه فتقول " سمعنا وأطعنا"
فتاه تدبرت القرآن تدبر العاقلين العاشقين لهذا الدين
فسخرت نفسها لطاعة الله عزوجل ،،،
فلم تتأثر بمن حولها
حتى وإن ألحوا عليها
فكل أمر عندها خطأ فهو خطأ
والحق لا تشوبه شائبة
تشبثت بكتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم
وانتظرت لقاء الله عزوجل لها بشوق
فأعطاها الله ما أرادت ،،،
في يوم تنتظر الفتاة زوجها
وبكامل زينتها وبهجتها
تنتظره والحياء ملاء وجهها
تنتظره ،،،
لكنه الأذان ...!
أذان المغرب
أنتفضت قلقة يا الله
إنها صلاتي ونجاتي من عذاب الرحمن
همت أن تزيل زينتها من على وجهها
وترمي الثوب الأبيض
كي يتسنى لها الركوع والسجود
بين يدي الرحمن
صرخت في وجهها من زينتها
ءأحمقاء أنتي ؟!
تزيلين ما زينته لأجلك
فلا عليك حرج بإذن الله أن تجمعي المغرب مع العشاء
فقالت لها،،،
ماذا تقولين
ءأجل لقاءي برب العالمين؟؟؟
صلاتي التي إن أخرتها عذبت بها
فاتقي الله واعلمي ماذا تقولين
جمع أصحابها على أصوتهم
فهم كانوا بالقرب منها
حاولوا أن لا يتأخروا عن موعد الزفاف
فجاهدوا في إثنائها ومحاولة تأجيل الصلاة
فلم تسمع ولم ترضخ
سوى لنداء قلبها الطاهر النقي
كلا ورب الكعبة
لن أخرج ولن أزف إلا حينما أنتهي من صلاتي ،،،
فهدأو جميعا وانصرفوا الى ما كانوا عليه سابقاً
أم من زينتها تنتظرها كي تزينها من جديد
تنظر لها تارة راكعة
تارة ساجدة
وتارة أخرى راكعة
وتارة أخرى ساجدة
حتى في أخر ركعة لها تنتظرها كي تسلم
فأما عروستنا
ظلت ساجدة لحظات وتبعتها لحظات ثم طالت هذه اللحظات ،،،
حتى همت مزينتها بإلفاتها بإنها تأخرت...!
ولم تعطيها جواباً
تذمجرت وأتوا صويحباتها من جديد
ولم تتحرك لهم
فزع قلب الأم
فأتت أليهن مهرولة
فوقفت عند بنيتها ووضعت يدها على رأسها تحركه...
فعلمت أن زفافها لن يكون هنا
إرتحلت وستبعث ساجدة
وغيرها سيبعث "مكباً على وجهه" والعياذ بالله
إرتحلت من دنيا عما قريب ستكون فانية
أرتحلت وقبلها صادق في إيمانها
أرتحلت ولم تسعى للدنيا مثلما من سعى
بل سعت للقاء الأبدي يجمعها رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم
والأحباب والأصحاب
إرتحلت في أمل أن ينظر لها الرحمن نظرة الرضى ويعطي قلبها الإطمئنان في حُسن الجزاء
إنها ليله ياعروس الإسلام
فاحذري أن تغريكِ الحسناواتِ
بفعل نمصٍ أو وصلة لشعيرات رأسك
فاجعليها طاعة لرب الأرض والسماء
فلا تنظري للساخطون والناقمون ،،،
واعلمي "أن الله يعلم ما تسرون وما تعلنون"