رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا

رقية القلب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


4 مشترك

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    جزائري
    جزائري
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر عدد الرسائل : 27
    العمر : 41
    اسم البلد : algeria
    المزاج : calm
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 5385
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 24/09/2009
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    وسام التميز : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    صورة المنتدى

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف جزائري الخميس سبتمبر 24, 2009 6:54 pm

    المبحث الأول : عوائق تطبيق مشروع مالك بن نبي الحضاري

    1-انتقـــادات حول مواقف مالك بن نبي:

    إن مالك بن نبي يدعونا للحكم وفقا لعالم الأفكار وليس وفقا لعالم الأشخاص وان لا نقيس الحق بالرجال بل نقيس الرجال بالحق وكونه بشر يخطأ ويصيب فمن الواجب تبيان أهم المواقف التي زاغ فيها بن نبي

    وفي الحقيقة فان هذه الانتقادات التي أدرجنها هنا لسنا ندري إن كانت فعلا أخطاء أم أنها الغاز قصرنا عن فك شفرها لأنها تبعث فعلا الغرابة إذا ما قرناها طبقا لتوجه مالك بن نبي الفكري

    وأولى تلك الانتقادات المحسوبة على مالك بن نبي موقفه المثمن للاشتراكية الناصرية حين يقول "إن كتاب فلسفة الثورة الذي وضعه جمال عبد الناصر يسجل في العالم الإسلامي المحاولة الأولى التي نرى من خلالها رجل السياسة يعبر عن أفكار سياسية بصورة نظرية منهجية [1]وأكثر من ذالك جعل مالك بن نبي كلمة النهضة مرادفة لما يقوم به جمال عبد الناصر فقال "نظرة الرئيس جمال عبد الناصر خطت للنهضة العربية الاتجاه الصحيح الذي يضمن للأمة العربية شروط الانسجام مع القانون العام فيما يتصل بوحدة المصير"[2] إن مالك في أقواله السابقة ليضعنا في حيرة ويبعث فينا التساؤل عن دوافع تبريره وتدعيمه للخط الناصري بما يطرح تساؤلات عن غياب الروح النقدية لبن نبي أمام هذا المشروع العلماني الذي جعل عدوه الأول الاتجاه الإسلامي لأية نهضة فهل تكون علاقته الحسنة مع الرئيس عبد الناصر هي الدافع عل المدح السالف لسياسته العلمانية المتأصلة ؟. ولقد كان الاختيار الإيديولوجي لجزائر الاستقلال قريبا جدا من توجه عبد الناصر وكان رئيسها الأول بن بلة صديقا وحليفا للرئيس المصري وبموقف موافق للأول يعبر بن نبي عن موقفه من هذا الخيار فيقول "ومن الزاوية السياسية كان الرئيس بن بلة هو الذي أطلق صيغته المتمثلة في الاشتراكية والعروبة والإسلام وهي الصيغة التي ستوحد الشعب الجزائري ضمن نشاطه المشترك الجديد حيث أنها مسجلة في ميثاق الأمة "[3].

    وبوضوح لا يقبل أي تأويل يضيف بن نبي تبريرا لسياسة بن بلة جاعلا منها الأسلوب الأمثل للنهضة الشاملة"الرئيس بن بلة عندما صاغ سياسته في ثلاثة كلمات هي الاشتراكية والعروبة والإسلام كان قد التزم بالوفاء لأرواح شهداءنا وبالإنصاف والعدالة إتجاه ورثتهم وقد عمل على هذا النحو بالسياسة الحقيقية في استخدامه لبرنامج معين واستقاه من الينابيع الروحانية لمفهومية معينة "[4].

    بن بلة نفسه اليوم يعيد النظر في مثل تلك الأفكار فكيف سقط بن نبي في الترويج غير النقدي لسياسة مبنية على اختيارات غير متوافقة مع روح الأمة وهو الذي نقد وبشدة الأفكار القاتلة والمميتة فكيف للفكرة الإسلامية أن تلتقي مع الاشتراكية القائمة على أسس الفلسفة الماركسية المادية.

    وان المنطق الذي يفرض نفسه عليناها هنا هو أن كل رجل يأخذ من كلامه ويرد إلا

    نبي هذه الأمة وهو ما يوجب علينا رد مواقف بن نبي السابقة ورفضها .

    غير أن ما يجب الانتباه إليه أنها ليست إلا مواقف شخصية تقع على هامش مشروعه الحضاري ولا تصدر عن عمقه وتوجهه الجوهري الأصيل وبتالي فهي لا تنقص من قيمة المشروع والذي اتسمت معظم الانتقادات الموجهة إليه بالدونية والإيديولوجية ما جعل الدكتور عبد اللطيف عبادة يعنونها في كتابه فقه التغير في فكر مالك بن نبي ب "افتراءات حاقدة" .

    وإذا كانت الانتقادات السالفة لا تصنف كعائق جوهري أمام تطبيق مشروع مالك بن نبي بحكم هامشيتها فان المشروع البنابي قد وجد نفسه أمام عائقين جوهريين الأول ينبع من داخل الذات الإسلامية ويتمثل في استغراق المرجعيات الإسلامية الراهنة في الخلافات والصدامات بالقدر الذي يبعدها عن تفعيل الخطاب الإسلامي الأصيل وهو ما يفتح المجال أمام العولمة كخيار بديل وعامل خارجي يعيق تحقق مشروع أصالي كالمشروع البنابي.

    2-الخطاب القرآني من الإرسال القدسي...إلى التلقي الأْيديولوجي

    إن النص الديني باعتباره مؤلفا أو صادرا عن قراءة تأويلية إزاء نص قرءاني أو نبوي فانه سيحتمل لا محال التعدد و التنوع وهذا مرده لطبيعة الخطاب القرآني بوصفه كلاما دالا على ذاته ودالا على مبدعه فهو يضع نفسه قي قلب التواصل اللساني ولذا نجده يحتوي بالإضافة إلى نفسه عنصرا أخر لا يتم التواصل اللساني إلا به ولا يكون بلاغا إلا بوجوده وهذا العنصر هو المتلقي وهو عنصر متضمن في الخطاب نفسه ويؤدي دورا يكون تحين الخطاب وتعينه الدلالي على مثاله هذا ما يجعل القرءان بوصفه خطابا وهو يرتحل في الأْزمنة يختلف في لحظة استقباله قراءة وتأْويلا عن لحظة نزوله وحيا إذ انه كامل كمال صاحبه في هذه اللحظة ولكنه عندما يغادر مرسله يكون أيضا على مثال قارئه ومفسره وهو ما يجعله خطابا آخر غير الخطاب المنزل فعملية التلقي إذا تفترض حتما مسافة فاصلة للفهم بين الخطاب المنزل بوصفه كاملا كمال صاحبه وكاسبا لصفاته والخطاب المستقبل باعتباره زماني مخلوق هي مسافة نجد لها تسمية اصطلاحية عند أعلام الهرمينوطيقا الغربية ب"المسافة الزمنية" أو"الجمالية" عند "غادامير" أو "وضيفة المباعدة" أو "التنائي" عند ريكور وهذا ما يحدث وينتج عنه الابتعاد عن الخطاب الأْصل المنزل إلى خطاب فهم الخطاب فهو إذا نص ثاني أنتجه المتلقي الذي يبقى تأْويله ناقصا وقاصرا عن استغراق مجمل مضمون الخطاب الإلهي زمانيا ومكانيا لأْنه منتج وصادر عن قصوره لا عن تمام الخطاب الأْصل وكمال مرسله وإذا كان ذلك كذلك فليس صحيحا إذا أن النصوص الفقهية والأْصولية و الفلسفية وحتى العقدية التي حامت حول النص القرآني جزءا لا تتجزأ منه فتكتسب من ثم صفة القداسة وتشاركه فيها فتصبح بمثابة الأْصل الثابت الذي لا يمكن إزاحته أو توجيه النقد إليه وإذا ما أردنا توظيف وجهة النظر الأْرسطية فإننا نقول أن الخطاب السماوي خارج عن اطر الزمان و المكان بينما خطاب فهم الخطاب المقدس أْو ما يسمى في المنظومة المعرفية الإسلامية بالتفسير محصور بين دفتي الزمان و المكان وإذا كان الزمان يفني فاْن هذه القراءة هي فانية –مؤقتة- قابلة للتجدد ومن هنا يستمد القران الكريم باعتباره كلام الهي مقدس صفة الديمومة و الأْبدية الزماكنية لا من حيث القراءة المتلقاة بل من كونه منتج لهذه القراءة فهو بالتعبير الأْرسطي المحرك الأْول للقراءات دون أن يتحرك هو ذاته.

    إننا لا نرجو من خلال هذا الغوص في أساسيات إنتاج الخطاب الديني أن نقدم تحليل تفكيكي اركيولوجي لهذا النتاج بقدر ما نسعى إلى تشخيص أسباب عزوفه عن التأثير الفعال في سلوك المسلم المعاصر فالمشروع البنابوي باعتباره مصنف في خانة الفكر الإصلاحي السلفي نجده يعتمد في مبدأْه الأْول على تفعيل الدين الإسلامي –انطلاقا من تفعيل النص-كآلية محورية و أساسية في التغير الاجتماعي والبناء الحضاري وبتالي فان محاولة الكشف عن معوقات تحقق هذا المشروع الإسلامي دفعت بنا دون اختيار إلى ضرورة التعمق في طبيعة النص الديني الطبيعية من جهة وهو ما تم تناوله أْنفا ثم طبيعة النص الديني المتداول في ثقافتانا الراهنة من جهة أْخرى بغية إجراء مقارنة قد تبدي لنا مفردات الإجابة التي نحن بصدد البحث عنها .

    والمتأمل في منتجونا الديني المحض في زماننا المعاصر يجد أْنه يتوزع عبر عديد من المرجعيات الأيديولوجية المتنازعة ترفض بعضها البعض سلفي/ أْخواني/ تبليغي أباضي/ بل إن الوضع قد يصل إلى حد الموجهات الشعبية كما حصل في حادثة بريان بجنوب الجزائر فحتى الذات السنية التي حافظت على وحادتها لعدة قرون هي الآن متفرعة إلى مرجعيات متعارضة في غالب الأْحيان ومتصادمة في بعضه ومآل هذا أْن مجتمعنا السني الراهن صار يفتقر إلى مرجعية دينية واحدة حتى داخل المسجد الواحد فباتت عملية الدعوة ليست استمالت للإسلام بقدر ما هي دعوة إلى تحزب أو تمرجع إسلاماوي .ولاشك أن العامي الطامح إلى الاتكال على الدين الإسلامي وروحه السلفية كقوة دافعة له من اجل استئناف فعله الحضاري وتكليفه التاريخي صار يخش من فكرة الإسلام ذاتها .انه الخوف من الانتماء المرجعي لتلك التحزبات ليجد نفسه في الأْخير فاسقا أو مبتدعا أو ربما كافرا عند البعض وهذا الخوف جعل العامة تستغرب عن فكرة الإسلام ويستجهلونها حتى لا يصطدموا بكلمة "كفر" وبتالي الحل هو الابتعاد عن التفقه الديني وطلب المعلومة الإسلامية ومنه العزوف عن التطبيق والتجسيد العملي للإسلام وهو ما يحول عائقا أمام أية محاولة لتطبيق مشروع حضاري مؤسس على الفكرة الإسلامية كمشروع مالك بن نبي لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بإلحاح هاهنا هو كيف وصلة الفكرة الإسلامية إلى هذا الحد من التناقضات والصدامات و الغرابة .

    لاشك أن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب منا تحليل معمق لأساسيات ومنطلقات إنتاج الخطاب الديني الراهن وهو ما يعني من الوهلة الأولى أن مسؤولية تراجع فعالية الضابط الديني يتحمل القدر الأكبر منها رجال المذاهب الإسلامية المعاصرة .

    ويمكننا نشدا للتعمق الفلسفي الاستعانة بالتفكيك التحليلي الذي ينتهجه ليبنتز في قراءته لإشكالية تعدد اللغات الطبيعية ومحاولته الجادة إنشاء لغة رمزية واحدة انطلاقا من فعل التحليل الهرمي للغات المتداولة وإرجاعها لأصلها الأول والثابت ثم تركيبها في نسف واحد فهي حالة مماثلة قياسيا لتعدد قراءات النص القرءاني وبتالي يمكننا استعارة ذالك المنهج وتوظيفه دون المساس بخصوصيات منظومتنا المعرفية .

    وهنا يقدم لنا التفكيك الزمني لمراحل إنتاج خطاب فهم الخطاب الديني الراهن أربع لحضات أساسية هي الوحي/النص/تأويل النص/ممارسة التأويل وإذا كان الوحي والنص ليس فيهما خلاف بين أهل السنة والجماعة فان التعارض يولد في لحضت التأويل (محطة المفسرين/المؤولين) ويتوسع ليصبح صداما كلما اقتربنا من لحضت الممارسة (محطة العامة) وبتالي فان المصدر الأول للتناقض والصدام الذي تحويه الفكرة الإسلامية المعاصرة هو التأويل /القراءة /التفسير ذالك أن هذا التفسير ومن كونه ينطلق من نص مقدس يدعي القدسية فيشارك النص الإلهي في خصوصياته وميزاته ويصير غير قابل للرفض أو النقد ويستلزم رفض جميع التأويلات المخالفة له وهكذا تكون ما يسمى بالعقل المركزي/الاديولوجي الذي يعطي لنفسه حق امتلاك الأجوبة عن كل الأشياء مقفلا بذالك باب السؤال فتحولت القراءة معه إلى حقيقة يقينية /ثابتة /وثوقية فكان من ثمار هذه الفاشية أن تشكل نظام معرفي مرجه الإجرائي عقل يقيني /شمولي تسيجت داخله المعرفة الدينية وتحولت بفعل الدغمائية إلى خطاب اديولوجي قاهر لا غاية له سوى التمركز حول ذاته المتعالية /العارفة مهاجما سائر العقول المناهضة له فكان نتيجة كل ذالك إهماله الأخر المخالف/المختلف كوجود وككينونة وعلى هذا النمط تشكلت المرجعيات السنية المعاصرة التي تحولت إلى ذوات اديولوجية مغلقة همها الوحيد هو إثبات صحة رؤيتها وقراءتها بمقابل إثبات بطلان قراءة من يخالفها وهكذا أصبحت الآية القرءانية تساق كدليل منطقي بدل التركيز على فعاليتها المتعلقة أساسا بالسلوك وفي الغالب باتت هذه القراءات تعود إلى النص( الكتاب والسنة) بدل من أن تنطلق منه وهو ما أسس للقراءات الجاهزة التي تنتهي قبل أن تبدأ وهو ما يعبر أيضا عن الميزة الجوهرية لعلم الكلام المعاصر الذي يسعى لتأيد تصوراته من خلال إخضاع وقولبة النص الديني في سياق انساق وأنظمة متخيلة تزعم امتلاك الحقيقة مسبقا وهو ما أوقع المرجعيات الدينية الفكرانية [5]في ما يسميه مالك بن نبي بتضخم الذوات وانغلاقها بما يقطع سبل التواصل بينها ويقضي على إمكانية العمل التاريخي المشترك ففرض العقل

    المركزي الأحادي سلطته بما اقره من يقينيات وحقائق دون أدنى ممارسة للنقد على نفسه وفقا لما أرساه كانط بنقده للعقل الخالص ولان ثقافتنا المعاصرة كما يصفها مالك بن نبي تعطي الأسبقية لعالم الأشخاص على عالم الأفكار بات المتدين المعاصر يؤمن بنموذجين من العلماء العالم الذي لا يقول إلا الصدق وهو من ينتمي إلى مرجعيته والعالم الذي لا يقول إلا الكذب وهو المخالف لمذهبه .

    ومع هذه الملابسات والادلجة في إنتاج الخطاب الإسلامي الراهن وتوظيفه لغايات اديولوجية ضيقة لا نتوقع له أي فاعلية اجتماعية لأنه وبكل بساطة "الذي يتكلم وحده لا

    يتكلم حقا لا يكتب لا يقرا انه النص الذي لا نص له وحده النص المتكلم وحيدا هو الأصم الأبكم الذي يصير كلامه مجرد أصوات فيزيائية ترتد إلى أذنيه[6].

    وجدير بالذكر أن من نتاج هذا الوضع المؤدلج ظهور أزمة نفسية يحويها المسلم المعاصر هي الحلقة المفرغة الممثلة في قوة الإيمان بالقلب فالعمل حتى يستقيم لابد له من ثلاث آليات هي الفكرة (العقل).الإيمان(القلب) التطبيق(اليد)وتمثل الوحدة الثانية المحول من الفكر إلى السلوك وبتالي فعندما يعجز هذا المحول أو تضعف قدرته تبقى الأفكار مجرد مفاهيم فارغة من أي مضمون عملي وهذا تماما ما يحدث مع المتدين في مجتمعنا الراهن الذي أدى به اهتمامه المفرط بجمع المعلومة الدينية بغية الجدال والتبرير إلى إهمال جانبها السلوكي الأهم فصار على حد تعبير مالك بن نبي يفكر طبقا للمبادئ الإسلامية ولا يعمل طبقا لها وهكذا فصل بين الإسلام ألاعتقادي والإسلام السوسيولوجي فنشأت ثنائية المسلم المعتقد والمسلم المطبق الناتجة أساسا عن إهمال جانب الروح وهو ما يتعارض مع مشروع مالك بن نبي الذي ينطلق من الروح كقوة محركة ودافعة للفعل الحضاري .

    وكخلاصة لكل ما سبق نقول أن مشروع مالك بن نبي الحضاري اعترضنه وتعترضه عدة عقبات صادرة بالأساس عن طبيعة وخصوصية الخطاب الإسلامي والذي فضلا عن تشويهه لبنية الإسلام كتنظير وممارسة وإسقاطه للعامة في التغريب عن الفكرة الإسلامية فقد كرس مشكلة عويصة تقف عائقا أمام أي محاولة للتغير وهي عدم قدرة النفسية المسلمة الراهنة على تحويل المعلومة الدينية إلى سلوك اجتماعي وهو ما يعدم أي إمكانية لاستئناف الفعل الحضاري طبقا لقوله تعالى"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " (الرعد 19).

    وفي نظرنا هذا هو اكبر عائق أمام تطبيق مشروع مالك بن نبي الحضاري حاليا .

    3-عولمة الثقافة و النموذج الحضاري الأحادي :

    ليست العولمة مجرد آلية من آليات التطور الرأس مالي كما يضن البعض بل هي بالدرجة الأولى إيديولوجية تعكس إرادة الهيمنة على العالم انطلاقا من التحكم في الجانب الاقتصادي حين توظف السوق والمنافسة الجارية على محورها كمكانيزم للاصطفاء بالمعنى الدارويني للكلمة أي وفقا لنظرية داروين في اصطفاء الأنواع والبقاء للأصلح وهذا ما يعني أن الدول والشعوب التي لا تقدر على المنافسة سيكون مصيرها بل يجب أن يكون الانقراض والفناء ليس على مستوى الاقتصاد فقط بل يمتد زوالها إلى الجانب الثقافي المعبر عن مبرر وجودها وهكذا تجر عولمة الاقتصاد معها عولمة الثقافة والتي يبقى هدفا الجذري هو تعميم نمط حضاري يخص بلدا بعينه هو الولايات المتحدة الامركية على دول العالم اجمع وهنا بالذات تبدو المناقضة الجوهرية التي تفرزها العولمة /الأمركة وهي الفكرانية /الاديولوجية /المحلية في مقابل العالمية /الكونية وهذا من خلال مزج المحلي في العالمي وتقديمه في طابع كوني شمولي وهكذا نجد أنفسنا في النهاية أمام عولمة الثقافة بدل ثقافة العولمة والرؤية العميقة للوضع تكشف بوضوح وجلاء أن ثقافة العولمة الآن ليست ثقافة عالمية شاملة بل ثقافة امركية محلية تطمح بل تجسد إرادة اختراق الأخر وسلبه خصوصياته وبالتالي نفيه من العالم فهي تسير نحو الانغلاق والضيق وصولا إلى النموذج الأحادي المسيحية/اللبرالية/الانجليزية طبقا لمقولة جورج بوش "من ليس معنا فهو مع الإرهاب " فتصبح الفكرانية الامركية نظام مؤدلج يعمل على إفراغ الهوية الجماعية من كل محتوى ويدفع للتفتيت والتشتيت ليربط الناس بعالم اللاوطن واللائمة و اللادولة أو يغرقهم في أتون الحرب الأهلية ومع الهيمنة والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري يأتي فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو امة أو ثقافة(فقدان الهوية) ويكون البديل هو الاندماج والاستتباع فتخترق الرغبة في البديل الفعلي ويشل نشدان التغير لدى الأفراد والجماعات وفي النهاية تكرس الثقافة الإعلامية الامركية ايدولوجيا "الفردية المستسلمة" وهكذا فان المشروع البنابوي باعتباره مؤسس على الفكرة الجوهرية و الأفكار المطبوعة يجد نفسه محاط بسياج من الأوهام المفتعلة من قبل معولمي الثقافة لكن كيف واجه العقل العربي مد عولمة الثقافة؟.

    هناك موقفان شائعان في خطابنا المتداول :

    موقف القبول التام للثقافة المعولمة وما تمارسه من اختراق ثقافي واستتباع حضاري شعاره "الانفتاح على العصر "و" المراهنة على الحداثة".

    موقف الرفض المطلق وسلاحه الانغلاق الكلي وما يتبع ذالك من ردود فعل سلبية محاربة.

    الواضح من الوهلة الأولى انه لا مفر من تصنيف هذين الموقفين ضمن المواقف اللاتاريخية التي تواجه المشاكل لا بعقل واثق بنفسه متمكن من قدراته وإنما تستقبلها بعقل مستقيل لا يرى صاحبه مخرجا من المشاكل إلا بالهروب منها إما إلى الوراء وإما إلى الأمام وكل سلاحه رؤية سحرية للعالم تقفز على الواقع إلى اللاواقع.

    هذا ما جعل مالك بن نبي يطلق صفة الذرية على العقل العربي المعاصر لقصوره عن التوغل في قلب المشاكل بإدراكه لنسقها الشمولي واكتفاءه بالسطحيات والحلول التجزيئية لبنية المشكل ومنه ابتعاد الحلول عن الواقعية والقابلية للتجسيد الفعلي فتضيع الجهود ويهدر الوقت ويعني هذا أن العقل العربي المعاصر قد استقال عن رسم معالم توجهاته التاريخية وهو ما يعيق تفعيل مشروع مالك بن نبي الذي يتطلب فهم جذري للتكليف التاريخي والدور الحضاري والخصوصية الثقافية المحلية .

    وقد انتهت الثقافة المعولمة إلى تعطيل فاعلية العقل وتكيف المنطق والتشويش على نظام القيم وتوجيه الخيال وتنميط الذوق وقولبة السلوك والهدف في المجموع تكريس نوع معين من الاستهلاك لنوع معين من المعارف والسلع يصير في النهاية منطقا معاديا لإسلام يمكن استقصاؤه من السلوكيات البديلة التي يتبنها بالخصوص الشباب العربي إن على المستوى الفكري وان في المجال الاجتماعي خلافا للآية التي تحذره من ذالك.

    وهكذا تقف محلية الفكرة الامركية اللبرالية عائقا أمام عالمية الفكرة الإسلامية مما يحتم عليهما التصارع والمواجه وهنا تتخذ الاديولوجية الليبرالية إستراتجية الأوهام مثل مقارنة مصطلح الإرهاب بالفكرة الإسلامية في حين بقي المسلمون عاجزون عن تفعيل مقولاتهم الجوهرية بسبب مواقفهم اللاتاريخية.

    وخلاصة القول أن العولمة بصفتها معولمة ومحلية تطمح دائما إلى اختراق الأخر وسلبه خصوصياته وبتالي فهي ترمي إلى فرض النموذج الأحادي المسيحية /اللبرالية/الانجليزية وهو ما يقضي على إمكانية التغير انطلاقا من المشاريع الاصالية كمشروع مالك بن نبي لأنه يجد نفسه أمام فردية مستسلمة وعقل مستقيل ينزع نحو الاستتباع والاندماج .

    المبحث الثاني : محاولة في تفعيل مشروع مالك بن نبي الحضاري

    1- تحديث الخطاب الإسلامي:

    إن تحديث خطابنا الإسلامي وتفعيله ليس له سبيل إلا إذا أدخلنا فعل الشك المنهجي كآلية لحماية الاستنطاق الحر لمضامين الآيات والأْحاديث بعيدا عن أية مرجعيات اديولوجية مسبقة تحكم عملية القراءة وتخضعها قهرا لأْنساق وقوالب متخيلة مسبقا ما من شْأنه أن يقتل هذه القراءة قبل أن تولد فتنتهي قبل أن تبدأ تماما فالعقل التأْويلي الإسلامي هو الآن مطالب بإخضاع مقولاته الأيديولوجية/ الأْحادية لمخبر الشك المنهجي وذالك بمحاولة اختراق هذه الأْنساق السلطوية/ المركزية/ المغلقة وليس هذا ممكنا إلاْ إذا تجاوزت كل أيديولوجية مغلقة عقدة الخوف من الخدش على مبادئها الأْحادية وطرحها للمسائلة لا كبديهيات بل كقضايا أو مسلمات احتمالية ظنية والأْمر هنا منوطا أساسا بالتخلي عن الثنائية الضدية التي تلازم العقل الإسلامي وتحكم من ثمة سلوك المسلم في علاقته بالوجود و الأْخر الجنة/ النار. الإيمان/ الكفر. الأْنا/ الأْخر. الصدق/ الكذب الخطأْ/ الصواب .... ذالك أن هذه الثنائية التي ننظر إليها من زاوية النقيض قد تتجسد في نموذج واحد فالداخل للجنة مثلا لا يستلزم انه لم ينل العذاب أبدا كما أن الذي يقول الصواب في اغلب الأْحيان لا يستوجب انه يصدق في كل الأْحيان ولا ترتفع عنه صفة الخطأْ مطلقا وقد أسس الشافعي –رحمه الله- لهذه القاعدة المنهجية في التعامل مع خطاب فهم الخطاب المقدس حينما قال "قولي صواب يحتمل الخطأْ وقولكم خطأْ يحتمل الصواب" فالشافعي مع انه منتج لأْحد المذاهب الفقهية الكبرى فان نباهته المنهجية لم تسمح له بإدعاء الصدق المطلق/ المغلق لأْفكاره بل ترك الباب مفتوحا أمام أي احتمال للخطأْ و الشك وربما من اجل هذه الموضوعية لم تكن الصدامات بين تلك المذاهب الفقهية بالحدة نفسها الموجودة اليوم بين المرجعيات الإسلامية السنية المعا صرة فنحن اليوم مطالبين بتوظيف ذالك المنفذ الذي جسده الشافعي في سبيل التوغل داخل الأيديولوجيات المعاصرة وفك الحصار والخناق النفسي عنها فهذا الاحتمال المنطقي للخطأْ والمستوجب الشك من شأْنه أن يوفر خلاء واسعا يمكن للمتخالفين أن يتحركوا فيه ويتواصلوا عبره فهو بمثابة قناة حوار ترفع وهم التناقض وتؤسس لثقافة قبول الأْخر المخالف وليست هذه في الحقيقة دعوة منا لتبني الموقف السفسطائي بل نقصد أن اليقين المطلق الأْحادي لا يمكن أن يكون إلا مغلقا لجميع منافذ الحوار و القبول مكرسا ثقافة الصدام والمواجهة والرفض "فهو يؤول في المنتهى إلى الدغمائية والوثوقية اليقينية التي تترجم تعصبا وتحزبا وربما إرهابا"[7] ومن هنا بات النقد ضرورة منهجية لأْولئك الذين يمتلكون الحقيقة الصافية المطلقة ويعلمون علم اليقين وهذا من خلال بث الريبة في فروض العقل الذي أنتج هذه الأْنساق وخلخلة مركزيتها وفقا لما يسميه كانط بنقد العقل المحض وعندها فقط يمكن للمشروع الإسلامي أن يتوافق في السير ويستغل الجهود عموديا لا أفقيا غير أن عقلنة الخطاب الإسلامي تستوجب توجيها آخر يتعلق بتكيف الخطاب مع طبيعة من يتوجه إليهم الخطاب فالمتلقي يجب أن تراعى ظروفه الزمكانية والنفسية التاريخية حتى يتجاوب مع الخطاب ولهذا فالاهتمام فقهيا لبد أن ينصب على تحين التأْويل أنيا لا الاستغراق في مسائل الماضي فالبحث لبد أن يكون مركزا على أكثر الحوادث واقعية وانية لا الانشغال في مسائل ابعد ما تكون عن الآنية كالبحث في جنس الملائكة و التوضىء من وطئ البهيمة كما أن لغة الخطاب يجب أن تكون مرنة ومفهومة للكل وفي وضعنا التاريخي الذي نحن فيه الآن ليست المعرفة بالله هي المنشود الأْقصى للخطاب الديني بل تثبيت الصلة به سبحانه وتعالى لأْنه في زمن التحدي والمخاطرة لا يحتاج المسلم إلى معرفة نظرية بربه فحسب ولكنه يفتقد لتلك الصلة القوية

    التي تمكنه من تجاوز محن التاريخ ونكباته وهي نفسها التي جعلت بلال بن رباح –رضي الله عنه- يتحدى الجاهلية متجاوزا سوط العذاب برفع سبابته وتكرار قولته "احد احد ...." هذه الروح التي يسميها بن نبي بالفكرة الجوهرية هي التي دفعت بالمسلمين الأْوائل للانتقال من المرحلة الجاهلية القبلية إلى المرحلة الحضارية وهي نفسها نور مجتمعنا الراهن نحو التحضر واستئناف حركته التاريخية لان المنشود هو تغير النفوس وعندها فقط يمكن إحداث الصلة بين الإسلام الاعتقادي و الإسلام السوسيولوجي فنتجاوز ثنائية الاعتقاد/الفعل المعلومة /السلوك. المسجد/المجتمع. العقل/اليد.وإجمالا يلغى الفصل بين المسلم المعتقد والمسلم المطبق فالإصلاح والتحديث يجب إن ينطلق من مرحلة الروح ويعمل على تغيرها وتفعيلها وهنا فقط يتمكن المسلم المعاصر من تجاوز مرحلته التاريخية الحالية طبقا للسنة الخالدة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"(الرعد 19 ) وقد أظهرت لنا التجربة الحضارية الإسلامية منذ بدايتها وضمن سلوكياتها العملية في حركة الواقع الاجتماعي أن العقيدة الإسلامية حين تستقر داخل النفس البشرية لا يمكن أن تظل ساكنة لكنها لابد أن تتحول إلى حقيقة حية في حياة المجتمع وتفاعلاته الحضارية من خلال الالتقاء بين الروح والمادة وبين الدنيا والآخرة بين العقل و القلب وبين عالم الحس وعالم الشهادة وهذا في نظرنا المكانيزم المحوري في سبيل تفعيل مشروع مالك بن نبي على محور طنجة جاكرتا.

    2-التربية كوسيلة لتفعيل المشروع:

    يميل مالك بن نبي إلى المنهج التربوي لأنه المنهج الأكثر تأثيرا وفاعلية على الفرد ثم على المجتمع رغم ما يستهلكه من وقت وفيما يلي نستعرض الرؤيا التربوية البنابوية

    - مفهومة التربية عند مالك بن نبي:

    إن أول ما نشد إليه الانتباه في أثناء محاولتنا القيام بضبط مفهوم التربية عند مالك بن نبي هو تداخل معنى الثقافة مع معنى التربية عنده وسبب هذا التداخل هو لن الثقافة هي المحتوى الذي يجب أن تهتم به التربية"إن من أولويات واجباتنا أن تعود الثقافة عندنا إلى

    مستواها الحقيقي ولذلك يجب أن نحددها كنظام تربوي تطبيقي لنشرها بين طبقات المجتمع " [8]

    من هنا يتأتى لنا تحديد مفهوم التربية عند مالك بن نبي والذي يدل على أنها "عملية تثقيف متواصلة" وتتمثل عملية التثقيف هذه في تلك العملية النفسية التي تقوم في أولى مهامها بتركيب عناصر ثقافة المجتمع في بنية شخصية الفرد[9] أي في بنية إنسان ما بعد الحضارة

    وكون التربية عملية تثقيف يكسبها معنى المنهج الذي بواسطته يتم تشكيل وحدة الثقافة التي تعكس حضارة المجتمع وذالك عبر تشكيل العوالم المؤلفة لها وتوجيهها نحو الغاية التي ترسم لها

    ويزيد كسبها لمعنى المنهج وضوحا في تشكيل عوالم الثقافة هذه وتوجيهها وذلك من خلال عملية التركيب النفسي لعناصر الثقافة (المبدأ الأخلاقي الجمالي البعد العملي والجانب الفني) وترتيبها وفق ما ينسجم مع الوجهة التي يختارها المجتمع لنفسه في شق طريقه نحو الحضارة.

    وعملية التركيب النفسي هذه تدل على أهمية الإنسان البالغة بالنسبة لعملية إعادة البناء

    الحضاري فهي تقوم بتغير نظرته لنفسه ولأحداث التاريخ فيتحدد بذلك موقفه ومسؤليته

    إزاء وضعه المجتمعي ومصيره وبهذا تصيح هذه العملية مرتبكة بنتاجها المتمثل في تغير السلوك.

    وكونها عملية متواصلة يدل على أنها ليست ظرفية تتعلق فقط بمرحلة تاريخية معينة التي هي مرحلة التخلف الذي يوصم المجتمع المسلم اليوم بل إنها تتسم بالديناميكية وعلى أنها تتطور بتطور المجتمع آخذة في الاعتبار كل ما ينتج عن هذا التطور من تغير وتحول على مختلف الأصعدة.

    - معاني ودلالات التربية البنابوية :

    انه من اجل بحث معاني ودلالات التربية عند بن نبي بكيفية ملائمة ارتأينا أن ننظر إلى هذه التربية من وجوه مختلفة من حيث أهدافها القصوى والجزئية من حيث وضيفتها من حيث مضمونها ومن حيث وسائلها

    أ- من حيث الأهداف القصوى ( الغايات )

    لو نضرنا إلى التربية في بعدها الفلسفي الغائي وجدنها اعتبارا مما استنبطنها من كتابات مالك بن نبي المتنوعة وجدنها عملية إسقاط تثقيفية ترمي إلى خلق واقع اجتماعي لم يوجد بعد[10] ،واقع متحضر يمد أفراده بجميع الضمانات المادية والمعنوية التي يحتاجون إليها لنموهم في مختلف مراحلهم العمرية وللتعبير عن ذواتهم وقدراتهم .

    وكون التربية عملية إسقاط تثقيفية يدل على أنها ترتبط بالواقع ومعطياته وتنطلق منه وما شروط الحياة الكريمة هذه إلا تلك الضمانات الضرورية المادية والمعنوية التي

    يوفرها المجتمع –باعتباره مجتمع متحضر- لأبنائه وفي جميع أطوار حياتهم والتي تمكنهم من تحقيق ذواتهم وتأكيد هويتهم الحضارية ومن ممارسة قدراتهم الإبداعية المختلفة .

    وتوفر هذه الضمانات من قبل المجتمع يعرب عن مسؤولية هذا الأخير إزاء أبنائه هو الأمر الذي يتولد عنه شعور هؤلاء الأبناء بالأمن والعدالة والحرية ومن شان هذا الشعور تكريس ذلك الجو المنعش المبنى على الثقة التي تعد إحدى ركائز العمل المنتج1.

    ب- من حيث الأهداف الجزئية

    إن التربية التي ينشدها مالك بن نبي وفق نتاجه الفكري تحمل معاني التوعية والتهذيب

    والتجميل والتمدن والإعداد والتكوين والتعليم.

    عملية توعية وهذا النوع من التربية الذي يسمى "التربية الاديولوجية " أو "التربية المفهومية" شدد عليه مالك بن نبي قبل أن يدعوا إليها التنمويون ويقولون بأهمية الأفكار في القضاء على التخلف وتوجيه التنمية[11] هذه التربية التي يكمن دورها في تنبيه الضمير وايقاض الإرادة ولم يكن تخصيص مالك بن نبي لكتاب كامل حول "مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي "واعتباره الأفكار عالم قائم بذاته واحد المقومات الثلاثة للثقافة إلا دليلا على أهمية المنظومة الفكرية ( المفاهيمية) البالغة وبالتالي أهمية التربية المفهومية.

    عملية تهذيب أخلاقي بمعنى أنها عملية ترويض لطبيعة الإنسان البدائية التي تحوله منصفة كونه "فرد" يرتبط بالنوع إلى صفة كونه "شخصا "يرتبط بالمجتمع وبالإنسانية مما يمكنه من المساهمة في تقدم نوعه[12].

    وتتم عملية الترويض هذه عن طريق إشراطها لغرائز هذا الإنسان كما رأينا وتنظيمها وتكيفها بما يتناسب والنزعات الاجتماعية والإنسانية التي تعلو فوق درجة النوع.

    ومن هنا تصبح عملية التهذيب الأخلاقي هذه عملية "انسنة" الفرد أي الارتقاء به إلى مصاف الإنسانية وهو ما ينتج عنه تكوين "عالم الأشخاص" أولى العوالم التي تتألف منها الثقافة لدى مالك بن نبي وفي النتيجة يتحدد بمقتضى هذه العملية شكل السلوك في المجتمع[13].

    عملية تجميل للمحيط الثقافي والاجتماعي الذي يحي فيه الأفراد ويتم هذا عن طريق تكوين الذوق العام ينظم حركاته وأصواته ومناظره الشكلية واللونية وروائحه عملية التجميل هذه إذ تقوم بمهمة تكوين الذوق العام فإنها تسعى بذلك إلى تأصيل القيم الجمالية في النفس والمجتمع وتجعل من المحيط الثقافي والاجتماعي محيطا منعشا يزيد من فاعلية أفراده ويوحي لهم بالأفكار الجميلة كما انه يحفظ لهم كرامتهم الإنسانية

    عملية توجيه للأفكار وللعمل ولرأس المال والتوجيه في تعريف بن نبي هو" قوة في الأساس وتوافق في السير ووحدة في الهدف"[14].





    وعليه يقوم توجيه الأفكار على أساس قيمتها النفعية ووضوحها وعدم تعارضها في أدائها لمهامها ويقوم توجيه العمل على أساس قيمته التربوية المرتبطة بالواجب لا قيمته الكسبية.

    باعتبار أن العمل هو وحده الذي يخط مصير الأشياء في الإطار الإجتماعي[15] كما يقوم

    توجيه رأس المال على أساس قيمته الحركية ذات النفع العام لا قيمته السكونية المتمثلة في تكديس الثروة في يد فئة معينة في المجتمع .

    وتكتسي عملية التوجيه هذه التي أسميناها ب "التربية الإنمائية" أهميتها عند مالك بن نبي من خلال تمكينها المجتمع المسلم الراهن في هذه المرحلة العصيبة من تاريخه من تجنب الإصراف في الجهد والوقت وتوليدها في ذات الوقت لشروط النشاط الهادف فيه.

    عملية تمدين قوامها تقدير واحترام الإنسان لذاته ولغيره لاعتباره مخلوقا حرا مكرما من قبل الله عز وجل وإذ تعتمد عملية التمدن التي أطلق عليها اسم التربية المدنية إلى بث هذا الحس المدني الرفيع وتأصيله في نفوس أفراد المجتمع إنما ترمي بذلك كما يرى مالك بن نبي إلى توثيق شبكات العلاقات الاجتماعية وجعلها تنعم بجو من الوئام والثقة والتعاون.

    عملية إعداد وتكوين وتعليم لمختلف الإطارات الفنية التي يحتاج إليها المجتمع في مسيرته النهضوية التحضيرية. وتقوم هذه العملية على فكرة التخصص المهني التي تتعلق بالجانب المادي للمجتمع وباضطلاع هذه العملية التي يعبر عنها بالتربية الفنية لهذا الجانب الفني تكون قد طرقت باب "عالم الأشياء" وهو العالم الذي يكمل الوحدة التركيبية للثقافة وبالنتيجة تكون قد استكملت مقومات البرنامج التربوي الذي تصروه مالك بن بني .

    ج- من حيث الوظيفة

    لما كانت الغاية النهائية من التربية كما استخلصنها عند مالك بن نبي تكمن في خلق بديل اجتماعي وثقافي لما هو موجود باعتبار إن ما هو موجود يكرس وضعية التخلف ويسجن الطاقات فان التربية التي يراها بن نبي بتحويل هذا الواقع المعاش من حالته السكونية المتخلفة إلى حالة حركية متطورة تكمن في عملية تجديد.

    والتجديد عند مالك بن نبي يكون مزدوجا تجديد سلبي وتجديد ايجابي فالأول يقوم بوظيفة تصفية ثقافة المجتمع مما يكتنفها "من عوامل قتالة لا فائدة منها أي انه تجديد يقوم بطريقة سلبية تحدث القطيعة مع رواسب ومورثات الماضي "[16]أما الثاني فيقوم بوظيفة مد وتطعيم الثقافة بأفكار جديدة بناءة تصلها بالمستقبل وبالحياة الكريمة"[17].

    وهكذا فانه إذا كانت التربية كما حاولنا أن نبينها عند مالك بن نبي تفيد من الناحية الوظيفية معنى التجديد فان هذا التجديد نفسه يتضمن معاني مختلفة فهو في حالة التجديد السلبي يكسب التربية معنى النقد وفي حالة التجديد الايجابي يكسبها معنى التغير.

    د- من حيث المضمون

    إذا كان ينظر إلى التربية في مفهومها الحديث على أنها من جهة أولى "عملية وان التغير المرغوب في السلوك والحياة هو ناتج لهذه العملية "[18]وعلى أنها من ناحية ثانية ترتبط بالإنسان في بعديه الفردي والاجتماعي وأنها لا تنفك عن واقعه المعاش وبالتالي يصبح لأفكار بن بني في التغير قيمة تربوية عالية ذلك أن أفكار بن نبي هذه تمتاز بالواقعية فهي تستنفذ مادتها انطلاقا من قيمة المجتمع وأفكاره المطبوعة كما تستنفذ وسائلها انطلاقا من إمكانياته المتوفرة وهي بهذا تحدد بوضوح الإطار المرجعي الذي تستند إليه هذه العملية كما أنها بهذا أيضا تراعي ظروف المجتمع المرحلية اعتبارا من تبنيها لسلم الأولويات وفق ما يناسب هذا الظرف أو ذاك في مسيرة تطوره

    وميزة الواقعية هذه تمنح التربوية البنابوية القابلية للتطبيق وتجعل منها قوة مؤثرة بالفعل

    ه- من حيث الوسائل

    إن صفة الواقعية التي امتازت بها أفكار بن نبي التغيرية قد انعكست على الوسائل التي يتم بواسطتها تحقيق هذا المشروع ميدانيا

    فمراعاة بن نبي للوضع التاريخي الراهن الذي يوجد عليه المجتمع المسلم والذي هو وضع متخلف ولإمكانياته المادية المحدودة جعله ينتقد عقلية الاقتناء والاستهلاك والتكديس (الشيئية) ويشدد في ذات الوقت على قيمة المسلم وقدراته الخلقية والعقلية والعضلية في الاكتفاء والإنتاج والبناء.

    ولهذا كانت الوسائل التي يعول عليها في عملية إعادة البناء الكيان الحضاري الذاتي عند مالك بن نبي هي وسائل "أولية" في متناول الإنسان المسلم الراهن إذ أنها تكون مرتبطة به في كل حين نظرا لكون الإنسان هو الذي يعزى إليه القيام بعملية التغير ونظرا لكونه المنشئ للحضارة وتتمثل هذه الوسائل عند بن نبي فيما زودت الطبيعة به الإنسان[19] في القلب الذي يرمز إلى الضمير واليد التي ترمز إلى العمل والعقل الذي يرمز إلى الفكرة(التخطيط) ذلك أن كل نشاط إلا ويصدر عن دوافع القلب وتحركات اليد وتوجيهات العقل.

    ولئن كانت هذه الوسائل الأولية تعد ضرورية بالنسبة للظرف التاريخي الحالي فإنها لا تفقد أهميتها مهما تقدم الإنسان في مسيرته الحضارية وتقدمت وتنوعت وسائله تبعا لذلك مادامت أنها ترتبط به وبها تتحدد فعاليته.

    ولو حاولنا أن نتبين مدلول التربية من خلال وسائلها هذه قلنا أنها تربية "تقشف" يفرضها الأمر الواقع.

    المبحث الثالث: مدى صلاحية المشروع ... ماليزيا أنموذجا

    هذا العنوان جاء نتيجة للسؤال التالي:

    هل أفكار مالك بن نبي واشتراطاته للنهضة ما تزال صالحة حتى الآن؟

    من يقرأ فكر مالك بن نبي سيجده أنه لم يبني شروطه للنهضة من "تأملات" كما يقول الدكتور أبو بكر باقدر في معرض حديثه عن فكر مالك وأنه ليس منظرا وليس لديه نظرية حضارية بل مجرد "تخمينات" وهذا رأي ليس صحيح إطلاقا فمالك بن نبي تتوفر في أفكاره ومنهجيته جميع شروط التنظير ومقومات المنظر فهو قد استمد شروط النهضة من تجارب ناجحة مرت بها الأمة الإسلامية وأيضا بعض الأمم المعاصرة مثل التجربة اليابانية مثلا التي يراها مالك بن نبي أنها استفادة من مدرسة الحضارة الغربية ولكن لم تتعامل مع ما كان يطلق عليه (الأفكار المميتة من الحضارة الغربية) التي لا تتفق مع التقاليد اليابانية فقد بقية وفية لثقافتها وتقاليدها كما أن هذه الشروط لدى "مالك بن نبي" لا تتوقف عند دائرة الإنسان فقط بصفته القائم بالتغير الاجتماعي إذا ما امتلك مقومات التغير مثلا بل تمتد إلى نطاق الثقافة والمجتمع ،أي دوائر متداخلة لا تغيب هنا جزئية صغيرة تحدث أثرا في التكامل البنائي الاجتماعي ،وتحديد آلياته وفق السنن القرآنية الكونية.

    ومن يطلع على بعض مؤلفاته فقط –على سبيل المثال المتعلقة بالاقتصاد- فسيجد تصويرا لما هو عليه واقعنا اليوم ،وسيجد حلولا لمن لديه بصيرة ويمتد هذا إلى ماله علاقة بعلم اجتماع المعرفة،أو علم اجتماع التنمية ناهيك عن نظرياته في الثقافة والياتها

    ثم هناك نقطة مهمة ...إن بعض من لديه مساحة من الظهور الإعلامي حاليا ومؤلفات متعددة سيجد أن مرجعيته الفكرية تعود لقراءته لفكر مالك بن نبي،حتى لو لم يذكر ذلك في بعض هذه المؤلفات ،وهذا يعني أن أفكار مالك بن نبي وشروطه لا تزال باقية في عطائهم على الرغم من عقوقهم لعدم ذكرها أو الإشارة إلى ذلك بصفة أمانة علمية .

    وتدعيما لموقفنا يكفينا أن نذكر تصريحا للدكتور "مهاتير محمد"-طبيب ورئيس وزراء ماليزيا سابقا ويعد من أهم رموز نهضتها- في كتاب له تحت عنوان "النهوض بالتنمية "يقول في ما معناه أن الفضل في التنمية التي تعرفها ماليزيا الآن تعود إلى أفكار مالك بن نبي الحضارية خاصة كتابيه "المسلم في عالم الاقتصاد" و"ميلاد مجتمع" الذي كتبه سنة 1949 وتنبأ فيه بأن النهضة الإسلامية الحديثة ستكون من منطقة جنوب شرق أسيا وبالضبط من شبه الأرخبيل المالاوي ،وفعلا كان تنبؤه صحيحا ،وإننا اليوم نشاهد المعجزة الماليزية من خلال نهضتها الحضارية رغم صغر مساحتها ومحدودية إمكانياتها ولكن وعي وإرادة الإنسان الماوي صنعت الفارق في أن تصبح ماليزيا حالة شاذة تميزها عن باقي المجتمعات الإسلامية،هذا التميز كمن في التخلص من دائرة التخلف الذي بقي يسيطر على الأمة الإسلامية.

    البنوك الإسلامية ...معركة أسلمة المعارف والمفاهيم...غزو الفضاء...هذه كلها مشاريع تنموية تعكس البعد الحضاري الذي بلغته ماليزيا كثمرة تفعيل للمشروع البنابوي وجعله سلوكا معاشا في واقعها.

    وما أحوجنا الآن نحن كأمة مقهورة تعيش تحت وطئ شبح التخلف إلى أن ننهل من التجربة الماليزية في استفادتها من المشروع البنابوي للإقلاع الحضاري.

    وهذا كله ينم عن قدرة المشروع البنابوي على رفع التحدي في النهوض بالأمة وإخراجها من واقعها المهزوم.
























































    مالك بن نبي، الفكرة الأْفروأْسيوية، تر: عبد الصابور شاهين دار الفكر دمشق سوريا ،ط1،1981 ،ص273 - [1]

    - - مالك بن نبي، تأْملات ،دار الفكر دمشق سوريا 1985 ص178[2]

    -مالك بن نبي، أْفاق جزائرية، تر الشريف الطيب مكتبة النهضة الجزائرية ،بدون سنة ،ص207[3]



    [4] - المصدر نفسه ،ص 219





    [5] - يستخدم هذا المصطلح عند طه عبد الرحمان بدلا عن مصطلح ال
    جزائري
    جزائري
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر عدد الرسائل : 27
    العمر : 41
    اسم البلد : algeria
    المزاج : calm
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 5385
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 24/09/2009
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    وسام التميز : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    صورة المنتدى

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty رد: الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف جزائري الخميس سبتمبر 24, 2009 6:58 pm

    في هدا الفصل قمنا بوضع المشروع الحضاري لمالك بن نبي في فوهة اشكاليتنا الكبيرة كيف نتخلص من التخلف
    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7922
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Img8-111

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty رد: الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف سفيان عادل الخميس سبتمبر 24, 2009 7:20 pm

    بارك الله فيك اخي الجزائري جعله في ميزان حسناتك لمحات في فكر مالك بن نبي جد قيمة
    ليلى
    ليلى
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 7358
    العمر : 41
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 13681
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1224
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 13/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 12715437
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 62065715
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 51337546
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Tkrim
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 65359629
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Img8-111

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty رد: الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف ليلى الخميس سبتمبر 24, 2009 7:47 pm

    جزاك الله خيرا على الموضوع المفيد الله يجعله في ميزان حسناتك
    جزائري
    جزائري
    عضو جديد
    عضو جديد


    ذكر عدد الرسائل : 27
    العمر : 41
    اسم البلد : algeria
    المزاج : calm
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 5385
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 24/09/2009
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    وسام التميز : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty
    صورة المنتدى

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty رد: الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف جزائري الأحد سبتمبر 27, 2009 9:12 pm

    ??? ???? ???????
    m_oh_2@hotmail.fr
    koceirm@yahoo.fr
    mohammed89631
    ليلى
    ليلى
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 7358
    العمر : 41
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 13681
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1224
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 13/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 12715437
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 62065715
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 51337546
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Tkrim
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 65359629
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Img8-111

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty رد: الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف ليلى الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 11:23 am

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Df960bc9d81wm2
    warda
    warda
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 10490
    العمر : 41
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : سبحان الله وبحمده
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 16469
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1185
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 03/12/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 78187712
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 85911916
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 31437808
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Wsam7
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 93779345
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Img8-111

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty رد: الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف warda الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 3:13 pm

    جزاك الله كل خير اخي جزائري على الموضوع الرائع جعله الله في ميزان حسناتك
    warda
    warda
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 10490
    العمر : 41
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : سبحان الله وبحمده
    احترام قوانين المنتدى : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 16469
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1185
    البيانات الشخصية : الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 15781610
    تاريخ التسجيل : 03/12/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty0 / 1000 / 100الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 78187712
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 85911916
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 31437808
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Wsam7
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 93779345
    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Img8-111

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي Empty رد: الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي

    مُساهمة من طرف warda الثلاثاء سبتمبر 29, 2009 3:14 pm

    الفصل الثالت للبحث/جدوى المشروع الحضاري البنابوي 694905

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 9:44 pm