السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يا ابن ءادم، يا ابن ءادم إذا أصبحت فقل يا الله، وإذا أمسيت فقل يا الله، وإذا سألت فقل يا الله، وإذا استعنت فقل يا الله، وإذا نمت على فراش المرض فقل يا الله، وإذا دخل عليك ملك الموت فقل يا الله، يا الله، يا الله . قال تعالى في سورة الأعراف:
: سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ {146}
اتقوا الله عباد الله ولا تنسوا يوما يقال فيه لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لله، لله الواحد القهار، فاتقوا الله عباد الله القائل في محكم كتابه :
يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
[/color]تقوى الله، أخواني، مدارها على أمرين عظيمين: أداء الواجبات واجتناب المحرمات، اجتناب المعاصي ، وكلامنا اليوم بإذن الله تعالى عن معصية عدّها العلماء من معاصي القلب. التكبر على العباد من معاصي القلب، سببه ناشىء من القلب، وإن كانت مظاهره من أعمال الجوارح لأن القلب لَما يشعر بالتكبر الآثار تظهر على الجوارح، ينظر بعين الاحتقار إلى الفقير أو يعرض عنه ترفّعا، فالتكبر على عباد الله هو ردّ الحق على قائله مع العلم بأن الصواب مع القائل لنحو كون القائل صغير السن فيستعظم أن يرجع الى الحق من أجل أن قائله صغير السن . كذلك الذي يتكبر في مشيته، يمشي مشية المتكبر هذا ذنبه كبير، وقد ورد في
الحديث
إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذرّ (أي النمل الأحمر الصغير) يطؤهم الناس بأقدامهم" . قال تعالى في سورة المدّثر: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ { 8} فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ { 9 } عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ {10} ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا {11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُودًا {12} وَبَنِينَ شُهُودًا {13} وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا {14} ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ {15} كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا {16} سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا {17} إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ {18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {20} ثُمَّ نَظَرَ {2} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ {22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ {23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ
24} إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ {25} سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ {27} لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ {28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ {29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ {30
فعليك أخي بالتواضع، والرسول صلى الله عليه وسلم لما قال: "إنكم لتغفُلون عن أفضل العبادة التواضع" كان يخاطب جمعًا من الصحابة هذا ليس للكل . كبارهم مثل أبي بكر وعمر هؤلاء متواضعون جدا.
كان سيدنا عمر شديد التواضع، كان خرج مرة للجمعة ولبس اللباس الذي يلبسه المسلم للجمعة وهو في طريقه نزل عليه من ميزاب دار العباس دم فرختين ذبحا مع ماء فذهب وغسل ما نزل عليه ثم قال: يزال هذا الميزاب، فقال العباس هذا الرسول نصبه فقال عمر يعاد كما كان وقال للعباس تطلع على ظهري، أمير المؤمنين عمر، عمر الفاروق، عمر يقول للعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلع على ظهري، وعزم عليه فوقف عمر وهو أمير المؤمنين وطلع على ظهره العباس وأعاده.
التواضع نتيجته سلامة من الفخر والبغي أي الاعتداء على الناس . التواضع نتيجته سلامة من الفخر، الله تعالى لا يحب الفخر في الثياب وفي الأثاث وفي المسكن وما أشبه ذلك، لا يحب الذي يعمل للفخر يلبس الثوب الجميل ويتخذ الأثاث الجميل للفخر، هذا ذنبه كبير، حتى إذا كان لبس ثوباً فاخرًا ليراه الناس ويقولوا ما أجمل ثوب فلان فهذا معصية كبيرة.الرسول صلى الله عليه وسلم حدّثنا أن رجلا ممن كان قبل هذه الأمّة أمّة محمّد كان يمشي متبخترا ينظر في جانبيه، أعجبه ثوبه وشعره، تهيئة شعره وحسن شعره، بينما هو يمشي متبخترا أمر الله تبارك وتعالى به الأرض فبلعته فهو يتجلجل إلى يوم القيامة، والتجلجل معناه السؤوخ أي النّزول في الأرض والتحرك والتضعضع.
اللهم اجعلنا من عبادك المتواضعين الزاهدين الصالحين العابدين الناسكين الوالهين بمحبتك يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين .
[color="#ff00ff"](( الخطبة الثانية ))
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ
عبادَ اللهِ أُوصِيْ نفسِيَ وإيّاكمْ بتقْوَى اللهِ العَليّ العظيمِ القائل في كتابه العظيم : إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ الآية ،سورة هود/ 107، الله فعّال لما يريد ، قادر على تكوين ما سبقت به إرادته ، لا يعجزه عن ذلك شىء ولا يمانعه أحد ولا يحتاج إلى استعانة بغيره ، فبعد هذا البيان العظيم نحذّركم اليوم من كلام بشع شنيع يتكلّم به بعض الناس ألا وهو قول : " لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربّنا تنـزل." والعياذ بالله تعالى . الله تعالى قادر على كلّ شىء ، قادر على تكوين ما سبقت به إرادته لا يعجزه عن ذلك شىء . فمن قال: "ولا بيخلّي رحمة ربّنا تنزل " نسب العجز إلى الله لذلك هو خارج عن دين الله بهذه الكلمة الفاسدة هذا إن فهم منها هذا المعنى الفاسد وأما من لم يفهم منها ذلك المعنى الفاسد وإنما فهم منها أنّ هذا الإنسان من شدّة فساد حاله يكون سببًا في عدم نزول الرحمة الخاصة عليه وأنّه يكون من أسباب نزول البلاء فلا يكفر ولكن يقال له : هذه الكلمة فاسدة لا يجوز قولها . إخوة الإيمان من الناس من يعيش عمره وهو على كفرية واحدة وهو يظنّ بنفسه أنه من خيرة المسلمين، فالحذر الحذر من ترداد أيّ عبارة نسمعها غير موافقة لدين الله تعالى ، فمن الناس من يورّط نفسه في الكفر والعياذ بالله لأنّه يردّد بعض العبارات التي يسمعها من التلفزيون مثلاً ، لذلك تذكّر أخي المسلم قول الله تعالى إخبارًا عن الكافر : ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى سورة الأعلى / 13، أي لا يموت الكافر في نار جهنّم ولا يحيى حياة طيّبة هنيئة . والرجوع إلى الإسلام إخوة الإيمان بالشهادتين بقول أشهد أن لا إلـه إلا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله .
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
فمن تعلم ما أوجب الله عليه من علم لدين ميّز بين الحق والباطل، ميّز بين الحلال والحرام، ميّز بين الكفر والايمان، ولكن من الناس بدل أن يقبلوا إلى مجالس علم الدين أدبروا عنها وتخبطوا بالجهل والعياذ بالله تعالى وانتشرت بينهم عبارات فاسدة باطلة كفرية كقول بعض الناس (الجنة من دون ناس ما بتنداس) الجنة التي لا موت فيها ولا مرض ولا نكد ولا غم ولا هم ولا نغص ولا ظلام ولا بول ولا غائط، الجنة التي لما أخبر عنها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أقسم برب الكعبة، أقسم بالله العظيم أنها نور يتلألأ وريحانة تَهتز إلى غير ذلك مما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم، كيف يقولون عنها أنها لا تداس .
فاحذروا إخوة الإيمان وحذّروا من هذه العبارات الفاسدة وهي قول بعض الناس (الجنة من دون ناس ما بتنداس) واعلموا أن الكلام الذي فيه استخفاف بالجنة كفر وخروج عن دين الله .
وكذلك احذروا من قول بعض الناس: (كل طويل لا يخلو من الهبل) والعياذ بالله تعالى .
من الأنبياء من كان طويلاً كسيدنا آدم وهود عليهما السلام. فتبين أن هذه الكلمة فاسدة لا تقال، لأن الطعن بالأنبياء ووصفهم بالهبل ضلال والعياذ بالله
إخوة الايمان، ليس كل كلام يخطر في بالنا نتكلم به، وليس كل كلام نسمعه من بعض الناس أو من التلفزيون مثلا نتكلم به، فيكن ميزاننا ميزان الشرع.
وزن بحكم الشرع كل خاطر *** فإن يكن مأمـوره فبـادر
زن الكلام بحكم الشرع قبل النطق به حتى لا تورط نفسك بكلمة قد تكون سببا لك بالهلاك والعياذ بالله. وربنا تعالى يقول في القرءان الكريم: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾
واستغفرالله العلى العظيم لى ولكم
الدعاء
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
يا ابن ءادم، يا ابن ءادم إذا أصبحت فقل يا الله، وإذا أمسيت فقل يا الله، وإذا سألت فقل يا الله، وإذا استعنت فقل يا الله، وإذا نمت على فراش المرض فقل يا الله، وإذا دخل عليك ملك الموت فقل يا الله، يا الله، يا الله . قال تعالى في سورة الأعراف:
: سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ ءايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ {146}
اتقوا الله عباد الله ولا تنسوا يوما يقال فيه لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لله، لله الواحد القهار، فاتقوا الله عباد الله القائل في محكم كتابه :
يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
[/color]تقوى الله، أخواني، مدارها على أمرين عظيمين: أداء الواجبات واجتناب المحرمات، اجتناب المعاصي ، وكلامنا اليوم بإذن الله تعالى عن معصية عدّها العلماء من معاصي القلب. التكبر على العباد من معاصي القلب، سببه ناشىء من القلب، وإن كانت مظاهره من أعمال الجوارح لأن القلب لَما يشعر بالتكبر الآثار تظهر على الجوارح، ينظر بعين الاحتقار إلى الفقير أو يعرض عنه ترفّعا، فالتكبر على عباد الله هو ردّ الحق على قائله مع العلم بأن الصواب مع القائل لنحو كون القائل صغير السن فيستعظم أن يرجع الى الحق من أجل أن قائله صغير السن . كذلك الذي يتكبر في مشيته، يمشي مشية المتكبر هذا ذنبه كبير، وقد ورد في
الحديث
إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة كأمثال الذرّ (أي النمل الأحمر الصغير) يطؤهم الناس بأقدامهم" . قال تعالى في سورة المدّثر: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ { 8} فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ { 9 } عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ {10} ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا {11} وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُودًا {12} وَبَنِينَ شُهُودًا {13} وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا {14} ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ {15} كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا {16} سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا {17} إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ {18} فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {19} ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ {20} ثُمَّ نَظَرَ {2} ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ {22} ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ {23} فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ
24} إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ {25} سَأُصْلِيهِ سَقَرَ {26} وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ {27} لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ {28} لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ {29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ {30
فعليك أخي بالتواضع، والرسول صلى الله عليه وسلم لما قال: "إنكم لتغفُلون عن أفضل العبادة التواضع" كان يخاطب جمعًا من الصحابة هذا ليس للكل . كبارهم مثل أبي بكر وعمر هؤلاء متواضعون جدا.
كان سيدنا عمر شديد التواضع، كان خرج مرة للجمعة ولبس اللباس الذي يلبسه المسلم للجمعة وهو في طريقه نزل عليه من ميزاب دار العباس دم فرختين ذبحا مع ماء فذهب وغسل ما نزل عليه ثم قال: يزال هذا الميزاب، فقال العباس هذا الرسول نصبه فقال عمر يعاد كما كان وقال للعباس تطلع على ظهري، أمير المؤمنين عمر، عمر الفاروق، عمر يقول للعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلع على ظهري، وعزم عليه فوقف عمر وهو أمير المؤمنين وطلع على ظهره العباس وأعاده.
التواضع نتيجته سلامة من الفخر والبغي أي الاعتداء على الناس . التواضع نتيجته سلامة من الفخر، الله تعالى لا يحب الفخر في الثياب وفي الأثاث وفي المسكن وما أشبه ذلك، لا يحب الذي يعمل للفخر يلبس الثوب الجميل ويتخذ الأثاث الجميل للفخر، هذا ذنبه كبير، حتى إذا كان لبس ثوباً فاخرًا ليراه الناس ويقولوا ما أجمل ثوب فلان فهذا معصية كبيرة.الرسول صلى الله عليه وسلم حدّثنا أن رجلا ممن كان قبل هذه الأمّة أمّة محمّد كان يمشي متبخترا ينظر في جانبيه، أعجبه ثوبه وشعره، تهيئة شعره وحسن شعره، بينما هو يمشي متبخترا أمر الله تبارك وتعالى به الأرض فبلعته فهو يتجلجل إلى يوم القيامة، والتجلجل معناه السؤوخ أي النّزول في الأرض والتحرك والتضعضع.
اللهم اجعلنا من عبادك المتواضعين الزاهدين الصالحين العابدين الناسكين الوالهين بمحبتك يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين .
[color="#ff00ff"](( الخطبة الثانية ))
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ
عبادَ اللهِ أُوصِيْ نفسِيَ وإيّاكمْ بتقْوَى اللهِ العَليّ العظيمِ القائل في كتابه العظيم : إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ الآية ،سورة هود/ 107، الله فعّال لما يريد ، قادر على تكوين ما سبقت به إرادته ، لا يعجزه عن ذلك شىء ولا يمانعه أحد ولا يحتاج إلى استعانة بغيره ، فبعد هذا البيان العظيم نحذّركم اليوم من كلام بشع شنيع يتكلّم به بعض الناس ألا وهو قول : " لا بيرحم ولا بيخلي رحمة ربّنا تنـزل." والعياذ بالله تعالى . الله تعالى قادر على كلّ شىء ، قادر على تكوين ما سبقت به إرادته لا يعجزه عن ذلك شىء . فمن قال: "ولا بيخلّي رحمة ربّنا تنزل " نسب العجز إلى الله لذلك هو خارج عن دين الله بهذه الكلمة الفاسدة هذا إن فهم منها هذا المعنى الفاسد وأما من لم يفهم منها ذلك المعنى الفاسد وإنما فهم منها أنّ هذا الإنسان من شدّة فساد حاله يكون سببًا في عدم نزول الرحمة الخاصة عليه وأنّه يكون من أسباب نزول البلاء فلا يكفر ولكن يقال له : هذه الكلمة فاسدة لا يجوز قولها . إخوة الإيمان من الناس من يعيش عمره وهو على كفرية واحدة وهو يظنّ بنفسه أنه من خيرة المسلمين، فالحذر الحذر من ترداد أيّ عبارة نسمعها غير موافقة لدين الله تعالى ، فمن الناس من يورّط نفسه في الكفر والعياذ بالله لأنّه يردّد بعض العبارات التي يسمعها من التلفزيون مثلاً ، لذلك تذكّر أخي المسلم قول الله تعالى إخبارًا عن الكافر : ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى سورة الأعلى / 13، أي لا يموت الكافر في نار جهنّم ولا يحيى حياة طيّبة هنيئة . والرجوع إلى الإسلام إخوة الإيمان بالشهادتين بقول أشهد أن لا إلـه إلا الله وأشهد أنّ محمّدًا رسول الله .
﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾
فمن تعلم ما أوجب الله عليه من علم لدين ميّز بين الحق والباطل، ميّز بين الحلال والحرام، ميّز بين الكفر والايمان، ولكن من الناس بدل أن يقبلوا إلى مجالس علم الدين أدبروا عنها وتخبطوا بالجهل والعياذ بالله تعالى وانتشرت بينهم عبارات فاسدة باطلة كفرية كقول بعض الناس (الجنة من دون ناس ما بتنداس) الجنة التي لا موت فيها ولا مرض ولا نكد ولا غم ولا هم ولا نغص ولا ظلام ولا بول ولا غائط، الجنة التي لما أخبر عنها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أقسم برب الكعبة، أقسم بالله العظيم أنها نور يتلألأ وريحانة تَهتز إلى غير ذلك مما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم، كيف يقولون عنها أنها لا تداس .
فاحذروا إخوة الإيمان وحذّروا من هذه العبارات الفاسدة وهي قول بعض الناس (الجنة من دون ناس ما بتنداس) واعلموا أن الكلام الذي فيه استخفاف بالجنة كفر وخروج عن دين الله .
وكذلك احذروا من قول بعض الناس: (كل طويل لا يخلو من الهبل) والعياذ بالله تعالى .
من الأنبياء من كان طويلاً كسيدنا آدم وهود عليهما السلام. فتبين أن هذه الكلمة فاسدة لا تقال، لأن الطعن بالأنبياء ووصفهم بالهبل ضلال والعياذ بالله
إخوة الايمان، ليس كل كلام يخطر في بالنا نتكلم به، وليس كل كلام نسمعه من بعض الناس أو من التلفزيون مثلا نتكلم به، فيكن ميزاننا ميزان الشرع.
وزن بحكم الشرع كل خاطر *** فإن يكن مأمـوره فبـادر
زن الكلام بحكم الشرع قبل النطق به حتى لا تورط نفسك بكلمة قد تكون سببا لك بالهلاك والعياذ بالله. وربنا تعالى يقول في القرءان الكريم: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾
واستغفرالله العلى العظيم لى ولكم
الدعاء