رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا

رقية القلب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


    منبر الجمعة رقم 8

    دينا
    دينا
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 1670
    العمر : 34
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : جيد
    احترام قوانين المنتدى : منبر الجمعة رقم 8 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7570
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 10
    البيانات الشخصية : منبر الجمعة رقم 8 15781610
    تاريخ التسجيل : 13/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    منبر الجمعة رقم 8 Empty0 / 1000 / 100منبر الجمعة رقم 8 Empty

    منبر الجمعة رقم 8 70680516
    منبر الجمعة رقم 8 54522045
    منبر الجمعة رقم 8 13494647
    وسام التميز : منبر الجمعة رقم 8 Empty
    منبر الجمعة رقم 8 Tkrim
    منبر الجمعة رقم 8 54044757
    منبر الجمعة رقم 8 Img8-111

    منبر الجمعة رقم 8 Empty منبر الجمعة رقم 8

    مُساهمة من طرف دينا الخميس سبتمبر 03, 2009 7:36 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مولانا رسول الله , الحمد لله الأول قبل الإنشاء والإحياء والآخر بعد فناء الأشياء , العليم الذي لا ينسى من ذكره ولا ينقص من شكره ولا يخيب من دعاه ولا يقطع رجاء من رجاه , اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك انك الله الذي لا اله إلا أنت وحدك لا شريك لك ولا عديل ولا خلف لقولك ولا تبديل وان محمد عبدك ورسولك أدى ما حملته لعبادك وجاهد في الله عز وجل حق الجهاد وانه بشر بما هو حق من الثواب وانذر بما هو صدق من العقاب , اللهم ثبتنا على دينك بعدما أحييتنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب , صلي على محمد وعلى آل محمد واجعلنا من أتباعه واحشرنا في زمرته ووفقنا لأداء فرض الجمعات وما أوجبت علينا فيها من الطاعات وقسمت لأهلها من العطاء في يوم الجزاء انك أنت السميع العليم وصلي يا ربنا على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .

    عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله.
    أما بعد
    فموضوعنا اليوم هو العزوف عن الزواج وما يترتب عنه من نتائج وموقف الإسلام الواضح منه.

    يقول الله عز وجل: {سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون} ويقول في موضع آخر: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منها رجالاً كثيرا ونساء} وهناك آيات قرآنية كريمة أخرى تدل حتما على أن الزواج سُنّة عظيمة من سنن الخالق سبحانه في هذا الكون الفسيح تهم جميع الكائنات الحية بما فيها الإنسان والحيوان والنبات حيث قال تعالى { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون } الذاريات 49. إن الزواج نعمة ربانية لا يعرف مقدارها إلا المتزوجون فهو يحفظ الغريزة الجنسية من الانطلاق بدون قيد، ويضبط الاتصال بين الرجل والمرأة على أساس ميثاق شرعي واضح تحفه شروط معينة ويرنو إلى أهداف نبيلة لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق الزواج فقط.
    فكم هي رائعة السنة الشرعية التي سنها الله في مخلوقاته حيث نرى أن الكون كله يعزف نغمًا مزدوجًا. والزواج من الجانب الإنساني رباط مقدس وثيق يجمع بين الرجل والمرأة، وتتحقق به السعادة، وتقر به الأعين، إذا روعيت فيه المناهج والأحكام والآداب الشرعية. قال تعالى: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا} [الفرقان: 74].
    وهو السبيل الشرعي لتكوين الأسرة الصالحة، التي هي نواة الأمة الكبيرة وجوهرها، فالزواج في الشريعة الإسلامية: عقد يجمع بين الرجل والمرأة، يفيد إباحة العشرة بينهما، وتعاونهما في مودة ورحمة، ويبين ما لكليهما من حقوق وما عليهما من واجبات.
    وهكذا عباد الله فالعزوف عن الزواج بالنسبة للرجل يؤدي ويقود حتما للعنوسة لدى المرأة يعتبر حياداً عن السبيل السوي والفطرة الإنسانية الطبيعية. وهذه العنوسة صارت ظاهرة ملحوظة بشكل كبير في أوساطنا ومجتمعاتنا, ولا يمكن وصف الإعراض عن الزواج إلا بالإعراض عن سنة إلهية عظيمة. ويجب أن نعلم إن من يهرب ويمتنع عن الزواج سوى عاجز أو فاجر، فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي الزوائد: "إنما يمنعك من الزواج عجز أو فجور".
    لكن كما لا يخفى عليكم ان هناك أسباب قيدنا بها أنفسنا وربطناها بزمننا ربما أحاطنا بها البعض وربما أحطنا بها أنفسنا و تعالينا عن بساطتنا وأصبحنا نمسك بتوافه الأمور في حالات وبصعوبة الأمر في حالة أخرى , وهذه الأسباب يمكن تقسيمها إلى أسباب أخلاقية وأسباب اجتماعية واقتصادية وأسباب ثقافية.
    فبالنسبة للأسباب الأخلاقية لا أحد منا سينكر الفظائع الأخلاقية التي تشاهد يوميا في شوارعنا ومؤسساتنا ووسائل إعلامنا. لقد صارت الكثير من الفتيات هداهن الله مبتذلات في طريقة لباسهن وفي مشيتهن وكلامهن. إن خروج المرأة حاليا متبرجة كاسية عارية لا تضع حسابا لأحد ولا تكترث لكلام واعظ ولا لنصائح أحد، والانحلال الخلقي الذي صار السمة الطاغية على كثير من الفتيات المسلمات من الأسباب الجوهرية المباشرة التي تؤدي إلى عنوسة هذه المرأة نفسها. فهل من المنطقي وهل من المعقول أن يُقْدم شاب عاقل على الزواج من فتاة لا تخرج إلى الشارع إلا كما ذكرنا ؟ طبعا لن يقدم على الزواج عليها أي شاب يبحث عن ذات الدين ، وقد يقبل بها من في قبله زيغ أو مرض أو شبهة.
    بالنسبة للأسباب الاجتماعية فهي كثيرة وهي المهيمنة على باقي الأسباب: مثلا البطالة والتي تعتبر آفة اجتماعية خطيرة من أول نتائجها عدم قدرة الشاب الراغب في تأسيس بيت هانئ مع زوجته على الزواج، بل إن الشاب العاطل عن العمل إذا ما تزوج سيكون قد دخل مغامرة لا يعرف عواقبها. والزواج يشترط أولا القدرة على النفقة، لأن تكاليف الزواج وأعباء الحياة ليست باليسيرة أبداً. كما أنه من الأسباب الاجتماعية الأخرى التي تفضي حتما إلى ظاهرة العزوف عن الزواج لدى الشاب ولدى الفتاة معا: ارتفاع المهور والنفقات وتزايد متطلبات الحياة وإصرار العائلات على كل هذا. إن ارتفاع قدر المهور صار للأسف موضة هذا العصر، فعند كثير من الناس أصبح ارتفاع المهر دليل على رغبة الزوج في الفتاة وعدم تخليه عنها، وأصبحت مسالة تتباهى بها العائلات وكأن المهر هو كل شيء بل إن هذه الظاهرة الغريبة أضحت شرطا أساسيا عند بعض الأسر لتزويج بناتها دليلا على رفعتهن وقدرهن، ونسي هؤلاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة" وقوله أيضا: "يمن المرأة خفة مهرها ويسر نكاحها وحسن خلقها وشؤمها غلاء مهرها وعسر نكاحها وسوء خلقها". وما أعظم دلالات هذا النص النبوي الشريف ، و الرفع من قيمة مهر المرأة يشبه المساومة فيها كأنها بضاعة تباع وتشترى. والرجل إن هَمَّ بالزواج فاعترضه شرط المهر المرتفع لا شك أنه سيتراجع إلى الوراء معرضا عن هذا الزواج.
    أما الأسباب الثقافية والتربوية فتكمن في بعض الرغبات الشخصية الذاتية مثل رغبة الفتاة المسلمة في استكمال دراستها والزواج عندها عائق في سبيل إتمام دراستها، فكثيرات هن الفتيات الشابات اللواتي انغمسن في أجواء التعليم والتحصيل بغية الحصول على درجات علمية رفيعة، فتمر السنوات والعمر يجري ولا تشعر الفتاة إلا وقطار الزواج قد سبقها، فتندم على جميع عروض الزواج التي رفضتها بداعي الدراسة. وكذلك نجد الشاب عاجزا نفسيا على تحمل متطلبات الزواج المادية والمعنوية فيفضل إذ ذاك حياة العزوبية كما يقال.
    عباد الله إن لهذا العزوف نتائج وخيمة جدا على الفرد كما على الجماعة, وأخطر هذه النتائج على الإطلاق اندثار نواة الأسرة التي هي الاساس في بناء كل مجتمع سليم، فالرجل يفتقد إلى عاطفة الأبوة، والمرأة تصير محرومة من عاطفة الأمومة التي لا تعادلها كنوز الدنيا بأسرها، وهكذا يتعرض المجتمع ككل إلى خطر الضياع والانحلال التدريجي. كما أن العزوف عن الزواج لا شك أنه يؤدي إلى لجوء الشاب إلى المعاصي والآثام إذ ذاك تنتشر الفواحش ويعم الفساد أوساط الشباب فيهلك المجتمع عن آخره. إن الزواج هو المجال الحلال الوحيد الذي فيه يتم تفريغ الطاقة الجنسية وخارج هذا الإطار يؤدي الزنا إلى أمراض تستفحل في المجتمع يستعصى علاجها والقضاء عليها ، وهي من نتائج العزوف عن الزواج أيضا .
    دينا
    دينا
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 1670
    العمر : 34
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : جيد
    احترام قوانين المنتدى : منبر الجمعة رقم 8 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7570
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 10
    البيانات الشخصية : منبر الجمعة رقم 8 15781610
    تاريخ التسجيل : 13/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    منبر الجمعة رقم 8 Empty0 / 1000 / 100منبر الجمعة رقم 8 Empty

    منبر الجمعة رقم 8 70680516
    منبر الجمعة رقم 8 54522045
    منبر الجمعة رقم 8 13494647
    وسام التميز : منبر الجمعة رقم 8 Empty
    منبر الجمعة رقم 8 Tkrim
    منبر الجمعة رقم 8 54044757
    منبر الجمعة رقم 8 Img8-111

    منبر الجمعة رقم 8 Empty رد: منبر الجمعة رقم 8

    مُساهمة من طرف دينا الخميس سبتمبر 03, 2009 7:39 pm

    عباد الله

    لقد رغَّب نبينا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم في الزواج، وحثَّ عليه، وأمر به عند القدرة عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أي: القدرة على تحمل واجبات الزواج) فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاء (أي: وقاية وحماية) [متفق عليه]. كما أن الزواج سنة من سنن الأنبياء والصالحين، فقد كان لمعظم الأنبياء والصالحين زوجات.
    وقد عنَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ترك الزواج وهو قادر عليه، ونبه إلى أن هذا مخالف لسنته صلى الله عليه وسلم، عن أنس -رضي الله عنه- قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخْبِرُوا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا، فإني أصلي الليل أبدًا وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر . وقال آخر: أنا أعتزل النساء، فلا أتزوَّج أبدًا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) _[متفق عليه].

    فالمسلمون والمسلمات أمام النكاح ثلاثة أصناف:
    *صنف توفرت له أسباب النكاح، وعنده الرغبة المعتدلة في الزواج، بحيث يأمن على نفسه -إن لم يتزوج- من أن يقع في محظور شرعي؛ لأن غريزته لا تلح عليه بصورة تدفعه إلى الحرام. وفي نفس الوقت يعتقد هذا الصنف -أو يغلب على ظنه- أنه إن تزوج فسوف يقوم بحقوق الزوجية قيامًا مناسبًا، دون أن يظلم الطرف الآخر، ودون أن ينقصه حقًّا من حقوقه. والزواج في حق هذا الصنف سنَّة مؤكدة، مندوب إليه شرعًا، ومثاب عليه عند الله تعالى وإلى هذا الصنف تشير النصوص السابقة.
    *والصنف الثاني أولئك الذين توافرت لهم أسباب الزواج، مع رغبة شديدة فيه، وتيقنه -غلبه الظن- أنه يقع في محظور شرعي إن لم يتزوج، فهذا الصنف يجب عليه الزواج لتحصيل العفاف والبعد عن أسباب الحرام، وذلك مع اشتراط أن يكون قادرًا على القيام بحقوق الزوجية، دون ظلم للطرف الآخر. فإن تيقن من أنه سيظلم الطرف الآخر بسوء خلق أو غير ذلك، وجب عليه أن يجتهد في تحسين خلقه وتدريب نفسه على حسن معاشرة شريك حياته.
    *والصنف الثالث من لا شهوة له، سواء كان ذلك من أصل خلقته، أو كان بسبب كبر أو مرض أو حادثة. فإنه يتحدد حكم نكاحه بناء على ما يمكن أن يتحقق من مقاصد النكاح الأخرى، التي لا تقتصر على إشباع الغريزة الجنسية، كأن يتحقق الأنس النفسي والإلف الروحي به، مع مراعاة ما قد يحدث من ضرر للطرف الآخر، ولذا يجب المصارحة بين الطرفين منذ البداية في مثل هذا الأمر؛ ليختار كل من الطرفين شريكه على بينة.
    كما يجب ان لا ننسى عباد الله ان الزواج باب للخيرات، ومدخل للمكاسب العديدة للفرد والمجتمع، ولذلك فإن من يشرع في الزواج طاعة لله واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يجد العون من الله، قال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف) [الترمذي، وأحمد، والحاكم]. وبذلك يصبح الزواج عبادة خالصة لله يثاب المقبل عليها .
    أما عن ثمراته فهي كثيرة، فالزواج طريق شرعي لاستمتاع كل من الزوجين بالآخر، وإشباع الغريزة الجنسية، بصورة يرضاها الله ورسوله، قال صلى الله عليه وسلم: (حُبِّب إليَّ من دنياكم: النساء والطيب، وجُعلتْ قرَّة عيني في الصلاة) [أحمد، والنسائى، والحاكم].
    والزواج منهل عذب لكسب الحسنات أيضا . قال صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضْع (كناية عن الجماع) أحدكم صدقة). قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته، ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم، لو وضعها في حرام، أكان عليه وِزْر؟). قالوا: بلى. قال: (فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر) [مسلم].
    وقال صلى الله عليه وسلم -أيضًا-: (وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في في (فم) امرأتك) [متفق عليه].
    والزواج يوفر للمسلم أسباب العفاف، ويعينه على البعد عن الفاحشة، ويصونه من وساوس الشيطان، قال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان (أي أن الشيطان يزينها لمن يراها ويغريه بها) فإذا رأى أحدكم من امرأة (يعني: أجنبية) ما يعجبه، فلْيَأتِ أهله، فإن ذلك يردُّ ما في نفسه) [مسلم].
    وهو وسيلة لحفظ النسل، وبقاء الجنس البشرى، واستمرار الوجود الإنساني، قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرًا ونساء} [النساء: 1]. فهو وسيلة -أيضًا- لاستمرار الحياة، وطريق لتعمير الأرض، وتحقيق التكافل بين الآباء والأبناء، حيث يقوم الآباء بالإنفاق على الأبناء وتربيتهم، ثم يقوم الأبناء برعاية الآباء، والإحسان إليهم عند عجزهم، وكبر سِنِّهم.
    والولد الصالح امتداد لعمل الزوجين بعد وفاتهما، قال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتفَع به، أو ولد صالح يدعو له) [مسلم].
    والزواج سبيل للتعاون، فالمرأة تكفي زوجها تدبير أمور المنزل، وتهيئة أسباب المعيشة، والزوج يكفيها أعباء الكسب، وتدبير شئون الحياة، قال تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة} [الروم: 21].
    والزواج علاقة شرعية، تحفظ الحقوق والأنساب لأصحابها، وتصون الأعراض والحرمات، وتطهر النفس من الفساد، وتنشر الفضيلة والأخلاق، قال تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون. إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} [المعارج: 29-31].

    كما يساهم الزواج في تقوية أواصر المحبة والتعاون من خلال المصاهرة، واتساع دائرة الأقارب، فهو لبنة قوية في تماسك المجتمع وقوته، قال تعالى: {وهو الذي خلق من الماء بشرًا فجعله نسبًا وصهرًا وكان ربك قديرًا} [الفرقان: 54].
    فلما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق في غزوة المريسيع، وأسر منهم خلقًا كثيرًا، تزوج السيدة جويرية بنت الحارث - وكانت من بين الأسرى- فأطلق الصحابة ما كان بأيديهم من الأسرى؛ إكرامًا للرسول صلى الله عليه وسلم وأصهاره، فكان زواجها أعظم بركة على قومها.
    كان هذا بعضًا من فوائد الزواج الكثيرة، وقد حرص الإسلام أن ينال كل رجل وامرأة نصيبًا من تلك الفوائد، فرغب في الزواج وحث عليه، وأمر ولى المرأة أن يزوجها، قال تعالى: {وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم} [النور: 32]. واعتبر الإسلام من يرفض تزويج ابنته أو موكلته - إذا وجد الزوج المناسب لها - مفسدًا في الأرض. قال صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد) [الترمذي].
    دينا
    دينا
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 1670
    العمر : 34
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : جيد
    احترام قوانين المنتدى : منبر الجمعة رقم 8 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7570
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 10
    البيانات الشخصية : منبر الجمعة رقم 8 15781610
    تاريخ التسجيل : 13/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    منبر الجمعة رقم 8 Empty0 / 1000 / 100منبر الجمعة رقم 8 Empty

    منبر الجمعة رقم 8 70680516
    منبر الجمعة رقم 8 54522045
    منبر الجمعة رقم 8 13494647
    وسام التميز : منبر الجمعة رقم 8 Empty
    منبر الجمعة رقم 8 Tkrim
    منبر الجمعة رقم 8 54044757
    منبر الجمعة رقم 8 Img8-111

    منبر الجمعة رقم 8 Empty رد: منبر الجمعة رقم 8

    مُساهمة من طرف دينا الخميس سبتمبر 03, 2009 7:43 pm

    الخطبة الثانية



    عباد الله يقول الله تعالى في محكم كتابه {ومن ايايته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذالك لآيات لقوم يتفكرون } وقال أيضا {هن لباس لكم وانتم لباس لهن}
    فإذا كان الزواج مثاق ترابط وتماسك شرعي بين رجل وإمراة على وجه البقاء غايته الإحصان والعفاف مع تكثير سواد الأمة –النسل-
    فان الإسلام أيها المومنون يحثكم عليه و يوليه اهتماما كبيراً و يعتبره بناءً مقدساً و مباركاً يقوم الزوجان بتشييده بهدف بناء الأسرة الكريمة و ابتغاء الذرية الصالحة .
    فقد روي عن أبي جعفرٍ ( عليه السّلام ) أنّه قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ما بني بناءٌ في الإسلام أحبّ إلى اللّه تعالى من التّزويج " .
    و روي عن صفوان بن مهران ، عن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه قال : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : " تزوّجوا و زوّجوا ، ألا فمن حظّ امرئٍ مسلمٍ إنفاق قيمة أيّمةٍ، و ما من شي‏ءٍ أحبّ إلى اللّه عزّ و جلّ من بيتٍ يعمر في الإسلام بالنّكاح ، و ما من شي‏ءٍ أبغض إلى اللّه عزّ و جلّ من بيتٍ يخرب في الإسلام بالفرقة يعني الطّلاق " .و عن ابن القدّاح ، قال : قال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : " ركعتان يصلّيهما المتزوّج أفضل من سبعين ركعةً يصلّيها أعزب " .
    و لقد حرص الإسلام على أن يكون البيت الإسلامي الذي رغّب في تأسيسه حصناً منيعاً يحمي الزوجين من الانحرافات الخلقية و المفاسد الأخلاقية ، و أن يكون بيتاً تتوفّر فيه ما تتطلبه الحياة الهادئة و الآمنة و السعيدة من الأجواء التي تمكّن الرجل و المرأة من القيام بدورهما و أداء مسؤولياتهما .
    لهذا فإننا نجد أن الله عزّ و جلّ قد وضع القوانين الحكيمة و سنّ السنن القويمة الكفيلة بإسعاد الزوجين و تسهيل بلوغهما إلى الأهداف المبتغاة من تأسيس الأسرة .
    فإذا أقبل المسلم على الزواج، فعليه أن يضع في اعتباره أنه مقدم على تكوين بيت مسلم جديد، وإنشاء أسرة متماسكة ليخرج للعالم الإسلامي رجالا ونساءً أكفاءً، وليعلم أن في الزواج صلاحًا لدينه ودنياه، كما أن فيه إحصانًا له وإعفافًا.
    فالزواج يكون نصف الدين بتحصين الرجل والمرأة معا، فيوجهان طاقاتهما إلى الميدان الصحيح؛ لخدمة الدين؛ وتعمير الأرض، وعلى كل منهما أن يدرك دوره الخطير والكبير في إصلاح شريك حياته وتمسكه بدينه، وأن يكون له دور إيجابي في دعوته إلى الخير، ودفعه إلى الطاعات، ومساعدته عليها، وأن يهيِّئ له الجو المناسب للتقرب إلى اللَّه، ولا يكون فتنة له في دينه، ولا يلهيه عن مسارعته في عمل الخيرات، فالزوجة الصالحة نصف دين زوجها، قال صلى الله عليه وسلم: (من رزقه اللَّه امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتَّق اللَّه في الشطر الباقي)

    هذا واستغفر الله لي ولكم
    وأسال الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه
    و أن يصلح أحوالنا بما يحب ويرضى لنا
    اللهم اهدي شباب الإسلام ونساء المسلمين اللهم ارزقنا العفاف والستر يا رب العالمين
    اللهم أصلح امتنا امة المسلمين وانصرنا بقدرتك يا ارحم الراحمين
    اللهم وحد صفوفنا واجمع شملنا وانصرنا على القوم الكافرين
    اللهم نسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سالت به أعطيت أن
    اللهم شتت وزلزل أعداء الدين واشدد وطأتك على أعدائنا انك أنت القوي القدير
    اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم اللهم اقذف الرعب في قلوبهم وسلط عليهم جنداً من جندك
    اللهم خالف بين قلوبهم اللهم اجعلهم عبرة لكل كافر
    اللهم اجعلهم وما يملكون غنيمة للإسلام والمسلمين
    اللهم انصر عبادك المجاهدين في فلسطين اللهم ألف بين قلوبهم وبين قلوب كل المسلمين اللهم وفقهم في دينك
    اللهم اعد المسجد الأقصى إلى رحاب المسلمين اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات
    اللهم اعتق رقابنا من النار واسقينا من حوض نبيك واسكنا الجنة مع الأبرار
    اللهم ارحمنا واغفر لنا ونقينا من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
    اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا
    وقلت وقولك الحق
    {ادعوني استجب لكم إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّم دَاخرينَ }

    اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ
    فاللهم استجب لدعاء عبادك الموحدين
    آميــــــــــن
    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 7:48 am