مما هو واقع مشاهد في الحياة أن لمخالفة المنهج الإسلامي آثارا وخيمة تنعكس على كل جوانب الحياة ، وعلى الأفراد والمجتمعات. ذلك أن من ينهج سبل الانحراف مبتعدًا عن منهج الإسلام يقيض له من يجلب القلق والاضطراب لتمرده على خالقه سبحانه وتعالى، قال عز وجل: (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) [الزخرف:36].
والشياطين لا تعد الإنسان إلا بما يجلب له القلق والاضطراب، فتوسوس له بالفقر، وضيق الحال، والطمع فيما عند الغير، وعدم القناعة بالموجود. قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) [البقرة:268]. أي: يخوفكم الفقر لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضاة الله تعالى، ومع نهيه عن الإنفاق خشية الإملاق يأمركم بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخلاَّق.
أما المؤمنون فليس له عليهم سلطان؛ قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل:99]، وقال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) [الإسراء:65].
وسنتعرض في هذا المقال لبعض آثار المخالفات السلوكية والأخلاقية على الفرد-في نفسه-وعلى المجتمع
أولاً الآثار النفسية:
يمكن ذكر بعض الآثار النفسية للانحرافات السلوكية والأخلاقية في النقاط التالية:
أولاً: عدم التوافق النفسي:
من أبرز مقومات الشخصية التوافق النفسي، وهو القدرة على التآلف، والتكيف مع البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد، وإمكانية مواجهة المشكلات التي تعترضه بشكل ناجح.
ومن مظاهر عدم التوافق النفسي: القلق، والعزوف عن الطعام، والانطواء، وشدة الخجل، وسرعة الغضب، والعناد، والميول العدوانية الهجومية، وأحلام اليقظة، والكذب.. إلى غير ذلك من مظاهر الاضطراب النفسي.
وللانحرافات السلوكية أوفر الحظ والنصيب في إيجاد عدم التوافق النفسي، حيث أثبتت التجارب في مختبرات فسيولوجية في جامعات عالمية أنه قد تكون كمية الخمر قليلة جدًّا لكنها قادرة على أن تحدث تغيرًا في التوازن النفسي.
ثانيًا: الشعور باليأس:
اليأس: يعني القنوط، وهو نقيض الرجاء. وعملية اليأس تدفع الإنسان إلى الكسل والخمول، وعدم الجد والاجتهاد، مع البحث عن الموارد المادية والمالية بطرق الغش والخداع، وتأمل السارق والمتسول، فإن كثيرًا منهم لديهم القدرة الجسمية على العمل والتكسب، ولكن انحرافهم يدفعهم إلى البطالة والخمول.
كما أن المسكرات تسبب الشعور باليأس والقنوط والقلق وعدم الاستقرار، مع الخوف من أمور لا تستحق ذلك، وهذا يؤدي إلى فقدان القيم الخلقية، ويؤدي أيضًا إلى الجنون،حيث لوحظ أن 50% من المصابين بالجنون من مدمني الخمر.
وتجد الكاذب يكذب وهو في يأس من الصدق أن ينجيه، والحاسد وهو في يأس أن يحصل له من النعمة مثلما عند الآخرين.
ولكن التربية الإسلامية تبعد الإنسان عن الانحرافات السلوكية، وتغرس في قلب أتباعها السكينة والاطمئنان وتملأ القلب شجاعة وإقداما، فلا تجده كذابًا ولا حاسدًا،كما قال صلى الله عليه وسلم: "ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحسد".
ثالثًا: القلق:
القلق: هو الانزعاج والاضطراب وعدم الثبات.
والقلق: حالة نفسية داعية إلى الاضطراب وعدم الاستقرار، شاغلة للفكر، مبعدة للطمأنينة.
والبعد عن المنهج الإسلامي أساس القلق، والاضطراب؛ لأن النفس إنما تسكن وتهدأ بذكر الله تعالى؛ قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
وكلما ابتعد المرء عن المنهج الإسلامي ومارس المساوئ الخلقية استحوذ عليه القلق والاضطراب، وخير شاهد على ذلك اعتراف المنحرفين عن منهج التربية الإسلامية، حيث أشارت الدراسات أن الأطباء يقرون أن واحدًا من كل عشرين أمريكيًا يقضي جانبًا من حياته في مصحات الأمراض العقلية،ومن الحقائق أن واحدًا من كل ستة شبان تقدم للالتحاق بالخدمة العسكرية في خلال الحرب العالمية الأخيرة رد على عقبيه؛ لأنه مريض أو ناقص عقلي،كما أثبتت الإحصاءات أن القلق هو السبب الثاني للموت في أمريكا، وفي خلال سني الحرب العالمية الأخيرة قضى داء القلق على مليوني نسمة، منهم مليون نسمة كان مرضهم ناشئًا عن القلق وتوتر الأعصاب.
وفي شرب المخدرات والمسكرات الأثر البالغ في جلب القلق والاضطراب النفسي، حيث أكدت الدراسات الميدانية التي أجريت على المدمنين أن نسبة من عندهم التأثر لأتفه الأسباب تشكل 96.9%، وتوتر الأعصاب 86.8%، والقلق المستمر 88.6%، والشعور بالكسل والخمول 86.5%، واضطراب النوم 84.5%، والخوف الدائم 70.1%.
والمتأمل يلاحظ أثر القلق النفسي السيئ على حياة الإنسان وسلوكه، وأنه لا ملجأ ولا منجى إلا بالتمسك بمنهج الإسلام والبعد عن مساوئ الأخلاق.
فالمؤمن الموحد تملأ نفسه الطمأنينة، وقلبه اليقين ، مهما ادلهمت به الخطوب وعصفت به الأحداث وأحاطت به الفتن؛ لأنه علم علم اليقين أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء كما بين ذلك رب العالمين وخالقهم؛ قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155].
والشياطين لا تعد الإنسان إلا بما يجلب له القلق والاضطراب، فتوسوس له بالفقر، وضيق الحال، والطمع فيما عند الغير، وعدم القناعة بالموجود. قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) [البقرة:268]. أي: يخوفكم الفقر لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضاة الله تعالى، ومع نهيه عن الإنفاق خشية الإملاق يأمركم بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخلاَّق.
أما المؤمنون فليس له عليهم سلطان؛ قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل:99]، وقال تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) [الإسراء:65].
وسنتعرض في هذا المقال لبعض آثار المخالفات السلوكية والأخلاقية على الفرد-في نفسه-وعلى المجتمع
أولاً الآثار النفسية:
يمكن ذكر بعض الآثار النفسية للانحرافات السلوكية والأخلاقية في النقاط التالية:
أولاً: عدم التوافق النفسي:
من أبرز مقومات الشخصية التوافق النفسي، وهو القدرة على التآلف، والتكيف مع البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد، وإمكانية مواجهة المشكلات التي تعترضه بشكل ناجح.
ومن مظاهر عدم التوافق النفسي: القلق، والعزوف عن الطعام، والانطواء، وشدة الخجل، وسرعة الغضب، والعناد، والميول العدوانية الهجومية، وأحلام اليقظة، والكذب.. إلى غير ذلك من مظاهر الاضطراب النفسي.
وللانحرافات السلوكية أوفر الحظ والنصيب في إيجاد عدم التوافق النفسي، حيث أثبتت التجارب في مختبرات فسيولوجية في جامعات عالمية أنه قد تكون كمية الخمر قليلة جدًّا لكنها قادرة على أن تحدث تغيرًا في التوازن النفسي.
ثانيًا: الشعور باليأس:
اليأس: يعني القنوط، وهو نقيض الرجاء. وعملية اليأس تدفع الإنسان إلى الكسل والخمول، وعدم الجد والاجتهاد، مع البحث عن الموارد المادية والمالية بطرق الغش والخداع، وتأمل السارق والمتسول، فإن كثيرًا منهم لديهم القدرة الجسمية على العمل والتكسب، ولكن انحرافهم يدفعهم إلى البطالة والخمول.
كما أن المسكرات تسبب الشعور باليأس والقنوط والقلق وعدم الاستقرار، مع الخوف من أمور لا تستحق ذلك، وهذا يؤدي إلى فقدان القيم الخلقية، ويؤدي أيضًا إلى الجنون،حيث لوحظ أن 50% من المصابين بالجنون من مدمني الخمر.
وتجد الكاذب يكذب وهو في يأس من الصدق أن ينجيه، والحاسد وهو في يأس أن يحصل له من النعمة مثلما عند الآخرين.
ولكن التربية الإسلامية تبعد الإنسان عن الانحرافات السلوكية، وتغرس في قلب أتباعها السكينة والاطمئنان وتملأ القلب شجاعة وإقداما، فلا تجده كذابًا ولا حاسدًا،كما قال صلى الله عليه وسلم: "ولا يجتمعان في قلب عبد: الإيمان والحسد".
ثالثًا: القلق:
القلق: هو الانزعاج والاضطراب وعدم الثبات.
والقلق: حالة نفسية داعية إلى الاضطراب وعدم الاستقرار، شاغلة للفكر، مبعدة للطمأنينة.
والبعد عن المنهج الإسلامي أساس القلق، والاضطراب؛ لأن النفس إنما تسكن وتهدأ بذكر الله تعالى؛ قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
وكلما ابتعد المرء عن المنهج الإسلامي ومارس المساوئ الخلقية استحوذ عليه القلق والاضطراب، وخير شاهد على ذلك اعتراف المنحرفين عن منهج التربية الإسلامية، حيث أشارت الدراسات أن الأطباء يقرون أن واحدًا من كل عشرين أمريكيًا يقضي جانبًا من حياته في مصحات الأمراض العقلية،ومن الحقائق أن واحدًا من كل ستة شبان تقدم للالتحاق بالخدمة العسكرية في خلال الحرب العالمية الأخيرة رد على عقبيه؛ لأنه مريض أو ناقص عقلي،كما أثبتت الإحصاءات أن القلق هو السبب الثاني للموت في أمريكا، وفي خلال سني الحرب العالمية الأخيرة قضى داء القلق على مليوني نسمة، منهم مليون نسمة كان مرضهم ناشئًا عن القلق وتوتر الأعصاب.
وفي شرب المخدرات والمسكرات الأثر البالغ في جلب القلق والاضطراب النفسي، حيث أكدت الدراسات الميدانية التي أجريت على المدمنين أن نسبة من عندهم التأثر لأتفه الأسباب تشكل 96.9%، وتوتر الأعصاب 86.8%، والقلق المستمر 88.6%، والشعور بالكسل والخمول 86.5%، واضطراب النوم 84.5%، والخوف الدائم 70.1%.
والمتأمل يلاحظ أثر القلق النفسي السيئ على حياة الإنسان وسلوكه، وأنه لا ملجأ ولا منجى إلا بالتمسك بمنهج الإسلام والبعد عن مساوئ الأخلاق.
فالمؤمن الموحد تملأ نفسه الطمأنينة، وقلبه اليقين ، مهما ادلهمت به الخطوب وعصفت به الأحداث وأحاطت به الفتن؛ لأنه علم علم اليقين أن هذه الدنيا هي دار ابتلاء كما بين ذلك رب العالمين وخالقهم؛ قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة:155].