الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
السبب الثالث لعدم تطبيقنا ما نتعلم: عدم معرفة الأجر الذي على العمل.
فمتى عرف العبد ما في الطاعات من صلاح القلوب، وزيادة الإيمان، واستكمال الفضائل، وما تثمره من الخيرات والكرامات وعظيم الأجر والثواب فهو سيقبل عليها ويزيد فيها منشرح الصدر مطمئن القلب ، ومعرفة ما في المحرمات من الضرر والرذائل وما توجبه من العقوبات المتنوعة فهذا خير زاجر ومانع له من الوقوع فيها
لماذا رغبنا ربنا سبحانه و تعالى في الأعمال بذكر هذه الفضائل؟ لماذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل و من صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله"؟
لماذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم مثلاً: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه "؟ لماذا النبي صلى الله عليه و سلم يقول: "من أكل طعاماً ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا و ارزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه"، "من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه". الأحاديث العظيمة التي فيها فضائل كبيرة، لماذا ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم؟ لكي يكون القلب متعلقا بهذه الثمرة التي توصله إلى الثمرة الأعظم الجنة و رضا الله سبحانه و تعالى. فأنا أقوم بهذا العمل لكي يغفر الله لي و يكفر عني سيئاتي، و لكي يعتق الله رقبتي من النار...
فهذه الأهداف الجزئية تكون في حد ذاتها دافعا لي لكي أعمل هذا العمل، فنحن نحتاج إلى منشطات في الطريق، نحتاج إلى أشياء تأخذ بأيدينا، أن تكون هناك دوافع متجددة على الطريق، لأن من الممكن أن يوجد دافع كبير في الأول و لكن ما الذي سيجعلني أستمر؟
. ماذا تريد؟ أريد رضا الله، أريد الجنة، ثم ماذا بعد؟ ففي الطريق بعض المحفزات منها هذه الفضائل. اعمل هذا لكي تأخذ كذا، افعل هذا لك تتقرب إلى الله أكثر، معرفتك بفضائل الأعمال أمر مهم جداً لكي يكون حافزا للتطبيق
اخوة الاسلام اذا كانت الدنيا الخزف الفاني لو قيل لك فيها أنك لو عملت كذا كان لك مبلغ من المال قدره كذا او ضاعفنا لك أجرك أقبلت على العمل بجد وضاعفت العطاء رغبة في تلك الزيادة .
هذا في الدنيا فما بالك أخي في الاخرة الذهب الباقي مالك لا تقدم لأجل جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين جزء من هذا الجهد والعطاء
الحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية:
تذكر منازل الآخرة:
إن تذكر منازل الآخرة من الأمور المعينة على تجديد الإيمان في القلب وزيادة العمل وتطبيق ما نسمع، يقول ابن القيم رحمه الله: وإذا صحت الفكرة أوجبت له البصيرة، وهي نور القلب يبصر به الوعد والوعيد والجنة والنار، وما أعد الله في هذه لأوليائه، وفي هذه لأعدائه، فأبصر الناس وقد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوة الحق، وقد نزلت ملائكة السماء، فأحاطت بهم، وقد جاء الله ونصب كرسيه لفصل القضاء، وقد أشرقت الأرض بنوره ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء، وقد نُصب الميزان وتطايرت الصحف واجتمعت الخصوم، وتعلق كل غريم بغريمه، ولاح الحوض وأكوابه عن كثب، وكثر العُطاش وقلّ الوارد -قل الوارد على الحوض والناس عطاش؛ لأنه ليس لأي واحد أن يرد الحوض- ونُصب الجسر للعبور -الصراط على جهنم- ولز الناس فيه، وقُسمت الأنوار دون ظلمته للعبور عليه بحسب أعمالهم -يأتون الأنوار وهم يسيرون على ظلمة الجسر- فالذين عملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم، فيمرون على الجسر المظلم مروراً عظيماً، بخلاف المنافقين الذين يُسلب منهم النور، فيتعثرون ويسقطون في جهنم. والنار يحطم بعضها بعضاً تحته -تحت هذا الجسر- والمتساقطون فيها أضعاف الناجين، فينفتح في قلبه -عندما يتأمل الإنسان أحوال الآخرة ومنازلها- تنفتح في قلبه عين يرى بها كل هذه الأمور، ويكون في قلبه شاهدٌ من شواهد الآخرة، يريه الآخرة ودوامها والدنيا وسرعة انقضائها. ولذلك تجد القرآن العظيم فيه اهتمام كبيرٌ بذكر منازل الآخرة؛ لكي يُقبل هذا القلب على الله ويخاف ويرجو الله، فيتجدد الإيمان فيه. ولذلك كان من الأمور المهمة في هذا الجانب قراءة الكتب التي تتكلم عن الدار الآخرة، وعن الحشر، والحساب، والجنة والنار، وظل الرحمن، والشمس عندما تدنو من الخلائق، والصراط، وبعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، وما يحدث من ذبح الموت. والكتب التي تتكلم عن هذه التفاصيل قراءتها مهمة حتى يبقى الإنسان على صلة بهذه الأشياء.
بارك الله لي ولكم بالقرأن الكريم ونفعنا بما فيه من الايات والذكر الحكيم والحمد لله رب العالمين
[center]
السبب الثالث لعدم تطبيقنا ما نتعلم: عدم معرفة الأجر الذي على العمل.
فمتى عرف العبد ما في الطاعات من صلاح القلوب، وزيادة الإيمان، واستكمال الفضائل، وما تثمره من الخيرات والكرامات وعظيم الأجر والثواب فهو سيقبل عليها ويزيد فيها منشرح الصدر مطمئن القلب ، ومعرفة ما في المحرمات من الضرر والرذائل وما توجبه من العقوبات المتنوعة فهذا خير زاجر ومانع له من الوقوع فيها
لماذا رغبنا ربنا سبحانه و تعالى في الأعمال بذكر هذه الفضائل؟ لماذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل و من صلى الصبح في جماعة فكأنما قام الليل كله"؟
لماذا يقول النبي صلى الله عليه و سلم مثلاً: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه "؟ لماذا النبي صلى الله عليه و سلم يقول: "من أكل طعاماً ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا و ارزقنيه من غير حول مني و لا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه"، "من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه". الأحاديث العظيمة التي فيها فضائل كبيرة، لماذا ذكرها النبي صلى الله عليه و سلم؟ لكي يكون القلب متعلقا بهذه الثمرة التي توصله إلى الثمرة الأعظم الجنة و رضا الله سبحانه و تعالى. فأنا أقوم بهذا العمل لكي يغفر الله لي و يكفر عني سيئاتي، و لكي يعتق الله رقبتي من النار...
فهذه الأهداف الجزئية تكون في حد ذاتها دافعا لي لكي أعمل هذا العمل، فنحن نحتاج إلى منشطات في الطريق، نحتاج إلى أشياء تأخذ بأيدينا، أن تكون هناك دوافع متجددة على الطريق، لأن من الممكن أن يوجد دافع كبير في الأول و لكن ما الذي سيجعلني أستمر؟
. ماذا تريد؟ أريد رضا الله، أريد الجنة، ثم ماذا بعد؟ ففي الطريق بعض المحفزات منها هذه الفضائل. اعمل هذا لكي تأخذ كذا، افعل هذا لك تتقرب إلى الله أكثر، معرفتك بفضائل الأعمال أمر مهم جداً لكي يكون حافزا للتطبيق
اخوة الاسلام اذا كانت الدنيا الخزف الفاني لو قيل لك فيها أنك لو عملت كذا كان لك مبلغ من المال قدره كذا او ضاعفنا لك أجرك أقبلت على العمل بجد وضاعفت العطاء رغبة في تلك الزيادة .
هذا في الدنيا فما بالك أخي في الاخرة الذهب الباقي مالك لا تقدم لأجل جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين جزء من هذا الجهد والعطاء
الحمد لله رب العالمين
الخطبة الثانية:
تذكر منازل الآخرة:
إن تذكر منازل الآخرة من الأمور المعينة على تجديد الإيمان في القلب وزيادة العمل وتطبيق ما نسمع، يقول ابن القيم رحمه الله: وإذا صحت الفكرة أوجبت له البصيرة، وهي نور القلب يبصر به الوعد والوعيد والجنة والنار، وما أعد الله في هذه لأوليائه، وفي هذه لأعدائه، فأبصر الناس وقد خرجوا من قبورهم مهطعين لدعوة الحق، وقد نزلت ملائكة السماء، فأحاطت بهم، وقد جاء الله ونصب كرسيه لفصل القضاء، وقد أشرقت الأرض بنوره ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء، وقد نُصب الميزان وتطايرت الصحف واجتمعت الخصوم، وتعلق كل غريم بغريمه، ولاح الحوض وأكوابه عن كثب، وكثر العُطاش وقلّ الوارد -قل الوارد على الحوض والناس عطاش؛ لأنه ليس لأي واحد أن يرد الحوض- ونُصب الجسر للعبور -الصراط على جهنم- ولز الناس فيه، وقُسمت الأنوار دون ظلمته للعبور عليه بحسب أعمالهم -يأتون الأنوار وهم يسيرون على ظلمة الجسر- فالذين عملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم، فيمرون على الجسر المظلم مروراً عظيماً، بخلاف المنافقين الذين يُسلب منهم النور، فيتعثرون ويسقطون في جهنم. والنار يحطم بعضها بعضاً تحته -تحت هذا الجسر- والمتساقطون فيها أضعاف الناجين، فينفتح في قلبه -عندما يتأمل الإنسان أحوال الآخرة ومنازلها- تنفتح في قلبه عين يرى بها كل هذه الأمور، ويكون في قلبه شاهدٌ من شواهد الآخرة، يريه الآخرة ودوامها والدنيا وسرعة انقضائها. ولذلك تجد القرآن العظيم فيه اهتمام كبيرٌ بذكر منازل الآخرة؛ لكي يُقبل هذا القلب على الله ويخاف ويرجو الله، فيتجدد الإيمان فيه. ولذلك كان من الأمور المهمة في هذا الجانب قراءة الكتب التي تتكلم عن الدار الآخرة، وعن الحشر، والحساب، والجنة والنار، وظل الرحمن، والشمس عندما تدنو من الخلائق، والصراط، وبعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، وما يحدث من ذبح الموت. والكتب التي تتكلم عن هذه التفاصيل قراءتها مهمة حتى يبقى الإنسان على صلة بهذه الأشياء.
بارك الله لي ولكم بالقرأن الكريم ونفعنا بما فيه من الايات والذكر الحكيم والحمد لله رب العالمين
[center]