وسام المنتدى
من طرف achwak32 الثلاثاء أبريل 21, 2009 2:49 pmمن بدائع التوجيهات النبوية : المؤمن مـــــــــــــــــــــرآة أخيه ...
عن أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المؤمن مرآة أخيه ، والمؤمن اخو المؤمن ، يكف عنه ضيعته ويحوطه من ورائه \"\"
عندما ينظر الانسان في المرآه فيرى اوساخا على وجهه فانه لا يعاتب المرآه ولا يهجرها وإنما يفرح بما لاحظه من عيوبه التي كشفتها تلك المرآه ويسارع الى غزالتها ، وكذلك الصديق الناصح ينبغي أن نفرح بنصيحته ونشكره عليها ونستجيب لها ، ونصبر على مرارتها لانها ستؤدي الى نجاتنا من المهالك وطهارة نفوسنا من الدنس ..
فالصالح الصالح هو الذي يبصرك بعيوبك ويرشدك الى مايرفع مقامك عند ربك ويذكرك بالآخره ويخوفك من أهوالها وعذابها ، وأما من يقرُّك على أخطائك ويبرر لك تصرفاتك ويزيدك غفلة عن الدار الآخرة فهو عدو يجب البعد عنه ، ولهذا قيل صديقك من صدقك لامن صدّقك .
وقد سأل رجل الحسن البصري رحمه الله فقال : \" يا أبا سعيد ، كيف نصتع بمجالسة اقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير ؟
فقال :والله لان تصحب اقواما يخوفونك حتى تدرك أمناً خير من تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف \"\"
وما احسن قول الامام ابن حزم رحمه الله \" استبقاك من عاتبك ، وزهد فيك من استهان بسيئاتك ، العتاب للصديق كالسبك للسبيكه \"
وقد عرف حدّ الصداقه فقال : \" ان يكون المرء يسوءه مايسوء الاخر ، ويسره مايسره ، فما سفل عن هذا فليس صديقا ... وليس كل صديق ناصحا ، لكن كل ناصح صديق فيما نصح فيه \"
ولاش[size=21]ك أن للنصيحة شروطا وآدابا ، منها ان تكون سرا لايطلع عليها الناس فالنصيحة على الملأ توبيخ وفضيحة ، وان تكون بالحكمة واللطف مع إظهار الشفقة وتاكيد المحبة ، وان يختار لها الوقت المناسب لتكون ادعى للقبول واسرع في الاستجابه ، فإذا تحققت تلك الشروط انقلبت مرارة النصيحة الى حلاوة يتذوقها النصوح ،ويفرح بها ويدرك أنها هدية ثمينة اهديت اليه ..ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول \"رحم الله امرءا اهدى الى اخيه عيوبه \" ولاشك ان العبد المسلم لايخلو من العيوب ولايسلم من الاخطاء والزلات ، وان كثيرا من هذه العيوب قد لا يلاحظها العبد لانه الفها واعتاد على فعلها او لانه لم يتبصر بخطرها ..
فاذا لم يكن له اصحاب اوفياء ناصحون يرشدونه في كل صغيرة وكبيرة فان النفس تستهويها هذه الافعال حتى تنساق وراءها وتتمادى في انحرافاتها فتهلك ، فاذا وجدت الصحبة الصالحة كانت سياجا واقيا من الهلاك ..
وقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم مايقوم به المؤمن من نصيحة اخوانه وتبصيرهم بعيوبهم بانه كالمرآه تكشف العيوب وترشد الى مواطن القبح حتى يتلافاها وهذا من بدائع التوجيهات النبوية لاصلاح الفرد والمجتمع وتوجيه العباد الى مافيه الهدى والرشاد
عدل سابقا من قبل yasser في الثلاثاء أبريل 21, 2009 9:51 pm عدل 1 مرات (السبب : اخفاء الاكواد)
شكرا حبيبتي سارة
لكم مني احلى التحية على المرور الفواح
