رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رقية القلب

منتدى رقية القلب

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بالتسجيل

الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل

إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

جزاكم الله خيرا

رقية القلب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


+3
saliha
warda
سفيان عادل
7 مشترك

    شرح مصطلح الحديث

    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7917
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف سفيان عادل السبت أبريل 11, 2009 10:53 pm

    شَرْحُ مُوقِظَةِ الذَّهَبي
    في علم مصطلح الحديث

    شرح الشيخ سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله

    اعتنى به
    أبو هاجر النجدي


    والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه .
    رب زدني علماً، ووفِّق يا كريم.
    أما بعد,
    قال الشيخُ الإمامُ العالمُ العلاَّمة، الرُّحْلةُ المحقَّق، بحرُ الفوائد، ومَعْدِنُ الفرائد، عُمدةُ الحُفَّاظِ والمحدثين، وعُدَّةُ الأئمةِ المحقَّقين، وآخِرُ المجتهدين، شمسُ الدين محمدُ بن أحمد بنُ عُثمان الذهبيُّ الدمشقي رحمه الله ونفعنا بعلومه وجميع المسلمين:
    الشرح
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ..
    أما بعد ...
    فهذا كتاب الموقظة في علم مصطلح الحديث, وهو مختصرٌ من كتاب الاقتراح, لشيخه ابن دقيق العيد.
    والحافظ الذهبي رحمه الله وُلِدَ سنة ثلاثٍ وسبعين وستمائة, واسمه محمد بن أحمد الذهبي. قيل إن والده كان يشتغل ببيع الذهب فنُسِبَ إليه, وقيل هو اشتغل بصنعة الذهب في أول عمره.
    له مؤلفاتٌ متعددة في كل العلوم, وقد اشتهر بعلم الحديث, وألَّف فيه عشرات المجلدات, تصنيفاً, وتدقيقاً, وتعليقاً, وتحقيقاً. وكتب في التاريخ مئات المجلدات, فله تاريخ الإسلام, يتجاوز خمسين مجلداً, وله سير أعلام النبلاء, بنحو أربعةٍ وعشرين مجلداً, وله غير ذلك.
    وقد أخذ العلم عن شيخ الإسلام بحر العلوم الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى, المولود سنة إحدى وستين وستمائة, المتوفى سنة ثمانٍ وعشرين وسبعمائة.
    وقد توفي الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى سنة ثمانٍ وأربعين وسبعمائة.
    وكان من ضمن ما ترك من العلم النافع والعمل الصالح: هذا الكتاب, الذي نتناوله بالشرح إن شاء الله تعالى. وهو أحد الكتب المختصرة في علم المصطلح. وعلم المصطلح علمٌ عظيم وعلمٌ مهم, من خلاله وبواسطته وعن طريقه نصل إلى معرفة صحيح الحديث من سقيمه, والمرفوع من الموقوف, والمقطوع من المنقطع, والمدلَّس من غيره, ومن خلاله نميِّز بين مراتب الأحاديث, فإن السنة هي الأصل الثاني, والأصل الأول كتاب الله, والأصل الثاني سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا الأصل لا يتأتى معرفته ولافهمه إلا من خلال هذه الوسائل.
    وقد جاء في جامع أبي عيسى من طريق شعبة عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نضَّر الله امرءاً سمع مقالتي, فوعاها فأداها كما سمعها, فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع).
    ولا يمكن أن يصل الثاني إلى الأول, والثالث إلى الثاني, إلاَّ من خلال طرق ووسائل, لا بد من التعرف عليها, وإلا خلط الحق بالباطل, والصحيح بالضعيف, والموضوع بغيره. ولذلك الذين لا يعرفون في المصطلح شيئاً, ولا يفقهون في علم الحديث, يروون عن النبي صلى الله عليه وسلم الموبقات, وقد يأخذون من ذلك بعض الأحكام الفقهية, ويبنون على ذلك حلاً وحرمة, وهذا غلط, فالمصطلح موعظة وتبصرة في مثل هذه الأمور.
    قال المؤلف رحمه الله تعالى "بسم الله الرحمن الرحيم":
    وهذه طريقة متبعة في مؤلفات العلماء ومصنفاتهم, يستفتحون ذلك بالبسملة, اقتداءً بكتاب الله جل وعلا, وتأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في مكاتباته ومراسلاته.
    ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم, ولا أحد من الصحابة, يبدأ في المكاتبات والمراسلات بغير البسملة, وكانوا يقتصرون عليها, دون ربط ذلك بالحمدلة. وهذا بخلاف الخطب الكلامية الإنشائية, فإنه يُشرع البداءة بها بالحمدلة, لفعل النبي صلى الله عليه وسلم, وفعل الصحابة رضي الله عنهم من بعده.
    وقد جاء في جامع أبي عيسى وغيره من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود, ومن طريق أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا السورة من القرآن: (إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) ثم يقرأ مطلع سورة النساء, وقول الله جل وعلا في آل عمران (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون), والآية الثالثة في الأحزاب (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).
    وأما الجمع بينهما, فهذا مذهب طائفة من العلماء, بحيث يبدأ بالبسملة ويثنِّي بالحمدلة, ولكن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم. الثابت أنه يقتصر على البسملة, كما أنه يقتصر في الخطب الكلامية على الحمدلة دون البسملة, وهذا الأفضل والأكمل.
    وأما حديث (كل أمرٍ ذي بال لا يُبدَأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع): فهذا قد رواه الخطيب في الجامع, والسبكي في طبقات الشافعية, وفيه اختلاف واضطراب, وتفرد به أحمد بن محمد بن عمران المعروف بابن الجَنَدي, قال عنه الأزهري رحمه الله: ليس بشيء.
    وقد أورد ابن الجوزي في كتاب الموضوعات حديثاً في فضائل علي, وحكم عليه بالوضع, وقال: لا يتعدى ابن الجَنَدي.
    واللفظ الآخر (كل أمر ذي بال لا يُبدَأ بالحمد فهو أقطع): هذا ضعيف, ولا يصح إلا مرسلاً.
    وقد رواه قرة بن عبد الرحمن المعافري عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقرة بن عبد الرحمن, قال عنه الإمام أحمد رحمه الله تعالى: ليس بشيء. وضعفه يحيى وجماعة.
    وقد رواه الحفاظ, عقيل وغيره, عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم, بدون ذكر أبي سلمة وأبي هريرة, وذكرهما غلط, والغلط من قرة بن عبد الرحمن المعافري, فهو سيء الحفظ, ويغلط كثيرا, ولا يُعتمد عليه في مثل هذه الأمور.
    ثم ثنى المؤلف رحمه الله تعالى بالحمدلة, والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وهذه طريقة جماعة من العلماء ويقال أن هذا من أحد النساخ, وليس من المؤلف.
    ثم أثنى الناسخ على الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى. وقد تقدم قبل قليل بأنه وُلِدَ سنة ثلاثٍ وسبعين وستمائة, وتوفي سنة ثمانٍ وأربعين وسبعمائة. وهو إمام معروف, له مؤلفات كثيرة, ومصنفات متعددة.




    warda
    warda
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 10490
    العمر : 41
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : سبحان الله وبحمده
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 16464
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1185
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 03/12/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 78187712
    شرح مصطلح الحديث 85911916
    شرح مصطلح الحديث 31437808
    شرح مصطلح الحديث Wsam7
    شرح مصطلح الحديث 93779345
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف warda السبت أبريل 11, 2009 11:00 pm

    بارك الله فيك اخي سفيان على الشرح والموضوع القيم
    ودائما تشوقنا لمواضيعك المفيدة
    وجعلها الله في ميزان حسناتك
    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7917
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف سفيان عادل السبت أبريل 11, 2009 11:15 pm


    - الحديثُ الصحيح :
    هو ما دَارَ على عَدْلً مُتْقِنٍ واتَّصَل سَنَدُه. فإن كان مُرسَلاً ففي الاحتجاج به اختلاف.
    وزاد أهلُ الحديث: سلامتَهُ من الشذوذِ والعِلَّة. وفيه نظر على مقتضى نظر الفقهاء، فإنَّ كثيراً من العِلَل يأبَوْنها.
    فالمجُمْعُ على صِحَّتِه إذاً: المتصلُ السالمُ من الشذوذِ والعِلَّة، وأنْ يكون رُواتُه ذوي ضَبْطٍ وعدالةٍ وعدمِ تدليس.
    الشرح
    قال المؤلف رحمه الله تعالى "أولها الصحيح":
    شرع المؤلف رحمه الله تعالى يتحدث عن شروط الحديث الصحيح. الحديث قسمان: صحيح وضعيف, هذا المعروف عند الأئمة السابقين, ثم اصطُلِح فيما بعد الأئمة, من عصر الترمذي فما بعده, إلى تقسيم الحديث إلى ثلاثة أقسام: صحيح وحسن وضعيف. ومنهم من زاد, قال: صحيح لذاته, وصحيح لغيره, وحسن لذاته, وحسن لغيره, وضعيف, وموضوع, وتحت كل نوعٍ أنواع, لأن الحديث الضعيف منه المنكر, ومنه الباطل, ومنه الشاذ, ومنه المنقطع, ومنه غير ذلك من أقسام الأحاديث الضعيفة.
    الصحيح هو ما رواه عدل ثقة, تام الضبط, عن مثله, إلى أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن يكون سالماً من الشذوذ والعلة.
    مثال ذلك:
    قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى: حدثنا الحُمَيدي عبدا لله بن الزبير, قال: حدثنا سفيان, قال: حدثنا يحيى بن سعيد, قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة بن وقاص الليثي, قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات .. الحديث). هذا إسناد متصل, سمع بعضهم من بعض, ورواته كلهم ثقات, وقد سلم من الشذوذ ومن العلة. ولذلك اتفق الأكابر على تصحيحه, فصححه مالك ورواه في موطئه في رواية محمد بن الحسن, وصححه البخاري وأورده في صحيحه, ورواه الإمام مسلم في صحيحه, وأهل السنن, ولا يُعرَف محدث من المحدثين إلا وقد خرَّج هذا الخبر.
    وقد ذكر المؤلف رحمه الله تعالى للحديث الصحيح خمسة شروط:
    الشرط الأول: عدالة الرواة. الشرط الثاني: تمام الضبط. الشرط الثالث: اتصال الإسناد. الشرط الرابع: انتفاء الشذوذ. الشرط الخامس: عدم العلة.
    فقوله "عدل":
    أحياناً تكون العدالة في الظاهر, ومنهم من يشترط العدالة في الظاهر والباطن, وهؤلاء لا يرون التخريج ولا الاحتجاج برواية المبتدع, لأنه ليس بعدل في الظاهر ولا في الباطن.
    وذهب جماعة إلى أن المبتدع يُحتَج بروايته, ما لم تخرجه بدعته عن الإسلام, فلنا صدقه وعليه بدعته. والصواب أنه يُكتَفى من العدالة بالعدالة الظاهرة, فمن كان عدلاً في ظاهره قُبِلَ حديثه.
    قوله "متقن":
    الشرط الثاني: تمام الضبط, سواء كان من كتاب أو من حفظ. فإذا كان لا يحدِّث إلا من كتاب, فلا بد أن يكون كتابه صحيحاً, وإذا حدَّث من غير كتابه وغلط وكثر غلطه تُرِكَ حديثه.
    وإذا كان يحدِّث من حفظه, يُشتَرط أن يكون الغالب على حديثه الصحة والضبط.
    وقد قال الإمام ابن مهدي رحمه الله تعالى: الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن لا يُختلف فيه, ورجل حافظ, الغالب على حديثه الصحة, فهذا لا يُترك حديثه, ورجل حافظ, الغالب على حديثه الغلط, فهذا يُترك حديثه.
    قوله "واتصل سنده":
    خرج من ذلك المنقطع. كيف نعرف المتصل؟ نعرفه بمعرفة المواليد والوفيات, وبنص كلام الأئمة, ومطالعة كتب المحدثين, وكتب الرجال, فهذا علم عظيم, لا تتأتى معرفته ما بين عشية وضحاها, ولذلك في كل عصر أهله أقل الناس, ولا يطلبه إلا القليل, وصحيح أنه علم صعب, علم يعتمد على الحفظ, ويعتمد على التدوين, ويعتمد على المراجعة, لكنه علم ضروري, الأمة بحاجة إليه.
    فالمتصل كمالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: مالك سمع من نافع, ونافع مولى ابن عمر سمع من ابن عمر, هذا المتصل.
    خرج المنقطع: الحسن البصري عن عمر, منقطع, لماذا؟
    لأن عمر رضي الله عنه قُتِلَ سنة ثلاث وعشرين, والحسن وُلِدَ سنة إحدى وعشرين, إذاً هو لم يدرك من حياته سوى سنتين, إذاً هو منقطع.
    الشرط الرابع " ألاَّ يكون في الحديث شذوذ":
    سواء في الإسناد أو في المتن, فإن المتن قد يقع فيه شذوذ, بأن يتفرد الثقة عمن هو أوثق منه وأضبط منه, كتفرد محمد بن عوف عن علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة, آتِ محمدا الوسيلة والفضيلة, وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته, إنك لا تخلف الميعاد).
    رواه البيهقي رحمه الله تعالى في السنن الكبرى: محمد بن عوف عن علي بن عياش عن شعيب عن ابن المنكدر عن جابر. محمد بن عوف صدوق ولكن لا تُحمَل مخالفته وزيادته: (إنك لا تخلف الميعاد).
    رواه أئمة الحفظ, ما لا يقلون عن عشرة: أئمة الدنيا ثلاثة: أحمد بن حنبل في مسنده, والبخاري في صحيحه, وعلي ابن المديني رحمه الله. هؤلاء الثلاثة يروونه عن علي بن عياش عن شعيب عن ابن المنكدر عن جابر بدون الزيادة: (إنك لا تخلف الميعاد). إذاً هي زيادة شاذة, لا يجوز ذكرها ولا العمل بها, لأنها غير محفوظة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    الشرط الخامس "أن يكون الحديث غير معلَّل":
    وكثير من أهل المصطلح يقسمون العلة إلى قسمين: علة مؤثرة, وعلة غير مؤثرة. ونتحدث إن شاء الله عن هذه المسألة في بابها.
    والصواب أن نقول أن الاختلاف نوعان: اختلاف مؤثر, واختلاف غير مؤثر. أما شيء اسمه: علة غير مؤثرة, فهذا غير صحيح. فإنه إذا ثبت أنها علة, فهي مؤثرة قلَّت أو عَظُمَت.
    إذاً نشترط في الحديث الصحيح أن تنتفي عنه العلة.
    والعلة أعم من الشذوذ, وأعم من الاضطراب, وأعم من الاختلاف, فيقال: خبر معلول, ما علته؟ منقطع.
    يقال: خبر معلول, ما علته؟ في إسناده قرة بن عبد الرحمن المعافري, أوفي إسناده عبد الله بن لهيعة.
    يقال: خبر معلول, ما علته؟ عاصم بن عبيد الله, روى الخبر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أذَّن في أُذُنِ الحسن حين ولدته فاطمة, فهذا خبر معلول, لماذا؟ لأنه تفرد به عاصم بن عبيد الله, وعاصم بن عبيد الله ضعيف الحديث, إذاً هو خبر معلول.
    ولكن الأئمة كثيراً ما يعنون بالمعلول:, المضطرب الذي له علة خفية لا يهتدي إليها إلا الأكابر من المحدثين. ولكن من حيث العموم العلة تُطلَق على ما هو أعم.
    وقد كتب الأئمة رحمهم الله تعالى كتباً في العلل: ككتاب العلل لأحمد, والعلل لعلي بن المديني, والعلل لابن أبي حاتم, والعلل للدار قطني, والإرشاد للخليلي, وغير ذلك من الكتب النافعة في هذا الباب.
    وننصح كل طالب حديث أن يقتني هذه الكتب, وألاَّ تخلو مكتبته من هذه الكتب النافعة العظيمة.
    فإذا وُجِدَت هذه الشروط صار الخبر صحيحاً, وإذا تخلف واحد منها صار الخبر معلولا.
    المؤلف أشار إلى الاختلاف في المرسل, ونتحدث عنه إن شاء الله تعالى في بابه. فالمرسل هو ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم, وأسقط واسطة, والساقط من هو؟ الله أعلم. لو علمنا بأنه صحابي لحكمنا على الحديث بالصحة. وبعض العلماء يقبل مراسيل سعيد والحسن البصري والأكابر, وبعض العلماء يقتصر في القبول على مراسيل سعيد, وبعض العلماء لا يقبل شيئاً, وبعض العلماء يتوسع في هذا, وهذا نتحدث عنه إن شاء الله تعالى في بابه.
    ولكن المرسل في الجملة من قسيم الأحاديث الضعيفة, وقد أشار إلى هذا الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه.
    وأشار المؤلف رحمه الله تعالى إلى أن الفقهاء يختلفون مع المحدثين في بعض التعاليل, وهذا بلا ريب, ولكن الشأن كل الشأن في كلام المحدثين, وليس في كلام الفقهاء.
    وأشير في هذا الباب إلى أن بعض المحدثين في مصطلحاتهم يمزجون كلام الفقهاء وكلام الأصوليين بكلام المحدثين وهذا غلط, فإن أول من ألَّف في المصطلح هو الإمام الرامهرمزي, المتوفى عام ستين وثلاثمائة, في كتابه المحدِّث الفاصل, وتبعه على ذلك الحاكم في معرفة علوم الحديث, والخطيب في الكفاية, وهو كتاب جامع نافع, ولكنه خلط ومزج علوم المحدثين بعلوم الفقهاء والأصوليين, وهذا وجه الغلط في كثير من هذه الكتب.
    أتى بعد هؤلاء القاضي عياض في كتابه الإلماع, ثم أتى بعد ذلك ابن الصلاح في كتابه المقدمة, وهو الذي اشتهر واستفاض, والناس يتداولونه ويقرأونه, وكان أهل عصره يحفظونه, وهو كتاب ممزوج بكلام المحدثين وكلام الفقهاء وكلام الأصوليين, وفيه مسائل لا تمت إلى الحديث بصلة, حتى المؤلف الذهبي رحمه الله - سوف ننبه إن شاء الله في ثنايا الشرح - أدرج بعض المسائل التي لا علاقة لها بعلم الحديث, أو هي مغلوطة ودخيلة على علم الحديث, أخذها من كتاب شيخه ابن دقيق العيد الاقتراح. والاقتراح مأخوذ من بعض الكتب الأصولية والفقهية, وكتب بعض المحدثين الذين لا يعنون ويمحِّضون كتب وكلام السلف عن كلام غيرهم. وهذا ما سوف أشير إليه إن شاء الله تعالى في بابه, وعند كل مسألة نتحدث عنها من هذا القبيل. نقول: لا علاقة للفقهاء بقضية العلة والشذوذ ونحو ذلك, لأن الفقيه يجب عليه أن يعتمد على المحدِّث, وألاَّ يبني حكماً إلا على حديث صحيح, لأننا متفقون على أن الأحكام الشرعية تُستَقى من الأحاديث الصحيحة, والذي يميز الأحاديث الصحيحة من الأحاديث الضعيفة هم المحدثون.
    ديـنُ النبي محمـدٍ أخبـارُ نِعْـمَ المطيـةُ للفتى آثـارُ
    لا ترغبنَّ عن الحديثِ وأهلهِ فالرأيُ ليلٌ والحديثُ نهـارُ
    ولرُبَّمَا جَهِلَ الفتى أثرَ الهدى والشمسُ بـازغةٌ لها أنوارُ


    عدل سابقا من قبل سفيان عادل في السبت أبريل 11, 2009 11:56 pm عدل 2 مرات
    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7917
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف سفيان عادل السبت أبريل 11, 2009 11:20 pm

    ولذلك يقول الشافعي رحمه الله تعالى: إذا رأيتُ رجلاً من أهل الحديث, فكأنما رأيتُ رجلا

    من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, جزاهم الله عنا خيراً, حفظوا لنا الأصل فلهم منا الفضل.

    كلُّ العلومِ سِوَى القرآنِ مَشْغَلَةٌ إلا الحديثَ وعلمَ الفقهِ في الديـنِ

    العلمُ ما كان فيه قال حدَّثَنـا ومـا سوى ذاك وَسْوَاسُ الشياطينِ

    إذاً نستفيد من هذا بأن الحديث الصحيح هو ما رواه عدل عن مثله, ضابط, عن مثله, فيه

    اتصال – خرج الانقطاع – غير معلَّل ولا شاذ, وهذا يسمى الصحيح لذاته, وأمثلته
    كثيرة. وعلى ضوء هذه الشروط ألَّف الإمام البخاري رحمه الله تعالى صحيحه. البخاري
    رحمه الله تعالى توفي عن اثنتين وستين سنة.

    وتبعه بعد ذلك تلميذه الإمام مسلم, المتوفى عن سبعٍ وخمسين عام
    وهذان الكتابان هما أصح الكتب المؤلفة. وقد ذهب أكثر العلماء بأن كل ما فيهما صحيح, وقال آخرون: فيهما بعض الأحاديث
    المنتقدة.صحيحٌ
    أن فيهما بعض الأحاديث المعلولة, ولكن الأصل في ذلك الصحة, ليس معناه أن الإنسان
    إذا قرأ, يسأل عما في الصحيحين هل هو صحيح أم ضعيف؟ الأصل الصحة. وبعض الأحاديث
    المعلولة هي محل نقاش مع العلماء والمحدثين والأكابر من أهل التخصص, فليس لأحد أن
    يقرأ على الناس صحيح البخاري, ثم إذا فرغ قال: هذا حديث صحيح, هذا حديث صحيح, هذا
    حديث صحيح. الأصل أنك تقرأ في البخاري وهو صحيح, وتقرأ في مسلم وهو صحيح. والعلماء
    هم الذين يناقشون بعض الأحاديث التي تحدث عنها الأكابر, كأحمد, والدار قطني,
    وجماعة.
    وليس كل من كتب كتاباً وأسماه الصحيح صار كتابه صحيحاً, فابن خزيمة ألَّف كتاباً, وسماه

    الصحيح, وفيه أحاديث ضعيفة, وابن حبان سمى كتابه الصحيح, وفيه أحاديث ضعيفة,
    والحاكم سمى كتابه المستدرك على الصحيحين, وفيه أحاديث منكرة وواهية وموضوعة
    وباطلة, وفيه غير ذلك, لأنه ألَّف على شرط الشيخين, وما ضبط مسألة شرط الشيخين,
    وضبط أصول الشيخين في هذا الباب, حتى قال بعض العلماء عن تصحيحات الحاكم:

    فأصبحتُ لغداةَ من ليلى كقابضٍ على ا ماءِ خانته فروجُ الأصابعِ


    فأعلى مراتبِ المجمَع عليه: مالكٌ
    ، عن نافع ، عن ابن عُمَر.

    أو: منصورٌ، عن إبراهيم، عن
    علقمة، عن عبد الله.
    أو: الزهريُّ،عن سالم, عن أبيه.

    أو: أبوالزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.ثم بعدَهُ:مَعْمَرعن هَمَّام، عن أبي هريرة.

    أو: ابنُ ابي عَرُوبة، عن قتادة، عن أنس.

    أو: ابنُ جُرَيج، عن عطاء، عن جابر، وأمثالُه.

    ثم بعدَهُ في المرتبةِ:

    الليثُ، وزهير، عن أبي الزُّبير،عن جابر.

    أو: سِماَكٌ، عن عكرمة، عن ابن
    عباس.

    أو: أبو بكر بن عَيّاش، عن أبي
    إسحاق، عن البَرَاء.

    أو: العلاءُ بن عبد الرحمن، عن
    أبيه، عن أبي هريرة، ونحوُ ذلك من أفراد البخاري أو مسلم.
    الشرح
    شرع
    المؤلف رحمه الله تعالى يتحدث عن أعلى مراتب الصحة, فقال "مالك عن نافع عن
    ابن عمر":

    وهذااختيار جماعة, كإسحاق وأحمد وآخرين من الحفاظ.

    وقد ذهب طائفة من العلماء إلى أنه لا يقال: هذا أصح إسناد, وإن كان لا حرج أن يقال:

    أصح إسناد عن ابن عمر كذا, وأصح إسناد عن أبي هريرة كذا, وأصح إسناد عن جابر كذا, وأصح
    إسناد عن عائشة كذا, وأصح إسناد عن علي كذا, فهذا لا حرج منه. أما أصح إسناد في
    الجملة وعلى الإطلاق من كل الأسانيد, فهذا فيه نظر.

    وهذا التفضيل لا يلزم منه التفضيل من كل وجه, فقد يقترن ببعض الأسانيد ما يكون من أصح من هذا الإسناد

    والمؤلف رحمه الله تعالى ذكر في الطبقة الأولى مالك عن نافع عن ابن عمر, ثم ذكر إسناد ابن
    مسعود, ثم ذكر الزهري عن سالم.

    واختُلف عليه في هذا, لأنه ذكر بعد هؤلاء مراتب قد تكون بمنـزلة هذا وأصح, ولا سيما أنه

    مثَّل بإسناد معلول, جعله من أعلى مراتب الصحة, وهو "سماك عن عكرمة عن ابن
    عباس" فهذا إسناد معلول, لأن سماكاً يضطرب عن عكرمة, نص عليه الإمام أحمد
    وعلي بن المديني وجماعة.

    من أعلى مراتب الصحة "ابن أبي عروبة عن قتادة عن أنس":
    نعم هذا من أعلى مراتب الصحة, وهذا من أصح الأسانيد إلى أنس


    إذاً أعلى مراتب الصحة, مسألة نسبية ليست راجحة من كل وجه. وإذا أردنا أن نفاضل بين

    الأسانيد, فإننا نقول: أصح الأسانيد عن ابن عمر, أصح الأسانيد عن أبي هريرة كأبي
    الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة, أصح الأسانيد عن ابن مسعود عنه علقمة بن قيس, وهو
    أحد الأئمة المشهورين, وعنه النخعي, وعن النخعي منصور. فحينئذٍ نفضِّل الأسانيد
    إلى أحد الصحابة رضي الله عنهم, وأما أن نجعل أصح إسناد في الدنيا هذا الإسناد
    فهذا فيه نظر. فنقول مثلا: أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن جابر عن البراء ونحو
    هذا, وأبو الزبير عن جابر, وهذه أيضاً مسألة خلافية, لا يزال العلماء يختلفون في
    ذلك, ويتفاوتون في الترجيح.

    المهم الآن أن نفهم مراتب هؤلاء, وأن نفهم ما قيل حول هذه المسألة, فمما قيل بأن أصح

    الأسانيد على الإطلاق مالك عن نافع عن ابن عمر, وقيل: لا, هذا أصح إسناد من أسانيد
    ابن عمر, ليس غير فقط, وأصح الأسانيد إلى أبي هريرة أبو الزناد عن الأعرج عن أبي
    هريرة, وأصح الأسانيد إلى قتادة سعيد بن أبي عروبة عن قتادة, وقتادة عن أنس,
    وأمثال ذلك كثير.
    ما الفائدة من هذا؟

    الفائدة من معرفة أصح الأسانيد أنه عند التعارض نرجح, فحين يختلف شعبة مع ابن أبي عروبة في

    قتادة, من نرجح؟ نرجح ابن أبي عروبة, لماذا؟ لأنه أحفظ الناس عن قتادة.

    إذاً الفائدة أننا عند التعارض نرجح بعض الأسانيد على بعض.

    حين الاختلاف على ابن عمر نرجح نافعاً, وعن نافع نرجح مالكاً.

    هنا كمن قدم عبيد الله بن عمر العُمَرِي عن نافع, وهناك من قال: مالك الرجل الأول في

    نافع. وإذا اختلف الحفاظ عن الأعرج - واسمه عبد الرحمن بن هرمز - نقدم فيه أبا
    الزناد, واسمه عبد الله بن ذكوان.


    نهاية الدرس الأول
    warda
    warda
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 10490
    العمر : 41
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : سبحان الله وبحمده
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 16464
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1185
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 03/12/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 78187712
    شرح مصطلح الحديث 85911916
    شرح مصطلح الحديث 31437808
    شرح مصطلح الحديث Wsam7
    شرح مصطلح الحديث 93779345
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف warda الأحد أبريل 12, 2009 12:02 am

    بارك الله فيك اخي تقدير تقدير تقدير
    saliha
    saliha
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 3556
    العمر : 37
    اسم البلد : المغرب
    المزاج : الحمد لله
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 6645
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 27
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف saliha الإثنين أبريل 13, 2009 3:26 pm

    بارك الله فيك اخي سفيان على الشرح والموضوع القيم
    avatar
    achwak32
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 4445
    العمر : 46
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 10029
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 158
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 04/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 13494647
    شرح مصطلح الحديث 86896825
    شرح مصطلح الحديث Wsambronzy
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف achwak32 الإثنين أبريل 13, 2009 5:18 pm

    DVBN
    ليلى
    ليلى
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 7358
    العمر : 41
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 13676
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1224
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 13/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 12715437
    شرح مصطلح الحديث 62065715
    شرح مصطلح الحديث 51337546
    شرح مصطلح الحديث Tkrim
    شرح مصطلح الحديث 65359629
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف ليلى الثلاثاء أبريل 14, 2009 12:08 pm

    NBV?
    yasser
    yasser
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 9402
    العمر : 35
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : دائما نافح (جيد) ههههههههههههههه
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 12624
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 267
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 19/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Empty
    شرح مصطلح الحديث Empty
    شرح مصطلح الحديث Empty
    وسام التميز : شرح مصطلح الحديث Empty
    شرح مصطلح الحديث Empty
    شرح مصطلح الحديث Empty
    صورة المنتدى

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف yasser الجمعة أبريل 17, 2009 1:53 pm


    شرح مصطلح الحديث 218

    avatar
    achwak32
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 4445
    العمر : 46
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 10029
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 158
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 04/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 13494647
    شرح مصطلح الحديث 86896825
    شرح مصطلح الحديث Wsambronzy
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف achwak32 الجمعة أبريل 17, 2009 6:01 pm

    شرح مصطلح الحديث Wh_65695229
    امين
    امين
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    ذكر عدد الرسائل : 454
    العمر : 30
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : نشيط
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 6093
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 27
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 04/04/2009
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    صورة المنتدى

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف امين الجمعة أبريل 17, 2009 9:42 pm

    مشكور اخي سفيان
    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7917
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف سفيان عادل الخميس أبريل 23, 2009 9:05 pm


    2- الحَسَن:
    وفي تحرير معناه اضطراب، فقال الخَطَّابيُّ رحمه الله: هو ما عُرِفَ مَخْرجُه واشتَهَر رجالُه، وعليه مَدارُ أكثرِ الحديث، وهو الذي يَقبَلُه أكثرُ العلماء، ويَستعملُه عامَّة الفقهاء.
    وهذه عبارةٌ ليسَتْ على صِناعة الحدودِ و التعريفات، إذْ الصحيحُ يَنطَبقُ ذلك عليه أيضاً، لكنْ مُرادُه مما لم يَبْلُغ درجةَ الصحيح.
    فأقول: الحَسَنُ ما ارتَقَى عن درجة الضعيف، ولم يَبلغ درجةَ الصحة.
    الشرح
    شرع المؤلف رحمه الله تعالى في الحديث عن معنى الحديث الحسن. وقد تقدم الحديث عن الحديث الصحيح, وعن شروطه, وعن بعض فوائده ومتعلقاته, وتقدم أن أئمة السلف كانوا يطلقون لفظ الحسن على الصحيح, وقلَّما يتحدثون عن المعاني الخاصة للحديث الحسن, حتى جاء الإمام أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى فاصطلح للحسن معنىً خاصاً, وعرَّف الحسن بأنه ما جاء من غير وجه, ولم يكن في رواته لا كذاب ولا متهم بالكذب, ولم يكن شاذاً.
    وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تحديد معنى الحسن, وقد أشار المؤلف رحمه الله تعالى إلى هذا بقوله "وفي تحرير معناه اضطراب" واختلاف كثير بين العلماء. لكن في الجملة الحسن من أقسام الأحاديث الصحيحة, فالحسن يُعمل به, سواء كان حسناً لذاته, بمعنى أنه قد صح بمفرده, أو كان حسناً لغيره, بمعنى الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه وجاء من غير وجه, وارتقى إلى درجة الحسن لغيره.
    وهذا له شروط نجملها ثم يأتي فيما بعد تفصيلها إن شاء الله.
    الشرط الأول: ألاَّ يكون هذا في العقائد, فإن العقائد لا بد أن تكون صحيحة بذاتها, مستغنية عن تقويتها بشواهدها, ولأن العقائد مبنية على الأمور القطعية, ولا تُبنَى على الأمور الظنية, وتحت هذا تفصيل أطول, نذكره إن شاء الله تعالى في بابه.
    الشرط الثاني: ألاَّ يخالف أصلاً, فإن خالف أصلاً في الصحيحين أو في أحدهما رُدَّ هذا الحديث.
    ولذلك لا نصحح ولا نحسن حديث (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) فهو حديث ضعيف بمجموع طرقه. وهذا قول أكابر أئمة السلف لأنه يعارض الأحاديث الثابتة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم, فإن كل من وصف وضوءه لم يذكر عنه أنه يبسمل, إذاً كيف نحسنه بالشواهد, وهذا الأمر المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!!.
    الشرط الثالث: ألاَّ يكون أصلاً في الباب, لأن الصواب من قولي المحدثين أن حديث الصدوق الذي لم يُعرَف تفرده يُرَدُّ إذا كان أصلاً في الباب, فكيف نأتي إلى أحاديث ضعيفة نحسنها بمجموع شواهدها أو طرقها, ونجعلها أصلاً في الباب؟!!.
    وإذا كنا نرد حديث محمد بن إسحاق عن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة عن أبيه عن أمه عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا يوم رُخِّصَ لكم فيه, إذا رميتم جمرة العقبة أن تَحُلُّوا, فإذا غربت الشمس, ولم تطوفوا بالبيت, عدتم حرماً كما بدأتم). هذا خبر معلول بحدود أربع علل في الإسناد أو خمس علل, أهمها أن ابن إسحاق لا يُقبَل تفرده في الأحكام, وقد تفرد هنا بأصلٍ, كما نص عليه الإمام أحمد رحمه الله تعالى وغيره من المحدثين.
    الأمر الثاني: تفرد بذلك أبو عبيدة عن أبيه وعن أمه, وأين أقرانه الثقات الحفاظ حتى يتفرد بهذا الأصل أبو عبيدة؟!!.
    قال المؤلف رحمه الله تعالى "قال الخطابي رحمه الله - عن الحديث الحسن - هو ما عُرِفَ مخرجه, واشتهر رجاله, وعليه مدار أكثر الحديث, وهو الذي يقبله أكثر العلماء, ويستعمله عامَّة الفقهاء":
    وهذا فيه نظر من وجوه:
    الوجه الأول: أن هذا الكلام ليس تعريفاً خاصاً للحديث الحسن, فيدخل فيه الصحيح والضعيف, لأن الصحيح يقال عنه بأنه عُرِفَ مخرجه واشتهر رجاله, والضعيف يقال: عُرِفَ مخرجه واشتهر رجاله. فابن لهيعة من أشهر الناس, وحديثه ضعيف. وعاصم بن عبيد الله مشهور, وحديثه ضعيف. وابن أبي المخارق مشهور, وحديثه ضعيف. ونُعَيم بن حماد الخزاعي مشهور, وحديثه ضعيف. فهؤلاء أئمة مشاهير, وحتى لو عُرِفَ مخرجه, فالحديث الضعيف يبقى بأنه ضعيف.
    ولذلك حين قال المؤلف "وهذه عبارة ليست على صناعة الحدود والتعريفات" أصاب هذا, لأنه قال أن الصحيح ينطبق عليه ذلك أيضاً, والصواب أن يقال: والضعيف ينطبق عليه ذلك أيضاً.
    ثم قال "لكن مراده ما لم يبلغ درجة الصحيح":
    الصواب أنه لو بلغ درجة الصحيح, لا يخرج عن كونه حسناً, لو كان التعريف صواباً, لأن الحسن يشترك مع الحديث الصحيح في جوانب متعددة: بنقل العدل تام الضبط, متصل السند, غير مُعَلَّلٍ ولا شاذ, هذه شروط للحسن, كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في النخبة: فإن خف الضبط – حين ذكر شروط الحديث الصحيح – فالحسن لذاته, وبكثرة طرقه يُصحَّح.
    فشروط الحديث الصحيح هي شروط الحديث الحسن, ولكن الحسن أقل رتبة, فقد يقترن بالحديث الصحيح ما يجعله حسناً, للاختلاف في الرواة, وللاختلاف في الراوي, ونحو ذلك, لأن الثقات مراتب متعددة, وقد تقدم ذكر كلام ابن مهدي رحمه الله تعالى حين قال: الناس ثلاثة: رجل حافظ متقن لا يُختَلف فيه, فهذا حديثه صحيح بالاتفاق, النوع الثاني: رجل حافظ, والغالب على حديثه الضبط والصحة, فهذا مقبول ولا يُترَك حديثه, النوع الثالث: رجل حافظ, والغالب على حديثه الوهم, فهذا يُترَك حديثه.
    فالنوع الأول والنوع الثاني بينهما أمور مشتركة, ولكن لا يمكن أن نجعل الحكم واحداً, فهذا متقن كمالك عن نافع عن ابن عمر, وهذا متقن ولكنه أقل رتبة كالعلاء بن عبدالرحمن عن أبيه عن أبي هريرة, وكسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة, وكلاهما أحاديثهما صحيحة. وقد يقترن بحديث سهيل ما يجعله حسناً باعتبار أنه في الجملة مقبول, كما أننا نقبل أحاديث عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر, ونجعل هذه الأحاديث مقبولة.
    وقد تأتي قرائن تفيد بأن هذا الحديث وإن كان رجاله ثقات لا يرتقي إلى درجة الحُسْن, فقد يكون ضعيفاً, لأنه لا يزال الأئمة يختلفون في مثل عاصم بن بهدلة, وعبد الله بن محمد بن عَقِيل, وفُلَيح بن سليمان, حتى الحارث الأعور, وخصيف, وعاصم بن عبيد الله, فيهم خلاف يسير, وإن كان الأكثر من العلماء على تضعيفهم. أما عاصم بن بهدلة فالخلاف فيه قوي: منهم من ضعفه مطلقاً, ومنهم من قَبِلَهُ. والصواب أن عاصماً, ومن كان في طبقته كعبد الله بن محمد بن عَقِيل, مقبول ولكن بشروط:
    الشرط الأول: ألاَّ يتفرد بأصل, فإن تفرد بأصل عُلِمَ بأن هذا من أوهامه.
    الشرط الثاني: ألاَّ يخالف غيره ممن هو أوثق منه, لأن هذا دليل على خطئه, فابن عَقيل عن ابن الحنفية عن علي (مفتاح الصلاة الطَّهور) صحيح, ولكن حين روى ابن عقيل عن ابن الحنفية عن علي بأن النبي صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ في سبعة أثواب, فإنه ضعيف, لأنه خالف الحديث المتفق على صحته بأنه كُفِّنَ في ثلاثة أثواب.
    الشرط الثالث: ألاَّ يأتي بما يُنكَر عليه, من تَفَرُّدٍ بأصل كالقسم الأول, أو المخالفة للثقات كالقسم الثاني, أو من اضطراب جعل من هذا الاختلاف علة في هذا الخبر, أو من غير ذلك.
    قال المؤلف رحمه الله تعالى "فأقول: الحسن ما ارتقى عن درجة الضعيف, ولم يبلغ درجة الصحة":
    وهذا صواب في الجملة, ولكن الأئمة يختلفون في ذلك, ولا حرج من التعبير بلفظ الحسن عن الصحة, كأن يكون الحديث حسناً, وتقول عنه بأنه صحيح, لا حرج من ذلك, ولأنه قد يتعذر على كثير من الناس تمييز المعنى الاصطلاحي للحسن عن الصحيح, ولكن إذا فهم في الجملة بأن الخبر صحيح فلا حرج من ذلك.
    ثم قد يأتي آخر فيجعل الحسن ضعيفاً, كحديث محمد بن مسلم بن مهران عن جده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً).
    ذهب جماعة من العلماء إلى تحسين هذا الخبر بمعنى التصحيح, فإن محمد بن مسلم صدوق, وقالوا عن جده بأنه صدوق وقد سمع من ابن عمر, وابن عمر صحابي, فالحديث صحيح.
    وقال آخرون بأن الخبر منكر, وقد نص على ذلك الإمام أبو زرعة رحمه الله تعالى, ولعل هذا هو الأقرب, ولهذا قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى عن هذا الخبر في جامعه: وهذا حديث حسن غريب.
    ولكن ثبت عند الترمذي, وحسنه دون أن يستغربه, من طريق أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر أربعا) الحديث, هذا إسناد جيد, وهذا يقتضي استحباب صلاة أربع ركعات إذا دخل وقت العصر.
    وإن شِئتَ قلت: الحَسَنُ ما سَلِمَ من ضعفِ الرُّواة. فهو حينئذٍ داخلٌ في قسم الصحيح.
    وحينئذٍ يكونُ الصحيحُ مراتب كما قدَّمناه، والحسَنُ ذا رتُبةٍ دُونَ تلك المراتب، فجاء الحسَنُ مثلاً في آخِرِ مراتب الصحيح.
    وأما الترمذيُّ فهو أوَّلُ من خَصَّ هذا النوع باسم الحَسَن، وذَكَر أنه يريدُ به: أن يَسلم راويه من أن يكون متهماً، وأن يَسلم من الشذوذ، وأن يُروَى نحوهُ من غير وجه.
    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7917
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف سفيان عادل الخميس أبريل 23, 2009 9:15 pm

    وهذا مشكلٌ أيضاً على ما يقولُ فيه: حسَنٌ غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
    وقيل: الحسَنُ ما ضَعْفُه محتَمَل، ويَسوغُ العملُ به.
    وهذا أيضاً ليس مضبوطاً بضابطٍ يَتميَّزُ به الضَّعْفُ المحتمَل.
    الشرح
    قوله "وإن شئت قلت: الحسن ما سلم من ضعف الرواة. فهو حينئذٍ داخل في قسم الصحيح":
    وهذا أحد معاني الحديث الحسن, فإنه هو ما ارتقى عن درجة الضعف, ولم يبلغ درجة الصحة من كل وجه. والناس يتفاوتون في فهم هذا الكلام, وفي تطبيقه على الأحاديث. وأنتم تعلمون أن العلماء يختلفون في تصحيح الأخبار, فهذا يصحح, وهذا يضعِّف.
    وقد أشرت فيما تقدم إلى أن الأئمة متفقون على صحة ما جاء في الصحيحين, ولكن هناك بعض العلماء من ضعف بعض الأحاديث في البخاري, وهناك بعض الأئمة ضعف بعض الأحاديث في مسلم, إذاً ما ارتضى ولا أعلى مراتب الصحيح, فكيف بالأحاديث التي يتجاذبها العلماء, هذا يقول صحيح, وهذا يقول ضعيف. كيف في الرواة الذين تنازع فيهم الأئمة رحمهم الله تعالى, منهم من يصحح, ومنهم من يضعف.
    ولكن لا نضعف الرواة, ولا نصحح الرواة, بناءً على ما نقرأه في تقريب التهذيب, لأن طائفة من الناس يقرؤون في التقريب, فمن يقول عنه ابن حجر بأنه ثقة يبني عليه أن الخبر صحيح, ومن يقول عنه ابن حجر بأنه ضعيف يبني عليه بأن الخبر ضعيف, وهذا ظلم للراوي, وظلم للعلم, وظلم لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا تبرأ ذمة أحد يعمل هذا, بل لا بد من البحث الواسع بالنظر في كتب المطولات, كتهذيب الكمال وأمثال هذه الكتب, ثم النظر بعد ذلك في كتب العلل وماذا قال أئمة الشأن كأحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود والنسائي والدار قطني على هذه الأخبار, فإن تصحيح الخبر لا يُبنَى على مجرد الحكم على ظاهر الإسناد, ولا يُبنَى على مجرد أن تعلم أنه ثقة أو ضعيف, فقد يكون ثقة عن ثقة عن ثقة عن ثقة, ولكن منقطع عن منقطع عن منقطع عن منقطع, وهذا لا إشكال فيه.
    قد تقرأ في ترجمة الحسن أنه ثقة ثم عن عمر صحابي, تقول: صحيح؟
    لا, لأن فيه انقطاعاً, فإن الحسن لم يسمع من عمر رضي الله عنه.
    عبد الله البهي عن أبي بكر, ثقة عن أبي بكر, لكن البهي لم يسمع من أبي بكر. وقد تقرأ أنه ثقة كعطاء, لكن عطاء بن السائب اختلط, فلا بد أن تميز من روى عنه قبل الاختلاط, ومن روى عنه بعد الاختلاط.
    سماك: صدوق من رجال مسلم والأربعة, ولكن إذا روى عن عكرمة فهو مضطرب.
    عكرمة بن عمار: ثقة خرج له مسلم والأربعة, عن يحيى بن أبي كثير, ثقة خرج له الستة, ولكن إذا روى عكرمة عن يحيى بن كثير, فقد قال الإمام أحمد: مضطرب.
    قوله "وحينئذ يكون الصحيح مراتب كما قدمناه":
    وهذا لا إشكال فيه, الحديث الصحيح مراتب, فمالك عن نافع عن ابن عمر أعلى من سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة, وسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أعلى من عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر, وعاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر ربما يقال بأنه أعلى من عبد الله بن محمد بن عَقيل ومن عاصم بن أبي النجود, فهذه مراتب متعددة, وقد أدخلت الحديث الحسن ضمن الحديث الصحيح في هذه التقاسيم.
    قال المؤلف "والحسن ذا رتبة دون تلك المراتب":
    "ذا" خبر كان, أي يكون الصحيح مراتب, ويكون الحسن ذا رتبة دون تلك المراتب.
    قوله "فجاء الحسن مثلاً في آخر مراتب الصحيح":
    وهذا لا إشكال فيه.

    قوله "وأما الترمذي فهو أول من خص هذا النوع باسم الحسن":
    كان لفظ الحسن يُطلَق عند الأئمة ولكن بالمعنى العام, وليس بالمعنى الخاص, بمعنى أنه إما أن يكون صحيحاً, أو أنه حسن المعنى, ولو لم يكن بالمعنى الخاص, وهو ما لم يكن في رواته كذاب ولا متهم وجاء من غير وجه.
    قال المؤلف "وذكر أنه يريد به: أن يسلم راويه من أن يكون متهماً, وأن يسلم من الشذوذ, وأن يُروَى نحوه من غير وجه":
    قوله "أن يسلم راويه من أن يكون متهماً": لكن دخل في ذلك الضعيف, لأنه لا يلزم إذا لم يكن كذاباً أن يكون ثقة. قد لا يكون كذاباً, ولا يكون ثقة, فالتقييد بألاَّ يكون متهماً بالكذب لا يصح, فقد لا يكون متهماً كابن لهيعة, ولكن يكون ضعيفاً.
    قوله "وأن يسلم من الشذوذ": كأن يسلم من اللفظ الشاذ, كرواية البارقي عن ابن عمر (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) فإن زيادة (النهار) شاذة, تفرد بها علي البارقي عن ابن عمر, وقد خالفه ما لا يقل عن عشرة من الحفاظ كنافع وسالم وحُمَيد وأبي سلمة وجماعة, يروون هذا الخبر بلفظ (صلاة الليل مثنى مثنى) وذِكْرُ النهار غلط. ونذكر هذا الباب إن شاء الله عند الوصول إلى الحديث الشاذ وزيادة الثقة وما يتعلق بهذه المعاني.
    قوله "وأن يروى نحوه من غير وجه": بمعنى أن يأتي بمعناه وإن لم يكن بلفظه من وجوه أخرى, بحيث لا يكون أصلاً في الباب, فإذا كان الخبر في النية, فقد جاء ما يدل عليه من المعاني الأخرى.
    وقد نوزع الإمام أبو عيسى رحمه الله تعالى في هذا, لأن الصواب في الحديث الحسن أنه ما ارتقى عن درجة الضعيف ولم يبلغ مرتبة الصحيح, وإذا لم يكن أحد من الرواة متهماً بالكذب, فلا يلزم أن يكون ثقة, فكثير من الرواة لا يُتهمون بالكذب وهم ضعفاء, لأن التهمة بالكذب تنافي الصدق, وهذا هو الذي كان يعبر عنه بعض الأئمة حين يُسأَل عن فلان, فيقول: ثقة, فيقال له: يُحتَج به في الحديث؟ فيقول: لا.
    وهذا كثير جدا في كلام يحيى بن معين, يُسأَل عن الراوي, فيقول: ثقة, يُقال له: يُحتَج به في الحديث؟ يقول: لا.
    إذاً ما معنى هذا؟
    المعنى - حتى نفهم, ولا نهم على الأئمة, وحتى لا نصحح هذا الحديث بمجرد التوهم والغلط – أنه ثقة أي في دينه, بمعنى أنه صدوق, وقد يعبرون عنه بأنه صدوق, بمعنى الصدوق عند السلف, بمعنى الذي لا يتقصد الكذب, وليس صدوقاً بمعنى أن حديثه صحيح, فهذا غلط, بل الصدوق الذي لا يتقصد الكذب عند السلف, والثقة أي في دينه, لأنه لما قيل له: يُحتَج به؟ قال: لا. فإن الاحتجاج شيء آخر, إذاً هو ضعيف في الحديث, ثقة في دينه, صدوق بمعنى أنه لا يتقصد الكذب.
    ثم قال المؤلف "وهذا مشكل أيضاً على ما يقول فيه: حسن غريب, لا نعرفه إلا من هذا الوجه":
    هذا لا إشكال فيه, وإنما أتى هذا الإشكال عن عدم استيعاب وفهم لكلام أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى.
    أبو عيسى عرَّف الحديث الحسن الذي لا يرتبط بمعنىً آخر. فالمؤلف قال "وهذا مشكل أيضاً على ما يقول فيه: حسن غريب":
    إذا قال: حسن غريب, خرج عن التعريف, ولا دخل في تعريف الترمذي. فالترمذي عرَّف الحديث الحسن الذي لم يرتبط لفظه بمعنىً آخر, إذا قال: هذا حديث حسن, ما قال: حديث حسن صحيح, ولا قال: حديث حسن غريب, إذاً قال الترمذي: حديث حسن, فقط, هو الذي قاله, ألاَّ يكون في رواته كذاب ولا متهم بالكذب, وأن يسلم من الشذوذ, وأن يُروَى نحوه من غير وجه.
    وأما إذا قال: وهذا حديث حسن غريب, فخرج عن التعريف, فإننا نتناول هذا الحديث بمنهج جديد, وبحكم مستقل مغاير للحكم الآخر, وهذا مهم جداً, لا بد أن نفهمه حتى لا نهم أيضاً على أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى.
    فعليه قول المؤلف "وهذا مشكل أيضاً على ما يقول فيه: حسن غريب, لا نعرفه إلا من هذا الوجه": ليس بمشكل, فإنه حين قال لا نعرفه إلا من هذا الوجه, خرج عن حيز التعريف الذي يقول: وجاء من غير وجه.
    قوله "وقيل الحسن ما ضعفه محتمِل - ويجوز أن تقرأ محتَمل - ويسوغ العمل به":
    الحسن يُعمل به, وهذا بلا إشكال, بشرط أن يرتقي عن درجة الضعيف.
    وأما الخبر الضعيف إذا ثبت ضعفه فلا يُعمَل به. والصواب من قولي العلماء أنه لا يُعمَل به لا في الأحكام, ولا في الفضائل, ولا في الآداب, ولا في القصص, ولا في غير ذلك, ولكن لا مانع من روايته تحت أصل, أو يُروَى ويُبيَّن ضعفه, فينبغي أن يُميَّز بين ما يُروَى وبين ما يُحتَج به, فقد يُروَى الحديث الضعيف, ولا يزال الأئمة يروون الأحاديث الضعيفة, ويكتبونها, ويدوِّنونها, ولكن هل يُعمَل بالحديث الضعيف؟
    الصواب: لا, وليس معنى هذا أن الحديث الضعيف المختلف في ضعفه ننكر على الآخرين إذا كانوا يروونه ويعملون به, لأن هناك ضعف لا ينجبر ومجمع على ضعفه, فهذا لا إشكال فيه أنه لا يجوز العمل به بالاتفاق, وضعف آخر قد ينجبر, ولذلك يتنازع العلماء فيه, منهم من يحسنه, ومنهم من لا يحسنه, فإذا كان العالم الفلاني يحسنه والآخر يضعفه, فلا يأتي الذي يضعفه لينكر على الذي يحسنه, ولا الذي يحسنه لينكر على الذي يضعفه, كلٌّ يعمل بما بلغه, لا تثريب على هذا ولا على ذاك.
    لأن الناس الآن يعانون مسألة الأحاديث الواردة في الأذكار والفضائل وما يتعلق بذلك, إذا بلغ الفتى أن فلاناً يضعفه, وبلغ الآخر بأن فلاناً يصححه, أوجد عنده بلبلة, وهذا لا إشكال فيه, لا يزال العلماء يتنازعون في ذلك.
    مثال هذا: حديث (اللهم أجرني من النار) سبع مرات في الصباح والمساء بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب:
    من العلماء من حَسَّنَ هذا الخبر باعتبار أنه جاء من رواية الحارث بن مسلم عن أبيه, ومنهم من ضعف هذا الخبر باعتبار وجود الجهالة والاضطراب في هذا الخبر, ولعل هذا هو الأقرب, وأن الخبر مضطرب.
    ولكن الأئمة لم يتفقوا على ضعف هذا الخبر, فمنهم من حسنه, ومنهم من ضعفه.
    وأعلى من هذا: الأحاديث الواردة في النـزول على اليدين, والأحاديث الواردة في النزول على الركبتين:
    فقد جاء حديث محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير, وليضع يديه قبل ركبتيه).
    وجاء الحديث الآخر: حديث يزيد بن هارون عن شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي, فإذا أراد أن يسجد, وضع ركبتيه قبل يديه).
    منهم من حمل هذا على حالتين, تفعل هذا تارة, وذاك تارةً أخرى, وهذا مبحث فقهي, ونحن نتحدث الآن عن البحث الحديثي:

    سفيان عادل
    سفيان عادل
    مشرف
    مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 3399
    العمر : 50
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 7917
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 398
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف سفيان عادل الخميس أبريل 23, 2009 9:22 pm

    الصواب أن كلا الحديثين ضعيف, فالحديث الأول حديث محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) فيه عدة علل:
    العلة الأولى: تَفَرُّدُ محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد, وأين مالك وأصحاب مالك عن رواية هذا الخبر عن أبي الزناد حتى يتفرد به محمد بن عبد الله بن الحسن؟!!.
    العلة الثانية: الانقطاع بين محمد بن عبد الله بن الحسن وأبي الزناد, وأشار إلى هذه العلة الإمام البخاري رحمه الله تعالى وغيره.
    العلة الثالثة: الوقف, فقد ذهب جماعة من العلماء ومن أكابر المحدثين إلى أن الصواب في هذا الحديث هو الوقف, بأنه موقوف ولا يصح رفعه. وفيه غير ذلك من العلل.
    الحديث الآخر, شريك عن عاصم: شريك سيئ الحفظ, وقد ذكر أبو عيسى وغيره بأن شريكاً لم يرو عن عاصم بن كليب إلا هذا الخبر.
    ولكن لا يزال الحفاظ والأئمة يتنازعون في هذه الأحاديث, منهم الذي يصحح, ومنهم الذي يضعف, ولا تثريب على من ذهب إلى هذا أو ذاك, فنحن الآن في مجال بحث المصطلحات, وبحث طريقة التصحيح وطريقة التضعيف, وكيفية التعامل مع كلام الأئمة رحمهم الله تعالى في هذه الأخبار.
    وقد تقدم أن هذا العلم وسيلة إلى كيفية التصحيح والتضعيف, والتعامل مع كلام الأئمة, فلا بد أن نحفظ ولا بد أن نستوعب هذا العلم بالحفظ والجد والاجتهاد في تحصيل هذا الأمر.
    ثم قال المؤلف "وهذا أيضاً ليس مضبوطاً بضابط يتميز به الضعف المحتمِل".

    وقال ابن الصلاح رحمه الله: (( إنَّ الحسَنَ قَسمان:
    أحدُهما: مالا يخلو سَنَدُه من مستورٍ لم تَتحقَّق أهليتهُ، لكنه غير مُغَفَّلٍ ولا خطَّاءٍ ولا متهم، ويكون المتنُ مع ذلك عُرِف مثلُه أو نحوُه من وجهٍ آخر اعتَضد به.
    وثانيهما: أن يكون راويه مشهوراً بالصدق والأمانة، لكنه لم يبلغ درجةَ رجالِ الصحيح لقصوره عنهم في الحفظ والإتقان، وهو مع ذلك يرتفع عن حالِ من يُعَدُّ تفرُّدُه منكَراً، مع عَدَمِ الشذوذِ والعِلِّة )).
    فهذا عليه مؤاخذات.
    وقد قلت لك: إنَّ الحسَنَ ما قَصُرَ سَنَدُه قليلاً عن رتُبة الصحيح. وسيَظهر لك بأمثلة.
    الشرح
    قال المؤلف رحمه الله تعالى "وقال ابن الصلاح رحمه الله: إن الحسن قسمان":
    ذكر هذا رحمه الله تعالى في كتابه المقدمة, وحين ألَّف ابن الصلاح كتاب المقدمة كان الناس بعده عيالاً عليه.
    قوله "أحدهما ما لا يخلو سنده من مستورٍ لم تتحقق أهليته, لكنه غير مغفل ولا خطَّاء ولا متهم, ويكون المتن مع ذلك عُرِفَ مثله أو نحوه من وجه آخر اعتضد به":
    وهذا فيه نظر, وذلك من وجوه:
    الوجه الأول: أنه وإن صح هذا تعريفاً للحسن, فإنه للحسن لغيره وليس لذاته, فلا يصح هذا تعريفاً للحسن لذاته, لأنه لا بد أن يقوى بنفسه دون غيره.
    الوجه الثاني: "أن يكون المتن عُرِفَ مثله أو نحوه من وجه آخر اعتضد به" لا يلزم أنه إذا اعتضد بمتن آخر أن يكون الخبر حسناً, فقد يأتي من وجوه متعددة, ولا يرتقي إلى درجة الحُسْن, وذلك لأسباب كثيرة, كما مثلت قبل قليل بحديث (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) فهذا حديث ضعيف, وإن جاء من غير وجه, لا يعتضِد, لأن الأحاديث الصحيحة على خلافه. وقد ذكرت قبل قليل شروط قبول الحديث الذي يُحَسَّنُ بشواهده.
    الوجه الثالث: أنه لا يلزم من الراوي إذا لم يكن مغفلاً ولا خَطَّاءً, وليس فيه تهمة, أن يعتضد حديثه بغيره. ثم إن هذا ليس تعريفاً للحديث الحسن, هذا الحديث عن الحديث الضعيف إذا قوي بالمتابعات والشواهد.
    قوله "وثانيهما: أن يكون راويه مشهوراً بالصدق والأمانة, لكنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح, لقصوره عنهم في الحفظ والإتقان, وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يُعَدُّ تفرده منكراً, مع عدم الشذوذ والعلة":
    وقد تقدم أن هذا قسيم للأحاديث الصحيحة. هنا يقول: أن يكون راويه مشهوراً بالصدق والأمانة –أي والحفظ- لكنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح, لقصوره عنهم في الحفظ والإتقان, وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد تفرده منكراً, مع عدم الشذوذ والعلة. إذاً توفرت فيه الشروط الخمسة: بنقل عدل, تام الضبط, متصل السند, غير مُعَلَّلٍ ولا شاذ, ولكنه قَصُرَ قليلاً عن رتبة الصحيح, فهذا يُعَدُّ حديثه حسناً.
    ومَظِنَّةُ هذا: سنن أبي داود, وسنن النسائي, وجامع أبي عيسى, وسنن ابن ماجه, وهذه الكتب فيها الصحيح, وفيها الضعيف, وفيها الحديث الحسن.
    وقد ذهب بعض العلماء إلى أن كل حديث ثبت عند أبي داود, أو عند النسائي, أو في أي كتاب دون الصحيحين, فإنه لا يبلغ مرتبة الصحيح. السبب في هذا, يقول أن الصحة مختصة بما في الصحيحين, وما خرج عن الصحيحين وإن كان ثابتا فإنه يُعَبَّرُ عنه بالحديث الحسن, وهذا فيه نظر, لأن صاحبي الصحيح لم يشترطا استيعاب الأحاديث الصحيحة في كتابيهما, فقد تركا أحاديث كثيرة, بدليل أن أبا عيسى رحمه الله تعالى في جامعه ينقل عن البخاري تصحيح أحاديث كثيرة, كحديث (الطهور ماؤه الحل ميتته) صححه الإمام البخاري رحمه الله تعالى, ولم يورده في صحيحه, وكما ذكر ذلك الإمام مسلم رحمه الله تعالى قال: ليس كل حديث صحيح أودعته في كتابي. فهناك أحاديث صحيحة لم يودعها الإمام البخاري ولا مسلم في صحيحيهما.
    ولكن نشير إلى قواعد عامة, وستأتي إن شاء الله على شكل خاص:
    القاعدة الأولى: أنه لا يلزم من ثقة الرواة صحة الحديث.
    القاعدة الثانية: أنه لا يلزم من تصحيح أبي عيسى للحديث أو تحسينه أن يكون في نفس الأمر صحيحاً أو حسناً, فقد صحح الإمام أبو عيسى رحمه الله تعالى أحاديث كثيرة, ولم تبلغ مرتبة الصحة, ولا مرتبة الحُسْن, كحديث كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده, صححه, وهو حديث متروك باتفاق الحفاظ, وكحديث عاصم بن عبيد الله, صحح له أبو عيسى, وهو حديث ضعيف عند الأكثر من العلماء.
    وليس معنى هذا أن أبا عيسى رحمه الله تعالى متساهل كما يقوله من يقوله, ومنهم الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى, فقد ذكر في الميزان بأنه متساهل, وهذا غلط, فإن أبا عيسى رحمه الله تعالى ليس بمتساهل في التصحيح. هو إمام جِهبِذ, إمام حافظ عالم, ولكن له نظرة في بعض الأحاديث لا تعني أنه متساهل في هذا, بدليل أنه يضعِّف أحاديث قد وجدت في صحيح البخاري, وبدليل أن الأحاديث التي اتهم بأنه صححها وهي ضعيفة, قد شاركه في تصحيحها شيخه الإمام البخاري, فهل يعني هذا وصف البخاري بالتساهل؟!!
    كلا. ثم إنه لا يجوز رمي العلماء رحمهم الله تعالى بمثل هذه العبارات العامَّة, بالتساهل ونحو ذلك, لأن هذه وجهة نظر, وهي مبنية على أصول, وعلى أمور أخرى. فمن قال عن الترمذي رحمه الله تعالى بأنه متساهل في التصحيح, فلا يُعتمد على تصحيحه فقد غلط, بل الترمذي رحمه الله معتدل, ويُعتَمَد على تصحيحه.
    ولكن ليس معنى أنه مُعتَمد على تصحيحه أن ُيوافَق من كل وجه. حتى الإمام أحمد لو صحح أحاديث ربما يختلف معه غيره, فيكون الصواب مع الآخر, فهذا الإمام أحمد رحمه الله تعالى حين سأله أبو داود عن حديث (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله, ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين) أهو موضوع؟ قال: لا, بل هو صحيح. وأكثر الحفاظ بل كل الحفاظ يضعفون هذا الخبر, فهل يعني أن الإمام أحمد متساهل في هذا, وأن الآخرين متشددون على هذا الاعتبار؟!! لا. هذه وجهات نظر, وهذه اجتهادات عند العلماء رحمهم الله تعالى.
    القاعدة الثالثة: أن الحفاظ إذا أجمعوا على تصحيح حديث فلا تَعْدُ هذا إلى كلام غيرهم, وإذا أجمعوا على تضعيف حديث كحديث عائشة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام من غير أن يمس ماء) هذا مجمع على ضعفه, فلا تَعْدُ إلى تصحيح غيرهم, وإذا اختلف الحفاظ الأكابر في تصحيح خبر أو تضعيفه, فلا حرج أن تذهب إلى من تراه أقوى أو أعلم, وحذارِ حذارِ من الهوى.
    نهاية الدرس الثاني
    .

    avatar
    achwak32
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 4445
    العمر : 46
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 10029
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 158
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 04/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 13494647
    شرح مصطلح الحديث 86896825
    شرح مصطلح الحديث Wsambronzy
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف achwak32 الخميس أبريل 23, 2009 9:23 pm

    شرح مصطلح الحديث E20102
    saliha
    saliha
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 3556
    العمر : 37
    اسم البلد : المغرب
    المزاج : الحمد لله
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 6645
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 27
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 26/10/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف saliha السبت أبريل 25, 2009 7:05 pm

    بارك الله فيك اخي سفيان على الشرح والموضوع القيم NBV?
    warda
    warda
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 10490
    العمر : 41
    اسم البلد : الجزائر
    المزاج : سبحان الله وبحمده
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 16464
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 1185
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 03/12/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 78187712
    شرح مصطلح الحديث 85911916
    شرح مصطلح الحديث 31437808
    شرح مصطلح الحديث Wsam7
    شرح مصطلح الحديث 93779345
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف warda الثلاثاء أبريل 28, 2009 2:46 pm

    شرح مصطلح الحديث 12y
    avatar
    achwak32
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    انثى عدد الرسائل : 4445
    العمر : 46
    احترام قوانين المنتدى : شرح مصطلح الحديث 11101010
    نــقــاط الـتـمــيــز : 10029
    تــقــيـيــم الـعــضــو : 158
    البيانات الشخصية : شرح مصطلح الحديث 15781610
    تاريخ التسجيل : 04/11/2008
    وسام المنتدى وسام المنتدى :
    شرح مصطلح الحديث Empty0 / 1000 / 100شرح مصطلح الحديث Empty

    شرح مصطلح الحديث 13494647
    شرح مصطلح الحديث 86896825
    شرح مصطلح الحديث Wsambronzy
    شرح مصطلح الحديث Img8-111

    شرح مصطلح الحديث Empty رد: شرح مصطلح الحديث

    مُساهمة من طرف achwak32 الخميس أبريل 30, 2009 1:41 am

    شرح مصطلح الحديث Eab8fdf8c3

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 11:30 pm