العلاج السلوكي في الإسلام
* تعريف المعالجة السلوكية: تعديل الاستجابات من خلال تطبيق مبادئ التعلم الموضوعية تجريبياً. ولأن السلوك الإنساني مكتسب ومتعلم فإن السلوك الشاذ سببه ظروف خاطئة في التعلم وبناء على هذه النظرية كان اللجوء إلى العلاج السلوكي بتعليم المريض السلوك السوي تعليماً شرطياً أو على مبدأ (مثير ـ استجابة). * الإسلام وأشكال العلاج السلوكي: 1 ـ نزع الحساسية المجموعي: المبدأ: يعتمد أساساً على مبادئ الإشراط الفاعل وفيه يحاول المعالج أن يربط بين المواقف المثيرة للقلق وبين استجابة معارضة للقلق وهي: الاسترخاء. وبما أن القلق والاسترخاء غير منسجمان فإن الزيادة في قوة استجابات الاسترخاء سوف تثبط استجابات القلق لنف العوامل المثيرة. ولو قارنا قليلاً بين هذا الشكل العلاجي وبين ما يفعله المسلمون كل يوم بالتوجه إلى خالقهم عز وجل بالصلاة، لوجدنا أن تكرار اقتران حالة الاسترخاء والهدوء النفسي التي تحدثها الصلاة بالمواقف المثيرة لقلق المصلّي، إنما يؤدي في النهاية إلى تكوين ارتباطات شرطية جديدة بين هذه المواقف وبين استجابة الاسترخاء والهدوء النفسي التي تحدثها الصلاة وهي استجابة معارضة لاستجابة القلق وبذلك يتخلص الإنسان من القلق، والمعروف أن سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كان إذا حزبه أمر صلّى. 2 ـ الإشراط التنفيري: المبدأ: توظيف مبادئ الإشراط الكلاسيكي في التنفير من سلوك غير مرغوب عن طريق اتباعه بمنبه منفر أو مؤلم. وفي الإسلام نجد أن لهذا الشأن من العلاج السلوكي الكثير مما يقابله، وخير مثال هو إقامة حد السرقة على السارق بقطع يده، قال الله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عززٌ حكيمٌ ) . 3 ـ الإشراط الفاعل: المبدأ: تعلم السلوك الشرطي ينجم عن الأثـر المترتب عنه والذي قـد يكون محفزاً أو منفراً. إن الإسلام قد حرّم الكثير من الأمور التي تسيء للإنسان أو للمجتمع، وهذا التحريم فيه يقابل العقاب في هذا الشكل من العلاج السلوكي، والقيام بما أحلّ الله عزل وجل من الأفعال يقابلها الثواب وذلك ترهيباً من السلوك الشاذ وترغيباً في السلوك السوي. الترغيب في الإسلام ترغيب بالعفو ورضا الله سبحانه وترغيب بجنات النعيم في الحياة الآخرة ... فهل تقارن هذه المكافأة وهي الفوز بجنات النعيم الأزلي مع مكافآت السلوكيين المادية الزائلة؟ قال الله تعالى: ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) . وأخيراً أتسـاءل: هل يحتاج المسلم لكل نظريات السلوكيين وتقنياتهم العلاجية لإصلاح أحواله. سـؤال حاولت الإجابة عنه في السطور السابقة، مما وفقني إليه الرحمن سبحانه وتعالى ـ لأبيِّن أن الإسـلام هو عـلاج للسلوك عند من يؤمن بالله لأن الإيمان يحبب إلى الإنسان العمل بأوامر الله ومن عرف الإيمان صار قادراً على الاستجابة للعلاج السلوكي الإسلامي.
الخاتمة
وهكذا نرى أنَّ من يعتنق ديناً يتمتع بصحة نفسية أكثر من غيره ... وأنَّ من كان الإسلام هو دينه وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام هي نهجه فسيتمتع بصحة نفسية بمقدار كبير جداً. وقد حاولت في هذا البحث ... إظهار الفوائد لبعض أركان الإيمان والإسلام على صعيد الصحة النفسية ولأبين كيف أن الشارع الحكيم اختار لنا الدين الأمثل والأكمل: « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ». كما حاولت أن ألقي الضوء على عدد من الأمراض النفسية حتى أبين أن الإسلام هو وحده الكفيل بوقاية الناس من الأمراض النفسية ... لأكرر وبكل ثقة: « لا يوجد أمراض نفسية في الإسلام » وفي الحالات النادرة التي تحدث فيها فإنَّ الدين الإسلامي من خلال مبادئه كفيل بتحقيق ما سعى إليه علماء النفس في علاجها وتدبيرها ... لذلك ... فعلى الأمة الإسلامية أن تنهض من جديد ـ بإيمانها وإخلاصها للدين القويم ـ ضد شبح الأمراض النفسية والأهلاس ... لنكون أمة قوية صحيحة الأبدان والنفوس ونجابهَ أولئك المعاقين فكرياً ونفسياً في البلاد الغربية الغريبة ...
منقوول عن الدكتور النابلسي
Copyright 2007 Nabulsi
* تعريف المعالجة السلوكية: تعديل الاستجابات من خلال تطبيق مبادئ التعلم الموضوعية تجريبياً. ولأن السلوك الإنساني مكتسب ومتعلم فإن السلوك الشاذ سببه ظروف خاطئة في التعلم وبناء على هذه النظرية كان اللجوء إلى العلاج السلوكي بتعليم المريض السلوك السوي تعليماً شرطياً أو على مبدأ (مثير ـ استجابة). * الإسلام وأشكال العلاج السلوكي: 1 ـ نزع الحساسية المجموعي: المبدأ: يعتمد أساساً على مبادئ الإشراط الفاعل وفيه يحاول المعالج أن يربط بين المواقف المثيرة للقلق وبين استجابة معارضة للقلق وهي: الاسترخاء. وبما أن القلق والاسترخاء غير منسجمان فإن الزيادة في قوة استجابات الاسترخاء سوف تثبط استجابات القلق لنف العوامل المثيرة. ولو قارنا قليلاً بين هذا الشكل العلاجي وبين ما يفعله المسلمون كل يوم بالتوجه إلى خالقهم عز وجل بالصلاة، لوجدنا أن تكرار اقتران حالة الاسترخاء والهدوء النفسي التي تحدثها الصلاة بالمواقف المثيرة لقلق المصلّي، إنما يؤدي في النهاية إلى تكوين ارتباطات شرطية جديدة بين هذه المواقف وبين استجابة الاسترخاء والهدوء النفسي التي تحدثها الصلاة وهي استجابة معارضة لاستجابة القلق وبذلك يتخلص الإنسان من القلق، والمعروف أن سيدنا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كان إذا حزبه أمر صلّى. 2 ـ الإشراط التنفيري: المبدأ: توظيف مبادئ الإشراط الكلاسيكي في التنفير من سلوك غير مرغوب عن طريق اتباعه بمنبه منفر أو مؤلم. وفي الإسلام نجد أن لهذا الشأن من العلاج السلوكي الكثير مما يقابله، وخير مثال هو إقامة حد السرقة على السارق بقطع يده، قال الله تعالى : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عززٌ حكيمٌ ) . 3 ـ الإشراط الفاعل: المبدأ: تعلم السلوك الشرطي ينجم عن الأثـر المترتب عنه والذي قـد يكون محفزاً أو منفراً. إن الإسلام قد حرّم الكثير من الأمور التي تسيء للإنسان أو للمجتمع، وهذا التحريم فيه يقابل العقاب في هذا الشكل من العلاج السلوكي، والقيام بما أحلّ الله عزل وجل من الأفعال يقابلها الثواب وذلك ترهيباً من السلوك الشاذ وترغيباً في السلوك السوي. الترغيب في الإسلام ترغيب بالعفو ورضا الله سبحانه وترغيب بجنات النعيم في الحياة الآخرة ... فهل تقارن هذه المكافأة وهي الفوز بجنات النعيم الأزلي مع مكافآت السلوكيين المادية الزائلة؟ قال الله تعالى: ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين ) . وأخيراً أتسـاءل: هل يحتاج المسلم لكل نظريات السلوكيين وتقنياتهم العلاجية لإصلاح أحواله. سـؤال حاولت الإجابة عنه في السطور السابقة، مما وفقني إليه الرحمن سبحانه وتعالى ـ لأبيِّن أن الإسـلام هو عـلاج للسلوك عند من يؤمن بالله لأن الإيمان يحبب إلى الإنسان العمل بأوامر الله ومن عرف الإيمان صار قادراً على الاستجابة للعلاج السلوكي الإسلامي.
الخاتمة
وهكذا نرى أنَّ من يعتنق ديناً يتمتع بصحة نفسية أكثر من غيره ... وأنَّ من كان الإسلام هو دينه وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام هي نهجه فسيتمتع بصحة نفسية بمقدار كبير جداً. وقد حاولت في هذا البحث ... إظهار الفوائد لبعض أركان الإيمان والإسلام على صعيد الصحة النفسية ولأبين كيف أن الشارع الحكيم اختار لنا الدين الأمثل والأكمل: « اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ». كما حاولت أن ألقي الضوء على عدد من الأمراض النفسية حتى أبين أن الإسلام هو وحده الكفيل بوقاية الناس من الأمراض النفسية ... لأكرر وبكل ثقة: « لا يوجد أمراض نفسية في الإسلام » وفي الحالات النادرة التي تحدث فيها فإنَّ الدين الإسلامي من خلال مبادئه كفيل بتحقيق ما سعى إليه علماء النفس في علاجها وتدبيرها ... لذلك ... فعلى الأمة الإسلامية أن تنهض من جديد ـ بإيمانها وإخلاصها للدين القويم ـ ضد شبح الأمراض النفسية والأهلاس ... لنكون أمة قوية صحيحة الأبدان والنفوس ونجابهَ أولئك المعاقين فكرياً ونفسياً في البلاد الغربية الغريبة ...
منقوول عن الدكتور النابلسي
Copyright 2007 Nabulsi