وما يقال للرجل في هذا يقال
للمرأة، فإنما جمال الرجل في أخلاقه وحسن عشرته.
وقد يجد في نفسه بسبب وسواس
الشيطان، وانتقاله لحياة التقيد بعد (الحرية الفوضوية)، بغضاً لهذه المرأة، ونفرة
منها، ربما تكون بسبب التغيير المعيشي، والعلاجُ له أن يتصبر حتى يظفر بالخير،
ويمثل العشق لزوجته حتى يألفه.
ومما يحقق له ذلك إدامة النظر
والمخالطة، فإن من الناس من توجب له الرؤية نوع محبة، فإن دوام النظر والمؤانسة
والمخالطة، تنمو به المحبة، كالبستان إذا زُرِع، فإنْ أهمل يبس، وإن سُقي نما.
على أنه من المهم أن يُعرف أن
القليل من البيوت مما بُني على الحب، وفي ذلك قال عمر رضي الله عنه: " أقل
البيوت ما بني الحب".
فإن من البيوت من يجمع بين
الزوجين فيها احترام وألفة، وأولاد ومعاونة على قطع الطريق، حتى يأتي الأجل لأحدهما
فيتذكره بخير.
وقد لا يأتي الحب إلا
متأخراً..!، ألم تر أن بعض الأزواج يكونان في بداية حياتهما في مشاكل ونزاع، فإذا
بلغا الأربعين، فإذا بكل واحد منهما يكتشف صاحبه من جديد، وإذا بالرحمة تدخل
والمودة تحل بينهما، ولذلك حري بنا أن ننبه إخواننا وأخواتنا إلى سن الأربعين
ودوره في مسيرة الحياة الزوجية، وأن فيه في الغالب إحساس المرأة بالفراغ بعد زواج
الأبناء وانشغالهم في زحمة الحياة.
فالزوج العاقل من يروي ظمأ
زوجته العاطفي في هذه السن، فيكون لها مؤنساً، وهذا بالتالي يرجع عليه بسعادة
وهناء وبيت مؤنس، وزوجة ترى أنه هو كل الدنيا لها، وبالتالي يرجع ذلك إلى أن تفعل
ما هو كفيل بأن يحقق له السعادة.
نحن لا نتكلم عن هذا السن بأنها
مراهقة متأخرة، ولكن ربما طفولة دفينة تظهر متأخرة.
وعلى الزوجين أن يختارا الألفاظ
الحسنة والتأدب في المعاملة، فإذا حادثت المرأة زوجها فلا تكن جهورية الصوت تصرخ
في وجهه، لأن هذا من الغلظة وسوء الطبع، ولتكن هادئة في كلامها خافضة الصوت أمامه،
ولتنظر له بالمنزلة التي جعلها الله له عليها.
فكم جميلٌ أن تكلمه خافضة
الصوت، لا تنظر إليه بحدة، ترمي ببصرها إلى الأرض مهابة له وحياءً منه وإعظاماً له
في صدرها، ولا يحسن بها أن يكلمها فتصد عنه، أو تنشغل عنه بشيء آخر، وهو قد يكون
يتكلم بموضوع يرى أنه من أهم المهمات.
وكم حري بالزوج أن يختار
الألفاظ الحسنة وهو يخاطب امرأته، ويضفي عليها صفات المدح تأليفاً وترغيباً
وتحبباً إليها، ولا يعيّرها ويذكر ما فيها على سبيل النقص، فإن تجميل اللسان نعمة،
والقلوب عند عالمها، وكم ألان اللفظ الحسن طباع الغلظة والقسوة، فإذا بصاحبه مألوف
لدى كل أحد.
ألم تر أن بعض الأزواج يمدح
زوجته بما يراه الناس نقصاً، فإذا بها تستجمع السعادة في قلبها غبطة وسروراً، ولا
ترى ذلك نقصاً ما دام أنه في عين زوجها كمالاً، وفي ذلك يقول القائل:
وأنت التي حببت كلَّ
قصيرةٍ إليَّ.. ولم تشعر بذاك القصائرُ
فلماذا بعض الناس يتعلم جمال
المنطق مع كل أحد إلا مع شريك حياته، الذي إن صفا عيشه معه فهي السعادة العظمى
والسكينة التي ليس فوقها مطلب، قال صلى الله عليه وسلم:
"الكلمة الطيبة صدقة..".
فابحث في نفسك.. هل رطبت لسانك
بكلمة طيبة ترقق بها قلب زوجتك؟
وانظري في نفسك.. هل جعلتِ
الكلام الطيب مدخلاً إلى قلب زوجك؟
هل إذا دخل المنزل سمع كلمة
جميلة؟
هل إذا طال غيابه عن المنزل
جاءه هاتف يسأل عن حاله، ويسمع منه كلمة طيبة؟، أو رسالة توحي إليه بالاشتياق؟!
وكم هو جميل أن تكون الابتسامة
شعاراً بين الزوجين، فإن للابتسامة أثراً بالغاً في تليين القلوب ودفء المشاعر ألم
يقل صلى الله عليه وسلم: "وتبسمك في وجه
أخيك صدقة".
وقال جرير بن عبد الله البجلي:
"ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، وما رآني إلا تبسم"،
وما ذاك إلا لأن للابتسامة تأثيراً في قلب من يلقاك، فكيف إذا كان المتبسم في وجهه
هو الشريك الذي لا تنفك عنه.
إن الرجل حين يطالب بامرأة تكون
له كالأرض التي تقله فلا بد أن يكون هو كالسماء التي تظلها، وأنت أيتها المرأة:
كوني له أرضاً يكون لك سماء، وليس بالمستحسن ولا بالمعقول أن نطالب الناس
بشيءٍ نحن لا نمتثله.
ولربما وجد الإنسان صاحبه
مقصراً في جوانب من عشرته، فلا يقصر هو، لأنه يتعامل مع الله، ولا بد أن يعمل فيما
يرضي الله عنه وإن وجد قصوراً، وحريٌّ بمن كان مراقبا لله فيما يعمل أن ينصره الله
ويوفقه لكل خير.
انظري في نفسك..
هل كنت سكناً له..؟ يسكن إليك
بعد نأى وفرقة، وجهد وتعب وشدة وبلاء، أم أنك نأيت بنفسك أن تؤانسيه، وثقل عليك أن
تتحملي بوح مشاعره.
إن كونك سكناً.. ينبهك هذا إلى
أن تكوني راحة له في جميع جوانبه، بنشر الهدوء في المنزل، وإعداد طعامه، ونظافة
بيته فلا يسمع إلا حسناً، ولا تقع عينه منك إلا على حسن، وإذا أردت رجلاً تقر به
عينُك، فكوني قرة عين له.
أوصى عبدالله بن جعفر ابنته عند
زواجها، فقال:
"إياك والغَيرة فإنها
مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكحل فإنه أزين
الزين، وأطيب الطيب الماء".
ونصحت أم ابنتها في ليلة
الزفاف، فقالت:
"عليك بالقناعة والسمع
والطاعة والعفة والوداعة، راعي الأميال، حافظي على الأموال وساعدي في الأعمال،
اعملي ما يسره واكتمي سره ولا تعصي أمره، استري على عيبه وعلى جيبه وتوددي له في
شيبه، صوني لسانك، وتخيري جيرانك واثبتي في إيمانك".
فأين أنت أيتها الفاضلة من هذه
الوصايا الثمينة لتعطيها لرجل، قال فيه صلى الله عليه وسلم: "هو
جنتُك ونارك".
وقبل أن يطالب المرء صاحبه
بأمر، ليتفكر في نفسه أين هو منه؟، وهل يفعل تجاهه ما يريده منه؟
قال صلى الله عليه وسلم: "فمن
أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر،
وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه".
للمرأة، فإنما جمال الرجل في أخلاقه وحسن عشرته.
وقد يجد في نفسه بسبب وسواس
الشيطان، وانتقاله لحياة التقيد بعد (الحرية الفوضوية)، بغضاً لهذه المرأة، ونفرة
منها، ربما تكون بسبب التغيير المعيشي، والعلاجُ له أن يتصبر حتى يظفر بالخير،
ويمثل العشق لزوجته حتى يألفه.
ومما يحقق له ذلك إدامة النظر
والمخالطة، فإن من الناس من توجب له الرؤية نوع محبة، فإن دوام النظر والمؤانسة
والمخالطة، تنمو به المحبة، كالبستان إذا زُرِع، فإنْ أهمل يبس، وإن سُقي نما.
على أنه من المهم أن يُعرف أن
القليل من البيوت مما بُني على الحب، وفي ذلك قال عمر رضي الله عنه: " أقل
البيوت ما بني الحب".
فإن من البيوت من يجمع بين
الزوجين فيها احترام وألفة، وأولاد ومعاونة على قطع الطريق، حتى يأتي الأجل لأحدهما
فيتذكره بخير.
وقد لا يأتي الحب إلا
متأخراً..!، ألم تر أن بعض الأزواج يكونان في بداية حياتهما في مشاكل ونزاع، فإذا
بلغا الأربعين، فإذا بكل واحد منهما يكتشف صاحبه من جديد، وإذا بالرحمة تدخل
والمودة تحل بينهما، ولذلك حري بنا أن ننبه إخواننا وأخواتنا إلى سن الأربعين
ودوره في مسيرة الحياة الزوجية، وأن فيه في الغالب إحساس المرأة بالفراغ بعد زواج
الأبناء وانشغالهم في زحمة الحياة.
فالزوج العاقل من يروي ظمأ
زوجته العاطفي في هذه السن، فيكون لها مؤنساً، وهذا بالتالي يرجع عليه بسعادة
وهناء وبيت مؤنس، وزوجة ترى أنه هو كل الدنيا لها، وبالتالي يرجع ذلك إلى أن تفعل
ما هو كفيل بأن يحقق له السعادة.
نحن لا نتكلم عن هذا السن بأنها
مراهقة متأخرة، ولكن ربما طفولة دفينة تظهر متأخرة.
وعلى الزوجين أن يختارا الألفاظ
الحسنة والتأدب في المعاملة، فإذا حادثت المرأة زوجها فلا تكن جهورية الصوت تصرخ
في وجهه، لأن هذا من الغلظة وسوء الطبع، ولتكن هادئة في كلامها خافضة الصوت أمامه،
ولتنظر له بالمنزلة التي جعلها الله له عليها.
فكم جميلٌ أن تكلمه خافضة
الصوت، لا تنظر إليه بحدة، ترمي ببصرها إلى الأرض مهابة له وحياءً منه وإعظاماً له
في صدرها، ولا يحسن بها أن يكلمها فتصد عنه، أو تنشغل عنه بشيء آخر، وهو قد يكون
يتكلم بموضوع يرى أنه من أهم المهمات.
وكم حري بالزوج أن يختار
الألفاظ الحسنة وهو يخاطب امرأته، ويضفي عليها صفات المدح تأليفاً وترغيباً
وتحبباً إليها، ولا يعيّرها ويذكر ما فيها على سبيل النقص، فإن تجميل اللسان نعمة،
والقلوب عند عالمها، وكم ألان اللفظ الحسن طباع الغلظة والقسوة، فإذا بصاحبه مألوف
لدى كل أحد.
ألم تر أن بعض الأزواج يمدح
زوجته بما يراه الناس نقصاً، فإذا بها تستجمع السعادة في قلبها غبطة وسروراً، ولا
ترى ذلك نقصاً ما دام أنه في عين زوجها كمالاً، وفي ذلك يقول القائل:
وأنت التي حببت كلَّ
قصيرةٍ إليَّ.. ولم تشعر بذاك القصائرُ
فلماذا بعض الناس يتعلم جمال
المنطق مع كل أحد إلا مع شريك حياته، الذي إن صفا عيشه معه فهي السعادة العظمى
والسكينة التي ليس فوقها مطلب، قال صلى الله عليه وسلم:
"الكلمة الطيبة صدقة..".
فابحث في نفسك.. هل رطبت لسانك
بكلمة طيبة ترقق بها قلب زوجتك؟
وانظري في نفسك.. هل جعلتِ
الكلام الطيب مدخلاً إلى قلب زوجك؟
هل إذا دخل المنزل سمع كلمة
جميلة؟
هل إذا طال غيابه عن المنزل
جاءه هاتف يسأل عن حاله، ويسمع منه كلمة طيبة؟، أو رسالة توحي إليه بالاشتياق؟!
وكم هو جميل أن تكون الابتسامة
شعاراً بين الزوجين، فإن للابتسامة أثراً بالغاً في تليين القلوب ودفء المشاعر ألم
يقل صلى الله عليه وسلم: "وتبسمك في وجه
أخيك صدقة".
وقال جرير بن عبد الله البجلي:
"ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، وما رآني إلا تبسم"،
وما ذاك إلا لأن للابتسامة تأثيراً في قلب من يلقاك، فكيف إذا كان المتبسم في وجهه
هو الشريك الذي لا تنفك عنه.
إن الرجل حين يطالب بامرأة تكون
له كالأرض التي تقله فلا بد أن يكون هو كالسماء التي تظلها، وأنت أيتها المرأة:
كوني له أرضاً يكون لك سماء، وليس بالمستحسن ولا بالمعقول أن نطالب الناس
بشيءٍ نحن لا نمتثله.
ولربما وجد الإنسان صاحبه
مقصراً في جوانب من عشرته، فلا يقصر هو، لأنه يتعامل مع الله، ولا بد أن يعمل فيما
يرضي الله عنه وإن وجد قصوراً، وحريٌّ بمن كان مراقبا لله فيما يعمل أن ينصره الله
ويوفقه لكل خير.
انظري في نفسك..
هل كنت سكناً له..؟ يسكن إليك
بعد نأى وفرقة، وجهد وتعب وشدة وبلاء، أم أنك نأيت بنفسك أن تؤانسيه، وثقل عليك أن
تتحملي بوح مشاعره.
إن كونك سكناً.. ينبهك هذا إلى
أن تكوني راحة له في جميع جوانبه، بنشر الهدوء في المنزل، وإعداد طعامه، ونظافة
بيته فلا يسمع إلا حسناً، ولا تقع عينه منك إلا على حسن، وإذا أردت رجلاً تقر به
عينُك، فكوني قرة عين له.
أوصى عبدالله بن جعفر ابنته عند
زواجها، فقال:
"إياك والغَيرة فإنها
مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكحل فإنه أزين
الزين، وأطيب الطيب الماء".
ونصحت أم ابنتها في ليلة
الزفاف، فقالت:
"عليك بالقناعة والسمع
والطاعة والعفة والوداعة، راعي الأميال، حافظي على الأموال وساعدي في الأعمال،
اعملي ما يسره واكتمي سره ولا تعصي أمره، استري على عيبه وعلى جيبه وتوددي له في
شيبه، صوني لسانك، وتخيري جيرانك واثبتي في إيمانك".
فأين أنت أيتها الفاضلة من هذه
الوصايا الثمينة لتعطيها لرجل، قال فيه صلى الله عليه وسلم: "هو
جنتُك ونارك".
وقبل أن يطالب المرء صاحبه
بأمر، ليتفكر في نفسه أين هو منه؟، وهل يفعل تجاهه ما يريده منه؟
قال صلى الله عليه وسلم: "فمن
أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر،
وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه".