عبر الساحة الإسلامية العريضة ..ومن شبابها المخلص تعالت منذ سنين صرخات التكفير المجاني..
وتفرق صدى هذه الصرخات إلى آذان الكثير من الأشخاص الغيورين على هذا الدين..
فحولوا أنفسهم إلى سعاة بريد يوزعون بطاقات التكفير على كل من يلتقون ..ونشروا بين الناس وجوب مقاطعة المساجدواعتزالها..وجلسوا على منابر الجهل يدخلون من أرادوا الجنة ويدخلون النار من شاءوا..
ولو أردنا البحث عن سر هذا الإنحراف ..لوجدنا:
قلة بضاعتهم من فقه الإسلام وأصوله وعدم تعمقهم في العلوم الإسلامية واللغوية..
أخذوا ببعض النصوص دون بعض..أو أخذوا بالجزئيات وأغفلوا عن الكليات..أو شُغفوا بالمتشابه ونسوا المحكم..
هؤلاء الفئة من الشباب إن كانوا يحملون هذه الأفكار المشوشة ..وهذه الرؤية القاصرة..إلا أنه علينا ألا نصورهم في صور وحوش ولا في صور معاول هدم..
فهم _وللأسف_ متدينون ..مخلصون..صوامون..قوامون..
في قلوبهم حب الإسلام..إلا أنهم أخطأوا طريق الإصلاح الذي يرجون..
لهم أقول:
إن توزيع بطاقات التكفير على الناس بلا أدلة شرعية جازمة ..وتصنيف الناس في جدولي الكفر والإيمان..عمل خطير..وصنيع صعب..لانك لا تستطيع بنظرتك العابرة السريعة أن تصف إنسانا بالكفر..
فقد تخطأ ورسول الله يقول:
" من قال لأخيه : ياكافر فقد باء بها أحدهما"
الحكم على الإنسان بالكفر حكم جد خطير يترتب عليه آثار منها:
* أنه لا يحل لزوجته البقاء معه..لأن المسلمة لا يحل لها الزواج من كافر..
*يفصل عن أولاده خشية أن يؤثر عليهم بكفره..
*ينفذ فيه حكم المرتد بعد ان يستتثاب..وتزال من ذهنه الشبهات وتقام عليه الحجة..
*إذا مات لا يغسل ..ولا يصلى عليه..ولا يدفن في مقابر المسلمين..ولا يرث ولا يورث..
*إذا مات استوجب اللعنة وطرد من رحمة الله ..
أريت يامن سهلت على لسانك كلمة كفر ترميها هنا وهناك..
إنها لأحكام خطيرة.. تستوجب منك التريث..وألا بئت أنت بهذه الأحكام..وكتب عليك الخلود الأبدي في جهنم..وهو مصير كل كافر..
فبالك يا أخي تعرض نفسك لهذا الهلاك المجاني !!!!!
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله قال:
"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فأن قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله"
فالإنسان يدخل في الإسلام بالشهادتين فمن أقر بهما بلسانه فقد دخل الإسلام وأجريت عليه أحكام المسلمين وإن كان كافرا بقلبه.. لأننا أمرنا أن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر ..
أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت ..