قصص وخواطر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة الأولى

(من مسجد الى مسجد)

كان المحدث الكبير المرحوم الشيخ عباس القمي المتوفي سنة 1359هـ

صاحب كتاب (مفاتيح الجنان) في درجة عالية من الإخلاص والتقوى ,

وكان المؤمنون يحرصون على ان لاتفوتهم الصلاة خلفه فانتهز المرحوم

القمي هذا التعاطف لخدمة المساجد وإعمارها , فكان يقيم صلاته في إحدى

تلك المساجد القديمة المهجوة فيجتمع فيها المصلون , وعندما يكتظ بالمصلين

تقوم ثلة من أهل الخير فيهم بالتبرع لإعمار ذلك المسجد القديم وترميمه .

وما ان يتم بناؤه واصلاحه حتى ينتقل سماحته إلى مسجد آخر لنفس الهدف.

وبهذه الطريقة احيى المحدث القمي عددا كبيرا من المساجد المهجورة وملئها

بالمصلين..
__________________

القصة الثانية

(إشارة الخباز)

في عام (1967م)وبسبب الأنشطة الرسالية في كربلاء ,أخذت عناصر المخابرات العراقية

تطوق بعض المساجد والمدارس والبيوت وحرم الإمام الحسين والعباس عليهما السلام وهي

الأماكن التي كانت المخابرات تحتمل أن يتواجد فيها العلامة المجاهد السيد محمد تقي المدرسي

رجل الفكر والجهاد في عراق الظلم والإستبداد.

يقول السيد:كنت في ذلك الوقت في حرم الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام ,ولم أكن أعلم

بالإستنفار لإعتقالي ,وعند خروجي من الحرم قلت مازحا لأحد الأصدقاء الذي كان يمشي معي

وهو من علما الدين ان ملتقانا في سجن النهاية ).

وهكذا أخذت أمشي كالعادة متجها نحو بيتنا المطوق ,ووصلت الى خباز في بداية زقاقنا,تقدمت

اليه لأشتري منه خبزا ,فأشار الي بعينه (إنهم يبحثون عنك),ولكني لم أعرف ما يعنيه الخباز من

إشارته ,اعادها أكثر من مرة ,وكنت أعتبر إشاراته لاتعني أمرا خطيرا ,وأساسا كان بالي مشغولا

في أمور أخرى..

أخذت الخبز ومشيت بشكل طبيعي نحوالبيت , ولكني شعرت على طول الطريق, بوجوه جديدة و

كانت عيونهم وحركاتهم غريبة ,ورغم ذلك لم يخطر ببالي أنني أنا المطلوب.

فدخلت بيتنا,وإذا بوالدي ووالدتي يحتضناني بعجب وإستغراب ,سألني والدي :كيف جئت أما رأيت

البيت محاطا بعناصر المخابرات ,ما رأوك في الطريق؟؟؟

قلت:كلا.

قال:إنهم يبحثون عنك, جاءوا الى البيت وفتشوا زواياه واستجوبونا ,

قلت : إني جئت ولم يسألني أحد.

صدق الله تعالىوجعلنا من بين أيديهم سدا ون خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون)

سورة ياسين(9)
__________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

القصة الثالثة

(من عنايات الله تعالى)

ومن عنايات الله تعالى لآية الله المجاهد السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله)

انه في سنة(1971م)كان مطارداً من قبل أجهزة المخابرات البعثية في العراق

وذلك إثر اعتقال خاله العلامة آية الله الشهيد حسن الشيرازي رحمه الله.

فأختفى في بيت مهجور بكربلاء , وصادف ان حدثت سرقة كبيرة في إحدى

البيوت المجاورة لهذا البيت ,فجاءت الشرطة تبحث عن السارق أو للتحقيق

في ملابسات الحادث ,فأخذت تفتش البيوت إلا ذلك البيت المهجور ,فلم يطرقوا

بابه أو يقتحموه , في الوقت الذي يفترض بناءً على الحسابات البشرية ان يبدأو

التفتيش عن السارق أو المسروقات من البيت المهجور ,فلعله مخبأ له .ولكن لله

في رجاله ألطاف خفية ,ذلك من فضل الله,وكان الله للمؤمنين نصيراً.

يقول السيد المدرسي:علمت فيما بعد انني في تلك الساعة التي كان يفتش فيها

الشرطة تلك البيوت ,كنت مشغولاً بالدعاء وأنا لاأدري ما يدور حولي خارج

البيت..
__________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(لقد أرهقتني عبائتي هذه)

ذكر فضيلة الشيخ قراءتي(حفظه الله)في محاضرته الأسبوعية

ليلة الجمعة (27ربيع الثاني /1414 )والتي تبث عبر تلفزيون

الجمهورية الإسلامية ان شهيد المحراب آية الله المدني الذي إغتاله المنافقون

في مدينة تبريز كان من الزهد وقلة المال بحد لم يملك ما يستبدل به عبائته

المخروقة بعباءة سالمة , فلكي لايرى أحد ذلك الخرق في عباءته كان يمسك

المكان المخروق منها حين خروجه بين الناس.

فجاء ذات يوم إلى زيارة مرقد الإمام الرضا عليه السلام ودعا الله تعالى تحت

قبة الإمام , وكانت كل مطالبه اخروية ,كأن يحسن الله عاقبته ,ويغفر له ذنوبه

ويرفع في الجنة درجاته, ويحشره مع الأنبياء و الصالحين , وما أشبه ذلك ,

يقول حينما هممت من الحرم مودعاً الإمام الرضا عليه السلام شعرت بالتعب

من إمساكي لمكان الخرق في عباءتي مدة طويلة , وما كنت أريد ان أدعو الله

بحاجة دنيوية ,ولكني أستخدمت هنا إشارة لطيفة بحركة طبيعية وودية مع الإمام

إذ رفعت مكان الخرق أمام ضريحه الشريف وقلت في قلبي للإمام : أيها الكريم لقد

أرهقتني هذه العباءة فهل تتفضل عليّ بأحسن منها؟!
__________________

بارك الله فيك يا دينا على المقدمة الرائعة و القصص الجميلة و المفيدة التي لا تخلو من العبر
و اقول لك انا شخصيا من المعجبين بمواضيعك كلها راقية و القصائدك كلها اتمتع و انا اقراها
فهي ان دلت فانما تدل على روحك الجميلة و قلبك الطيب شكررررا فانتظار جديدك

بارك الله فيك اختي