الإنسان من آيات الله الدالة على عظمته ودلائل هذه العظمة : |
1 ـ العينان :
لو نزلنا إلى بعض آيات ربنا في الإنسان ، الله عز وجل قال :
( سورة البلد ) .
هذه آلات التصوير احترافية ، ورقمية ، و ديجيتل ، فيها بكل مليمتر عشرة آلاف مستقبل ضوئي ، أما العين فيها بالمليمتر مئة مليون مستقبل ضوئي ، ﴿ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ﴾ العين البشرية تفرق بين ثمانية ملايين لون ، العين البشرية بالقرنية ، طبقة شفافة شفافية تامة لأن هذه الطبقة تتميز بأنها تتغذى عن طريق الحلول لا الأوعية الدموية ، لو أنها كسائر النسج بالأوعية الدموية لرأينا ضمن شبكة ، لكن دقة صنع الله عز وجل تجعل هذه القرنية شفافة شفافية تامة إلا أن الخلية الأولى تأخذ غذاءها وغذاء جارتها ، ينتقل الغذاء عبر الغشاء الخلوي .
الآن شخص ذهب إلى فلندا ، الحرارة تسع و ستون درجة تحت الصفر ، في بعينه ماء ، لابدّ من تجمد العين ، تضع قبعة هناك ، معطف صوف ، ألبسة صوفية ، جوارب صوفية ، أما العين ينبغي أن تبقى مكشوفة ، معنى مكشوفة تلامس هواء حرارته 69 تحت الصفر ، إذاً كل إنسان عاش هناك يفقد بصره ، الله أودع في ماء العين مادة مضادة للتجمد ، هذه العين .
2 ـ الشم :
الشم : عشرون مليون عصب شمي ، ينتهي كل عصب بسبعة أهداب ، الهدب مطلي بمادة تتفاعل مع الرائحة تتشكل بشكل هندسي تشحن للدماغ ، بالدماغ يوجد الذاكرة الشمية ، هذه الرائحة تعرض على عشرة آلاف بند ، بلمح البصر أين وجد التوافق بين الشكلين تقول يوجد بالأكل نعنع ، يوجد بالأكل كمون .
( سورة النمل الآية : 88 ) .
هذا عصب ، تمشي بالطريق ، سيارة أطلقت بوقها ، تأتي نحو اليسار ، ما الذي حدث ؟ هناك أذنان ، دخل الصوت في اليمنى قبل اليسرى ، بتفاضل يساوي واحد على ألف وستمئة و عشرين جزءاً من الثانية ، الجهاز بالدماغ أدرك التفاضل ، فقرر أن السيارة على اليمين يعطي أمراً للأرجل نحو اليسار .
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
* * *
* * *
3 ـ اللعاب :
أنت نائم ، غارق بالنوم ، يتجمع اللعاب بفمك ، تذهب رسالة من الفم إلى الدماغ اللعاب كثر ، يأتي أمر من الدماغ وأنت نائم لسان المزمار يغلق القصبة الهوائية يفتح المريء تبلع ريقك .
4 ـ الهيكل العظمي :
وأنت نائم ، الهيكل العظمي ما فوقه من عضلات يضغط على ما تحته من عضلات ، الوزن يضغط ، الأوعية الدموية تضيق لمعتها ، لما تضيق تضعف التروية تذهب رسالة من مراكز الضغط في الدماغ ، لأن هناك أوعية أغلقت ، ماذا نعمل ؟ يأتي أمر من الدماغ إلى الجسم ننقلب ، الله عز وجل قال :
( سورة الكهف الآية : 18 ) .
5 ـ الثقب بين الأذينين :
الطفل ببطن أمه الدورة الدموية مختصرة ، ما في دورة نحو الرئتين لأنه لا يوجد هواء ، الله فتح ثقباً بين الأذينين ، فالدم ينتقل مباشرة ، عند الولادة تأتي جلطة تغلق هذا الثقب لو لم يغلق لما وجد إنسان على سطح الأرض ، يد من ؟ .
6 ـ آلية المص عند الطفل :
الطفل الآن ولد ، تأتي إصبع الممرضة أمام شفتيه يمصها فوراً ، المص آلية معقدة جداً ، يعني إحكام الشفتين حول حلمة الثدي وسحب الهواء ، هل هناك قوة بالأرض تعلم الطفل كيف يمص ثدي أمه ؟ يا بابا الله يرضى عليك ، من أجل أن تعيش ، لا يوجد قوة بالأرض تعلمه يمص ثدي أمه ، العلماء سموا هذا المنعكس منعكس المص ، آلية معقدة جداً ، مزود بها الطفل ، لو لم يوجد منعكس المص ما كان في هذه المحاضرة ، ولا كان في الكويت ، ولا سورية ، ولا العالم .
أنا عندي أحد أخواني بالشام جاءه ابن لا يمص ، مات ، لا أحد يعيش ، لولا منعكس المص .
أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
* * *
7 ـ المشيمة و الغشاء العاقل :
المرأة حينما تلد الطفل ينزل الطفل ومعه مشيمة ، قرص لحمي ، بالقرص اللحمي يجتمع دم الأم مع دم الجنين ولا يختلطان ، لو اختلطا لماتت الأم والجنين فوراً ، لو أعطينا إنساناً دم من زمرة أخرى يموت فوراً بانحلال الدم ، هذا القرص اللحمي يجتمع فيه دم الأم مع دم الجنين ولا يختلطان ، بسبب غشاء بينهما ، اسمه الغشاء العاقل ، سماه الأطباء الغشاء العاقل لأنه يقوم بأعمال يعجز عنها العقلاء ، ماذا يفعل ؟
وظيفة الغشاء العاقل : |
الغشاء العاقل يأخذ الأوكسجين من دم الأم ، يضعه في دم الجنين ، قام هذا الغشاء بدور جهاز التنفس ، ثم يأخذ السكر من دم الأم ، يضعه في دم الجنين ، قام بدور جهاز الهضم ، ثم يأخذ الأنسولين من البنكرياس يضعه في دم الجنين ، صار عند الجنين ، أوكسجين ، وسكر ، وأنسولين ، يحترقون فيولدون حرارة ، الجنين حرارته 37 ، من أين جاءت ؟ من السكر ، والأوكسجين ، والأنسولين .
الآن الغشاء العاقل يأخذ عوامل مناعة الأم كلها ، جميع الأمراض التي أصيبت بها الجنين محصن منها ، بل لو أن الأم تسممت بمادة سامة السم لا ينتقل للجنين ، هذا الغشاء العاقل يمنع وصول السم إلى دم الجنين .
الآن الأم عندها غذاء بدمها ، هذا الغشاء العاقل يعرف كم يحتاج الجنين كل ساعة من البروتين ، والسكريات ، والشحوم الثلاثية ، كل هذه الحاجات ينقلها الغشاء العاقل إلى الجنين ، يحدث بدم الجنين ما يسمى بالاستقلاب ، فضلاته حمض البول ، الغشاء العاقل يأخذ هذا الحمض من دم الجنين يضعه بدم الأم ، الذي يقوم بأعمال مذهلة ، فإذا كانت الأم لا تأكل طعاماً معيناً ، واحتاج الجنين هذا الطعام فتشتهيها الأم وهي حامل ، شهوة الأم الحامل حاجة الجنين ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ .
تكليف الإنسان بعبادة الله عز وجل بعد أن زُوِد بمقومات التكليف : |
أيها الأخوة :
( سورة الذاريات ) .
ما كلفنا أن نعبده ، والعبادة طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية ، تفضي إلى سعادة أبدية ، ما كلفنا الله أن نعبده إلا وأعطانا مقومات التكليف الكون والعقل ، والفطرة ، والشهوة ، والحرية ، والوقت .
والحمد لله رب العالمين