أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والتحميد ، وأشكره والشكر عنده من أسباب الزلفى لديه والمزيد .
وأشهد أنم لا اله الا الله وحده لا شريك له ، ذو العرش المجيد ، والبطش الشديد ، شهادة كافله لي عنده بأعلى درجات أهل التوحيد .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، البشير النذير والسراج المنير ، أ شرف من أظلت السماء و أقلت البيد ، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ، وعلى اله وأصحابه أولي المعونة على الطاعة والتأييد صلاة دائمة في كل حين تنمو وتزيد ، لا تنفذ ما دامت الدنيا والاخرة ولا تبيد .
أما بعد :لازلنا إخوتي في الله مغ الترغيب في الخصال المنجية والنرهيب من الخصال المردية والتي جمع بعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل وعظيم كان علماؤنا يعظمون شأنه ولقد ذكرنا نثنى الحديث في الخصلة الأولى لمن أراد أن يعود إليه الترغيب في الخصال المنجية والخلال المردية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إني رأيت البارح عجبا : رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه ورأيت رجلا من أمتي بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فإسنفذه من ذلك.........}.
الخصلة الأولى التي وقفنا عندها الجمعة الماضية هي بر الوالدين الذين قال عنهما النبي صللى الله عليه وسلم :{من أرضى والديه فقد أرضى الله تعالى ومن أسخط والديه فقد أسخط الله تعالى}.
الخصلة الثانية هي الوضوء من حافظ عليه نجاه الله من عذاب القبر ربما يستغرب السامع للمرة الأولى كيف يكون الوضوء بهذه الدرجة من الأهمية حتى أنه ينجي العبد من عذاب القبر ، إعلم أن المحافظة على الوضوء هي علامة للإيمان وما كان لمؤمن أن يُعذب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ الطهور شطر الإيمان }. الصلاة أعظم ما شرعه الله تعالى من عبادات لا تتم ولا تصح إلا بالوضوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ لا يقبل الله صلاة بغير طهارة }.وقال :{لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ }.
عباد الله الوضوء هو الطهارة والنظافة فإذا توضأ المؤمن كان وضيئا مشرقا مقبلا على الله تعالى وهي فريضة في حق المسلم كما قال سبحانه وتعالى :{ يا أيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}.إخوة الإسلام إن من رحمة الله أن شرع لنا من العبادات ما يكون سببا لتكفير السيئات وإن الإنسان لا يمكن أن يُصدر أي عمل إلا من أحد أربع مواضع هي الوجه واليدين والرأس والرجلان وحواس الإنسان تجمع في هذه المواضع وقد جاء الوضوء ليكون مكفرا لكل ما صدر من هذه الأعضاء روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :{ إذا توضأ العبد المؤمن فغسل وجهه خرجمن وجهه كل خطيئة نظر إليها مع الماء أو مع أخر قطرة من الماء فاذا غسل يداه خرج كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو أخر قطرة من الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو أخر قطرة من الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب غسل يديه}. وقال: {من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره } كيف لا يكون إخوة الإسلام سببا لنجاة العبد من عذاب القبر ويوم القيامة ما تتميز أمة محمد صلى الله عليه وسلم عن بقية الأمم إلا بوضوئها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ أنا أول من يؤذن له بالسجود وأنا أول من يؤذن له أن يرفع رأسه فأنظر إلى ما بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك فقال رجل يا رسول الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم فيما بين نوح وأمتك ؟ قال :هم غُرّ محجلون من أثر الوضوء ليس أحد كذلك غيرهم وأعرفهم أنهم يؤتون كتبهم بأيمانه وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريتهم } .
الصلاة عباد الله مفتاح الجنة والصلاة مفتاحها الوضوء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{مفتاح الجنة الصلاة ومفتاح الصلاة الوضوء } فلن تصلح صلاتك التي هي سبب نجاتك ودخولك الجنة إلا بحسن وضوئك قال صلى الله عليه وسلم :{ ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة وذلك الدهر كله }
الوضوء كذلك طارد للشيطان حافظ من العين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث مرات بكل عقدة يضرب عليك ليل طويل فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقدة واذا توضأ انحلت عقدتان فاذا قام وصلى انحلت عقده الثلاث والا أصبح خبيث النفس كسلان } وقال:{ إن العين حق توضأ له }وللوضوء مزايا كثيرة وفضائل جليلة لا يتسع المقام لذكرها كلها لكن حسبنا أن علمنا أن الوضوء عبادة تنجي من عذاب القبر .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فأستغفروه تجدوه غفورا رحيما .
الخطبة الثانية
الوضوء إخوة الإسلام نلخصه في أربعة أشياء :
1-من حافظ عليه ولزمه في اليوم والليلة جدير أن يتصف بالإيمان قال صلى الله عليه وسلم :{ ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن }.
2-الوضوء عبادة توقيفية لا بد أن نأتي به كما وصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نزيد ولا ننقص منه ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أقواما تساهلوا في غسل أرجلهم فقال لهم :{ويل للأعقاب } وقال محذرا من يأتي من بعده من أمته :{سيكون في أمتي قوم يعتدون في الوضوء والدعاء }.
3- عدم الإسراف في الماء الذي هو نعمة من نعم الله تعالى فلقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سعدا رضي الله عنه يتوضأ فقال :{ ما هذا الإسراف يا سعد فقال سعد أو في الوضوء إسراف قال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم وإن كنت على نهر جار }.
4- كما أن الوضوء طارد للشيطان هو كذلك مرتع خصب يجول من خلاله الشيطان على قلب الإنسان من خلال الوسواس قال الحسن البصري رحمه الله : إن شيطانا يضحك بالناس في الوضوء يقال له الولهان .
يتبع مع الخصلة الثالثة في الجمعة القادمة إن شاء الله
نفعني الله وإياكم بالقرأن العظيم والسنة النبوية وما فيهما من الايات والذكر الحكيم والحمد لله رب العالمين.
عدل سابقا من قبل سفيان عادل في السبت فبراير 14, 2009 6:35 pm عدل 1 مرات