العلاج بالبكاء من خشية الله
الدمع تركيبة
معقدة، فهو عبارة عن سائل ملحي يتكون من أكسجين وصوديوم وبوتاسيوم
وكالسيوم وماغنيسيوم وأمونيا ونيتروجين وفيتامين ب12 وفيتامين(ج) وأحماض
أمينية وحديد ونحاس وزنك ومنجنيز وكلورين وفسفور، وبيكروبونات
وإنزيمات، و60 نوعاً من البروتينات.
هذه المكونات تزداد تعقيداً
عند ملامستها للأغشية المخاطية داخل القناة الدمعية،
فيضاف إليها الدهنيات والسكريات والأحماض الأمينية، كذلك الإفرازات
الدهنية الغنية بالكولسترول وثلاثي الجلسرين، والتي تغذي العين بأكملها وتحميها من الالتهابات عند البكاء
.
آلية إفراز الدموع
يتشكل الجهاز الدمعي من
غدة أساسية شبه إسفنجية توجد فوق مُقلة العين تُسمى بالغدد
الدمعية LACRIMAL GLAND، ومجموعة أخرى من الغدد الثانوية
لإفراز الدموع المبللة لسطح العين، بالإضافة
إلى كيس دمعي لتصريف الدموع الزائدة، وتتكامل وظيفة الجهاز الدمعي بفرز طبقة
دمعية من الملتحمة أعلى التجويف العظمي للعين، ويتم التخلص من الدموع
الزائدة عن طريق فتحة تصريف القنوات الدمعية الموجودة على جانبي الجفن العلوي
والسفلي. ينقل الجفن ذلك السائل العجيب ليغطي به سطح العين في أثناء عملية
الرمش، والإنسان العادي يرمش مرة واحدة كل ثانيتين إلى 10 ثوان، وتسكب
العين وسطياً5 ملليمترات من الدمع يومياً. ويُفسر سيل الدموع في بعض الأحيان
دون إرادة منا حتى حين نضحك كثيراً بضغط العضلات على الغدة الدمعية
فتستحثها لإفراز الدموع
.
فائدة الدموع
الدمع يحافظ على نقاء القرنية
الذي يؤدي إلى رؤية واضحة، هذا بالإضافة إلى وظيفته
الدفاعية الوقائية، حيث تساعد الدموع على مرونة حركة الجفون وتطهيرها
بصورة مستمرة وحمايتها من الإصابة بالجفاف؛ فالدمع يحتوي على إنزيمات
تحلل الجراثيم وتحمي العين من الالتهابات، ومن المدهش أنها تبطل عمل 90-95% من البكتيريا خلال فترة 5-10 دقائق فقط، فتبقى
العين سليمة رغم تعرضها للجراثيم الضارة الموجودة بكثرة
في الهواء. وطالما بقيت العين رطبة كانت خلاياها السطحية سليمة، فإذا ما
جفت انعدم البريق منها فتنكمش خلاياها وتغزوها العروق الدموية فيتجلد سطحها،
وتقوم الدموع أيضاً بالتخلص من جزيئات الغبار فتنجرف بوساطتها على سطح
العين الأمامي. هذا بالإضافة إلى وظيفة الدموع الغذائية حيث يحمل الدمع
بعض المواد المغذية للغشاء الظهاري في العين، والأهم من ذلك هو أن الجزء
الأكبر من مادة الأكسجين يأتي للقرنية من خلال أكسجين الجو، ولا ننسى أنه لولا
الدموع لما أمكن تثبيت العدسات اللاصقة؛ إذ تتوقف درجة تحمل العين للعدسات
على درجة مرونتها وترطيبها
.
لماذا نميل للبكاء أحياناً ومن الذي وضع فينا هذه الفطرة،
فطرة البكاء؟ فالمولود منذ أول لحظة يخرج للدنيا نراه يبكي، والإنسان من شدة الفرح
تجده يبكي، فالبكاء هو غريزة أودعها الله في البشر، وطالما اعتقد الملحدون أن البكاء
لا فائدة منه، ولكن تأتي الأبحاث لتثبت عكس ذلك، وكذلك نجد أن القرآن ذكر البكاء كصفة
جيدة ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله تعالى.
ونلاحظ اليوم أن بعض الباحثين النفسيين يطرحون فكرة العلاج
بالبكاء!
فقد أفادت دراسة علمية أنجزها باحثون أميركيون وهولنديون
بأن غالبية الناس يشعرون بتحسن في المزاج بعد البكاء، في حين تتدهور حالة شخص واحد من
أصل عشرة فقط بعد ذلك. ووجد علماء نفس في جامعة جنوب ولاية فلوريدا الأميركية
وجامعة تيلبيرغ الهولندية أن الأشخاص الذين بكوا ولقوا دعماً اجتماعياً كانوا يفيدون
عن تحسن في مزاجهم.
وفي المقابل لوحظ أن مزاج حوالي ثلث الأشخاص الـ3000
الذين شملتهم أبحاث الدراسة لم يتحسن بعد البكاء. وربطت الدراسة، التي نشرت في مجلة
علم النفس الأميركية، بين فوائد البكاء ومكان وساعة حصول هذا الأمر. ولاحظت الدراسة
أن البكاء يعطي تأثيرا مهدئاً مثل التنفس بشكل أبطأ بحيث يساهم في تخفيض عدد دقات القلب.
وتوقع الباحثون أن يكون هذا الأمر هو السبب وراء تذكر الناس للجانب المشرق من البكاء
وتخطيهم للشعور بالتوتر.
وقام الباحثون بدراسة البكاء في المختبر فوجدوا أن نتيجته
كانت غالباً شعوراً بالسوء، فرجحوا أن السبب هو الظروف المتوترة والتصوير والمراقبة،
وهي أمور تخلق لديهم مشاعر سلبية تعيق الفوائد الإيجابية المرتبطة بالبكاء.
هذا خبر علمي يؤكد ما جاء في دراسات سابقة من فوائد للبكاء
لمسها الباحثون في مجال علم النفس. ولكن الباحثين لا يعرفون طريقة البكاء الصحيحة والفعالة!
فالبكاء قد يكون علاجاً لكثير من الأمراض، ولكن بشرط أن يكون البكاء من خشية الله تعالى،
وهو ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى متحدثاً عن أولئك المؤمنين الخاشعين الذي تأثروا
بكلام الله تعالى فماذا كان رد فعلهم؟ يقول عز وجل عنهم: (وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ
يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا) [الإسراء: 109].
وانظروا معي كيف ربط البيان الإلهي بين البكاء والخشوع، فكلاهما
يمثل طريقة رائعة لعلاج الأمراض النفسية. فالبكاء من خشية الله يزيد المؤمن خشوعاً
وخوفاً من الله، ويُنسيه همومه وأحزانه، لماذا؟ لأن الذي يتأثر بكلام الله ويتصور أهوال
القيامة ويتذكر عظمة الخالق تبارك وتعالى، تتضاءل أمامه المشاكل والهموم مهما كان حجمها
أو نوعها، وبالتالي ينسى مشكلته، وهذه أول خطوة على طريق علاج أي مشكلة، أن تنظر إلى
هذه المشكلة على أنها شيء تافه وقابل للحل، وبالتالي سوف يتم حلّها بسهولة، وهذا ما
يؤكده علماء النفس والبرمجة اللغوية العصبية في حل المشاكل والمصاعب.
ولذلك فإن الله تعالى ذكر البكاء في أكثر من موضع من كتابه
المجيد، وجعله وسيلة للقرب من الله تعالى، ومؤشراً على صدق المؤمن في خشيته لخالقه
جل جلاله. يقول تعالى: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا
تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ * فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) [النجم:
59- 61]. ففي هذا النص القرآني أمر لنا أن نبكي من خشية الله، وأن نبتعد عن اللهو وأن
نبتعد عن كثرة الضحك، ولا يمنع ذلك من الابتسامة التي هي علاج أيضاً.
وأختم يا أحبتي: إن البكاء والخشوع والدعاء وصفة رائعة لعلاج
أي توتر نفسي، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين قال فيهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ
فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:
90]. وما أحوجنا في هذا العصر للدعاء والخشوع والبكاء من خشية الله، عسى الله أن يفرّج
همومنا ويرزقنا الصبر، فما أعطى الله عطاء أوسع من الصبر، كما قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم
.
يقول العلماء: "اذا احسست برغبة
في البكاء فلا تحبس
دموعك،فان
كثيرا من الآلام والاحزان والغضب
تسيل مع هذه الدموع"
كما ان العلم يقول ان دموع المرأة اسرع من دموع الرجل.
فهي تتعلم البكاء قبل الرجل
فتربية البنات تحتاج الى قدر كبير من
الحزم قد لا يحتاج اليه الصبي،لهذا
فهي تبكي لانها تعاقب اكثر
مما يعاقب شقيقها.
وبعض علماء النفس يعتبرون بكاء الكبار عودة الى الطفولة..
انهم يبكون لانهم بحاجة الى عطف
من حولهم ويبكون لانهم لا يجدون
وسيلة للتنفيس عن الضغط النفسي الا
الدموع، ويبكون حزنا
وقهراوفرحا ايضا
.
وبكاء المرأة الذى يراه البعض أكثر
من اللازم لايرجع فقط الى
طبيعةالمرأة الفسيولوجية او النفسيةوانما
يعود ايضا الى اسباب
علمية،فالمرأة أكثر بكاء من الرجل
بسبب هرمون يدعى "البرولاكتين"
وهذاالهرمون يفرزه الجسم كرد فعل للتوتر والأحزان
ولمشاعرالاكتئاب التي تنتاب المرأة وهو يرتبط بالبكاء، وعندما
ترتفع نسبته في الجسم كثيرا مايسبب البكاء لأتفه الأسباب.
والبكاء بالنسبة للرجل والمرأة
أسلم طريقة لتحسين الحالة الصحية
وليس دليلا على الضعف أو عدم النضج،وهو
أسلوب طبيعي لإزالة
المواد الضارة من الجسم التي يفرزها
عندما يكون الإنسان تعسا
أو
قلقا او في حالة نفسية سيئة،والدموع
تساعدعلى التخلص منها. ويقوم
المخ بفرز مواد كيميائية للدموع مسكنة للألم
.
والبكاء أيضا يزيد من عدد ضربات القلب، ويعتبر تمرينا مفيدا
للحجاب الحاجز وعضلات الصدر والكتفين،وبعد الانتهاء من البكاء
تعود سرعة ضربات القلب
إلى معدلها الطبيعي وتسترخي العضلات مرة
آخرى وتحدث حالة شعور بالراحة، فتكون
نظرة الشخص إلى المشاكل
التي تؤرقه وتقلقه أكثر وضوحا،بعكس كبت
البكاء والدموع الذي يؤدي إلى الإحساس
بالضغط والتوترالمؤدي إلى
الإصابة ببعض الأمراض مثل الصداع
والقرحة.
وفى المجتمعات الشرقية ربما يعتبر
بكاء الرجل شيئا مشينا
او
دليلا على الضعف،الا ان الحقيقة
ان للرجل الحق فى
ان يبكي، فكبت
الدموع ربما يعرض الإنسان رجلا كان او إمرأة للخطر فقد يصيب
بأزمات القلب واضطرابات المعدة والصداع وآلام المفاصل.
واتمنى أن تشاهدو معي هذا الفيديو
العلاج النفسي بالبكاء من خشية الله