السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم اخواني اخواتي
حبيت انقل لكم هذا المؤتمر بعد ما قريتو واعجبني حتى نستفيد كلنا منو
والمنتدى حول اعتراضات اثارها موضوع الدكتور زغلول النجار "العلاج بالقرآن بين الدين والطب"
اترككم مع المؤتمر
استهل مؤتمر "العلاج بالقرآن بين الدين والطب" دورته الأولى بصخب إعلامي واسع، لما تشهده الساحة من حالة فوضى عارمة، ففيما يغزو تيار من المنتسبين للعلاج البديل، والتطبيب بما يسمى العلاج النبوي والقرآني، تتعالى أصوات تشكك في مصداقيتهم بل وتكيل لها اتهامات بالخلط بين الاجتهادات الشخصية القابلة للرد، والحقائق القرآنية الثابتة، وعدم التفريق بين ما هو ديني وما هو شعبي، وما هو نفعي أو استرزاقي.
ومن هنا تبرز أهمية المؤتمر المنعقد بمدينة أبو ظبي بالإمارات تحت رعاية مؤسسة التنمية الأسرية، والتي ترأسها الأميرة فاطمة بنت مبارك زوجة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله، في الفترة من 10 إلى 12 إبريل 2007، حيث هيمنت على أجواء المؤتمر حوارات ساخنة بين الأطباء وعلماء الشريعة من ناحية وبين المعالجين بالقرآن على اختلاف توجهاتهم وتياراتهم من ناحية أخرى، فأبدى الطرف الأول إصرارا على إدانة الممارسات غير الأخلاقية لغير المتخصصين في التعامل مع المرضى، واستغلالهم للقرآن ولثقة الناس تحت دعوى العلاج بكتاب الله، بينما يتشبث الفريق الآخر بحقه في مساعدة من يطلب المساعدة بقراءة القرآن والرقية الشرعية.
فيما ظلت الجوانب الشفائية في القرآن الثابت الأكبر بين جميع الأطراف المتحاورة، استنادا إلى ما ورد في الآية الكريمة: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا"(الإسراء:82)، ودار الخلاف الأكبر حول مفهوم الشفاء... وما إذا كان شفاءً جسديا أم نفسيا أم أخلاقيا أم عقليا؟
لا تجريب في القرآن
وبدا من الواضح حرص القائمين بإدارة الجلسات على أن تكون الحوارات متوازنة وموضوعية، وأن تعطى الفرصة لكافة الآراء مهما كانت مساحة الخلاف.
وهو ما عكسته المحاضرة الافتتاحية للدكتور زغلول النجار بما شهدته من حضور واسع، فتضمن النقاش معارضة لبعض ما قيل فيها، وجاءت المحاضرة حول تأثر الماء بما يدور حوله خاصة بقراءة القرآن، حيث استشهد الدكتور بتجارب العالم الياباني ماسارو إيموتو التي أكد فيها اختلاف هيئة بلورات الماء بعد التجمد إذا تم قراءة القرآن عليها، وبما أن جسم الإنسان يحتوي على 70% إلى80% من الماء فمن المنطقي أن يتأثر الإنسان بقراءة القرآن. الأمر الذي عارضه عدد من الحضور، مستندين على أن تجارب ماسارو إيموتو على الماء تستوجب التمحيص والمراجعة ولا يجوز أخذها كحقيقة علمية.
وحذر عدد من الحضور من تحويل القرآن إلى واحد من أنواع الطب البديل أو وسيلة علاجية، فيبتعد بذلك عن جوهر حياتنا ككتاب مقدس يشكل محور تفكيرنا واعتقادنا وسلوكنا الفردي والجماعي.
كما تم التنبيه أيضا على عدم اعتبار القرآن مجرد وسيلة علاجية نخضعها للبحث العلمي بالمقاييس العلمية التجريبية ونقارنها بالوسائل العلاجية الأخرى؛ لأن تأثيرات القرآن لها مراميها وأهدافها التي ربما لا تستطيع أدوات البحث العلمي التجريبي الإحاطة بها بشكل مناسب.
كما حذر المؤتمرون أيضا من الحكم على المنهج الديني بنفس مقاييس المنهج العلمي التجريبي، فالمنهج الديني يقوم على الإيمان والتسليم والرضا، أما المنهج العلمي التجريبي فيقوم على الشك والاختبار والتعديل، فلا قداسة في العلم التجريبي.
وفي المنهج العلمي الطبي التجريبي يتحقق النجاح بزوال الأعراض، أما في المنهج الديني فقد يكون لوجود الأعراض المرضية حكمة ويكون من ورائها خير يفوق زوالها، ومن هنا تمت مناقشة مفاهيم العلاج والشفاء والابتلاء حتى توضع الأمور في نصابها.
ومن خلال الحوار في الجلسات المختلفة كان هناك تأكيد على شمولية تأثير القرآن على الجوانب الجسدية والنفسية والروحية للإنسان، وأن قصر تأثير القرآن على مستوى دون آخر أو على جانب دون سواه هو من قبيل الاختزال لهذا الكتاب العظيم الذي نزله الله لصلاح الإنسان وصلاح المجتمعات وصلاح الدنيا والآخرة.
وحذر بعض الحاضرين من أن يتحول القرآن الكريم إلى نوع من الطب البديل أو إلى وسيلة علاجية موضعية فيبتعد عن جوهر حياتنا ككتاب مقدس يشكل محور تفكيرنا واعتقادنا وسلوكنا الفردي والجماعي.
تصدٍ لأجهزة الرقية
ومن أهم المعضلات أمام المؤتمر فك الالتباس بين النصوص الدينية الصحيحة حول الجن والسحر والحسد من ناحية، وبين ممارسات المعالجين بالقرآن والمعالجين الشعبيين والمسترزقين على حساب المفاهيم الدينية من ناحية أخرى.
فقد برزت عدة محاولات لترويج بعض الوسائل العلاجية والأجهزة الإلكترونية تحت شعار: "استخدام وسائل التكنولوجيا في العلاج بالقرآن"، حيث يحاول بعض المتربحون تصنيع أجهزة إلكترونية تقوم بالرقية، وأجهزة إلكترونية تحول الرقية إلى موجات كهرومغناطيسية يتعرض لها المريض، وقد عرض بعض المعالجين بالرقية بعضا من هذه الأجهزة لترويجها خلال المؤتمر، ولكن علماء الدين تصدوا لهم وبينوا بطلان هذه الوسائل في التعامل مع القرآن ومع الرقية الشرعية، وأكدوا أن الرقية يجب أن تكون بشكل مباشر من الراقي على المريض ويشترط فيها النية وأن تكون فردية وليست جماعية، وأن تكون حية وليست مسجلة.
إخراج الجن بالضرب
ومن المواضيع الساخنة في المؤتمر مسألة ضرب المريض أو خنقه بحجة إخراج الجن منه، الأمر الذي أدى إلى موت عدد من الأفراد، وهو تقليد شائع نقله بعض المعالجين عن الإمام ابن تيمية وبالغوا فيه وأضافوا إليه من عندهم.
وصرح المتحدثون من الجانب الشرعي ومن الأطباء استنكارهم لهذا الأمر فلا يجوز ضرب المريض أو خنقه تحت أي دعوى، وبين علماء الشريعة أنه لم يرد أي شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته الكرام يبيح ضرب المريض أو خنقه بحجة الرقية الشرعية، وأن ابن تيمية كأي عالم يؤخذ منه ويرد.
كما كانت هناك محاولة للتفرقة بين المشعوذ والراقي، فذكر الدكتور عبد الله الطيار أحد علماء الشريعة بالسعودية عدة خصائص للمشعوذ والدجال نذكر منها:
- ادعاء العلم بالغيب، كأن يؤكد للمريض أنه متلبس بالجن أو مسحور أو محسود، فهذه أمور غيبية لا يعلم وجودها في أحد من الناس أو عدم وجودها إلا الله
- أكل أموال الناس بالباطل.
- عدم الالتزام بالمظاهر والسلوكيات الإسلامية.
- غالبا ما يطلب أشياء غريبة (مثل فأر يتيم، أو غراب ملون، أو أرنب أسود، أو أثر من آثار المريض، أو معرفة اسم الأم)
- يطلب من المريض أن يتوقف عن الصلاة أو عن الاستحمام لعدة أيام، أو يأمره بأشياء محرمة، أو يوقع العداوة والبغضاء بين الناس حين يقول " فلان أو فلانة هم الذين سحروك ".
- يكتب حروفا من لغات مختلفة وبشكل غامض لا يفهمه أحد، أو يطلب من المريض أن يقضي يوما أو عدة أيام كاملة في دورة المياه.
أما المعالج أو الراقي الملتزم بشرع الله فهو يؤدي الفرائض ويلتزم بالسلوك الإسلامي، ولا يدخل في روع المريض شيئا يضره، ولا يدعي معرفة الغيب فهو لا يجزم بوجود المس أو السحر أو الحسد، إنما يقرأ بعض القرآن أو يردد الأدعية والأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يضيف شيئا من عنده أو يوهم المريض بأشياء تفزعه ليس عليها دليل من قرآن أو سنة.
ويمكن للإنسان أن يرقي نفسه أو ترقيه زوجته أو أمه أو أبيه أو أحد أبنائه، والقدرة الشفائية في القرآن تتحقق منه ذاته ولا تتوقف على شخص ممتهن للرقية.
وقد أوصى الحاضرون بوضع ضوابط شرعية وضوابط طبية لمنع تسلل المدعين إلى المرضى وابتزازهم تحت لافتة العلاج بالقرآن أو الرقية، وتجرم كل الممارسات الخارجة عن هذا الإطار ويتم محاسبة ومعاقبة القائمين بها خاصة إذا كانت تأخذ شكل الممارسة العامة بين الناس وبشكل معلن . ويتبقى أن توضع التوصيات الصادرة عن المؤتمر موضع التنفيذ لكي تنضبط الأمور، وتمحص الأفكار والتصورات الدائرة حول موضوعات الجن والسحر والحسد، ويحسم الخلاف بين علماء الشريعة والأطباء والممارسين للعلاج بالقرآن بشكل متوازن من خلال تنظيمات قانونية وثقافة تنبذ الخرافة وتؤمن بالعلم والدين الصحيح.
وإليكم النص الكامل للتوصيات الختامية للمؤتمر:
• توجيه اهتمام علماء المسلمين ليكون لهم السبق في مجال الاكتشافات العلمية المرتبطة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية.
• إدخال التأصيل الإسلامي للعلوم الطبية بما في ذلك آداب الطبيب المسلم وأخلاقياته وفق المستجد من القضايا في التطور الإسلامي.
• وضع تعريف موحد متفق عليه بين علماء الشريعة والأطباء لمصطلح العلاج بالقرآن.
• اشتراك ذوي الخبرة العلمية في الجامعات من أساتذة الشريعة والطب في إجراء الدراسات الميدانية.
• وضع ضوابط علمية صحيحة لممارسة العلاج بالقرآن وتكامل ذلك مع العلاج بالعلم الحديث.
• تدريس الرقية الشرعية وضوابطها ضمن مناهج التعليم في المعاهد والكليات الشرعية وكليات الطب وفق المنهج العلمي.
• إنشاء معاهد متخصصة لتخريج المعالجين بالقرآن للعمل ضمن أعضاء الفريق الطبي في المستشفيات الحكومية.
• تكوين لجنة علمية مكونة من علماء الشريعة والمتخصصين في الطب لتقويم المتقدم لممارسة مهنة العلاج بالقرآن.
• تنظيم وضبط ممارسة العلاج بالقرآن بإشراف مؤسسات رسمية على غرار التخصصات العلاجية الأخرى.
• إنشاء عيادات للعلاج بالقرآن بأسلوب علمي يواكب العصر في المستشفيات الحكومية فقط، تدار من قبل أناس متخصصين مؤهلين تأهيلا شرعياً وطبيا، ومنع ممارسة العلاج بالقرآن خارج تلك العيادات.
• سن قوانين وتشريعات تمنع ممارسة الشعوذة والدجل بأي شكل؛ بما في ذلك وسائل الإعلام وتجرّم هذا الفعل لما في ذلك من الاحتيال والنصب.
• نشر الوعي بأهمية التداوي عضوياً ونفسيا وروحياً على حد سواء عبر وسائل الإعلام المختلفة وإقامة الندوات والمؤتمرات.
• نشر الوعي بالعلاج القرآني من خلال الندوات والمؤتمرات والبحوث والمحاضرات والكتب في إطار المنهج العلمي الصحيح.
• منع إقامة المحاضرات في موضوع العلاج بالقرآن إلا بإذن رسمي.
• إنشاء موقع للمؤتمر في الشبكة الدولية لتسهيل التواصل بين المهتمين.
• إنشاء مجلس تنفيذي للمؤتمر في دوراته القادمة برئاسة معالي الوزير علي سالم الكعبي وتكليف سعادة الأستاذ الدكتور طارق الحبيب أمينا عاماً وعضوية معالي الأستاذ الدكتور أحمد هليل ومعالي الدكتور عبد الله المعتوق والدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء والدكتور شافع الحمادي.
• تعميم فكرة المؤتمر وعقده بصفة دورية حسبما يتفق عليه.