وسام المنتدى
من طرف warda الأحد يوليو 26, 2009 3:30 pm
أخواتي الحبيبات في الله:
كما نعلم أن الناس مخابر و ليست مظاهر ,
وليست المظاهر مقياساً دقيقاً لتقيس قيمة الإنسان و مكانته ,
وحينما نعتمد في تحديدنا للشخصيات من حولنا من خلال المظهر الخارجي
فإننا لن نسلم بعدها من الخفايا الأخرى بهذه الشخصيات
والتي من الممكن أن ننصدم بها .
ومما هو معروف أن الجمال شيء مؤقت و نسبي والمظهر الخارجي
من جمال الوجه لايدوم , بالطبع من رُزقت الجمال فإنما هو نعمة عليها
و ربما في بعض الأحيان يكون نقمة , فإن من استغلت نعمة الجمال بالشر
و سخرتها للتعالي على الناس و الاغترار و التكبر ,
فلتعلم أن الذي أعطاها هذه النعمة بقادر على سلبها منها ,
ونضيف أن السلوك الذي تتبعه هذه الفتاة المُنعم عليها بالجمال
واغترت به مع الناس يجعلها غير محبوبة و يُكره الجلوس
و التعرف عليها لأنها جافة الطبع سليطة اللسان معهم ,
فلن ينفعها حينئذ جمالها لأنها استعملته بالطريقة الخطأ ,
فظنت أن جمالها يكفي واستغنت عن رصيدها من
الأخلاق الحسنة و التي ستزيدها جمالاً .
قال عليه الصلاة والسلام:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً }
[رواه أحمد وأبوداود].
فالأخلاق هي رصيد الإنسان الحقيقي , وطريقه السهل المختصر لقلوب الناس ,
فلا تغتري بمالك و جمالك فإنها ليست مقياساً أبداً للأفضلية ,
بل الأخلاق هي خير مقياس لتحديد من الأفضل .
ولا تسألي عن اهتمام الإسلام بتربية أخلاق المسلم و المسلمة ,
فجميعنا نعلم أن الإسلام دين شامل كامل , وقد أعطى الأخلاق نصيباً كبيراً ,
فجاءت الأحاديث و الآيات الكريمة لتدل على أهمية التمسك بالأخلاق الكريمة .
وليس بعد وصية الله سبحانه و تعالى وو صية نبيه الكريم المصطفى
صلى الله عليه و سلم وصية أذكرها ,
فقد هذب الإسلام أخلاق المسلم و المسلمة و اهتم بكل كبيرة و صغيرة في حياتهما ,
وكما نعلم أن الأخلاق الحسنة هي أثقل شيء في ميزان العبد ,
وهي الجمال الحقيقي الذي يدوم معكِ طوال عمرك ,
فالجمال الخارجي مؤقت و يذهب بتقدمك في العمر ,
ولكن الأخلاق الحسنة والمبادىء الإسلامية القيمة هي
التي تبقيكِ في المقدمة و جميلة مهما تقدم بكِ العمر .
فلماذا تقطبين وجهك بينما يسعك الابتسام في وجه الآخرين
و لن تكلفك شيئاً ؟؟؟؟!!
هذه الابتسامة هي سهم يخترق القلوب فيريق الاستئناس و الألفة
و المحبة بين الناس , فلا تستهيني بها ,
واعلمي أن أخطاء اللسان كثيرة , وزلاته متعددة ,
وهو من أخطر الأسباب المؤدية إلى الوصول لنار جهنم ( والعياذ بالله )
إن اُتسخدم في غير مرضاة الله .
فالكذب , الغيبة , النميمة , السب , الشتم , اللعن , قول الزور ,
كلها آفات من آفات اللسان التي يجب الحذر منها و الابتعاد عنها .
فطهر لسانك أخيتي , واعلمي أننا مؤاخذين بما نلفظه
و محاسبين بكل صغيرة و كبيرة نقولها أو نعملها أو ننويها .
فعليكِ أخيتي بالحذر التام من هذه الآفات لأنها قد تكون السبيل إلى نار جهنم
( والعياذ بالله ) .
ولا تهوني الأمر في عينك , فقد تتكلمي بكلمة لا تلقين لها بالاً
وهي في معصية الله , فتهوي بكِ في النار ( والعياذ بالله )
عن أبي هريرة رضي الله عنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله
لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات،
وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا
يهوي بها في جهنم " رواه البخاري:6487
فحاسبي نفسك واعلمي أن الجمال الخارجي زائل ,
فخالقي الناس بخلق حسن , واجعلي قدوتك في ذلك النبي
صلى الله عليه و سلم ,
فلا داعي للكذب والغيبة و النميمة .... إلخ ,
التي تبث في المجتمع الفساد والسموم , واشغلي لسانكِ دائماً بذكر الله ,
فإن اللسان هو إما أن يوصلكِ إلى الجنة أو يوصلكِ إلى النار ,
ولتعلمي أنه لابد من كف الأذى عن الناس سواءً بالقول أو بالفعل ,
ولتذبي عن عِرض أخك المسلمة إن سمعتِ عنها كلاماً بذيئاً,
فعن أسماء بنت يزيد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:
"من ذب عن لحم أخيه بالغيبة كان حقاً على الله أن يعتقه من النار
"( أحمد 6/461 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رواه أحمد والطبراني
وإسناد أحمد حسن 8/)
واتركي عندئذً هذا المجلس وقومي لئلا تخوضي معمه في الباطل ,
وتخيري دائما الرفقة الصالحة لتعينك على ذكر الله و الخير ..
الصمت زين والسكون سلامة *** فإذا نطقت فلاتكن مكثارا
فإذا ندمت على سكوتك مرة *** فلَتَنْدَمَنَّ على الكلام مرارا
واجعلي مجلسكِ دائماً عامراً بذكر الله , فالأخلاق أخيتي الأخلاق
هي رصيدك الحقيقي و طريقك الأيسر لقلوب الناس ,
فتمسكي بها و لاتدعيها , فإنها التي تجعلك محبوبة من بين الناس ,
فتصبحين ملكة جمال حقيقية بأخلاقك .
وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق،
والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق،
فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة،
تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم].
أتمنى أن تكون الرسالة قد و صلت , فاعملي بها ,
فإنني أحبكِ في الله و اعلمي أنني أريد لكِ السعادة في الدنيا و الآخرة ,,.....
وأخيراً أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم سبحانه .
