إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ؛ ومن سيئات أعمالنا ؛
من يهده فلا مضل له ؛ ومن يضلل فلا هادي له؛
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:-
لازلنا اخوة الإسلام مع الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخصال المردية في ضوء حديث رسول الله الذي جمع فيه الكثير من هذه الخصال https://rokiatkalb.yoo7.com/montada-f42/topic-t2434.htm من هنا هذا الحديث الذي أعيد وأذكر بقدره وكيف كان علماؤنا يعظمون شأنه .
وقفنا عند بر الوالدين يزيد في عمر صاحبه والمحافظة على الوضوء نجاة من عذاب القبر وذكر الله تعالى حصن منيع من كل شيطان رجيم والصلاة من حافظ عليها نجاه الله من ملائكة العذاب ، الصلاة إخوة الإسلام أعظم فرائض الإسلام بعد التوحيد عظم الإسلام شأنها ورفع ذكرها وأعلى مكانتها كل العبادات فرضت في الأرض إلا الصلاة فرضت في السماء فهي أم العبادات وأفضل الطاعات لدى جاءت النصوص تحض على إقانتها والمحافظة عليها والمداومة على تأديتها في أوقاتهاو الصيام فضله عظيم به يرتوي العبد من ظمأ يوم حره شديد وغسل الحنابة يجعلك تجلس الة جنب النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة و الحج والعمرة تخرجان العبد من ظلمات القيامة الى النورو الصدقة تقي العبد من وهج النار
فضيلة اليوم هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ورأيت رجلا من أمتي قد إحتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة}
فإن الله سبحانه وتعالى قد أوجب على المسلمين القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال: ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون [آل عمران]، فأوجب الله سبحانه وتعالى أن ينتصب من هذه الأمة طائفة تقوم بهذا الواجب العظيم، وجعل الله من شروط حيازة الخيرية لهذه الأمة قيامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال تعالى: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [آل عمران]، فأساس التشريع الإسلامي مبني على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل الدين كله أمر بمعروف ونهي عن المنكر فالتوحيد أمر بعبادة الله وحده لاشريك له ونهى عن الشرك قال تعالى: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً [النساء] والصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر قال تعالى: وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون [العنكبوت]، والزكاة أمر بمعروف ونهي عن منكر قال تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليه إن صلاتك سكناً لهم [التوبة] تطهرهم من دنس البخل والشح والهلع والأثرة والأنانية وتمنيهم عند الله سبحانه وتعالى بالمثوبة والأجر والدرجات العلى والصوم كذلك يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال رسول الله : ((فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل))1، والحج كذلك شرع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى: فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج [البقرة] .
فيا عباد الله إن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص الأمة المحمدية فقال تعالى: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم [التوبة]، وهو سبب من أسباب التمكين للمؤمنين في الأرض قال الله تعالى: الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور [الحج] .
وهكذا نجد كل أركان الإسلام إنما جاءت لتؤكد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك يدل على أهمية القيام به في الإسلام، ولما كانت المنكرات قد فشت وعمت وطمت فإن المسئولية تقع على كاهل الجميع في تغيير المنكرات وقد جعل الرسول مراتب التغيير ثلاثاً فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))2 فكل مسلم قادر على تغيير المنكر وجب عليه أن يغيره بيده فيما له قدرة عليه أو مسئولية، فإن لم يستطيع فالإنكار باللسان واجب، وذلك بالنصيحة والتوحيد والإرشاد، وإن أدى الى نوع تغليظ وتعنيف إن إقتضت المصلحة ذلك، فإن لم يتمكن من هذا وذاك فالواجب على المسلم إنكار المنكر بالقلب وذلك أضعف الإيمان، أي آخر مراتب الإيمان وحدوده، فعن عبدالله بن مسعود أن رسول الله قال: ((ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل))3، (فعلم أن القلب إذا لم يكن فيه كراهة ما يكرهه الله، لم يكن فيه من الإيمان الذي يستحق به الثواب وقوله ((من الإيمان)) أي: من هذا الإيمان وهو الإيمان المطلق، أي: ليس وراء هذه الثلاث ماهو من الإيمان، ولاقدر حبة خردل، والمعنى: هذا آخر حدود الإيمان، ما بقي بعد هذا من الإيمان شيء، ليس مراده: إنه من لم يفعل ذلك لم يبق معه من الإيمان شيء، بل لفظ الحديث إنما يدل على المعنى الأول)4، فيا عباد الله إن المنكرات بين المسلمين كثيرة وفي إزدياد، والسيئات يتفاقم أمرها بين الفينة والأخرى، ومن هذه المنكرات فرض الإختلاط بين الجنسين بدون ضابط، فعن أم المؤمنين أم الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي دخل عليها فزعاً يقول: ((لا إله إلا الله ويلٌ للعرب من شرق قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)) وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم إذا كثر الخبث))5، وقد فسر بعض أهل العلم الخبث بالفجور والفسوق، وذهب بعضهم الى أن الخبث هو الزنى خاصة، وقيل: أولاد الزنى، وفي هذا الحديث دليل على شؤم المعصية والواجب تحريض المسلمين على إنكارها وتغييرها، فيا أيها المسلمون: الواجب عليكم أن لا تسكتوا عن هذا المنكر، فلوسكتم عنه كما سكتم عن غيره وعن ماهو أعظم منه عم العذاب والبلاء ونزلت الفتن والمصائب والإبتلاءات كما قال تعالى: وأتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة وأعلموا أن الله شديد العقاب [الأنفال]، فاذا حصل الإختلاط بين الجنسين لاقدر الله، فالواجب على كل أب أن يمنع إبنته من الذهاب الى المدارس المختلطة والتعلم فيها، فأجلسها في البيت وعلمها كتاب ربها وسنة نبيها وأدبها بأدب الإسلام تكن لك ذخراً عند الله، وأما اذا أطلقت لها العنان وشجعتها على الدراسة في المدارس المختلطة فلا تلومن الا نفسك إن جاءت لك بفضيحة أو حملت معها العار والشنار، وحينها والعياذ بالله ستندم ولات ساعة مندم، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين وأجعلنا للمتقين إماماً .
الخطبة الثانية
فإن المسئولية على البنات تقع على كاهل الجميع فكل أب مسؤول عن أولاده وكذلك المرأة مسؤولة عن تربية أولادها وبناتها وقد قال : ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته))6، فكل إنسان سيسأل يوم القيامة عن ما إسترعاه الله حفظ ذلك أم ضيع.
فيا عباد الله: إن الإختلاط شره مستطير، وخطره عظيم وكبير فمامن أمة عرفت الإختلاط الا وذهبت أخلاقها
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والعلمانيين أدركوا أن الوسيلة السهلة لإفساد المسلمين إنما يكون بإشاعة الفاحشة بينهم ومن أهم الطرق المؤدية الى ذلك الإختلاط بين الجنسين .
ولما أعدت فرنسا حملتها لاحتلال الشام ومصر كان برفقه الجيش الفرنسي المحتل جيش آخر من النساء الغانيات الفاتنات الجميلات فقال أحد الجنود لقائده: إن مهمتنا معروفة ولكن ماهي مهمة هذا الجيش من النساء، فقال له: يا أحمق أن كاساً وغانية يفعلان في شباب محمد - - ما لا يفعله ألف مدفع أو دبابة.
إن الواجب على المسلم أن يحافظ على بناته ويؤدبهن بأدب الإسلام وديننا الحنيف وضع للمرأة المسلمة القيود التي تحصنها وتحافظ على كرامتها وتصون عفتها فقال تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة [الأحزاب]، وقال تعالى: وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن