قصــــــة بداية الخلق
--------------------------------------------------------------------------------
بداية القصة
قارئي - قارئتي الاعزاء هيا إلى بداية القصة أو قصه البداية، بداية البشر عندما أُعلن ميلاد آدم في الملأ الاعلى، اعلنه الرب نفسه على كل أهل السماء قائلاً لهم: (أني خالق بشراً من طين)، وهذا ما يفسر لنا وجود عناصر كيميائية مثل الكربون، والأكسجين، والنيتروجين، والأزوت، والكالسيوم، والفسفور والكبريت، وغيرها في الانسان وفي أديم الأرض وفي الماء أيضاً، وهكذا خلق أبونا آدم أبو البشر من طين، والطين من تراب أضيف له الماء، فلا غرابه إذن أن يقول الخالق العظيم: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ) والتراب ألوان فمنه الأصفر والأحمر والأسود، والتراب أنواع فمنه الأرض الطيبة والأرض الخبيثة ولذلك فالناس ألوان ومعادن .
عن أبي موسى الأشعري أن النبي (ص) قال ( إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض , جاء منهم الأحمر والأبيض وبين ذلك , والخبيث والطيب وبين ذلك ) وكما هو معروف أن كل إنسان ستناديه تربته وترابه الذي خلق منها لتحتضنه بعد وفاته كما قال المعصوم (ص): (ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي يولد منها ، فإذا رد إلى أرذل عمره رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها ، وإني وأبو بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن
وتستمر عملية الخلق فيضاف الماء إلى التراب ليصبح طيناً (هو الذي خلقكم من طين) (الانفال2) وقال (الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ أحلق الإنسان من طين ) ويتكرر خلط الطين بالماء مع التحريك ليصبح طيناً لازباً أي ملتصقاً (بعض مع بعض) لاصقا قال تعالى (إن خلقناهم من طين لازب) ثم يترك الطين اللازب سنيناً فيسود ويصبح حمأ، ثم يتعفن وينتن وهذا هو المسنون، (فالمسنون هو: متروك سنين أو منتن الرائحة، قال تعالى (من حمأ مسنون
ثم يترك هذا الحمأ المسنون ليجف فيصبح صلصال أي طين يابس جاف يصلصل عند نقرة قال تعالى ( من صلصال من حمأ مسنون ) ثم يحرق هذا الصلصال ليصبح فخاراً (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) ثم ترك آدم وهو صلصال كالفخار حيناً من الدهر (أربعين) لم يكن فيها شيئاً مذكوراً قال تعالى (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) ، فأين كنت أنا وأنت في هذه الاثناء؟ أكيد أكيد لم نكن شيئاً مذكوراً.
ثم يأتي الموعد، موعد النقلة النوعية الكبرى التي سيتحول بها الطين من طبيعته المادية الوضيعة المعروفة والمحدودة إلى الحياة العضوية الحية المتحركة بل إلى الأفق الإنساني الكريم حتى يكون أهلاً لتولى الخلافة, وتتم هذه النقلة النوعية بإعلان إلهي بتحول عظيم (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) وبعد هذه النفخة العلوية، التي سببت نقلة نوعية لهذا الطين يأتي الأمر بالسجود لهذا الصنيع ولهذه النقلة النوعية التي حدثت. ( فقعوا له ساجدين
وهكذا سرت الروح في عروق آدم ودبت فيه الحياة فتحرك ونشط وعطس أدم فحمد الله على أن دبت فيه الروح ، فتحول الطين إلى حياة وحركة ونشاط، ولايزال سر هذه الحياة لغزاً لم يهتد إليه أحد حتى الآن.
إنها إذن تلكم النفخة هي التي فرقت بين الانسان وسائر الاحياء وأفردته منذ نشأته عن سائر الكائنات الحية، هذه النفخة هي التي تجعله أحياناً يتجاوز النطاق المادي الذي تتعامل به العضلات والحواس إلى النطاق الذي تتفاعل فيه القلوب والأرواح، مع استمرار إلحاح ضرورات الطين من طعام وشراب ولباس وشهوات ونزوات قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) (آل عمران 14).
فأنت أيها الانسان تحمل بين جنبيك خصائص الطين هذه، كما تحمل خصائص الروح، وعليك أن توازن بين هذه وتلك فأنت لست مطالباً بأن تكون ملكاً (روحاً فقط) ولا مطالب بأن تكون حيواناً (طيناً فقط)، لكنك تميل نحو الدونية والأرضية والطينية تارة، ثم تميل نحو الرقي والرفعه وحب والجلال والجمال تارة أخرى وهذا التأرجح والتذبذب ظاهرة صحية، لكن المشكلة في هؤلاء الذين يفضلون العيش في الوحل دائما، لا يحلون حلالاً ولا يحرمون حراماً، لا يغذون الروح بل لا يفكرون فيها، أو يقنعون أنفسهم أنهم في عصر مادي ومن العيب أن يتطرقون لمثل هذه الروحانيات والحب والأخلاق والتدين.
وكذلك أولئك الذين يحاولون إقناع أنفسهم ومن حولهم بضرورة العيش بعيدا عن متطلبات الطين من زوجة ومال وأولاد ومال ومأكل ومشرب وملبس معتبرين أن هذا نقيصة وعار، فالوسط الوسط، وكما قال الحبيب: ( سددوا وقاربوا ) .
منقول
--------------------------------------------------------------------------------
بداية القصة
قارئي - قارئتي الاعزاء هيا إلى بداية القصة أو قصه البداية، بداية البشر عندما أُعلن ميلاد آدم في الملأ الاعلى، اعلنه الرب نفسه على كل أهل السماء قائلاً لهم: (أني خالق بشراً من طين)، وهذا ما يفسر لنا وجود عناصر كيميائية مثل الكربون، والأكسجين، والنيتروجين، والأزوت، والكالسيوم، والفسفور والكبريت، وغيرها في الانسان وفي أديم الأرض وفي الماء أيضاً، وهكذا خلق أبونا آدم أبو البشر من طين، والطين من تراب أضيف له الماء، فلا غرابه إذن أن يقول الخالق العظيم: (ومن آياته أن خلقكم من تراب ) والتراب ألوان فمنه الأصفر والأحمر والأسود، والتراب أنواع فمنه الأرض الطيبة والأرض الخبيثة ولذلك فالناس ألوان ومعادن .
عن أبي موسى الأشعري أن النبي (ص) قال ( إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض , جاء منهم الأحمر والأبيض وبين ذلك , والخبيث والطيب وبين ذلك ) وكما هو معروف أن كل إنسان ستناديه تربته وترابه الذي خلق منها لتحتضنه بعد وفاته كما قال المعصوم (ص): (ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي يولد منها ، فإذا رد إلى أرذل عمره رد إلى تربته التي خلق منها حتى يدفن فيها ، وإني وأبو بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة وفيها ندفن
وتستمر عملية الخلق فيضاف الماء إلى التراب ليصبح طيناً (هو الذي خلقكم من طين) (الانفال2) وقال (الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ أحلق الإنسان من طين ) ويتكرر خلط الطين بالماء مع التحريك ليصبح طيناً لازباً أي ملتصقاً (بعض مع بعض) لاصقا قال تعالى (إن خلقناهم من طين لازب) ثم يترك الطين اللازب سنيناً فيسود ويصبح حمأ، ثم يتعفن وينتن وهذا هو المسنون، (فالمسنون هو: متروك سنين أو منتن الرائحة، قال تعالى (من حمأ مسنون
ثم يترك هذا الحمأ المسنون ليجف فيصبح صلصال أي طين يابس جاف يصلصل عند نقرة قال تعالى ( من صلصال من حمأ مسنون ) ثم يحرق هذا الصلصال ليصبح فخاراً (خلق الإنسان من صلصال كالفخار) ثم ترك آدم وهو صلصال كالفخار حيناً من الدهر (أربعين) لم يكن فيها شيئاً مذكوراً قال تعالى (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً) ، فأين كنت أنا وأنت في هذه الاثناء؟ أكيد أكيد لم نكن شيئاً مذكوراً.
ثم يأتي الموعد، موعد النقلة النوعية الكبرى التي سيتحول بها الطين من طبيعته المادية الوضيعة المعروفة والمحدودة إلى الحياة العضوية الحية المتحركة بل إلى الأفق الإنساني الكريم حتى يكون أهلاً لتولى الخلافة, وتتم هذه النقلة النوعية بإعلان إلهي بتحول عظيم (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) وبعد هذه النفخة العلوية، التي سببت نقلة نوعية لهذا الطين يأتي الأمر بالسجود لهذا الصنيع ولهذه النقلة النوعية التي حدثت. ( فقعوا له ساجدين
وهكذا سرت الروح في عروق آدم ودبت فيه الحياة فتحرك ونشط وعطس أدم فحمد الله على أن دبت فيه الروح ، فتحول الطين إلى حياة وحركة ونشاط، ولايزال سر هذه الحياة لغزاً لم يهتد إليه أحد حتى الآن.
إنها إذن تلكم النفخة هي التي فرقت بين الانسان وسائر الاحياء وأفردته منذ نشأته عن سائر الكائنات الحية، هذه النفخة هي التي تجعله أحياناً يتجاوز النطاق المادي الذي تتعامل به العضلات والحواس إلى النطاق الذي تتفاعل فيه القلوب والأرواح، مع استمرار إلحاح ضرورات الطين من طعام وشراب ولباس وشهوات ونزوات قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) (آل عمران 14).
فأنت أيها الانسان تحمل بين جنبيك خصائص الطين هذه، كما تحمل خصائص الروح، وعليك أن توازن بين هذه وتلك فأنت لست مطالباً بأن تكون ملكاً (روحاً فقط) ولا مطالب بأن تكون حيواناً (طيناً فقط)، لكنك تميل نحو الدونية والأرضية والطينية تارة، ثم تميل نحو الرقي والرفعه وحب والجلال والجمال تارة أخرى وهذا التأرجح والتذبذب ظاهرة صحية، لكن المشكلة في هؤلاء الذين يفضلون العيش في الوحل دائما، لا يحلون حلالاً ولا يحرمون حراماً، لا يغذون الروح بل لا يفكرون فيها، أو يقنعون أنفسهم أنهم في عصر مادي ومن العيب أن يتطرقون لمثل هذه الروحانيات والحب والأخلاق والتدين.
وكذلك أولئك الذين يحاولون إقناع أنفسهم ومن حولهم بضرورة العيش بعيدا عن متطلبات الطين من زوجة ومال وأولاد ومال ومأكل ومشرب وملبس معتبرين أن هذا نقيصة وعار، فالوسط الوسط، وكما قال الحبيب: ( سددوا وقاربوا ) .
منقول