مأزق الفكر الاستراتيجي الغربي.. و فكرنا
كنا نسعى أن نصوغ نموذجنا بأنفسنا، بأخطائه وإيجابياته،بدت لنا الاشتراكية أفضل من الرأسمالية، ولم نقبلها كما هي ، حاولنا أن تكون عربية أو جزائرية أو إسلامية حتى، ومِنا من اختار طريقا آخر ، الملكية الدستورية ، أو الإمارة الوراثية، ومِنا من كان يبحث عن هجين بين كل هذه البدائل، نخطئ ونصيب، ولكننا نحاول التجربة، نبحث عن الطريق، باختصار كنا نحاول أن نجتهد... أن نفكر...
مهما قيل عن تفكيرنا ومهما قيل عن أخطائنا وفجأة يتغير العالم.. بدل الخيارات المتعددة أو الثنائية على الأقل التي كنا نسعى لفهمها، أصبح أمامنا خيار واحد: اقتصاد السوق ، الليبرالية، الديمقراطية... وقيل لنا أنه الطريق الأوحد، الوحيد، هو النهاية التي ليس بعدها نهاية، نهاية النهاية. نهاية التاريخ.. لم يُسمح لنا حتى باختيار كيف ننتهي.. الوجه الذي نرغب أن نموت عليه، مادام الموت أمرا مقضيا... وفُرض علينا، السير في هذا الطريق، من غير أن يُسمح لنا بالتفكير هذه المرأة بل حتى بمحاولة تجربة التفكير. لقد فكروا وقدروا.. وأعدوا لنا كل شيء: التعددية والديمقراطية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي و الخبراء في بناء الأمم البدائية، وكل شيء.. علينا فقط أن نتبع التعاليم المنزهة عن الخطأ، لأنها أخذت بعين الاعتبار كل خصائصنا، وهي تعلم ما ينفعنا وما يضرنا. كل واقعنا تمت دراسته من قبل خبراء العقل الاستراتيجي الغربي.. نحن لا نملك عقولا، مازال تفكيرنا في مرحلته البدائية، وعلينا أن نقبل بالتفوق. وبينوا لنا ذلك بالحقائق والأرقام..
ولم يعد بإمكان أي منا أن يناقش، أن يسألن أن يفكر. وقٌتلت ، أو هٌمشت كل محاولة للتفكير، كل محاولة لمحاولة التفكير، كل محاولة للتعبير عن رأي آخر.. أصبحت جميعها نشازا، كصيحة في قعر واد..
ومات ما بقي عندنا من "نورونات" العقل.. وفٌتحت الأبواب للتفكير بواسطة الغريزة: غريزة حب الاستهلاك والمادة، والسيطرة، ونفي الآخر، وحتى إلغاءه إن اقتضى الأمر.. وكان ذلك بديلُ البديل الذي كنا نبحث عنه.. وغمرنا زبد الموجة الثالثة التي بشر بها "ألفين توفلر" ولم نر ما تحمله في أعماقها مما ينفع الناس..
وسلم معظمنا بهذا القدر المقدر.. وكاد يطوي صفحة التفكير لديه رافعا راية الاستسلام لمقدرات الآخر وهو يرى كيف أن كل الرموز التي كانت تٌقدم له لتقوده نحو بر الأمان أكدت له تلك الحقيقة التي لم يعد يشك فيها: أن لا عقل ولا تفكير لدى الجميع.. أننا بالفعل دون الآخرين.. ولا يمكننا أن نتقدم بدونهم.. إذ لديهم الأفكار والأفعال والمال والقوة وحتى القيم.. ولم يبق لدينا أي شيء. إلا النهاية المحتومة: أن نخرج من التاريخ...
وفجأة مرة أخرى.. يحدث الذي يحدث اليوم...
الغرب كله يراجع حساباته..
يراجع قناعته الاقتصادية
ويراجع قناعاته السياسية
ويراجع قناعاته الفكرية..
ويشكك في عقله الاستراتيجي..
يعترف أنه عاجز، و ويسعى للبحث عن حل ولو في الصين..
ولو عند الآخرين..
ولمَ لا نحن؟
إذا ما بقي لدينا شيء من التفكير..
إذا ما تحرك فينا شيء..
فهل بقي فينا ما يتحرك؟
لعل الأزمة التي يعرفها العقل الاستراتيجي الغربي اليوم تحمل أكثر من دلالة. ودلالتها الأولى أنه لا توجد مسلمات في السياسة أو الاقتصاد أو العلاقات الدولية.. كل شيء ممكن التحول في لحظة من اللحظات ، ولا بديل عن العودة إلى الذات، عن العودة إلى التفكير الذاتي النابع من خصائص المجتمع الذي ننتمي إليه والحضارة التي تؤطرنا، فلا العولمة وحدت الحلول ، و لا حضارة القرن الحادي والعشرين شكلت الرأي العالم الأوحد. الصينيون وحدهم هم الذين صمدوا أما نحن فزُلزلنا زلزالا حتى كدنا نفقد من نحن.. ولولا بدايات هذا الزلزال المضاد لكانت النهاية قد أطبقت علينا تماما...
فهل تتحرك عقولنا مرة أخرى لنرى ما فعلت بنا عقول الآخرين؟.
ليس أمامنا سوى هذا البديل: إما أن نعيد صياغة تفكيرنا الاستراتيجي، أو نتحمل أخطاء تفكير غيرنا التي يبقى هدفها الأول والأخير : حماية نفسها وحضارتها.. أما ما يحدث لنا، ما يمكن أن يصيبنا فتلك مسألة يُنظر في شأنها بعد حين وإن كان ما يحدث هو الانهيار التام.
هل ننتظر أكثر مما انتظرنا لننطلق مرة أخرى في التفكير.. ولو بالعودة إلى ما كنا عليه.. لأن تلك هي البداية الحقة للتفكير الاستراتيجي.. الذي أضعناه في يوم من الأيام...
كنا نسعى أن نصوغ نموذجنا بأنفسنا، بأخطائه وإيجابياته،بدت لنا الاشتراكية أفضل من الرأسمالية، ولم نقبلها كما هي ، حاولنا أن تكون عربية أو جزائرية أو إسلامية حتى، ومِنا من اختار طريقا آخر ، الملكية الدستورية ، أو الإمارة الوراثية، ومِنا من كان يبحث عن هجين بين كل هذه البدائل، نخطئ ونصيب، ولكننا نحاول التجربة، نبحث عن الطريق، باختصار كنا نحاول أن نجتهد... أن نفكر...
مهما قيل عن تفكيرنا ومهما قيل عن أخطائنا وفجأة يتغير العالم.. بدل الخيارات المتعددة أو الثنائية على الأقل التي كنا نسعى لفهمها، أصبح أمامنا خيار واحد: اقتصاد السوق ، الليبرالية، الديمقراطية... وقيل لنا أنه الطريق الأوحد، الوحيد، هو النهاية التي ليس بعدها نهاية، نهاية النهاية. نهاية التاريخ.. لم يُسمح لنا حتى باختيار كيف ننتهي.. الوجه الذي نرغب أن نموت عليه، مادام الموت أمرا مقضيا... وفُرض علينا، السير في هذا الطريق، من غير أن يُسمح لنا بالتفكير هذه المرأة بل حتى بمحاولة تجربة التفكير. لقد فكروا وقدروا.. وأعدوا لنا كل شيء: التعددية والديمقراطية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي و الخبراء في بناء الأمم البدائية، وكل شيء.. علينا فقط أن نتبع التعاليم المنزهة عن الخطأ، لأنها أخذت بعين الاعتبار كل خصائصنا، وهي تعلم ما ينفعنا وما يضرنا. كل واقعنا تمت دراسته من قبل خبراء العقل الاستراتيجي الغربي.. نحن لا نملك عقولا، مازال تفكيرنا في مرحلته البدائية، وعلينا أن نقبل بالتفوق. وبينوا لنا ذلك بالحقائق والأرقام..
ولم يعد بإمكان أي منا أن يناقش، أن يسألن أن يفكر. وقٌتلت ، أو هٌمشت كل محاولة للتفكير، كل محاولة لمحاولة التفكير، كل محاولة للتعبير عن رأي آخر.. أصبحت جميعها نشازا، كصيحة في قعر واد..
ومات ما بقي عندنا من "نورونات" العقل.. وفٌتحت الأبواب للتفكير بواسطة الغريزة: غريزة حب الاستهلاك والمادة، والسيطرة، ونفي الآخر، وحتى إلغاءه إن اقتضى الأمر.. وكان ذلك بديلُ البديل الذي كنا نبحث عنه.. وغمرنا زبد الموجة الثالثة التي بشر بها "ألفين توفلر" ولم نر ما تحمله في أعماقها مما ينفع الناس..
وسلم معظمنا بهذا القدر المقدر.. وكاد يطوي صفحة التفكير لديه رافعا راية الاستسلام لمقدرات الآخر وهو يرى كيف أن كل الرموز التي كانت تٌقدم له لتقوده نحو بر الأمان أكدت له تلك الحقيقة التي لم يعد يشك فيها: أن لا عقل ولا تفكير لدى الجميع.. أننا بالفعل دون الآخرين.. ولا يمكننا أن نتقدم بدونهم.. إذ لديهم الأفكار والأفعال والمال والقوة وحتى القيم.. ولم يبق لدينا أي شيء. إلا النهاية المحتومة: أن نخرج من التاريخ...
وفجأة مرة أخرى.. يحدث الذي يحدث اليوم...
الغرب كله يراجع حساباته..
يراجع قناعته الاقتصادية
ويراجع قناعاته السياسية
ويراجع قناعاته الفكرية..
ويشكك في عقله الاستراتيجي..
يعترف أنه عاجز، و ويسعى للبحث عن حل ولو في الصين..
ولو عند الآخرين..
ولمَ لا نحن؟
إذا ما بقي لدينا شيء من التفكير..
إذا ما تحرك فينا شيء..
فهل بقي فينا ما يتحرك؟
لعل الأزمة التي يعرفها العقل الاستراتيجي الغربي اليوم تحمل أكثر من دلالة. ودلالتها الأولى أنه لا توجد مسلمات في السياسة أو الاقتصاد أو العلاقات الدولية.. كل شيء ممكن التحول في لحظة من اللحظات ، ولا بديل عن العودة إلى الذات، عن العودة إلى التفكير الذاتي النابع من خصائص المجتمع الذي ننتمي إليه والحضارة التي تؤطرنا، فلا العولمة وحدت الحلول ، و لا حضارة القرن الحادي والعشرين شكلت الرأي العالم الأوحد. الصينيون وحدهم هم الذين صمدوا أما نحن فزُلزلنا زلزالا حتى كدنا نفقد من نحن.. ولولا بدايات هذا الزلزال المضاد لكانت النهاية قد أطبقت علينا تماما...
فهل تتحرك عقولنا مرة أخرى لنرى ما فعلت بنا عقول الآخرين؟.
ليس أمامنا سوى هذا البديل: إما أن نعيد صياغة تفكيرنا الاستراتيجي، أو نتحمل أخطاء تفكير غيرنا التي يبقى هدفها الأول والأخير : حماية نفسها وحضارتها.. أما ما يحدث لنا، ما يمكن أن يصيبنا فتلك مسألة يُنظر في شأنها بعد حين وإن كان ما يحدث هو الانهيار التام.
هل ننتظر أكثر مما انتظرنا لننطلق مرة أخرى في التفكير.. ولو بالعودة إلى ما كنا عليه.. لأن تلك هي البداية الحقة للتفكير الاستراتيجي.. الذي أضعناه في يوم من الأيام...