..كلما أنظر إلى المرآة...لا أرى غير صورة
هي صورة... طفلة أحببتها
و عرفت أنَ...
في داخلي... طفلة
تعيش و تنمو... لكنها تظل طفلة
مع الأيام تكبر... تتعلم... و تتقدم في العمر
نعم أنثى تصبح... لكن الأنوثة... فقط قناع... و تظل
هي... طفلة... في رقتها و شقاوتها هي طفلة
عنوانها العفوية... و تعشق البراءة
بكل المعاني هي طفلة
في الرياض و البساتين...
تلعب و تطرب... تطارد الفراشة
لا تبالي نظرات الاستغراب... في عيون الناس
تمضي الطفلة.. بهيئة أنثى.. تلعب بالأرجوحة.. ترفرف عباءتها
لا تهتم... تغني لكن لا تعزف ألحان الغزل و الهوى... فقط تشدو أناشيد الطفولة
وقد قيل عنها مجنونة... فليقولوا ما يقولوا... هي طفلة القيم النبيلة
فحين تشم شذى الرياحين و الورود... لا تقطف الزهرة
لأنها جميلة ما دامت حية بين أغصان الشجرة
و لكي تستفيد من شذاها النحلة
نعم في داخلي طفلة
ترقص ما غنت الطيور... و تهتف
كلما رأت حمامة... أو دجاجة... تتأملها مليا... تراقبها بدقة
تتعجب... تتساءل... تبحث عن العبرة... ولربما
تحاول الحديث مع... العصفورة
متأملا... فهم أحاسيس
تخفيها
طفلة هي
لكن ما قبِلتها الإنسانية
اتُّهمت باتهامات و أذيعت عنها شائعات
تساءلوا مراراً... كيف لشخص أن يتمسك بطفولته في زمن
بات فيه الطفل يتبرأ من عفويته و براءته و يرعى
بداخله غرور الشباب و يزداد كبرا
كلما تخلى عن العفوية
هذه طفلة
تركوها... فصادقت الطبيعة
فتعلمت مهارات و فلسفات... و أصبحت
تتحدث مع النباتات... و تبادل الحجارة و البحار أحاسيسها
و تحكي لهم مدى إعجابها بهم و بخالقهم
فقد تفهّموها و تفهّمتهم
نعم... في داخلي
طفلة... ملؤها نقاوة و عفوية
لا تعرف الحقد... و لا الفتن... و لا الكراهية
و إن غارت... غارت غيرة الشريف على عرضه و إن أحبت
أحبت ببراءة طفولية و صدق لا تعرف الخيانة... وقلب ينبض بالصراحة
و إن كذبت... كذبت لوهلة... ما تلبث أن تعترف بالحقيقة
طالبة العفو والسموحة نادمة على الصنعة
و إن بكت بكت من القهر و العجز
لا بكاء الدلال و الرياء
تضحك هذه الطفلة
حينما تشعر بالأنس و السعادة
تضحك أكثر حينما ترى الآخرين يضحكون
وإن ضحكت تكون نابعة من القلب تتردد صداها في الأجواء
لا ضحكة استهزاء و لا ابتسامة سخرية تعرفها...
في المقابل تعرف... كما أنها لا تطيق
أن تُجرح مشاعرها.. فيجب
عليها ألا تجرح
الآخرين
إي نعم
في داخلي.. طفلة
و حقوقي هي لعبة هذه الطفلة
وواجباتي أحرص عليها حتى لا تصادر عني
دميتي و لعباتي... وطالما هذه الطفلة تحرص على الواجبـات
هي تستحق أن تجد وقتا كافيا للعب... و إذا انتهكت
حقها في اللعب... فلن يضمنوا شر الغضب
و العدوان العفوي وانتقام
ذا طابع بريء
هذه الطفلة
تحتاج كغيرها لدعم و تشجيع
وديعة بفطرتها لكن لها القابلية بأن تتقبل الخير و الشر
على حد سواء... فلا بد من... توجيهها
لكي تمضي في طريق البر
في داخلي طفلة
أحرص على رعايتها
هي كياني و قالب تتشكل فيه شخصيتي
و إن وصلت يوما ما إلى سن اليأس و أصابني الهرم
هي هذه الطفلة ستظل طفلة تعيش و تنمو بداخلي إلى أن يحين الوداع