وسام المنتدى
من طرف نور الهدى الأربعاء مارس 18, 2009 10:24 amالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن النظرة غير الواقعية للأمور تصيب صاحبها غالبا بصدمات،
أو مفاجآت غير متوقعة وغالبا ما تكون مؤلمة و حزينة.
إن رجلا لم يلتفت لما حوله من أمور واقعية تشير بصورة جازمة لما هو مقدم عليه، فلم يهتم لها،
وبقى فى خياله الصورة الجميلة الغير واقعية التي رسمها له ذهنه، وأبقاها هي الأصل والأساس،
الذي يجب أن يتعامل على أساسه وبحسبه، فلما أتى المكان الذي تحرك للوصول له،
وجده متهدما متحطما، ولا أحد يهتم به قط. فجلس بجواره حزينا مصدوما يبكي حاله.
(فما هي النتيجة والمحصلة، صدمة، وبكاء، وتحسر، ثم انصراف عن مكان الأمل المفقود،
مع استمرار الأمر على ما هو عليه وعدم حدوث تغيير قط).
وإنه اذا نظر لواقعه المحيط، فعرف حال الأمور،
وما قد تكون عليه - من قبل أن يراها ويصطدم بها- بصورة ليست متفائلة وليست سوداء قاتمة،
فتوقع أن المكان الذي هو ماض إليه غالبا ما سيكون ككل ما حوله من أمور واقعية.
فلما أتى الموضع المنشود وجده بصورة ليست مفاجئة له،
فوجده محطما مهدما والناس عنه عزوف. ولكنه لأنه كان يتوقع ذلك من خلال نظرته الواقعية.
أتى وهو مستعد ومتهيئ لمثل هذا الموقف،
فأتى ومعه بعض الأفكار، وبعض الأحجار، وبعض مواد البناء، وبعض الملمعات، وبعض اللافتات الجذابة، ونحو ذلك.
فلما رأى الحال؟؟ لم يجلس بجوار الهدم باكيا متندما.
بل شرع يضع بعض اللافتات التي تجذب غيره للمكان،
وأخذ ينشر أدوات التلميع حول المكان، وأخذ يحاول نشر أفكاره، وبناء بعض أحجاره.
فإذا السماء ينزل منها بعض القطر.
ومع الأمل والمحاولة الدءوبة المستمرة المتعلقة بانتظار الثواب من الله تعالى وحده،
إذا بالسماء تهطل بالأمطار الغزيرة.
فبعد أن كان الناس عازفين تماما عن المكان،
بدأوا يقدمون إليه بصورة قليلة، كقطر السماء، ثم مع الوقت وتضافر الجهود من هذه القطرات القليلة،
جاء الباقون واستمر السيل حتى صار جارفا.
فانظر للفارق الرهيب بين هذين الرجلين. وانظر أيهما تريد أن تكون.
قد يكون الكلام غير واضح، وقد يكون واضحا جليا. ولكن لاحتمال الأول فيلزمني مزيد توضيح لما ذكرته.
ضمانا أن يكون وصل معناه.
فأقول:
إن من نظر لواقع الأمور لرأى بعين قليلة الإبصار، أن أغلب الناس أو الكثرة الكاثرة منهم، هم عزوف عن كتاب ربهم،
فلا ترى إلا القليل جدا منهم من يفتح كتاب ربه، ليقرأ فيه، ويتلوه.
وتجد غالبهم قد علا مصاحفهم الكثيرة في بيوتهم وسياراتهم التراب الكثير والغبار الكثيف.
فإذا ما أتى شهر رمضان، أزال عدد منهم التراب،
وبذل جهدا مضنيا ليختم القرآن بأي طريقة مرة واحدة في رمضان،
وبعدها يعود المصحف لمكانه بانتظار تراب العام القادم، وبانتظار رمضان آخر.
ومن ضمن تلك القلة القليلة التي تحرص على القراءة المتواصلة لكتاب ربها.
ستجد قلة أقل تحرص على حفظ كتاب ر بها.
ومن هذه القلة ستجد قلة أكثر وأكثر وأكثر تسعى لمعرفة التجويد.
فإذا ما ذهبت لأبعد من ذلك، فلا تتوقع أحد، أو توقع واحدا أو اثنين.
فهذه هي النظرة الواقعية التي لابد منها.
فمن أتى بغير هذه النظرة الواقعية، فهو حتما مصطدم بالواقع، مفاجئ بالحال الردي،
ولن يسعه إلا المكث بجوار الهدم باكيا حزينا فاقدا للأمل.
واذا كنت أريد أن أعلم الناس علما عظيما جليلا وهو علم القراءات العشر مثلا،
فأتيت لمحل ومكان لأنشر فيه هذا العلم،
فإن لم أصطحب معي النظرة الواقعية، لكنت كالرجل الأول.
ولكنني لو أتيت متوقعا للحال. متأهبا للمعركة. مستعدا لما يقابلني.
لاصطحبت معي أفكاري. التي تحول الهدم بناء جميلا عظيما مهيبا.
فماذا أفعل؟؟؟
لن أصعد فوق الهدم وأصيح بأعلى صوتي، يا أهل الإسلام من أراد أن يتعلم علم القراءات فليأت.
فإنه لن يأتي احد. لو جاء البعض فسريعا ما سيرجعون وينكصون على أعقابهم.
ولكن ماذا أفعل؟؟؟
لماذا لا أذيقهم هذا العلم بصورة غير مباشرة وبصورة شديدة الجاذبية،
تجعل من يتذوق يشعر بحلاوة ما رأى لها مثيلا من قبل. فيرغب في أن يرتشف رشفة أخرى.
فأعطيها له بعد وقت. رشفة ثانية جميلة حلوة، ثم أخرى ثالثة, وهكذا
حتى أجبره أن يطلب المزيد والمزيد، فعندها لو صعدت لسطح البناء وناديت ولو بصوت خفيض،
أنني سأعلم علم القراءات لوجدت جمعا غفيرا ممن ذاق وارتشف ورغب وتعلق تعلقا شديدا.
فمثلا هذا موضوع (مشروع القرآن الكريم) كنموذج، وفيه يفتح موضوع للحديث عن آية آية من القرآن،
فهذا يضع تفسيرها بصورة مبسطة من تفسير ابن كثير،
وهذا يضع الفوائد المستفادة منها من تفسير الجزائري،
وهذا يضع أحكام التجويد الموجودة بالآية،
وهذا يضع ترجمة لمعنى الآية بالإنجليزية.
وهذا يضع رشفة عذبة جميلة من علم القراءات.
وفي موضوع آخر أضع رشفة أخرى وهكذا وهكذا.
فمع الوقت سأجد من ذاق الرشفة وتعلق بها وسعى لغيرها، فلما وجدها زاد شوقا لثالثة وهكذا.
وحتى وإن لم يحدث كل هذا. فيكفي أنني رفعت شيئا من البناء،
وما عاد البناء متهدما. فلعل غيري يأتي فيضع لبنات أخرى يعلو بها البناء وهكذا وهكذا
حتى يكتمل البناء، ويصير جاذبا للكثير والكثير.
فشتان شتان بين من علم شخصا علما،
وبين من بث في آخر حب العلم بعد أن كان كارها له، عازفا عنه، ثم علمه العلم.
فهل يستويان؟؟؟؟
كلمات اعجبتنى
مع بعض التعديل البسيط
إن النظرة غير الواقعية للأمور تصيب صاحبها غالبا بصدمات،
أو مفاجآت غير متوقعة وغالبا ما تكون مؤلمة و حزينة.
إن رجلا لم يلتفت لما حوله من أمور واقعية تشير بصورة جازمة لما هو مقدم عليه، فلم يهتم لها،
وبقى فى خياله الصورة الجميلة الغير واقعية التي رسمها له ذهنه، وأبقاها هي الأصل والأساس،
الذي يجب أن يتعامل على أساسه وبحسبه، فلما أتى المكان الذي تحرك للوصول له،
وجده متهدما متحطما، ولا أحد يهتم به قط. فجلس بجواره حزينا مصدوما يبكي حاله.
(فما هي النتيجة والمحصلة، صدمة، وبكاء، وتحسر، ثم انصراف عن مكان الأمل المفقود،
مع استمرار الأمر على ما هو عليه وعدم حدوث تغيير قط).
وإنه اذا نظر لواقعه المحيط، فعرف حال الأمور،
وما قد تكون عليه - من قبل أن يراها ويصطدم بها- بصورة ليست متفائلة وليست سوداء قاتمة،
فتوقع أن المكان الذي هو ماض إليه غالبا ما سيكون ككل ما حوله من أمور واقعية.
فلما أتى الموضع المنشود وجده بصورة ليست مفاجئة له،
فوجده محطما مهدما والناس عنه عزوف. ولكنه لأنه كان يتوقع ذلك من خلال نظرته الواقعية.
أتى وهو مستعد ومتهيئ لمثل هذا الموقف،
فأتى ومعه بعض الأفكار، وبعض الأحجار، وبعض مواد البناء، وبعض الملمعات، وبعض اللافتات الجذابة، ونحو ذلك.
فلما رأى الحال؟؟ لم يجلس بجوار الهدم باكيا متندما.
بل شرع يضع بعض اللافتات التي تجذب غيره للمكان،
وأخذ ينشر أدوات التلميع حول المكان، وأخذ يحاول نشر أفكاره، وبناء بعض أحجاره.
فإذا السماء ينزل منها بعض القطر.
ومع الأمل والمحاولة الدءوبة المستمرة المتعلقة بانتظار الثواب من الله تعالى وحده،
إذا بالسماء تهطل بالأمطار الغزيرة.
فبعد أن كان الناس عازفين تماما عن المكان،
بدأوا يقدمون إليه بصورة قليلة، كقطر السماء، ثم مع الوقت وتضافر الجهود من هذه القطرات القليلة،
جاء الباقون واستمر السيل حتى صار جارفا.
فانظر للفارق الرهيب بين هذين الرجلين. وانظر أيهما تريد أن تكون.
قد يكون الكلام غير واضح، وقد يكون واضحا جليا. ولكن لاحتمال الأول فيلزمني مزيد توضيح لما ذكرته.
ضمانا أن يكون وصل معناه.
فأقول:
إن من نظر لواقع الأمور لرأى بعين قليلة الإبصار، أن أغلب الناس أو الكثرة الكاثرة منهم، هم عزوف عن كتاب ربهم،
فلا ترى إلا القليل جدا منهم من يفتح كتاب ربه، ليقرأ فيه، ويتلوه.
وتجد غالبهم قد علا مصاحفهم الكثيرة في بيوتهم وسياراتهم التراب الكثير والغبار الكثيف.
فإذا ما أتى شهر رمضان، أزال عدد منهم التراب،
وبذل جهدا مضنيا ليختم القرآن بأي طريقة مرة واحدة في رمضان،
وبعدها يعود المصحف لمكانه بانتظار تراب العام القادم، وبانتظار رمضان آخر.
ومن ضمن تلك القلة القليلة التي تحرص على القراءة المتواصلة لكتاب ربها.
ستجد قلة أقل تحرص على حفظ كتاب ر بها.
ومن هذه القلة ستجد قلة أكثر وأكثر وأكثر تسعى لمعرفة التجويد.
فإذا ما ذهبت لأبعد من ذلك، فلا تتوقع أحد، أو توقع واحدا أو اثنين.
فهذه هي النظرة الواقعية التي لابد منها.
فمن أتى بغير هذه النظرة الواقعية، فهو حتما مصطدم بالواقع، مفاجئ بالحال الردي،
ولن يسعه إلا المكث بجوار الهدم باكيا حزينا فاقدا للأمل.
واذا كنت أريد أن أعلم الناس علما عظيما جليلا وهو علم القراءات العشر مثلا،
فأتيت لمحل ومكان لأنشر فيه هذا العلم،
فإن لم أصطحب معي النظرة الواقعية، لكنت كالرجل الأول.
ولكنني لو أتيت متوقعا للحال. متأهبا للمعركة. مستعدا لما يقابلني.
لاصطحبت معي أفكاري. التي تحول الهدم بناء جميلا عظيما مهيبا.
فماذا أفعل؟؟؟
لن أصعد فوق الهدم وأصيح بأعلى صوتي، يا أهل الإسلام من أراد أن يتعلم علم القراءات فليأت.
فإنه لن يأتي احد. لو جاء البعض فسريعا ما سيرجعون وينكصون على أعقابهم.
ولكن ماذا أفعل؟؟؟
لماذا لا أذيقهم هذا العلم بصورة غير مباشرة وبصورة شديدة الجاذبية،
تجعل من يتذوق يشعر بحلاوة ما رأى لها مثيلا من قبل. فيرغب في أن يرتشف رشفة أخرى.
فأعطيها له بعد وقت. رشفة ثانية جميلة حلوة، ثم أخرى ثالثة, وهكذا
حتى أجبره أن يطلب المزيد والمزيد، فعندها لو صعدت لسطح البناء وناديت ولو بصوت خفيض،
أنني سأعلم علم القراءات لوجدت جمعا غفيرا ممن ذاق وارتشف ورغب وتعلق تعلقا شديدا.
فمثلا هذا موضوع (مشروع القرآن الكريم) كنموذج، وفيه يفتح موضوع للحديث عن آية آية من القرآن،
فهذا يضع تفسيرها بصورة مبسطة من تفسير ابن كثير،
وهذا يضع الفوائد المستفادة منها من تفسير الجزائري،
وهذا يضع أحكام التجويد الموجودة بالآية،
وهذا يضع ترجمة لمعنى الآية بالإنجليزية.
وهذا يضع رشفة عذبة جميلة من علم القراءات.
وفي موضوع آخر أضع رشفة أخرى وهكذا وهكذا.
فمع الوقت سأجد من ذاق الرشفة وتعلق بها وسعى لغيرها، فلما وجدها زاد شوقا لثالثة وهكذا.
وحتى وإن لم يحدث كل هذا. فيكفي أنني رفعت شيئا من البناء،
وما عاد البناء متهدما. فلعل غيري يأتي فيضع لبنات أخرى يعلو بها البناء وهكذا وهكذا
حتى يكتمل البناء، ويصير جاذبا للكثير والكثير.
فشتان شتان بين من علم شخصا علما،
وبين من بث في آخر حب العلم بعد أن كان كارها له، عازفا عنه، ثم علمه العلم.
فهل يستويان؟؟؟؟
كلمات اعجبتنى
مع بعض التعديل البسيط
