ثبات المؤمنين في وجه الطواغيت المجرمين
1 - الثبات عند المناظرة
(( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب))
إياك أن تفجأك أجراس الكلمات الرنانة وتابعها من الشيطان ، ولا يحيرك إلغاز الأحاجي الملبسة ولا يغرنك قرع الأصوات الطبلية الفارغة أو تنطع فم واسع فقد هلك المتنطعون ، ولا يهزنك الجمهور العريض اذا صفق أو القرين الخبيث إذا تبسم إعجاباً بكلام خصمك أو همهمات التأييد والاستحسان ، فأنت لا تناظر الا بالحق وللحق ، ولا تبالغ قبل أن تبلغ فتناظر قبل أن تملك ملكات المناظرة ، وقوتك تستمدها من قوة ما تؤمن به .
ولا تجادل مفرداً قوماً عدداً فيشتتوا فكرك أو يلبسوا عليك أمرك ، وإن خفت فلا تناظر فالخائف ملعثم الفكر قبل اللسان .
وإن ناظرت قوماً فليكن همك هدايتهم ، وإن كلمتهم فبلسانهم حتى يفهموك ويزدادوا ثقة في كلامك، ولكن احذر أن يجرك لسانهم إلى ساحتهم بأن تكل الحديث كل الحديث إليه ، بل يكون لسانهم جندياً إلى نصرك ومطيةً إلى غايتك .
أبدِ لخصمك موافقتك على بعض الحق الذي قد يدخل رغماً عنه في كلامه ولو أريد به باطل ، ليعرفوا عدلك فترق قلوبهم للحق الذي علمك إياه، واجعل من شعب الحق في كلامه سبيلاً إلى تأييد فكرتك فإن الحق يؤدي بعضه إلى بعض ، وأهل مكة أدرى بشعابها .
لا ترفع صوتك فإن الإناء الفارغ يحدث من الضجيج أكثر من غيره ، واحذر مجادلك أن يقعد لك قاعدةً ، أو يؤطر إطاراً من عندياته أو يزعم أنها من لازم كلامك فيحاكمك إليها .
فإن استشهد بأن أكثر الناس قالوا فقل: ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )) ، أو قال أنه من المعلوم (( فاعلم أنه لا إله إلا الله ))، أو من المعروف فقل: (( قولٌ معروف ومغفرةٌ خير)) ، وإن حاجّك بأن الكافة اتفقوا فادعه (( إلى ادخلوا في السلم كافة)).
وإنّما عنيت بهذه الإشارات – أيها اللبيب – أن ترد متشابهه إلى محكمك ، وعموماته إلى خصوصياتك ، وأن تحيل المائع الذي لا شكل له إلى حقٍ ثابت ، والجرف الهار الذي يريد أن يجرك إليه إلى جبل راسٍ
اجعل من إشارات يدك رسماً يرسم كل حرف تنطق به ، أو مثالاً ينحت معتقداتك ، واجعل نظراتك عساساً يخترق الأفكار ويأخذ بالنواصي والأقدام.
أجب على أي سؤال يدور في رأسه قبل أن يسألك عنه مما أرشدتك إليه الفطنة وعلمتك التجارب ، بانياً النتائج على المقدمات تسحب مخزونه وتربك فكره وتجعله في وضع المتلقي لما تمليه عليه .
ولذا لا تناظر في أمر قط إلا إذا خبرته أيما خبرة، فإن صاحب الحق قد يصوره باطلاً في أعين الناس ، لا لعيبٍ في الحق وإنما للوثٍ في الواجهة التي عرض من خلالها.
وأخيراً : احذر أن يكون مجادلك عليم اللسان وأنت عليل اللسان ، فيبهر النَّاس زخرف العروس عن دمامتها ويظنون السراب ماءاً لشدة لمعانه في أعيُنهم العطشى إلى الحقائق.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
1 - الثبات عند المناظرة
(( فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب))
إياك أن تفجأك أجراس الكلمات الرنانة وتابعها من الشيطان ، ولا يحيرك إلغاز الأحاجي الملبسة ولا يغرنك قرع الأصوات الطبلية الفارغة أو تنطع فم واسع فقد هلك المتنطعون ، ولا يهزنك الجمهور العريض اذا صفق أو القرين الخبيث إذا تبسم إعجاباً بكلام خصمك أو همهمات التأييد والاستحسان ، فأنت لا تناظر الا بالحق وللحق ، ولا تبالغ قبل أن تبلغ فتناظر قبل أن تملك ملكات المناظرة ، وقوتك تستمدها من قوة ما تؤمن به .
ولا تجادل مفرداً قوماً عدداً فيشتتوا فكرك أو يلبسوا عليك أمرك ، وإن خفت فلا تناظر فالخائف ملعثم الفكر قبل اللسان .
وإن ناظرت قوماً فليكن همك هدايتهم ، وإن كلمتهم فبلسانهم حتى يفهموك ويزدادوا ثقة في كلامك، ولكن احذر أن يجرك لسانهم إلى ساحتهم بأن تكل الحديث كل الحديث إليه ، بل يكون لسانهم جندياً إلى نصرك ومطيةً إلى غايتك .
أبدِ لخصمك موافقتك على بعض الحق الذي قد يدخل رغماً عنه في كلامه ولو أريد به باطل ، ليعرفوا عدلك فترق قلوبهم للحق الذي علمك إياه، واجعل من شعب الحق في كلامه سبيلاً إلى تأييد فكرتك فإن الحق يؤدي بعضه إلى بعض ، وأهل مكة أدرى بشعابها .
لا ترفع صوتك فإن الإناء الفارغ يحدث من الضجيج أكثر من غيره ، واحذر مجادلك أن يقعد لك قاعدةً ، أو يؤطر إطاراً من عندياته أو يزعم أنها من لازم كلامك فيحاكمك إليها .
فإن استشهد بأن أكثر الناس قالوا فقل: ((وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )) ، أو قال أنه من المعلوم (( فاعلم أنه لا إله إلا الله ))، أو من المعروف فقل: (( قولٌ معروف ومغفرةٌ خير)) ، وإن حاجّك بأن الكافة اتفقوا فادعه (( إلى ادخلوا في السلم كافة)).
وإنّما عنيت بهذه الإشارات – أيها اللبيب – أن ترد متشابهه إلى محكمك ، وعموماته إلى خصوصياتك ، وأن تحيل المائع الذي لا شكل له إلى حقٍ ثابت ، والجرف الهار الذي يريد أن يجرك إليه إلى جبل راسٍ
اجعل من إشارات يدك رسماً يرسم كل حرف تنطق به ، أو مثالاً ينحت معتقداتك ، واجعل نظراتك عساساً يخترق الأفكار ويأخذ بالنواصي والأقدام.
أجب على أي سؤال يدور في رأسه قبل أن يسألك عنه مما أرشدتك إليه الفطنة وعلمتك التجارب ، بانياً النتائج على المقدمات تسحب مخزونه وتربك فكره وتجعله في وضع المتلقي لما تمليه عليه .
ولذا لا تناظر في أمر قط إلا إذا خبرته أيما خبرة، فإن صاحب الحق قد يصوره باطلاً في أعين الناس ، لا لعيبٍ في الحق وإنما للوثٍ في الواجهة التي عرض من خلالها.
وأخيراً : احذر أن يكون مجادلك عليم اللسان وأنت عليل اللسان ، فيبهر النَّاس زخرف العروس عن دمامتها ويظنون السراب ماءاً لشدة لمعانه في أعيُنهم العطشى إلى الحقائق.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل