الحمد لله المبديء المعيد ، الغني الحميد ، ذي العفو الواسع والعقاب الشديد ،ومن أضله فهو الطريد البعيد ، ومن أرشده الى سبيل النجاة فهو الرشيد ، يعلم ما ظهر وما بطن ، وما خفي وما علن ، وما عاب وما كمل ، وهو أقرب الى العبد من حبل الوريد ، قسم الخلق قسمين ، وجعلهم منزلتين ، فريق في الجنة وفريق في السعير ،ان ربك فعال لما يريد ، من عمل صالحا فلنفسه ،ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد .
أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والتحميد ، وأشكره والشكر عنده من أسباب الزلفى لديه والمزيد .
وأشهد أنم لا اله الا الله وحده لا شريك له ، ذو العرش المجيد ، والبطش الشديد ، شهادة كافله لي عنده بأعلى درجات أهل التوحيد .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، البشير النذير والسراج المنير ، أ شرف من أظلت السماء و أقلت البيد ، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ، وعلى اله وأصحابه أولي المعونة على الطاعة والتأييد صلاة دائمة في كل حين تنمو وتزيد ، لا تنفذ ما دامت الدنيا والاخرة ولا تبيد .
أما بعد :لازلنا إخوتي في الله مع الترغيب في الخصال المنجية والنرهيب من الخصال المردية والتي جمع بعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل وعظيم كان علماؤنا يعظمون شأنه ولقد ذكرنا نثنى الحديث في الخصلة الأولى لمن أراد أن يعود إليه
أضغط هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إني رأيت البارح عجبا : رأيت رجلا من أمتي أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه ورأيت رجلا من أمتي بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فإسنفذه من ذلك ورأيت رجلا من امتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكره لله تعالى فطرد الشياطين عنه.........}.أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والتحميد ، وأشكره والشكر عنده من أسباب الزلفى لديه والمزيد .
وأشهد أنم لا اله الا الله وحده لا شريك له ، ذو العرش المجيد ، والبطش الشديد ، شهادة كافله لي عنده بأعلى درجات أهل التوحيد .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، البشير النذير والسراج المنير ، أ شرف من أظلت السماء و أقلت البيد ، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا ، وعلى اله وأصحابه أولي المعونة على الطاعة والتأييد صلاة دائمة في كل حين تنمو وتزيد ، لا تنفذ ما دامت الدنيا والاخرة ولا تبيد .
أما بعد :لازلنا إخوتي في الله مع الترغيب في الخصال المنجية والنرهيب من الخصال المردية والتي جمع بعضها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل وعظيم كان علماؤنا يعظمون شأنه ولقد ذكرنا نثنى الحديث في الخصلة الأولى لمن أراد أن يعود إليه
الخصلة الأولى التي وقفنا عندها الجمعة الماضية هي بر الوالدين الذين قال عنهما النبي صللى الله عليه وسلم :{من أرضى والديه فقد أرضى الله تعالى ومن أسخط والديه فقد أسخط الله تعالى}.
الخصلة الثانية هي الوضوء {من حافظ عليه نجاه الله من عذاب القبر}
الخصلة الثالثة هي ذكر الله تعالى{ من حافظ عليه نجاه الله تعالى من الشياطين}
عباد الله, اتقوا الله, وأكثروا من ذكره, فإن ذكره سبحانه قوت قلوب الذاكرين, وهو قرة عيون الموحدين, وهو عدتهم الكبرى, وسلاحهم الذي لا يبلى, وهو دواء أسقامهم, الذي متى تركوه أصيبت منهم المقاتل, فانتكسوا على أعقابهم خاسرين.
إذا مرضنا تداوينا بذكركم ........... ونترك الذكر أحيانًا فننتكس
فبالذكر يستدفع الذاكرون الآفات, ويستكشفون الكربات, وتهون عليهم المصيبات, فإليه الملجأ إذا ادلهمت الخطوب, وإليه المفزع عند توالي الكوارث والكروب, به تنقشع الظلمات والأكدار, وتحلّ الأفراح والمسرّات.
وقد أمر الله تعالى به المؤمنين فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41]، وقال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]. وقد أثنى الله سبحانه وتعالى في كتابه على الذاكرين فقال تعالى: إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَـٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَٱلْقَـٰنِتِينَ وَٱلْقَـٰنِتَـٰتِ وَٱلصَّـٰدِقِينَ وَٱلصَّـٰدِقَـٰتِ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَٱلصَّـٰبِرٰتِ وَٱلْخَـٰشِعِينَ وَٱلْخَـٰشِعَـٰتِ وَٱلْمُتَصَدّقِينَ وَٱلْمُتَصَدّقَـٰتِ وٱلصَّـٰئِمِينَ وٱلصَّـٰئِمَـٰتِ وَٱلْحَـٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَـٰفِـظَـٰتِ وَٱلذٰكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذٰكِرٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35].
وأما الأخبار عن النبي فقد دلت الأدلة على أن أفضل ما شغل العبدُ به نفسه في الجملة ذكر الله تعالى, فمن ذلك ما رواه أحمد وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم, وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِق, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم, فتضربوا أعناقهم, ويضربوا أعناقكم؟)) قالوا: بلى، قال: ((ذكر الله تعالى)). ومن ذلك أيضًا ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله يسير في طريق مكة, فمر على جبل يقال له جُمْدان, فقال : ((سيروا هذا جُمْدان, سبق المفرِّدون))، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: ((الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات)).
ومما يظهر فضل الذكر وعلوَ مرتبته ما أخرجه الترمذي عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: ((لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)). ومما يدل على ذلك أن الله تعالى أمر المؤمنين بأن يذكروه قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم, فقال تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ [النساء:103]. وهكذا كان النبي فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي يذكر الله على كل أحيانه.
أيها المؤمنون, اعلموا أن أعلى مراتب الذكر الذي أمر الله به هو ما تواطأ فيه القلب واللسان, واعلموا أن هذا الفضل العظيم والأجر الكثير ليس معلقًا على ذكر الشفة واللسان فحسب, بل لا يثبت هذا الأجر الموعود إلا على ذكر يتواطأ فيه القلب واللسان, فذكر الله إن لم يخفق به القلب, وإن لم تعش به النفس, وإن لم يكن مصحوبًا بالتضرع والتذلل والمحبة لله تعالى, فلن يكون سببًا لتحصيل هذه المزايا والفضائل.
وقد يسأل المرء: ما سر تفضيل الذكر على سائر أنواع وأعمال البر, مع أنه خفيف على اللسان ولا يحصل به تعب على الأبدان؟
فالجواب: إن سر هذا التفضيل هو أن الذكر يورث يقظة القلب وحياته وصلاحه, ولذلك قال النبي : ((مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت)). فالذكر حياة القلوب وصلاحها, والذكر للقلب كالماء للزرع, بل كالماء للسمك, لا حياة له إلا به. فإذا حييت القلوب وصَلَحت صلحت الجوارح واستقامت, قال النبي : ((ألا وإن في الجسد مضغة, إذا صَلَحت صَلَح الجسد كله, وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب)) متفق عليه.
فعليكم ـ عباد الله ـ بالإكثار من ذكره سبحانه, وعمارةِ الأوقات والأزمان بالأذكار والأوراد المطلقة والمقيدة, كقول: لا إله إلا الله, فإنها من خير الأقوال وأحبها إلى الله, أو قول: سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, فإنها خير مما طلعت عليه الشمس, وغير ذلك من الأقوال التي تنمَّى بها الحسنات, وترفع بها الدرجات, وتوضع السيئات. فإن قصرت همتك وضعفت قوتك عن تلك المنازل الكبار فلا أقل من أن تحافظ على الأذكار المؤقتة والمقيدة, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأقل ذلك ـ أي: ما ينبغي على العبد المحافظة عليه من الأذكار ـ أن يلازم العبد الأذكار المأثورة عن معلم الخير وإمام المتقين , كالأذكار المؤقتة في أول النهار وآخره, وعند أخذ المضجع, وعند الاستيقاظ من المنام, وأدبار الصلوات. والأذكار المقيدة مثل ما يقال عند الأكل والشرب واللباس والجماع ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك وعند المطر والرعد وغير ذلك". وقد صنفت في ذلك بعض الكتيبات, فما عليك ـ أيها المبارك ـ إلا أن تقتني واحدًا من تلك المصنفات, وتواظب على المسابقة في الخيرات.
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسالم على رسوله الكريم
ومما يشحذ همتك ويلهب حماسك ويجذبك إلى ذكر مولاك أن تعلم أن للذكر فوائد كثيرة وعواقب حميدة لمن حافظ عليه وأكثر منه, وإليك بعض هذه الفوائد:
فمن فوائد الذكر الكبار: أنه يورث محبة الله سبحانه وتعالى, فالذكر باب المحبة وشارعها الأعظم وصراطها الأقوم, فكلما ازداد العبد لله ذكرًا ازداد له حبًا, فمن أراد أن يفوز وينال محبة الله تعالى فليلهج بذكره.
ومن فوائد ذكر الله تعالى: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره, ويزيل الهم والغم والحزن, ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط, ففي الترمذي وأبي داود والنسائي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : ((إذا خرج الرجل من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، وتنحى عنه الشيطان، فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل هدي وكفي ووقي)).
وقد ثبت أن الشيطان يهرب من الأذان, ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضُراط, حتى لا يسمع التأذين, فإذا قضى النداء أقبل, حتى إذا ثُوِّب بالصلاة أدبر, حتى إذا قضى التثويب أقبل, حتى يَخْطِر بين المرء ونفسه, يقول: اذكر كذا, اذكر كذا, لما لم يكن يذكر, حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى)).
ومنها: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة, ويمده بالقوة في قلبه وبدنه, حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لا يفعله بدونه, ولذلك علم النبي ابنته فاطمة وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثًا وثلاثين, ويحمدا ثلاثًا وثلاثين, ويكبرا أربعًا وثلاثين, لما سألته أن يعطيها خادمًا, وقال: ((فهو خير لكما من خادم)).
ومنها: أن الذكر يورث ذكر الله تعالى للعبد, قال الله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ [البقرة:152]. وفي الحديث القدسي قال تعالى: ((فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي, وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)).
وأختم بقوله صلى الله عليه وسلم :{من دخل في الإسلام دخل في حصن ،ومن دخل المسجد فقد دخل في حصنين ومن جلس في حلقة يذكر الله عزوجل فقد دخل في ثبلث حصون.
عدل سابقا من قبل سفيان عادل في الإثنين فبراير 23, 2009 4:26 pm عدل 1 مرات