لا يخفى على كل ذي عقل حي ..أن ظاهرة الأمية من أكبر المشاكل
التي تعترض تقدم الأمم..
ولا يخفى أيضا أن العبء الكبير..والحظ الأوفر من هذه
المشكلة ..تحظى به الدول الإسلامية اليوم..
وهذا حق لا مراء فيه..إلا أن هذا
الأمر جعل بعض المتقولين يقولون زورا وظلما :
إن الأسلام هو سبب التخلف ..وسبب
الامية وانتشارها في هذه البلاد..
وهذا الادعاء ..ادعاء على الإسلام بلا
دليل..وقول بلا براهين..
لنرجع بصفحات التاريخ إلى الخلف خمسة عشرة قرنا..لنستنطق التاريخ
ونرد بلسانه على هذه الادعاءات المغلوطة..
نحن الآن قبل البعثة المحمدية
بلحظات..وهاهو رسول الأمة ومعلمها الأكبر يستعد في فزع وخوف ليتلقى أول مرسوم إلهي
ليكون آخر سفير من الله إلى هذه الإنسانية التائهة ..
يأتي جبريل ليقرأ المرسوم
الإلهي نيابة عن الله تعالى..ويردد محمد بن عبد الله كلماته في رهبة
وجلال..
ليصبح ويصير رسول الله إلى هذه الإنسانية..ومنقذها الأخير من عمى الجهل
وظلام الشرك..
نقف لحظة عند أول ما نزل من الدستور السماوي على محمد..لنجد أول بند من بنوده أمرا إلهيا إلى نبي أمي بالقراءة..
فاي تعظيم
للعلم هذا؟؟
المجتمع أمي والنبي أمي..ورغم ذلك فأول أمر إليهم يكون هو
القراءة..
وفي استقراء للقرآن الكريم ..نجد الإحصائية الآتية:
*وردت مادة"كتب" ومشتقاتها 325
مرة
*مادة "قرأ" 87 مرة
*مادة "علم" 771 مرة
*ذكرت" الصحيفة" وهي من أدوات الكتابة 8
مرات و"القلم" 4 مرات..
هذا بالإضافة إلى الآيات
والأحاديث الحاضة على طلب العلم والإشادة به..
روى أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله
يقول:
"من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة.وإن الملائكة
لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم..وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض
حتى الحيتان في الماء..
وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب..إن
العلماء ورثة الأنبياء..إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم
فمن أخذ به أخذ بحظ وافر"
فهل بعد هذا الحديث يستطيع أحد أن يقول بأن الإسلام هو سبب
الأمية؟؟
فما اوهى هذا الإدعاء أمام يقين دعوة الإسلام إلى
العلم..
تحياتي