إلى
متى تبكي ؟؟ سيدتي
لقد كان لك زمنا وتفردتي به
فتوحات في شتى بقاع الأرض ، ولم تبقى
منها سوى الأقنعة كانت خطيئتك أنك أنجبت ولو أنك
بقيتي كما عهدتك سابقا لكان الآن اسمك
مزخرفا في الحاضر ولكنت حينها أول من
يرصع أزهار الليلك في ثغرك الباسم ،
ولكنت أول من يحفر القبر لك عند
الموت ، لقد رحلتي سيدتي دون
أن تودعي قبلة الأقصى دون
أن تدمع عينك على
أطلال الأندلس ، رحلتي
وبعدما عز عليك
الوداع عدتي بالبكاء ،
لم تعد تنفع هذه الدموع فقد
بكتك كل الحروف الآنفة الذكر بعد
إن حجزتي تذكرة الخيانة والرحيل
عن الوطن ، سيدتي لم يعد
هناك أطفال يلعبون بالحجر
بين أزقتنا ، اعذريني
سيدتي إن أخبرتك بأن
وطنك لم يعد شاغرا
فقد سكنته أعراق
أخرى ولكن
لي كل الشرف
بأن أستقبلك في حضن وطنهم
لاجئة إلى حين العودة إلى
المقبرة مرة أخرى ، فلم يعد لي وطن أنا الآخر ...