"إحدى
النساء كانت تشتكى من زوجها أنه لا يسمعها كلمة جميلة، رغم أن معاملته طيبة
ويحترمها، فقيل لها: لعله من النوع الذي يستحي، وأُشير عليها أن تتصل به وتسأل
عنه، قال: لم أتعود على هذا، قيل لها: كما تريدين أن يكون لك لا بد أن تكوني له،
تقول: فلما كلمته بالهاتف، وأخبرته أنني متصلة لأطمئن عليه، أحس بمكانته عندي،
فإذا به شخص آخر، وقد عشت أياما منعَّمة بسبب كلمة يسيرة لم تكلفني شيئاً، لم أعرف
أنها ستؤدي إلى هذا الأثر الجميل".
إن مسألة ترقيق القلوب عِلم من
نوع خاص، وشفافية تمتلك المشاعر، وقد قيل: "ليس الملكُ مَن ملكَ العبيدَ
والعامة، بل من ملك الأحرار وذوي الفضائل".
ومما يجب الحذر منه ـ حيث إنه
من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى دمار الحياة الزوجية ـ (المقارنة)، سواء كانت من
جهة الرجل، حيث يتصور أن في النساء ما لا يوجد في زوجته، ولو نظر في حقيقة أمره،
لربما وجد في زوجته مِن الصفات مَن تعجز عشرات النساء من اللحاق بها، لكن المصيبة
أن النفس دائماً تطمح إلى البعيد، وتتوهمه أنه جمع من الصفات ما لا يوجد عند غيره،
وما هو في واقع حاله إلا سراب وخدعة، وقد قال أهل الأدب: "النساء أشباه، وما
يُرى في العيون والقلوب من فضل مجهولاتهن على معروفاتهن باطل وخدعة، بل كثير مما
يرغب عنه الراغب مما عنده، أفضل مما تتوق إليه نفسه منهن، وإنما المترغب عما في
رحله منهن إلى ما في رحال الناس، كالمترغب عن طعام بيته إلى ما في بيوت الناس، بل
النساء أشبه من الطعام بالطعام، وما في رحال الناس من الأطعمة، أشد تفاضلاً
وتفاوتاً مما في رحالهم من النساء".
وقد تقارن المرأة حياتها بحياة
غيرها، فلانة تسافر.. فلانة تفعل.. وفلانة تفعل..، ولا تزال تكرر وتعيد وتزيد، حتى
يبغضها زوجها.
وقد قالت العرب:
"إن على راغب الزواج، أن يبتعد عن أنواع من النساء: الأنانة والحنانة
والمنانة".
فالأنانة: هي التي تكثر الأنين
والشكوى في كل ساعة وفي كل وقت، بسبب وبلا سبب.
والحنانة: هي التي تحن على
زوجها، ولا ترضى بوضعها، وتقارن بينه وبين غيره من الرجال.
والمنانة: التي تمن على زوجها،
فتقول: فعلتُ من أجلك كذا وكذا.
وكم هدمت المقارنة من البيوت
وجعلتها خاوية بعد استئناسها، والمسلم يرضى بما كتب الله له أولاً، وليثق أن من
يقارن حاله بهم ينقصهم كثيراً مما عنده، لأن الكمال صعب، وقد يوجد عنده ما لو
قارنه بما عند غيره لحمد الله على حاله، ولأبى أن يدفع بما عنده بعشرات مما عند
غيره.
فليست المسألةُ مسألةَ مادة
وسفر، وملابس ومعاصي، بل المسألة راحة نفسية، وبيت يقوم على المحبة والمودة، فإذا
توفر لي ذلك فما يهمني؟!
ولماذا أشغل نفسي بمراقبة الناس
حتى أجلب لنفسي الأحزان والهموم، ولست بطائل شيئاً.
لو وقعت المشكلة بين الزوجين
فالعاقل والموفقة من جعلا مشكلتهما طيّ الكتمان والسرية، فلا يظهران ما حصل لأحد،
لأن المشكلة إذا كانت بين الزوجين فحلها يسير، فإذا خرجت أدلى كل بدلوه، فأفسد
المودة، وأبعد القريب، وشتت الشمل.
ولذلك لا بد أن تكون هذه
كالقاعدة من أول لقاء بين الزوجين: ألا يظهر الخلاف إنْ حصل بينهما لأحدٍ كائناً
من كان، لأن بعض الناس يُفسد بتدخله أكثر مما يصلح، حتى وإن كان قريباً للزوجة،
وفعل ذلك بدافع الحمية.
وهنا أمر يفعله بعض الناس وهو:
(إفساد المرأة على زوجها)، وهذا من أعظم الآثام، فليحذر المسلم أن يكون من أهل هذا
الطريق فيبوء بالوعيد الشديد، قال صلى الله عليه وسلم: "ليس
منا من خبب امرأة على زوجها"،
أي: أفسدها.
فكم حدثت مشكلة صغيرة بين
زوجين، فلا زال بعض الناس ينفخ فيها حتى كبرت، تأتي امرأة فتقول: لا تتنازلين،
يفرض شخصيته عليك، وهكذا من الكلام المفسد، حتى يدمر البيت.
وقد تكون الدافعة على الدمار
أماً أو أختاً أو صديقة عمل، فلا تكن المرأة ضعيفة عقل، فتدمر بيتها بكلام أناس
ربما يحسدونها على حياتها.
ثم إن إظهار المشاكل مما يسقط
هيبة الزوجين أمام الناس، وأمام الأولاد، فلا يحسن بامرأة ولا رجل أن يتفاهما أو
يتشادا في موضوع أمام الأبناء، لأن التنازل في مثل هذا الموضع صعب، ومن آثاره سقوط
شخصية أحدهما إنْ ضعف موقفه، وهذا مما يضر بالأولاد، فعند ذلك يدخل الخلل في
تربيتهم، والمتضرر الأب والأم الذي أسقط أحدهما شخصية صاحبه أمام أولاده.
فإذا كان الأولاد لا يهابون
أباً ولا أماً، فكيف ستفلح معهم التربية إذا غاب الطرف القوي؟..
وعلى الزوج والزوجة عدم التشدد
في الرضى، إن استرضى أحدَهما صاحبُه، فلا تستكبر المرأة ويوسوس لها الشيطان.
ولا يتعنّت الرجل كذلك، فإذا
أقرت بالخطأ فليكن صدره واسعاً، ما دام أنه أمر لا يقدح بالدين أو الأخلاق.
على أنه لا بد أن يُعرف، أن
المرأة سيئة الخلق ليس للرجل أن يمسكها، لأنها تفسد أكثر مما تصلح.
وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: "ثلاثة
يدعون فلا يُستجاب لهم: منهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها".
وعلى المرأة أن تعرف أن خدمة
زوجها واجبة عليها، وواجب عليها أن تطيعه بالحلال (أما في الحرام فلا)، ولذا
فالواجب عليها أن تقوم بالأعمال التي يحتاجها في بيته، وتتواضع له، وتترك التعالي
عليه، ولا تفسر ما يقوله لها أنه من باب الإهانة، فلربما أمرها بفعل شيء في منزله
أياً كان هذا الشيء ـ لكن ليس فيه معارضة للدين أو قدح للأخلاق ـ، بل يدخل في عموم
حقه عليها، فلا تستكبر
وتفسره بأنه كسرٌ لشخصيتها، ولعله من المناسب أن يُعرف أن مسألة الكرامة زائلة بين
الزوجين إلى حد بعيد، فلا تفسر المرأة بعض ما يطلبه زوجها أنه إهانة.
وكم هو مهم أن يُعرف: أن الحياة
الزوجية لن تسير على ما يرام، إذا كان كل من الزوجين يريد أن يتصرف من منطلق
القوة، وعليه فإنه لا بد من وجود شخص ليّن، ولا شك.. أنها المرأة!!.
فإن كل عاقل يعرف أن لينَ الرجل
وقوةَ المرأة، يعتبر إيذاناً بهدم بيت الزوجية، فلا تسير الحياة الزوجية إلا برجل
قوي، وامرأة تعرف: (أنها أنثى ضعيفة)، ومن أجل ذلك جُعل الرجل قيما على المرأة،
لأنه قوي، والضعيفةُ تحتاج إلى ركن قوي، تأوي إليه وقت الشدة، ولا يسرها أن يكون
زوجها ضعيفاً، لا يقيم عجزها، ولا يسدّ حاجتها.
هذه هي الفطرة.. فلماذا الهروب
والمكابرة؟!
على أنه لا يعني كون الرجل
قوياً أن يكون ظالماً، فقوةُ الشخصية لا تعني الظلم والقسوة.
النساء كانت تشتكى من زوجها أنه لا يسمعها كلمة جميلة، رغم أن معاملته طيبة
ويحترمها، فقيل لها: لعله من النوع الذي يستحي، وأُشير عليها أن تتصل به وتسأل
عنه، قال: لم أتعود على هذا، قيل لها: كما تريدين أن يكون لك لا بد أن تكوني له،
تقول: فلما كلمته بالهاتف، وأخبرته أنني متصلة لأطمئن عليه، أحس بمكانته عندي،
فإذا به شخص آخر، وقد عشت أياما منعَّمة بسبب كلمة يسيرة لم تكلفني شيئاً، لم أعرف
أنها ستؤدي إلى هذا الأثر الجميل".
إن مسألة ترقيق القلوب عِلم من
نوع خاص، وشفافية تمتلك المشاعر، وقد قيل: "ليس الملكُ مَن ملكَ العبيدَ
والعامة، بل من ملك الأحرار وذوي الفضائل".
ومما يجب الحذر منه ـ حيث إنه
من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى دمار الحياة الزوجية ـ (المقارنة)، سواء كانت من
جهة الرجل، حيث يتصور أن في النساء ما لا يوجد في زوجته، ولو نظر في حقيقة أمره،
لربما وجد في زوجته مِن الصفات مَن تعجز عشرات النساء من اللحاق بها، لكن المصيبة
أن النفس دائماً تطمح إلى البعيد، وتتوهمه أنه جمع من الصفات ما لا يوجد عند غيره،
وما هو في واقع حاله إلا سراب وخدعة، وقد قال أهل الأدب: "النساء أشباه، وما
يُرى في العيون والقلوب من فضل مجهولاتهن على معروفاتهن باطل وخدعة، بل كثير مما
يرغب عنه الراغب مما عنده، أفضل مما تتوق إليه نفسه منهن، وإنما المترغب عما في
رحله منهن إلى ما في رحال الناس، كالمترغب عن طعام بيته إلى ما في بيوت الناس، بل
النساء أشبه من الطعام بالطعام، وما في رحال الناس من الأطعمة، أشد تفاضلاً
وتفاوتاً مما في رحالهم من النساء".
وقد تقارن المرأة حياتها بحياة
غيرها، فلانة تسافر.. فلانة تفعل.. وفلانة تفعل..، ولا تزال تكرر وتعيد وتزيد، حتى
يبغضها زوجها.
وقد قالت العرب:
"إن على راغب الزواج، أن يبتعد عن أنواع من النساء: الأنانة والحنانة
والمنانة".
فالأنانة: هي التي تكثر الأنين
والشكوى في كل ساعة وفي كل وقت، بسبب وبلا سبب.
والحنانة: هي التي تحن على
زوجها، ولا ترضى بوضعها، وتقارن بينه وبين غيره من الرجال.
والمنانة: التي تمن على زوجها،
فتقول: فعلتُ من أجلك كذا وكذا.
وكم هدمت المقارنة من البيوت
وجعلتها خاوية بعد استئناسها، والمسلم يرضى بما كتب الله له أولاً، وليثق أن من
يقارن حاله بهم ينقصهم كثيراً مما عنده، لأن الكمال صعب، وقد يوجد عنده ما لو
قارنه بما عند غيره لحمد الله على حاله، ولأبى أن يدفع بما عنده بعشرات مما عند
غيره.
فليست المسألةُ مسألةَ مادة
وسفر، وملابس ومعاصي، بل المسألة راحة نفسية، وبيت يقوم على المحبة والمودة، فإذا
توفر لي ذلك فما يهمني؟!
ولماذا أشغل نفسي بمراقبة الناس
حتى أجلب لنفسي الأحزان والهموم، ولست بطائل شيئاً.
لو وقعت المشكلة بين الزوجين
فالعاقل والموفقة من جعلا مشكلتهما طيّ الكتمان والسرية، فلا يظهران ما حصل لأحد،
لأن المشكلة إذا كانت بين الزوجين فحلها يسير، فإذا خرجت أدلى كل بدلوه، فأفسد
المودة، وأبعد القريب، وشتت الشمل.
ولذلك لا بد أن تكون هذه
كالقاعدة من أول لقاء بين الزوجين: ألا يظهر الخلاف إنْ حصل بينهما لأحدٍ كائناً
من كان، لأن بعض الناس يُفسد بتدخله أكثر مما يصلح، حتى وإن كان قريباً للزوجة،
وفعل ذلك بدافع الحمية.
وهنا أمر يفعله بعض الناس وهو:
(إفساد المرأة على زوجها)، وهذا من أعظم الآثام، فليحذر المسلم أن يكون من أهل هذا
الطريق فيبوء بالوعيد الشديد، قال صلى الله عليه وسلم: "ليس
منا من خبب امرأة على زوجها"،
أي: أفسدها.
فكم حدثت مشكلة صغيرة بين
زوجين، فلا زال بعض الناس ينفخ فيها حتى كبرت، تأتي امرأة فتقول: لا تتنازلين،
يفرض شخصيته عليك، وهكذا من الكلام المفسد، حتى يدمر البيت.
وقد تكون الدافعة على الدمار
أماً أو أختاً أو صديقة عمل، فلا تكن المرأة ضعيفة عقل، فتدمر بيتها بكلام أناس
ربما يحسدونها على حياتها.
ثم إن إظهار المشاكل مما يسقط
هيبة الزوجين أمام الناس، وأمام الأولاد، فلا يحسن بامرأة ولا رجل أن يتفاهما أو
يتشادا في موضوع أمام الأبناء، لأن التنازل في مثل هذا الموضع صعب، ومن آثاره سقوط
شخصية أحدهما إنْ ضعف موقفه، وهذا مما يضر بالأولاد، فعند ذلك يدخل الخلل في
تربيتهم، والمتضرر الأب والأم الذي أسقط أحدهما شخصية صاحبه أمام أولاده.
فإذا كان الأولاد لا يهابون
أباً ولا أماً، فكيف ستفلح معهم التربية إذا غاب الطرف القوي؟..
وعلى الزوج والزوجة عدم التشدد
في الرضى، إن استرضى أحدَهما صاحبُه، فلا تستكبر المرأة ويوسوس لها الشيطان.
ولا يتعنّت الرجل كذلك، فإذا
أقرت بالخطأ فليكن صدره واسعاً، ما دام أنه أمر لا يقدح بالدين أو الأخلاق.
على أنه لا بد أن يُعرف، أن
المرأة سيئة الخلق ليس للرجل أن يمسكها، لأنها تفسد أكثر مما تصلح.
وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: "ثلاثة
يدعون فلا يُستجاب لهم: منهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها".
وعلى المرأة أن تعرف أن خدمة
زوجها واجبة عليها، وواجب عليها أن تطيعه بالحلال (أما في الحرام فلا)، ولذا
فالواجب عليها أن تقوم بالأعمال التي يحتاجها في بيته، وتتواضع له، وتترك التعالي
عليه، ولا تفسر ما يقوله لها أنه من باب الإهانة، فلربما أمرها بفعل شيء في منزله
أياً كان هذا الشيء ـ لكن ليس فيه معارضة للدين أو قدح للأخلاق ـ، بل يدخل في عموم
حقه عليها، فلا تستكبر
وتفسره بأنه كسرٌ لشخصيتها، ولعله من المناسب أن يُعرف أن مسألة الكرامة زائلة بين
الزوجين إلى حد بعيد، فلا تفسر المرأة بعض ما يطلبه زوجها أنه إهانة.
وكم هو مهم أن يُعرف: أن الحياة
الزوجية لن تسير على ما يرام، إذا كان كل من الزوجين يريد أن يتصرف من منطلق
القوة، وعليه فإنه لا بد من وجود شخص ليّن، ولا شك.. أنها المرأة!!.
فإن كل عاقل يعرف أن لينَ الرجل
وقوةَ المرأة، يعتبر إيذاناً بهدم بيت الزوجية، فلا تسير الحياة الزوجية إلا برجل
قوي، وامرأة تعرف: (أنها أنثى ضعيفة)، ومن أجل ذلك جُعل الرجل قيما على المرأة،
لأنه قوي، والضعيفةُ تحتاج إلى ركن قوي، تأوي إليه وقت الشدة، ولا يسرها أن يكون
زوجها ضعيفاً، لا يقيم عجزها، ولا يسدّ حاجتها.
هذه هي الفطرة.. فلماذا الهروب
والمكابرة؟!
على أنه لا يعني كون الرجل
قوياً أن يكون ظالماً، فقوةُ الشخصية لا تعني الظلم والقسوة.