الحمد لله والكفى والصلاة والسلام على المصطفى أما بعد:
فقد وقفت على كتاب ماتع بعنوان(المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم) للشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله.
والكتاب طويل يحتوي على عدة أبواب فأردت أن أنقل أهم باب(بالنسبة لي) وجدته في ذاك الكتاب الذي هو بعنوان (أسباب النجاة من كرب يوم القيامة وشدة أهواله) وذلك عبر مواضيع متفرقة إن شاء الله فلا تنسونا من صالح دعائكم .
قال الشيخ حفظه الله:
أسباب النجاة
من كرب يوم القيامة وشدة أهواله
ولعل سائلاً يسأل عن أسباب المخرج من تلك الشدائد، والأهوال والكروب؟.
فنقول -وبالله التوفيق-: ليس المخرج من تلك الشدائد والأهوال والكروب التي ثبت وقوعها يوم القيامة بالنصوص الصريحة، ليس المخرج منها يا أخي المسلم أن تلازم الإقامة في مكان معين تقبع فيه لممارسة بعض الأوراد ونحوها وقد احتجبت عن الناس وهم يقعون في المخالفات والانحرافات والمنكرات وأنت قادر على تعليمهم وأمرهم ونَهيهم ولَم تفعل، كلا ليس هذا هو المخرج، وإنما المخرج الحق له أسباب أرشد إليها القرآن العظيم ودعا إلى الاعتصام بِها النبي الكريم ج وهذه الأسباب سأبينها لك في الفصول التالية من هذا الباب -إن شاء الله-.
الفصل الأول :
السبب الأول: إقامة أركان الإسلام والإيمان والإحسان على وجه التمام
ثم الانطلاق الجاد في أداء كل عمل صالح مبرور يقرب إلى الله, ثم الإيْمان بكل ما يجب الإيْمان به من أصول هذا الدين وفروعه، وفي مقدمة هذه الأصول الإيْمان بالله المتضمن للإيْمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، والإيْمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله عز وجل ، ثم الانطلاق الجاد والسعي المتواصل في أداء كل عمل صالح مبرور وكل كلم طيب يصعد إلى الله ويكون سببًا موصلاً لنيل محبته ورضاه، وليس بخاف على ذوي العلم والعقل الصحيح والبصيرة النافذة أن جميع الأعمال الظاهرة والباطنة هن الباقيات الصالحات عند الله وقد أشار إلى هذا المعنى في قوله -تبارك وتعالى-: ﴿ المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ [الكهف:46].
وفي قوله تعالى: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ:37].
فقد اعتبر المولى سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين الإيْمان الصادق والعمل الصالح سببين رئيسيين في الحصول على كل محبوب والنجاة من كل مكروه ومرهوب وبين أن ما يعطاه الإنسان من مال وبنين في هذه الحياة إنما هو متاع زائل وأن ثواب الباقيات الصالحات هو الباقي، وهو النافع للعبد يوم تحشر الخلائق إلى ربِّها، وتنصب الموازين لوزن الأعمال وعامليها، وتنشر الدواوين التي قد سجل فيها كل ما عمله الإنسان من خير وشر :
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ -7, وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة:7-8].
يتبع في موضوع آخر حول سبب آخر من أسباب النجاة..........
__________________
فقد وقفت على كتاب ماتع بعنوان(المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم) للشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله.
والكتاب طويل يحتوي على عدة أبواب فأردت أن أنقل أهم باب(بالنسبة لي) وجدته في ذاك الكتاب الذي هو بعنوان (أسباب النجاة من كرب يوم القيامة وشدة أهواله) وذلك عبر مواضيع متفرقة إن شاء الله فلا تنسونا من صالح دعائكم .
قال الشيخ حفظه الله:
أسباب النجاة
من كرب يوم القيامة وشدة أهواله
ولعل سائلاً يسأل عن أسباب المخرج من تلك الشدائد، والأهوال والكروب؟.
فنقول -وبالله التوفيق-: ليس المخرج من تلك الشدائد والأهوال والكروب التي ثبت وقوعها يوم القيامة بالنصوص الصريحة، ليس المخرج منها يا أخي المسلم أن تلازم الإقامة في مكان معين تقبع فيه لممارسة بعض الأوراد ونحوها وقد احتجبت عن الناس وهم يقعون في المخالفات والانحرافات والمنكرات وأنت قادر على تعليمهم وأمرهم ونَهيهم ولَم تفعل، كلا ليس هذا هو المخرج، وإنما المخرج الحق له أسباب أرشد إليها القرآن العظيم ودعا إلى الاعتصام بِها النبي الكريم ج وهذه الأسباب سأبينها لك في الفصول التالية من هذا الباب -إن شاء الله-.
الفصل الأول :
السبب الأول: إقامة أركان الإسلام والإيمان والإحسان على وجه التمام
ثم الانطلاق الجاد في أداء كل عمل صالح مبرور يقرب إلى الله, ثم الإيْمان بكل ما يجب الإيْمان به من أصول هذا الدين وفروعه، وفي مقدمة هذه الأصول الإيْمان بالله المتضمن للإيْمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، والإيْمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله عز وجل ، ثم الانطلاق الجاد والسعي المتواصل في أداء كل عمل صالح مبرور وكل كلم طيب يصعد إلى الله ويكون سببًا موصلاً لنيل محبته ورضاه، وليس بخاف على ذوي العلم والعقل الصحيح والبصيرة النافذة أن جميع الأعمال الظاهرة والباطنة هن الباقيات الصالحات عند الله وقد أشار إلى هذا المعنى في قوله -تبارك وتعالى-: ﴿ المَالُ وَالبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ [الكهف:46].
وفي قوله تعالى: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ﴾ [سبأ:37].
فقد اعتبر المولى سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين الإيْمان الصادق والعمل الصالح سببين رئيسيين في الحصول على كل محبوب والنجاة من كل مكروه ومرهوب وبين أن ما يعطاه الإنسان من مال وبنين في هذه الحياة إنما هو متاع زائل وأن ثواب الباقيات الصالحات هو الباقي، وهو النافع للعبد يوم تحشر الخلائق إلى ربِّها، وتنصب الموازين لوزن الأعمال وعامليها، وتنشر الدواوين التي قد سجل فيها كل ما عمله الإنسان من خير وشر :
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ -7, وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة:7-8].
يتبع في موضوع آخر حول سبب آخر من أسباب النجاة..........
__________________