لازلنا اخوة الإسلام مع الترغيب في الخصال المنجية والترهيب من الخصال المردية في ضوء حديث رسول الله الذي جمع فيه الكثير من هذه الخصال الحديث كاملا هذا الحديث الذي أعيد وأذكر بقدره وكيف كان علماؤنا يعظمون شأنه .
وقفنا عند بر الوالدين يزيد في عمر صاحبه والمحافظة على الوضوء نجاة من عذاب القبر وذكر الله تعالى حصن منيع من كل شيطان رجيم والصلاة من حافظ عليها نجاه الله من ملائكة العذاب ، الصلاة إخوة الإسلام أعظم فرائض الإسلام بعد التوحيد عظم الإسلام شأنها ورفع ذكرها وأعلى مكانتها كل العبادات فرضت في الأرض إلا الصلاة فرضت في السماء فهي أم العبادات وأفضل الطاعات لدى جاءت النصوص تحض على إقانتها والمحافظة عليها والمداومة على تأديتها في أوقاتهاو الصيام فضله عظيم به يرتوي العبد من ظمأ يوم حره شديد وغسل الحنابة يجعلك تجلس الة جنب النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
الفضيلة التاية هي الج والعمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ورأيت رجلا من أمتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحير فبها فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور}.
فضل الحج.
عبادَ اللهِ : يكفِي
الحاجُّ فضلاً وشرفاً أنَّهُ يعودُ مِنْ حجِّهِ إلَى بلدِهِ مغفوراً لَهُ كمَا
ولدتْهُ أمُّهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :» مَنْ حجَّ
فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يفسُقْ رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أمُّهُ«([6]).
ومِنْ فضائلِ الحجِّ أنَّ الحجاجَ
وفدُ اللهِ تعالَى يسألونَهُ فيعطِيهِمْ، ويدعونَهُ فيستجيبُ لَهُمْ، ويستغفرُونَهُ
فيغفرُ لَهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :» الحُجَّاجُ
والعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ ، دَعَاهُمْ فأَجَابُوهُ ، وسأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ
«([7]).
ومِنْ فضائلِ الحجِّ أنَّهُ يعلِّمُ الناسَ
الصبرَ والتَّحمُّلَ ، ومعاملةَ جميعِ الخلْقِ بالرِّفقِ واللِّينِ والرَّحمةِ ،
فقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوصِي الحجاجَ بالسَّكينةِ والرِّفْقِ
فِي شدَّةِ الزِّحامِ فيقولُ صلى الله عليه وسلم :» أَيُّهَا النَّاسُ
السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ «([8]).
وفِي ذلكَ تدريبٌ وتعليمٌ ، فإذَا رجعَ
المسلمُ إلَى بلادِهِ مِنَ الحجِّ عامَلَ النَّاسَ بالرَّحمةِ والشَّفقةِ
والسَّماحةِ والصِّدقِ : يوقِّرُ كبيرَهُمْ، ويرحَمُ صغيرَهُمْ، ويُجِلُّ
عالِمَهُمْ، وإذا باعَ أوِ اشترَى فلاَ مكْرَ ولاَ خداعَ ولاَ غِشَّ، ويطعمُ
الطعامَ ، ويُلينُ الكلامَ ، فعَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُمَا
قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلممَا بِرُّ
الْحَجِّ ؟ قَالَ :» إِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَطِيبُ الْكَلامِ
«([9]).
أيُّها المؤمنونَ : الحجُّ ركنٌ
عظيمٌ يجتمعُ فيهِ المسلمونَ فِي مكانٍ واحدٍ، ويلبُّونَ بتلبيةٍ واحدةٍ ، ويلبسونَ
لباساً مُوَحَّداً ، لاَ فرْقَ بيْنَ عربِيٍّ ولاَ أعجمِيٍّ، ولاَ بيْنَ أبيضَ ولاَ
أسودَ ، ولاَ بيْنَ فقِيرٍ وغنِيٍّ، الكلُّ سواسيةٌ ، وهذَا كفيلٌ بأنْ يغرسَ فِي
نفوسِهِمُ الوحدةَ والتَّآلفَ والمودةَ والمحبَّةَ ، يقولُ رَسُولُ اللهِصلى الله عليه وسلم فِي إحْدَى خُطبِهِ فِي الحجِّ :« يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلاَ لاَ فَضْلَ
لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ ، وَلاَ لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ ، وَلاَ
لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى
»([10]).
فهنيئًا لِمَنْ وفَّقَهُ اللهُ تعالَى
لأداءِ هذهِ الفريضةِ العظيمةِ حتَّى تتحققَ لهُ هذهِ الفضائلُ، ويفوزَ بالأجرِ
العظيمِ، ويدخلَ جنَّاتِ النَّعيم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إِلا
بُشِّرَ، وَلا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ إِلا بُشِّرَ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
بِالْجَنَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ»([11]).
اللهمَّ تقبَّلْ مِنْ حُجَّاجِ بيتِكَ
الحرامِ واجعَلْ حجَّهُمْ حجًّا مبرورًا ، إنَّك أنتَ السَّميعُ العليمُ.
أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ لِي
ولكمْ فاستغفرُوهُ، إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ .
الخطبةُ الثانيةُ
فقد ورد في السنة ما يدل على فضل العمرة وثوابها..
فمن فضلها "غفران الذنوب وزوالها" :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". {رواه البخاري}،والكفارة إن الحسنات يذهبن السيئات ) .
ومن فضلها "إكرام الله لضيوفه" :
قال صلى الله عليه وسلم " الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم " رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .
ومن فضل العمرة أنها "تنفي الفقر كما تنفي الذنوب" :
وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد". {رواه الترمذي} وفي الحديث استحباب متابعة الحج والعمرة، وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمرات؛ عمرة الحديبية في ذي القعدة حيث صده المشركون وعمرة في العام التالي في ذي القعدة حيث صالح المشركين، وعمرة الجعرانة وفيها وزع صلى الله عليه وسلم غنائم حنين، وعمرة مع حجته صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أن:"ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد" كما قال ابن الجوزي رحمه الله..ومن هنا كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف، وقال ابن بطال: إن ثواب العمرة في رمضان يعدل ثواب الحج لكنه لا يقوم مقامه في إسقاط الفرض.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ
أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه ، قَالَ
تَعَالَى:]إِنَّ
اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([12]) ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ
صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً »([13]) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ
وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الحجَّ المبرورَ والذنبَ
المغفورَ ، اللَّهُمَّ تقبلْ مِنْ حجاجِ بيتِكَ الحرامِ ، اللَّهُمَّ إِنِّا
نسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ إِنِّا
نسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ اللَّهُمَّ إِنِّا
نسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنَا
حُبَّكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ
عَلَى الرُّشْدِ، وَنسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ،
اللَّهُمَّ إنَّا نسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ
اسقِنَا الغيثَ ولاَ تجعَلْنَا مِنَ القانطينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ
أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لنَا الزَّرْعَ وَأَدِرَّ
لنَا الضَّرْعَ وَاسْقِنَا منْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَنْبِتْ لنَا منْ
بَرَكَاتِالأَرْضِ ، اللَّهُمَّ أَخلِفْ علَى مَنْ زكَّى مالَهُ
عطاءً ونماءً وزدْهُ مِنْ فضلِكَ سعةً ورخاءً، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ
وَقَفَ لَكَ وَقْفًا يَعُودُ نَفْعُهُ عَلَى عِبَادِكَ بِرَحْمَتِكَ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ
الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ،
وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ
لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ، اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَلَدَنَا
هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَوَفِّقْنَا
جَمِيعًا لِلسَّيْرِ عَلَى مَا يُحَقِّقُ الْخَيْرَ وَالرِّفْعَةَ لِهَذِهِ
الْبِلاَدِ وَأَهْلِهَا أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاَتَنَا
وَقِيَامَنَا، وَاجْعَلْ جَمِيعَ أَعْمَالِنَا خَالِصَةً لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ
يَذْكُرْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ، وَأَقِمِ
الصَّلاَةَ.
وقفنا عند بر الوالدين يزيد في عمر صاحبه والمحافظة على الوضوء نجاة من عذاب القبر وذكر الله تعالى حصن منيع من كل شيطان رجيم والصلاة من حافظ عليها نجاه الله من ملائكة العذاب ، الصلاة إخوة الإسلام أعظم فرائض الإسلام بعد التوحيد عظم الإسلام شأنها ورفع ذكرها وأعلى مكانتها كل العبادات فرضت في الأرض إلا الصلاة فرضت في السماء فهي أم العبادات وأفضل الطاعات لدى جاءت النصوص تحض على إقانتها والمحافظة عليها والمداومة على تأديتها في أوقاتهاو الصيام فضله عظيم به يرتوي العبد من ظمأ يوم حره شديد وغسل الحنابة يجعلك تجلس الة جنب النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
الفضيلة التاية هي الج والعمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ورأيت رجلا من أمتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحير فبها فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور}.
فضل الحج.
عبادَ اللهِ : يكفِي
الحاجُّ فضلاً وشرفاً أنَّهُ يعودُ مِنْ حجِّهِ إلَى بلدِهِ مغفوراً لَهُ كمَا
ولدتْهُ أمُّهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :» مَنْ حجَّ
فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يفسُقْ رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أمُّهُ«([6]).
ومِنْ فضائلِ الحجِّ أنَّ الحجاجَ
وفدُ اللهِ تعالَى يسألونَهُ فيعطِيهِمْ، ويدعونَهُ فيستجيبُ لَهُمْ، ويستغفرُونَهُ
فيغفرُ لَهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :» الحُجَّاجُ
والعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ ، دَعَاهُمْ فأَجَابُوهُ ، وسأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ
«([7]).
ومِنْ فضائلِ الحجِّ أنَّهُ يعلِّمُ الناسَ
الصبرَ والتَّحمُّلَ ، ومعاملةَ جميعِ الخلْقِ بالرِّفقِ واللِّينِ والرَّحمةِ ،
فقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يوصِي الحجاجَ بالسَّكينةِ والرِّفْقِ
فِي شدَّةِ الزِّحامِ فيقولُ صلى الله عليه وسلم :» أَيُّهَا النَّاسُ
السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ «([8]).
وفِي ذلكَ تدريبٌ وتعليمٌ ، فإذَا رجعَ
المسلمُ إلَى بلادِهِ مِنَ الحجِّ عامَلَ النَّاسَ بالرَّحمةِ والشَّفقةِ
والسَّماحةِ والصِّدقِ : يوقِّرُ كبيرَهُمْ، ويرحَمُ صغيرَهُمْ، ويُجِلُّ
عالِمَهُمْ، وإذا باعَ أوِ اشترَى فلاَ مكْرَ ولاَ خداعَ ولاَ غِشَّ، ويطعمُ
الطعامَ ، ويُلينُ الكلامَ ، فعَنْ جَابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنهُمَا
قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلممَا بِرُّ
الْحَجِّ ؟ قَالَ :» إِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَطِيبُ الْكَلامِ
«([9]).
أيُّها المؤمنونَ : الحجُّ ركنٌ
عظيمٌ يجتمعُ فيهِ المسلمونَ فِي مكانٍ واحدٍ، ويلبُّونَ بتلبيةٍ واحدةٍ ، ويلبسونَ
لباساً مُوَحَّداً ، لاَ فرْقَ بيْنَ عربِيٍّ ولاَ أعجمِيٍّ، ولاَ بيْنَ أبيضَ ولاَ
أسودَ ، ولاَ بيْنَ فقِيرٍ وغنِيٍّ، الكلُّ سواسيةٌ ، وهذَا كفيلٌ بأنْ يغرسَ فِي
نفوسِهِمُ الوحدةَ والتَّآلفَ والمودةَ والمحبَّةَ ، يقولُ رَسُولُ اللهِصلى الله عليه وسلم فِي إحْدَى خُطبِهِ فِي الحجِّ :« يَا أَيُّهَا النَّاسُ
أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلاَ لاَ فَضْلَ
لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ ، وَلاَ لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ ، وَلاَ
لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى
»([10]).
فهنيئًا لِمَنْ وفَّقَهُ اللهُ تعالَى
لأداءِ هذهِ الفريضةِ العظيمةِ حتَّى تتحققَ لهُ هذهِ الفضائلُ، ويفوزَ بالأجرِ
العظيمِ، ويدخلَ جنَّاتِ النَّعيم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :« مَا أَهَلَّ مُهِلٌّ قَطُّ إِلا
بُشِّرَ، وَلا كَبَّرَ مُكَبِّرٌ قَطُّ إِلا بُشِّرَ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
بِالْجَنَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ»([11]).
اللهمَّ تقبَّلْ مِنْ حُجَّاجِ بيتِكَ
الحرامِ واجعَلْ حجَّهُمْ حجًّا مبرورًا ، إنَّك أنتَ السَّميعُ العليمُ.
أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ لِي
ولكمْ فاستغفرُوهُ، إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ .
الخطبةُ الثانيةُ
فقد ورد في السنة ما يدل على فضل العمرة وثوابها..
فمن فضلها "غفران الذنوب وزوالها" :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". {رواه البخاري}،والكفارة إن الحسنات يذهبن السيئات ) .
ومن فضلها "إكرام الله لضيوفه" :
قال صلى الله عليه وسلم " الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم " رواه ابن ماجه وحسنه الألباني .
ومن فضل العمرة أنها "تنفي الفقر كما تنفي الذنوب" :
وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم "تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد". {رواه الترمذي} وفي الحديث استحباب متابعة الحج والعمرة، وقد اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمرات؛ عمرة الحديبية في ذي القعدة حيث صده المشركون وعمرة في العام التالي في ذي القعدة حيث صالح المشركين، وعمرة الجعرانة وفيها وزع صلى الله عليه وسلم غنائم حنين، وعمرة مع حجته صلى الله عليه وسلم .
ومعلوم أن:"ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت كما يزيد بحضور القلب وبخلوص القصد" كما قال ابن الجوزي رحمه الله..ومن هنا كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف، وقال ابن بطال: إن ثواب العمرة في رمضان يعدل ثواب الحج لكنه لا يقوم مقامه في إسقاط الفرض.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ
أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْه ، قَالَ
تَعَالَى:]إِنَّ
اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[([12]) ويَقُولُ الرسولُ صلى الله عليه وسلم :« مَنْ
صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً »([13]) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ
وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الحجَّ المبرورَ والذنبَ
المغفورَ ، اللَّهُمَّ تقبلْ مِنْ حجاجِ بيتِكَ الحرامِ ، اللَّهُمَّ إِنِّا
نسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ إِنِّا
نسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛ اللَّهُمَّ إِنِّا
نسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنَا
حُبَّكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ
عَلَى الرُّشْدِ، وَنسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ،
اللَّهُمَّ إنَّا نسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ
اسقِنَا الغيثَ ولاَ تجعَلْنَا مِنَ القانطينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ
أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لنَا الزَّرْعَ وَأَدِرَّ
لنَا الضَّرْعَ وَاسْقِنَا منْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ وَأَنْبِتْ لنَا منْ
بَرَكَاتِالأَرْضِ ، اللَّهُمَّ أَخلِفْ علَى مَنْ زكَّى مالَهُ
عطاءً ونماءً وزدْهُ مِنْ فضلِكَ سعةً ورخاءً، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ
وَقَفَ لَكَ وَقْفًا يَعُودُ نَفْعُهُ عَلَى عِبَادِكَ بِرَحْمَتِكَ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ
الْمَغْفِرَةَ والثَّوَابَ لِمَنْ بَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ وَلِوَالِدَيْهِ،
وَلِكُلِّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ صَالِحًا وَإِحْسَانًا، وَاغْفِرِ اللَّهُمَّ
لِكُلِّ مَنْ بَنَى لَكَ مَسْجِدًا يُذْكَرُ فِيهِ اسْمُكَ، اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَلَدَنَا
هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ، وَوَفِّقْنَا
جَمِيعًا لِلسَّيْرِ عَلَى مَا يُحَقِّقُ الْخَيْرَ وَالرِّفْعَةَ لِهَذِهِ
الْبِلاَدِ وَأَهْلِهَا أَجْمَعِينَ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاَتَنَا
وَقِيَامَنَا، وَاجْعَلْ جَمِيعَ أَعْمَالِنَا خَالِصَةً لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ
يَذْكُرْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ، وَأَقِمِ
الصَّلاَةَ.