قال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم}. وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل العبادة الدعاء"، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء"، وعنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء، بل وذم من لم يدْعُ فقال: "من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه".
الدعاء نعمة كبرى، ومنحة جاد بها ربنا علينا حيث أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة والإثابة؛ فشأن الدعاء عظيم، ومنزلته عالية في الدين، فما اسْتُجْلِبت النعم بمثله، ولا استُدفعت النقم بمثله، ذلك أنه يتضمن توحيد الله، وإفراده بالعبادة دون سواه. وهذا هو رأس الأمر وأصل الدين.
والدعاء عبادة لله، وتوكل عليه، وأكرم شيء عليه تعالى، وهو سبب عظيم لانشراح الصدر، وتفريج الهم، ودفع غضب الله سبحانه، وهو مفزع المظلومين، وملجأ المستضعفين، ومأمن الخائفين، وسبب لدفع البلاء.
إن ثمرة الدعاء مضمونة إذا أتى الداعي بشرائط الدعاء وآدابه، فإما أن تعجَّل له الدعوة، وإما أن يُدفع عنه من السوء مثلها، وإما أن تُدخر له في الآخرة.
فما أشد حاجتنا إلى الدعاء! بل ما أعظم ضرورتنا إليه خاصة في هذه الأيام التي يتعرض فيها إخواننا في غزة إلى القتل والدمار والإبادة الجماعية التي لم يسبق لها مثيل!.
شارك معنا بالدعاء
شارك معنا بالدعاء ونحن سنؤمن خلفك عسى أن يكشف الله الغمة، ويزيل الكربة، ويحقق النصرة لإخواننا في غزة على من حاصرهم وقتل أولادهم وشرد أطفالهم ورمل نساءهم وقضى على أخضرهم ويابسهم.
ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، وألحوا على الله بالدعاء، ولا تستعجلوا النصر، ولا تستقلوا الدعاء؛ لأنه أشد الأسلحة فتكا ونصرة لو صدقت النوايا وأخذنا بأسباب النصر، حتى لا تلهج الألسنة وتقعد الجوارح.